صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صالح

اذهب الى الأسفل

صالح Empty صالح

مُساهمة من طرف abdelhamid الجمعة 7 مارس 2008 - 19:49

بقلم: د.عبدالباسط أمين
الباحث بمجمع البحوث الإسلامية

قال تعالي: "وإلي ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض" [هود: 61] ونبي الله صالح هو: صالح بن عبيد بن ماسح بن عبيد بن حادر بن ثمود بن عاثر بن ارم بن سام بن نوح.
وهو من قبيلة مشهورة يُقال لها: "ثمود" نسبة إلي جدهم ثمود أخي جديس. وهما ابنا غاثر بن ارم بن سام بن نوح.
وقوم ثمود كانوا عرباً من العاربة يسكنون الحجر الذي بين الحجاز وتبوك وقد مر به الرسول صلي الله عليه وسلم وهو في طريقه إلي تبوك بمن معه من المسلمين"1".
وكان هؤلاء القوم بعد قوم عاد. وكانوا يعبدون الأصنام مثلهم. وكثيراً ما يقرن الله في القرآن بين ذكرهما كما في سورة "التوبة" و"إبراهيم" و"الفرقان" و"ص". و"ق". و"النجم" و"الفجر".
ويُقال إن هاتين الأمتين "عاد وثمود" لا يعرف خبرهما أهل الكتاب. وليس لهما ذكر في كتابهم التوراة. ولكن في القرآن ما يدل علي أن موسي عليه السلام كان يعرفهما وأخبر عنهما قال تعالي: "وقال موسي إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإن الله لغني حميد. ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود. والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله. جاءتهم رسلهم بالبينات" [إبراهيم: 98].
ومما ذكر عن قوم ثمود أن أعمارهم كانت طويلة. فكانوا يبنون البيوت من المدر فتخرب قبل موت الواحد منهم فنحتوا لهم في الجبال بيوتاً قال تعالي: "وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين" [الشعراء: 149].
وقوم ثمود كانوا أصحاب حضارة. وكان عندهم فن العمارة. والذين شاهدوا مدائن صالح بجزيرة العرب. رأوا كيف استطاعو هؤلاء القوم أن ينحتوا بيوتاً في الجبال. وينشئوا قصوراً في السهول"1".
وهذا ما صوره القرآن في قوله تعالي: "واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصوراً وتنحتون الجبال بيوتاً" [الأعراف: 74].
وهذا إن دل علي شيء فإنما يدل علي مدي قوة هؤلاء القوم. وهو ما أشار إليه القرآن في قوله تعالي: "وثمود الذين جابوا الصخر بالواد" [الفجر: 9].
ومن السور التي تعرضت لقصة صالح عليه السلام مع قومه سورة الأعراف وهود والحجر والشعراء والنمل والقمر والشمس.
ولما بدأ صالح عليه السلام في دعوة قومه إلي افراد الله بالعبادة وترغيبهم في ذلك حيث قال لهم: "يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه. إن ربي قريب مجيب" [هود: 61].
فما كان جواب قومه إلا أن قالوا: "يا صالح قد كنت فينا مرجواً قبل هذا. أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب" [هود: 62].
أي كنت في الزمن الماضي قبل أن تكلف بالرسالة. كنا نأمل علي يديك الخير فما الذي جعلك تقول لنا إن عبادة الآباء للأصنام أو الشمس أو غيرهما كانت خاطئة وتطلب منا أن نتركها؟!
وإننا لفي شك مما تدعونا إليه. والشك هو استواء الطرفين: الاثبات والنفي.
وهذا إن دل علي شيء فإنما يدل علي أنهم ليسوا علي يقين من آلهتهم. والذي جعلهم يترددون في أمر عبادتهم وفي تكذيبهم لصالح تكذيباً قاطعاً. هو توافر جميع خصال الخير في صالح عليه السلام.
ثم ارتفعت حدة المجادلة بين قوم صالح. وصالح عليه السلام. فأمرهم بتقوي الله تعالي وأن يطيعوه. وألا يطيعوا أمر المسرفين والمفسدين قال تعالي: "فاتقوا الله وأطيعون ولا تطيعوا أمر المسرفين. الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون" [الشعراء: 150 152].
وكان رد فعل قوم صالح أن صعَّدوا من لهجتهم وقالوا له: "إنما أنت من المسحَّرين" [الشعراء: 153].
ولرغبة نبي الله صالح في هداية قومه قال عليه السلام لقومه: "يا قوم أرأيتم إن كنت علي بينة من ربي وأتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير" [هود: 63].
وقد استعجل قوم صالح العذاب. فقال لهم نبيهم: "يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون" [النمل: 46].
فالمقصود بالسيئة استعجال العذاب حيث قالوا لصالح عليه السلام "يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين" [الأعراف: 77].
والحسنة هي الاستغفار قبل نزول العذاب.
فماذا كان ردهم عليه؟ قال تعالي: "قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون" [النمل: 47].
أي تشاءمنا منك. قال بعض العلماء: لأنه بعد أن أرسله الله إليهم ودعاهم فلم يستجيبوا له أصابهم قحط شديد فقالوا: هذه المصائب بسبب هذا الرجل المشئوم.
فأخذوا يتآمرون علي صالح عليه السلام وأهله قال تعالي: "وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولايصلحون. قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون" [النمل: 4948].
حيث بدأ هؤلاء التسعة الرهط وهو الذي يطلق علي العدد من ثلاثة إلي عشرة يبيتون النية لقتل نبي الله صالح ويقسمون بالله ويتعاهدون مع بعضهم علي فعل هذه الجريمة.
قال تعالي: "ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون. فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمَّرناهم وقومهم أجمعين" [النمل: 5150].
فكيف حدث ذلك؟ إن الرهط ذهبوا لينتظروا صالحاً في مكان عند سفح الجبل واختبأوا فيه حتي يمر بهم صالح فيقتلوه. فبينما هم جالسون في هذا المكان أسقط الله عليهم صخرة قضت عليهم فهم أرادوا أن يهلكوه فأهلكهم الله وقومهم أجمعين.
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صالح Empty رد: صالح

مُساهمة من طرف abdelhamid الثلاثاء 11 مارس 2008 - 20:56

بقلم: د. عبدالباسط أمين
بعد أن تآمر قوم صالح عليه السلام علي قتله ونجاه الله عز وجل وأهلكهم. وبعد أن اتهموه بالسحر فقالوا له: "إنما أنت من المسحرين" "الشعراء: 153".
حاول هؤلاء تعجيز صالح عليه السلام فقالوا له: "ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين" "الشعراء: 154".
فقد سألوه أن يأتيهم بخارق يدل علي صدق ما جاءهم به. وقد ذكر المفسرون أن ثموداً اجتمعوا يوماً في ناديهم. فجاءهم رسول الله صالح عليه السلام؟ فدعاهم إلي الله. وذكرهم وحذرهم ووعظهم وأمرهم. فقالوا له: إن أنت أخرجت لنا من هذه الصخرة وأشاروا إلي صخرة هناك ناقة من صفتها كيت وكيت وذكروا أوصافاً سموها ونعتوها وتعنتوا فيها: منها أن تكون عشراء طويلة.. فقال لهم صالح عليه السلام: أرأيتم إن أجبتكم إلي ما سألتم علي الوجه الذي طلبتم؟ أتؤمنون بما جئتكم به وتصدقوتي فيما أرسلت به؟ قالوا: نعم "فأخذ عليهم العهود في المواثيق علي ذلك ثم قام إلي مصلاه فصلي لله عزوجل ما قدر له. ثم دعا ربه عزوجل أن يجيبهم إلي ما طلبوا.. فأمر الله عزوجل تلك الصخرة أن تنفطر عن ناقة عظيمة عشراء علي الوجه المطلوب الذي طلبوا؟ أو علي الصفة التي نعتوا.
فلما عاينوها كذلك رأوا أمراً عظياً ومنظراً هائلاً. وقدرة باهرة ودليلاً قاطعاً وبرهاناً ساطعاً فآمن كثير منهم؟ واستمر أكثرهم علي كفرهم وضلالهم وعنادهم ولذلك قال تعالي: "وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها" "الإسراء: 59".. أي جحدوا بها ولم يتبعوا الحق بسببها أي أكثرهم.. وبعد أن أجابهم صالح عليه السلام إلي طلبهم وحقق الله عزوجل له هذا الطلب والرجاء. فأظهر معجزة الناقة من الصخرة قال لقومه: "قد جاءتكم بينة من ربكم. هذه ناقة الله لكم آية. فذروها تأكل في أرض الله. ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم" "الأعراف: 73".
فقد أضاف صالح الناقة لله سبحانه وتعالي وهذه الإضافة إضافة تعظيم وتشريف كقولنا: بيت الله وعبدالله فاتفق الحال علي أن تبقي هذه الناقة بين أظهرهم. ترعي حيث شاءت من أرضهم. وترد الماء يوماً بعد يوم. وكانت إذا أوردت الماء تشرب ماء البئر يومها ذلك. فكانوا يرجئون حاجتهم من الماء في يومهم لغدهم.. ويقال إنهم كانوا يشربون من لبنها كفايتهم ولهذا قال: "لها شرب ولكم شرب يوم معلوم" "الشعراء: 155".
وهذه الناقة كانت فتنة لقوم صالح عليه السلام ولهذا قال تعالي: "إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر. ونبئهم أن الماء قسمة بينهم. كل شرب محتضر" "القمر: 27 28".
فلما طال عليهم هذا الحال اجتمع زعماؤهم. واتفق رأيهم علي أن يعقروا هذه الناقة. ليستريحوا منها ويتوفر عليهم ماؤهم. وزين لهم الشيطان أعمالهم. ولم يسمعوا لتحذير صالح لهم من إيذاء الناقة "فعتقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم. وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين" "الأعراف: 77".
وكان الذي تولي قتلها منهم رئيسهم: قدار بن سالف بن جندع. وكان أحمر أزرق أصهب. وكان يقال إنه ولد زاتية ولد علي فراش سالف. وهو ابن رجل يقال له صبيان.
وكان فعله ذلك باتفاق جميعهم. فلهذا نسب الفعل إليهم كلهم.
وذكر ابن جرير وغيره من علماء المفسرين: أن امرأتين من ثمود اسم إحداهما "صدوق" ابنة المحيا بن زهير بن المختار.. وكانت ذات حسب ومقال. وكانت تحت رجل من أسلم ففارقته. فدعت ابن عم لها يقال له "مصرع" بن مهرج بن المحيا.. وعرضت عليه نفسها إن هو عقر الناقة.. واسم الأخري "غيزة" بنت غنيم بن مجلز وتكني أم غنمة وكانت عجوزاً كافرة. لها بنات من زوجها ذؤاب بن عمر أحد الرؤساء. فعرضت بناتها الأربع علي قدار بن سالف. إن هو عقر الناقة فله أي بناتها شاء. فانتدب هذان الشابان لعقرها وسعياً في قدمهم بذلك. فاستجاب لهم سبعة آخرون فصاروا تسعة.. وهم المشار إليهم في قوله تعالي: "وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون" "النحل: 48".. وسعوا في بقية القبيلة وحسنوا لهم عقرها. فأجابوهم إلي ذلك وطاوعوهم في ذلك.
فانطلقوا يرصدون الناقة. فلما صدرت من وردها كمن لها "مصرع" فرماها بسهم فانتظم. ترغيباً لهم في ذلك فأسرع قدار بن سالف فشد عليها بالسيف فكشف عن عرقوبها فخرت ساقطة إلي الأرض ورغت رغاة واحدة عظيمة تحذر ولدها. ثم طعن في لبتها فنحرها. وانطلق سقبها أي فصيلها فصعد جبلاً منيعاً ورغا ثلاثاً.
وروي عبدالرزاق. عمن سمع الحسن أنه قال: يارب.. أين أمي؟ ثم دخل في صخرة فغاب فيها. ويقال: بل اتبعوه فعقروه أيضاً.
وقال تعالي: "إذ انبعث أشاقها. فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها. فكذبوه فعقروها. فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها" "الشمس: 14 15".
روي الإمام أحمد في مسنده عن عبدالله بن زمعة قال: "خطب رسول الله صلي الله عليه وسلم فذكر الناقة وذكر الذي عقرها فقال: "إذ انبعث أشقاها": انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه مثل أبي زمعة".
وقد جمع قوم ثمود في فعلهم هذا وفي ردهم علي صالح بين أبلغ الكفر من وجوه:
منها: أنهم خالفوا الله ورسوله في ارتكابهم النهي الأكيد في عقر الناقة التي جعلها الله لهم آية.
ومنها: أنهم استعجلوا وقوع العذاب بهم.
ومنها: أنهم كذبوا الرسول الذي أقام الدليل القاطع علي نبوته وصدقه.
ومنها: أنهم استخفوا بعذاب الله عزوجل.
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صالح Empty رد: صالح

مُساهمة من طرف abdelhamid الجمعة 21 مارس 2008 - 10:45


بقلم : د. عبدالباسط أمين
الباحث بمجمع البحوث الإسلامية

لما عقر قوم ثمود الناقة وكان أول من سطا
قدار بن سالف. لعنه الله. فعرقبها فسقطت علي الأرض ثم ابتدروها بأسيافهم
يقطعونها فلما عاين ذلك ولدها شرد عنهم فعلاً أعلي الجبل هناك. ورغا ثلاث
مرات.

فلهذا قال لهم صالح عليه السلام: "تمتعوا في داركم ثلاثة أيام. ذلك وعد غير مكذوب" "هود : 65".


أي غير يومهم هذا. فلم يصدقوه أيضاً في هذا الوعد الأكيد بل لما أمسوا
هموا بقتله وأرادوا أن يلحقوه بالناقة قال تعالي: "قالوا تقاسموا بالله
لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ماشهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون. ومكر
مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون. فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم
وقومهم أجمعين. فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا. إن في ذلك لآية لقوم يعلمون"
"النمل : 49 52".

فكان ربك بهؤلاء القوم بالمرصاد حيث أرسل علي أولئك النفر الذين
قصدوا قتل صالح حجارة رضختهم فأهلكهم سلفاً وتعجيلاً قبل قومهم. وأصبحت
ثمود يوم الخميس وهو اليوم الأول من أيام النظرة الثلاثة أيام ووجوههم
مصفرة. كما أنذرهم صالح عليه السلام. فلما أمسوا نادوا بأجمعهم: ألا قد
مضي يوم من الأجل ثم أصبحوا في اليوم الثاني من أيام التأجيل وهو يوم
الجمعة ووجوههم محمرة. فلما أمسوا نادوا: ألا قد مضي يومان من الأجل. ثم
أصبحوا في اليوم الثالث من أيام المتاع أو التأجيل وهو يوم السبت ووجوههم
مسودة. فلما أمسوا نادوا: ألا قد مضي الأجل.

فلما كان صبيحة يوم الأحد تحنطوا وتأهبوا وقعدوا ينتظرون وإذا يحل
بهم من العذاب والنكال والنقمة. لا يدرون كيف يفعل بهم. ولا من أي جهة
يأتيهم العذاب.

فلما أشرقت الشمس جاءتهم صيحة من السماء من فوقهم. ورجفة من أسفل
منهم. ففاضت الأرواح وزهقت النفوس. وسكنت الحركات. وخشعت الأصوات. وحقت
الحقائق. فأصبحوا في دارهم خاثمين. جثثاً لا أرواح فيها ولا حراك بها.

وهذا ماصوره الله في قوله تعالي: "وأما ثمود فأهلكوا بالطاغية"
"الحاقة : 5" وفي قوله تعالي: "كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثمود كفروا ربهم
ألا بعداً لثمود" "هود: 68".

روي الإمام أحمد في مسنده عن جابر قال: لما مر رسول الله صلي الله
عليه وسلم بالحجر قال: "لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صالح فكانت يعني
الناقة ترد من هذا الفج وتصدر من هذا الفج. فعتوا عن أمر ربهم فعقروها.
وكانت تشرب ماءهم يوماً ويشربون لبنها يوماً. فعقروها فأخذتهم صيحة أهمد
الله بها من تحت أديم السماء منهم إلا رجلاً واحداً كان في حرم الله
فقالوا: من هو يارسول الله؟ قال: "هو أبو رغال. فلما خرج من الحرم أصابه
ما أصاب قومه".

وبعد أن أهلك الله تعالي قوم ثمود ونجي صالح ومن معه من المؤمنين.
توجه صالح إلي قومه قائلاً "فتولي عنهم وقال ياقوم لقد أبلغتكم رسالة ربي
ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين" "الأعراف : 79".

وهكذا خاطب النبي صلي الله عليه وسلم أهل القليب يوم بدر بعد ثلاث ليال.


ويقال إن صالحاً عليه السلام انتقل إلي حرم الله فأقام به حتي مات.


وروي الإمام أحمد عن ابن عباس قال: لما مرّ النبي صلي الله عليه وسلم
بوادي عسفان حين حج قال: يا أبا بكر أي واد هذا؟ قال: وادي عسفان قال:
"لقد مر به هود وصالح عليهما السلام علي بكرات خطمها الليف. أزرهم العياء.
أرديتهم التمار يلبون يحجون البيت العتيق".

روي الإمام أحمد أيضاً عن ابن عمر قال: لما نزل رسول الله صلي الله
عليه وسلم بالناس علي تبوك. نزل بهم للحجر عند بيوت ثمود. فاستقي الناس من
الآبار التي كانت تشرب منها ثمود. فعجنوا منها ونصبوا القدور. فأمرهم رسول
الله فأحرقوا القدور. وعلقوا العجين الإبل. ثم ارتحل بهم حتي نزل بهم علي
البئر التي كانت تشرب منها الناقة. ونهاهم أن يدخلوا علي القوم الذين
عذبوا فقال: "إني أخشي أن يصيبكم مثل ما أصابهم فلا تدخلوا عليهم".

ومما يؤخذ من قصة صالح عليه السلام مع قومه:


أن دعوة الأنبياء والمرسلين كلها واحدة وهي الاستسلام لله رب العالمين "إن الدين عند الله الإسلام ".


مقابلة نعم الله تعالي بالشكر والحمد.


آيات الله ظاهرة وواضحة وضوح الشمس في الكون كله.


قدرة الله تعالي ولا يقف أمامها أي شيء.


السمع والطاعة لله ولرسل الله أجمعين.


وعيد الله تعالي ووعده متحقق لا محالة في ذلك.


ما من نبي إلا وقد حج البيت.


عدم استعجال عذاب الله تعالي.


عدم الاستخفاف بعذاب الله تعالي ومعصيته.


الخوارق والمعجزات برهان ودليل صدق الأنبياء.
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صالح Empty الصراع في عصر صالح عليه السلام

مُساهمة من طرف abdelhamid الأربعاء 17 ديسمبر 2008 - 17:17

يأتي للإنسانية رجل صالح بعد هلاك عاد بذنوبهم وطهر الأرض منهم. وأورث الحق هذه الأرض قوم ثمود. فعمروها عمارًا أكثر وتقدمًا أكثر وحضارة أكثر ففجرا في الأرض عيون الماء العذب. وغرسوا الحدائق. ونحتوا في الجبال مكاناً للنزهة. ووسع الله عليهم الرزق» فصالح بن عبد بن ماسح بن عبيد بن حاجر بن ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام دعا قومه إلي عبادة الله.
قال تعالي: "وإلي ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب" "هود: 61"
ولكن الجانب الآخر من البشر كذب. فحذرهم مخالفته. وأعلن فيهم رسالته وذكرهم بنعمة الله.
قال تعالي: " كذبت ثمود المرسلين. إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون. إني لكم رسول أمين. فاتقوا الله وأطيعون. وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا علي رب العالمين. أتتركون في ما هاهنا آمنين. في جنات وعيون. وزروع ونخل طلعها هضيم. وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين. فاتقوا الله وأطيعون. ولا تطيعوا أمر المسرفين. الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون". "الشعراء: 141/ 152"
وقوم صالح في تقدم وحضارة لا تعرف الآن الوصول إليها» فالحق يعطي بعضًا من البشرية حضارة فإذا أراد نهايتها أنهاها. فيأتي من بعدهم قوم لا يعرفون طريقة صنع الحضارة قال الحق سبحانه وتعالي: ".. حتي إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون" "يونس: 24"
وهنا تأتي المعجزة لصالح عليه السلام» فقالوا لصالح إن أنت أخرجت لنا من الصخرة ناقة من صفتها كذا وكذا. وذكروا أوصافاً سموها وتعنتوا فيها. فقال لهم صالح عليه السلام إن أجبتكم إلي ما سألتم علي الوجه الذي طلبتم أتؤمنون بما جئتكم به وتصدقونني فيما أرسلت به إليكم قالوا: نعم فأخذ عهودهم ومواثيقهم علي ذلك.
فأمر الله عز وجل تلك الصخرة أن تنفطر عن ناقة عظيمة عثراء علي الوجه الذي طلبوه فلما عاينوها آمن بعضهم واستمر أكثرهم علي كفرهم. ولهذا قال تعالي: ".. وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها" "الإسراء: 59"
وقال تعالي:
".. هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم" "الأعراف: 73"
وقال تعالي:
"قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم. ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم" "الشعراء: 155/ 156"
فلما طالت عليهم اجتمع ملؤهم واتفق رأيهم علي أن يعقروا هذه الناقة ليستريحوا منها. مع أنهم هم الذين طلبوها أرادوا شراب أنفسهم بأنفسهم وكان الذي تولي قتلها رئيسهم بمعونة ثمانية من أفراد القبيلة.
قال تعالي:
"وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض. ولا يصلحون. قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون".
"النمل/ 48. 49"
وقال تعالي: "فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا ياصالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين" "الأعراف: 77"
وقال تعالي: "ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون. فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين. فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون. وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون".
"النمل/ 50: 53"
وقال تعالي: "فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب"
"هود: 65"
ففي صبيحة اليوم الرابع جاءتهم صيحة من السماء من فوقهم ورجفة شديدة وزهقت النفوس الكافرة وسكنت الحركات وخشعت الأصوات فأصبحوا في دارهم جثما لا أرواح فيها ولا حراك بها ونجا الله صالحا والذين آمنوا معه تلك رحمة الله للمؤمنين.
قال تعالي: "فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ إن ربك هو القوي العزيز. وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين. كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعدا لثمود".
"هو/ 66: 68"
أحمد علي عثمان
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى