صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصبر علي الابتلاء

اذهب الى الأسفل

الصبر علي الابتلاء Empty الصبر علي الابتلاء

مُساهمة من طرف abdelhamid الأربعاء 20 أغسطس 2008 - 13:14

بعد أن اجتاز إبراهيم -عليه السلام- الابتلاء في ذبح ولده وفلذة كبده إسماعيل -عليه السلام-. كان جزاؤه من الله -عز وجل- أن يبشره بغلام ثان وهو إسحاق -عليه السلام- من زوجه العاقر "سارة" بعد أن بلغ كلاهما من الكِبر عِتياً. فقال تعالي: "وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين. وباركنا عليه وعلي إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين" "الصافات 112- 113". وقد كانت البشارة به من الملائكة لإبراهيم وسارة لما مروا بهما مجتازين ذاهبين إلي مدائن قوم لوط. ليدمروا عليهم لكفرهم وفجورهم. وقد صوّر الله -عز وجل- هذا الموقف في أكثر من مكان من كتابه -تعالي- ففي سورة "هود" قال تعالي: "ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشري. قالوا سلاماً. قال سلام. فما لبث أن جاء بعجل حنيذ. فلما رأي أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوج س منهم خيفة. قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلي قوم لوط. وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب. قالت: يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً. إن هذا لشيء عجيب. قالوا أتعجبين من أمر الله. رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت. إنه حميد مجيد" "هود: 69: 73".
وقال في سورة الحجر: "ونبئهم عن ضيف إبراهيم. إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً. قال إنا منكم وجلون. قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم. قال أبشرتموني علي أن مسني الكبر فبم تبشرون. قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين. قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون" "الحجر: 51- 56".
وقال في سورة الذاريات: "هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين. إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً. قال سلام قوم منكرون. فراغ إلي أهله فجاء بعجل سمين. فقربه إليهم قال ألا تأكلون. فأوجس منهم خيفة. قالوا: لا تخف. وبشروه بغلام عليم. فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم. قالوا كذلك قال ربك. إنه هو الحكيم العليم" "الذاريات: 24- 30".
ذكر تعالي أن الملائكة وكانوا ثلاثة: جبريل وميكائيل وإسرافيل. لما وردوا علي الخليل إبراهيم حسبهم أولاً ضيوفاً. فعاملهم معاملة الضيوف. وأكرمهم وهو المشهور بالكرم. حيث اختار لهم عجلاً سميناً من خيار بقره وشواه ثم قدّمه لهم. فلما قرّب إليهم وجد أن أيديهم لا تمتد إليه. ولا يأكلون منه شيئاً. وذلك لأن طبيعة الملائكة التي خلقهم الله عليها أنهم لا يأكلون ولا يشربون مثلنا. وليس فيهم قوة الحاجة إلي الطعام. وهم قد جاءوا إلي إبراهيم في غير صورتهم وهيئتهم. فلما رأي إبراهيم منهم ذلك. أوجس منهم خيفة. وهنا كشفوا له عن حقيقتهم وأمرهم. والمهمة التي جاءوا من أجلها. وهي تدمير قوم لوط لفجورهم. فاستبشرت عند ذلك سارة غضبا عليهم. فلما ضحكت استبشاراً بذلك جاءتها البشري هي وإبراهيم بإسحاق عليه السلام. ومن ورائه يعقوب. وكانت هذه البشري مصدر تعجب من سارة وإبراهيم. ومن تعجب سارة صكت وجهها. كما تفعل النساء عند التعجب. وقالت: كيف تلد مثلي وأنا عجوز عقيم. وهذا بعلي شيخاً. فأسباب وجود الولد غير متوفرة فيهما. ولكنها إرادة الله وقدرته.
وفي قوله تعالي: "فبشرناها بإسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب" دليل علي أنها تستمتع بوجود ولدها إسحاق. ثم من بعده بولده يعقوب. أي يولد في حياتهما لتقر أعينهما به. كما قرت بوالده.
ولو لم يرد هذا لم يكن لذكر يعقوب وتخصيص التنصيص عليه من دون سائر نسل إسحاق فائدة. ولما عين بالذكر دل علي أنهما يتمتعان به ويسران به. كما سرا بمولد أبيه من قبله. وهذا يؤيده ما ثبت في الصحيحين من حديث سليمان بن مهران الأعمش عن إبراهيم بن يزيد التيمي عن أبيه عن أبي ذر. قال: قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع أول؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصي. قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة. قلت: ثم أي؟ قال: ثم حيث أدركت الصلاة فصل فكلها مسجد.
وعند أهل الكتاب أن يعقوب -عليه السلام- هو الذي أسس المسجد الأقصي. وهو المسمي بمسجد إيليا ببيت المقدس.
وعلي هذا يكون بناء يعقوب عليه السلام وهو إسرائيل بعد بناء الخليل إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام للبيت الحرام بأربعين سنة. وما جاء في الحديث من أن سليمان بن داود عليهما السلام. لما بني بيت المقدس. سأل الله خلالاً ثلاثاً. وهي التي في قوله تعالي: "رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي" "ص: 35". فالمراد من ذلك أنه حدد بناء المسجد الأقصي فقط. ولم يقل أحد أبداً أن بين سليمان وإبراهيم أربعين سنة سوي ابن حبان. وهذا القول لم يوافقه عليه أحد ولا سبق إليه.
ومن هنا تظهر أهمية المسجد الأقصي في الإسلام ولذلك كان أول القبلتين وثالث الحرمين. وإليه كان مسري رسول الله -صلي الله عليه وسلم- ليلة الإسراء والمعراج. وفيه جمع الله أنبياءه ورسله لنبيه صلي الله عليه وسلم. ومنه خرج معظم الأنبياء. وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حريصاً علي تسلمه بنفسه دون سائر البلاد الأخري التي فتحها المسلمون. كما كان صلاح الدين أيضاً حريصاً علي تحريره من أيدي الصليبيين.
لذلك يجب علي الأمة أن تحافظ عليه من كيد اليهود. وترده سالماً إلي حوزة المسلمين. كما كان من قبل. وأن تدافع عنه بكل ما أوتيت من قوة. وإلا ستسأل عنه أمام الله -عز وجل- ونخرج من قصة نبي الله إسحاق بالصبر علي الابتلاء. والرضا بالقضاء. وعدم اليأس من رحمة الله عز وجل.

بقلم: د. عبدالباسط أمين
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 66
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الصبر علي الابتلاء Empty رد: الصبر علي الابتلاء

مُساهمة من طرف abdelhamid الجمعة 22 أغسطس 2008 - 12:38

حياة المسلم كلها خير.. فإن اصابه خير فشكر كان خيرا وإن اصابه شر فصبر كان الخير حليفه أيضا. "وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم" 107 سورة يونس.
وحياة المسلم تقاس بقدر ما قدم من أعمال صالحة وليس بقدر عدد السنوات التي يعيشها. فالعمل هو الاساس في كل شئون الحياة. يسعي قدر طاقته لاكتساب رزقه من عمل شريف يدر عليه الكثير من المال الحلال في اطار قوله تعالي: "فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور" تبارك الآية .15
لقد علمنا سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ان هناك ذنوبا لا يكفرها إلا السعي في طلب الرزق. وقد مضي الصالحون في هذا الطريق علي أمل أن يحقق الله رجاءهم وتستقر السعادة في قلوبهم. وقد وضعوا اسلوب نبي الله داود نصب أعينهم. فقد كان يكسب رزقه من عمل يده. فاجتهدوا كل في مجاله. التاجر حرص علي عدم المغالاة في الاسعار ولم يحتكر أي نوع من السلع. وابتعد عن وسائل الجشع والمزارع أخذ زمام المبادرة وأجاد في فلاحة الأرض لانتاج أفضل المحاصيل لكي يسد حاجته ويساهم في توفير الغذاء لابناء وطنه ويسعد الآخرين. هذا علي سبيل المثال لا الحصر لكل أساليب العمل.
وقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يعلم الصحابة سواء بالقول أو الفعل. فها هو صلي الله عليه وسلم كان مع أصحابه لا يدخر جهدا في بذل أقصي طاقته لمشاركته هؤلاء الصحابة في أي عمل. ففي يوم غزوة الأحزاب أخذ نصيبه في أعمال حفر الخندق حول المدينة المنورة. ليس هذا فحسب وإنما كان الصحابة يلجأون إليه عندما تعترضهم أي صخرة. فيبادر الرسول إلي مكان هذه الصخرة حيث يضربها بمعوله فتتحول إلي تراب.
في أحد الأيام كان الرسول يرافق أصحابه.. وعندما حان وقت الغداء.. اقتسم الصحابة العمل الخاص باعداد الطعام. هذا قال: علي احضار الشاه. وذاك قال: علي ذبحها. وثالث اختار لنفسه عملا يتضمن تنظيف الشاه. وحرصوا علي عدم اسناد أي عمل لسيد الخلق. تقديرا لمكانته. لكنه صلي الله عليه وسلم رفض هذا الأسلوب بصورة قاطعة.. وقال لهم: وأنا علي جمع الحطب. وقام بهذا الجهد لكي يعلم هؤلاء أن المشاركة في العمل واقتسام رفاقه في انجازه هو طوق النجاة وهذا العمل هو الذي يميز الفرد عن غيره. وقد نبه الله سبحانه الي هذه الحقيقة في سورة النحل "من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون".
وقد كان الرسول يقدر أي جهد لأي عامل. وعندما صافح أحد الرجال ولمس في يده خشونة أثني علي صاحبها وقال: "هذه يد يحبها الله ورسوله" فالعمل الصالح والصبر في مواجهة الشدائد ومتاعب الحياة هو طريق النجاح وأفضل الأساليب لاستجابة الدعاء. وفي توجيه الرسول صلي الله عليه وسلم إلي الحق تبارك وتعالي عندما كان قلبه متعلقا بالتحول في صلاته من المسجد الأقصي إلي المسجد الحرام بمكة المكرمة. فأخذ يلهج في الدعاء لله تعالي وأخذ يلح في الرجاء مؤملاً في أن يحقق الله هذا الهدف فكانت استجابة الله لهذا الرجاء وقد عبر القرآن عن ذلك أفضل تعبير "قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره".
في هذا التوجه قدم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم النموذج الأمثل لكل انسان في هذه الحياة. الالتزام ببذل العرق والجهد في اكتساب الرزق وبالطرق المشروعة وأن يتخذ الصبر طريقه لكي يستجيب الله نداءه وليدرك كل مسلم أن الله طيب لا يقبل إلا طيبا. وليعرف كذلك ان السير في طريق الباطل وقول الزور يحجب عنه استجابة الدعاء. إذ كيف يكون مطعمه حراما وعمله حراما ويريد أن يستجاب لدعائه. هذا الأسلوب لا يتسق مع طبائع الأمور. فمن أراد أن يستجاب لدعائه يجب أن يتبع أسلوب سيد الخلق. وأن الرسول قدوة ونموذج له. انه طريق النجاح والفلاح.. ويكسب المرء مهابة ويجعله قويا لا يخشي في الله لومة لائم. ومن أحسن قولا ممن دعا إلي الله وعمل صالحا و قال انني من المسلمين وفي ذلك فليتنافس المتنافسون والله يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم.
" العزاوي"
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 66
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى