صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

النزعة الفاشية...

اذهب الى الأسفل

النزعة الفاشية... Empty النزعة الفاشية...

مُساهمة من طرف said السبت 23 فبراير 2008 - 17:11



في الفاشية
محمد بوبكري

تؤكد دروس التاريخ الحديث أن الفاشية لا تظهر على حقيقتها في بدايتها• ففي أغلب الأحوال، تظهر بدون أن تكشف عن طبيعتها• كما أنها تغطي في البدء على غاياتها ووسائلها، مدعية أنها تحمل مشروعا منسجما مع مقومات المجتمع الديمقراطي• ويقتضي ذلك الوعي بهذه الظاهرة الخطيرة واكتشاف سماتها في المهد قبل أن تستغل المشكلات الاجتماعية، أو أية فرصة أخرى لتتطور إلى فاشية مكتملة• لقد كانت النازية في بدايتها مجرد حزب صغير ضمن الجناح اليميني في جمهورية فايمار، لكن كيف أمكن لهذه الجماعة الصغيرة أن تستغل الانتخابات الديمقراطية وتصبح حزبا دكتاتوريا حاكما؟ صحيح، لقد استطاع هتلرHitler بعبقريته أن يتلاعب بعواطف الجماهير ويقنعها بخطابه، لكن هذا غير كاف لتفسير قيام الفاشية ورسوخ قوتها في المجتمع الألماني• ففي البداية، أيد الشعب الألماني بكل طبقاته الفكر النازي وقبل خطه دون أن تكون له أدنى معرفة بطبيعته والمآل الذي يقوده إليه• وبعد الأزمة الاقتصادية والمالية لسنة 1929، ضرب الذعر صغار رجال الأعمال، والموظفين المدنيين، والمزارعين، والطلاب الذين تعرضوا للإحباط• وفضلا عن ذلك، لقد ثبطت عزيمتهم هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى• ونتيجة لهذه الهزيمة واستفحال الأوضاع الاقتصادية، انخرط الناس في برنامج الحزب النازي اعتقادا منهم أنه هو الأداة السياسية الوحيدة المؤهلة لإنقاذهم• ويرى المؤرخ أرنولد توينبي Arnold Toynbee أن الطبقة الوسطى الدنيا قد لعبت دورا حاسما في نجاح الفاشية بألمانيا•• فقد كانت قادرة على تنظيم نفسها لتقوم بالهجوم قصد الاستيلاء على السلطة، حيث إنها كانت هي القوة الاجتماعية المتمردة التي حملت هتلر إلى السلطة في ألمانيا ثلاثينيات القرن المنصرم• وبما أن أفراد هذه الطبقة لم يجدوا شخصا أو مؤسسة تريد مساعدتهم وشد أزرهم، فقد لجأوا إلى الانخراط في الحزب القومي الاشتراكي، واستولوا على سلطة الحكومة• وهكذا، فما كان للعبقرية الديماغوجية لهتلر أن تكون وحدها كافية لإقامة سلطته الدكتاتورية لو لم تكن هناك طبقة اجتماعية ساخطة استطاع أن يدغدغ عواطفها عبر ادعائه امتلاك برنامج إصلاح• وهكذا، قبلته زعيما لها• لقد ساند الألمان الحزب النازي، آملين أن يحل مشاكلهم التي لا ينكرها أحد، لكنهم كانوا عديمي القدرة على إدراك أن الأساليب التي اعتمدها النازيون ستكون كارثية على المجتمع الألماني وعلى الشعوب الأخرى• فقد تسببت المصائب التي تعرض لها الألمان إلى نفاد صبرهم، الأمر الذي حال دون رؤيتهم للأذى الذي يمكن أن يُحدثه النازيون، وكذا عجزهم عن التنبؤ بأن الشعوب التي ألحقوا بها الكوارث سترد عليهم بقوة• وهكذا، فقد نجم عن هذا العمى الفكري والأخلاقي إحباط آمال ألمانيا ودمارها الذاتي• تعيش بلادنا الآن ظروفا اجتماعية وسياسية صعبة، حيث ينتشر الفقر والبطالة والأمية••• كما حدثت تراجعات دستورية وسياسية أفشلت الانتقال الديمقراطي، بل إن هناك أشخاصا نافذين يعتبرون أنفسهم فوق الدستور• وهذا ما عمق غياب المأسسة الفعلية، حيث توجد مؤسسات دستورية في شبه عطالة لكونها منقوصة الصلاحيات، الأمر الذي أدخل البلاد في مأزق قد يعود بنا إلى نظام سلطوي••• وفضلا عن ذلك، لقد تمت بلقنة الحقل السياسي وتفريخ أحزاب وكيانات هجينة تأتمر بأوامر السلطة وتستغل وسائلها لتحقيق أغراضها السياسية• وفوق ذلك، تتم ممارسة دعاية مغرضة ضد الأحزاب الديمقراطية بهدف النيل منها وتجريدها من أدوارها الحقيقية بغية فسح المجال لتأسيس حزب الدولة••• وهذا ما سَيُحدث فراغا سياسيا قد يتسبب في زعزعة الاستقرار السياسي••• وتبعا لذلك، يظهر لي أن هذه الظواهر وغيرها قد تحول مجتمعنا إلى تربة خصبة لظهور الفاشية• حيث إن هناك مؤشرات تؤكد أن مجتمعنا قد أصبح عرضة للإرهاب من قبل جماعات الإسلام السياسي التي أصبح همها الوحيد هو الوصول إلى السلطة وإحكام سيطرتها على المجتمع••• تعتقد هذه الجماعات أنها تمتلك الحقيقة المطلقة، وأن أهدافها مطلقة الجودة، بل إنها واجبة التحقيق إلى حد أن العنف أصبح وسيلة مبررة شرعا• إنها تدعي الاعتدال وتتدثر بالديمقراطية علنا، لكنها تمارس التقية وتعمل سرا على اختراق المجتمع ومؤسساته، مستغلة المقدس الديني، ومدعية امتلاك مفاتيح سحرية لحل كل المشاكل• كما أنها تدعو إلى العنف والإرهاب من أجل إقامة دولة الخلافة الإسلامية العادلة• وانطلاقا من أعمالها الإرهابية المتعددة، فإن هذه الجماعات لن تخلق فردوسا أرضيا، بل إنها، في حالة نجاحها، ستحول الوطن إلى مجزرة••• وهكذا، فإذا كانت الفاشية والديمقراطية تتعارضان في الجوهر، فإن الأولى قد ترتدي أحيانا قناع الثانية لتتطور وتترسخ••• وتجنبا للسقوط في فخ الفاشية، يجب القيام بإصلاحات دستورية وسياسية واقتصادية واجتماعية• كما يتطلب الأمر امتلاك كل فرد للقدرة الفكرية على تقدير آثار أفعاله وأعماله على حياة الآخرين وكينونتهم••• ويقتضي ذلك تربية أفراد المجتمع على المحبة واحترام كل البشر• فمن شأن هذه التربية أن تساعد على نمو الحكمة الفردية التي ستمكن من الحيلولة دون نشوء الفاشية• ودفاعا عن الديمقراطية، على كل فرد أن يمتلك الفكر ليدرس طبيعة ما يحدث حوله• وهكذا، فإن الوعي الفردي السليم هو أفضل السبل لدمقرطة المجتمع وحمايته من نشوء الفاشية• ويرى توينبي Toynbee أنه عندما يصبح الاستياء العميق موقفا سائدا، تجد الفاشية موطئ قدم لها في المجتمع• ويستطرد قائلا: إن أفضل وقاية من الفاشية هي إقامة العدل الاجتماعي إلى أقصى حد ممكن• فكلما اقترب النظام من العدل الاجتماعي، كان استقراره أكثر وأكبر•
2008/2/23
الإتحاد الإشتراكي
said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى