صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحلال والحرام في تنظيم الأسرة

اذهب الى الأسفل

الحلال والحرام في تنظيم الأسرة Empty الحلال والحرام في تنظيم الأسرة

مُساهمة من طرف abdelhamid السبت 26 يوليو 2008 - 11:49


الحلال والحرام في تنظيم الأسرة
يحرص الإسلام أشد الحرص علي سلامة المجتمع وقوة أفراده لينهض كل فرد
بمسئوليته الملقاة علي عاتقه من أجل النهوض بالحياة والأحياء. وحفظ النسل
الذي يعد أحد المقاصد الأساسية للشريعة الإسلامية يعني بصفة عامة المحافظة
علي النوع الإنساني. كما يعني بصفة خاصة المحافظة علي الأسرة التي تعد
الخلية الأولي في تكوين أي مجتمع إنساني سليم.

ومن هنا يهتم الإسلام بحفظ الأنساب وحمايتها من الاختلاط. ويحرم زواج
المحارم. ويوصي بعدم زواج الأقارب لما يترتب علي ذلك من ضعف النسل كما
تؤكد ذلك البحوث العلمية أيضاً. ولكن هناك هدفاً آخر وراء ذلك وهو أن تتسع
دائرة "المودة والرحمة" التي تقوم عليها رابطة الزوجية في الإسلام لتشمل
غير الأقارب بدلاً من تضييق دائرتها في نطاق الأقارب فقط.

وإذا كانت الشريعة الإسلامية قد جعلت من حفظ النسل أحد مقاصدها
الضرورية التي يجب حمايتها والحفاظ عليها فإن السؤال الذي يطرح نفسه في
هذا الصدد هو: كيف يتفق ذلك مع الدعوة إلي تنظيم النسل والحد من تكاثره
كحل للمشكلة السكانية؟

ألا تمثل هذه الدعوة تحدياً سافراً لمقاصد الشريعة الإسلامية وخروجاً واضحاً عليها؟


ألا تتعارض هذه الدعوة مع الحديث الشريف القائل:


"تناكحوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة".


ولتوضيح الإجابة عن ذلك نود أن نقول بصفة عامة: إن الكثرة التي يتحدث
عنها الحديث النبوي المشار إليه لا يمكن أن تكون هي مجرد الكثرة العددية
غير الفاعلة التي أطلق عليها النبي صلي الله عليه وسلم وصف "غثاء السيل"
في حديثه المعروف: "يوشك أن تتداعي عليكم الأمم كما تتداعي الأكلة إلي
قصعتها. قالوا: أمن قلة نحن حينئذ؟ قال: لا. فأنتم حينئذ كثير. ولكن غثاء
كغثاء السيل".

وغثاء السيل معناه: ما يسوقه السيل أمامه من الأتربة والنفايات
وأوراق الشجر وبقايا الأشياء التافهة. والمراد هنا الكثرة التي لا أثر لها
ولا تأثير. لأنها كثرة ضعيفة غير فاعلة.

والقرآن الكريم يؤكد علي الفئة القليلة عدداً القوية إيماناً
واستعداداً في قوله تعالي: "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"
البقرة .249

والنبي صلي الله عليه وسلم يبين لنا أن "المؤمن القوي خير وأحب إلي
الله من المؤمن الضعيف". والمراد هنا القوة البدنية المعنوية معاً.

إن كل هذه الشواهد تبين لنا خطأ فهم حديث "تناكحوا تكاثروا" علي أنه
يعني مجرد الكثرة العددية. فالمباهاة لاتكون بغثاء السيل ولكن بالقوة
النوعية الفاعلة.

وفضلاً عن ذلك كله فإن هذا الحديث حديث مرسل غير متصل السند. ولم يرد
بهذا النص ولا بنص آخر لدي كل من الأئمة البخاري ومسلم والترمذي. وإن كان
قد ورد بألفاظ أخري لدي كل من أبي داود وابن ماجة والنسائي.

وقد شاع ترديد هذا الحديث علي الألسنة. وبخاصة لدي عامة الناس الذين يحتجون به دائماً تبريراً لكثرة الإنجاب دون حدود وبلا ضوابط.


والمسلمون اليوم يشكلون أكثر من خمس سكان العالم. ولكن الآخرين الأقل
عدداً يتحكمون في مصائرهم. فهل يُعقل أن يباهي النبي صلي الله عليه وسلم
بهذه الكثرة العددية الضعيفة التي تنبأ بأنها ستكون مثل غثاء السيل؟

"تنظيم النسل في الإسلام"


إن الإسلام يرفض رفضاً قاطعاً تحديد النسل الذي يعني إرغام كل أسرة
علي ألا يزيد الإنجاب فيها علي طفل واحد كما تفعل بعض الدول. كما يرفض
التعقيم بهدف منع الإنجاب مطلقاًَ كما تفعل دول أخري. ولكن الإسلام بوصفه
دين الوسطية والاعتدال يجيز التنظيم للنسل وذلك بتباعد فترات الحمل حتي
يأخذ كل طفل حقه الكامل من الرضاعة الطبيعية والرعاية الأسرية.

وذلك ما يؤخذ من القرآن الكريم الذي يبين لنا أن الطفل من حقه
الرضاعة الطبيعية مدة عامين كاملين في قوله تعالي: "والوالدات يرضعن
أولادهن حولين كاملين"البقرة 233 وفي قوله أيضاً: "وحمله وفصاله ثلاثون
شهراً" الاحقاف .15

وهذا يعني ضرورة المحافظة علي الطفل في هذه الفترة لتتاح له الفرصة
للتربية السليمة بدنياً ونفسياً حتي ينشأ نشأة قوية. ويقتضي ذلك بطبيعة
الحال عدم مزاحمته بطفل آخر في هذه الفترة لأن ذلك يعد تعدياً علي حق
الطفل الأول. ومن شأنه أن يؤثر علي الوالدين في رعايتهما للطفلين معاً.

وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يستخدمون وسيلة معينة لمنع الحمل
وهي "العزل". وهي إحدي الوسائل الطبية المعروفة لمنع الإنجاب. وقد كانت هي
الوسيلة المتاحة في ذلك الزمان.

وقد روي كل من البخاري ومسلم عن جابر رضي الله عنه قوله: "كنا نعزل علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم والقرآن ينزل".


وفي رواية أخري: "فبلغ ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم فلم ينهنا".
وفي صحيح مسلم أيضاً عن أسامة بن زيد "رضي الله عنه" أن رجلاً جاء إلي
رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: "يارسول الله. إني أعزل عن امرأتي.
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لم تفعل ذلك؟ فقال الرجل: أشفق علي
ولدها- أو قال علي أولادها- فقال الرسول: "لو كان ضاراً- أي العزل- لضر
فارس والروم".

ولم نعد اليوم في حاجة إلي الوسيلة القديمة لمنع الحمل وهي العزل
نظراً لأن العلم قد اكتشف أساليب أخري عديدة مأمونة يمكن اللجوء إليها
لتنظيم الأسرة.

وإذا كان الله قد أعطانا العقل لنفكر به ونتدبر أمورنا فإن العقل
والمنطق يحتمان علينا أن نلجأ إلي تنظيم الأسرة مادام ذلك سيحقق لنا مصلحة
حقيقية تعود بالخير علي الأفراد وعلي المجتمع بصفة عامة.

وهناك أحاديث نبوية كثيرة تلفت نظرنا إلي ضرورة تحكيم عقولنا في هذه
القضية وغيرها من قضايا حياتية. فالنبي عليه الصلاة والسلام يأمرنا بأن
نفرق بين أبنائنا من الذكور والإناث في المضاجع كما جاء في قوله "فرقوا
بينهم في المضاجع".. فكيف يتأتي ذلك لموظف بسيط يعيش مع أسرته في غرفة
واحدة أو غرفتين؟

إن الأمر بالتفريق بينهم في أماكن نومهم يراد به إبعادهم عن الغواية
وحمايتهم من الانزلاق نحو المخاطر التي قد تترتب علي ذلك من ناحية. ومن
ناحية أخري التوجيه إلي أن يكون الإنجاب في دائرة القدرة المادية التي
يستطاع معها تحقيق هذا الأمر النبوي. وبمعني آخر التوجيه إلي تنظيم الأسرة
في حدود القدرات المادية المتاحة.

كما يحثنا النبي صلي الله عليه وسلم أن نأخذ مستقبل أطفالنا في
الاعتبار. فلا نتركهم بعد موتنا فقراء يتسولون فيقول: "إنك إن تذر ورثتك
أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس".

ولا يغيب عنا أن الانفلات الرهيب في السكان وبخاصة بين الطبقات
الفقيرة التي لاتستطيع إعالة الأعداد الكثيرة من أطفالنا يتسبب في ظاهرة
أطفال الشوارع الذين يستخدمهم تجار المخدرات في نقل السموم التي تدمر شباب
المجتمع. ويفتح ذلك باباً واسعاً من أبواب الجريمة. الأمر الذي يعود علي
المجتمع بأوخم العواقب.

ومن هنا يمكن القول بأن العقل والشرع معا يحتمان علينا في مصر علي
وجه الخصوص أن نلجأ إلي تنظيم النسل حرصا علي المصلحة العامة للمجتمع.

ومن التفسيرات الخاطئة الي يحتج بها معارضو تنظيم النسل تبريراً
لموقفهم الرافض لهذا التنظيم قولهم: إن الله سبحانه وتعالي قد تكفل بالرزق
لكل كائن حي وذلك في قوله تعالي: "وما من دابة في الأرض إلا علي الله
رزقها" هود.6

وهذا يعني في رأيهم أن الدعوة إلي تنظيم النسل والحد من الزيادة
السكانية من أجل مصلحة المجتمع تتعارض مع ما جاء في هذه الآية الكريمة.

ولكن الأمر ليس كذلك. فنحن نؤمن إيماناً لا يتزعزع بأن الله قد تكفل
بالرزق لعباده. ولكنه في الوقت نفسه قد جعل لذلك أسباباً. وأمر الإنسان
باتخاذ هذه الأسباب للحصول علي هذا الرزق.ولذلك يقول سبحانه في القرآن
الكريم: "هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه"
الملك.15

فإذا قعد المرء عن السعي في الأرض والبحث عن الرزق فلن يسقط عليه
الرزق من السماء. فهذا فهم خاطئ تماماً لقضية الرزق. فالله لا يساعد
الكسالي والمتبطلين الذين لا يسعون في البحث عن أرزاقهم اعتماداً علي أن
الرزق سيأتي إليهم حتما دون بذل أي جهد.

وفي هذا المعني كان قول الرسول صلي الله عليه وسلم: "لو أنكم تتوكلون
علي الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطانا".

وقد أمرنا الله باستخدام عقولنا لتدبير أمور حياتنا الخاصة والعامة.
وبين لنا في آيات صريحة أن عدم استخدام العقل يعد من الذنوب الكبري التي
يمكن أن تؤدي بصاحبها إلي نار جهنم. ومن ذلك قوله تعالي: "ولقد ذرأنا
لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها" أي لهم عقول
لايستخدمونها "ولهم أعين لايبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك
كالأنعام بل هم أضل" الأعراف .179

والعقل لا يتعارض إطلاقاً مع الدين. ومن هنا فإن العقل والشرع معاً
يقرران ضرورة الأخذ بالأسباب. وضرورة النظر بعين الاعتبار إلي ما لدي
الإنسان من إمكانيات مادية ومعنوية قبل الشروع في إنجاب أطفال كثيرين قد
يعجز عن إيجاد الوسائل التي تكفل له الوفاء باحتياجات هؤلاء الأطفال.
وبذلك يكون قد ظلم نفسه وظلم أطفاله وظلم المجتمع الذي يعيش فيه.

بقلم الدكتور:محمود حمدي زقزوق
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى