اعادة التوازن

ما أعز ساعة مغيب الشمس لتعلن وقت الغروب ليتناول الصائمون إفطارهم
مسبوقاً بدعواهم أن الحمد لله رب العالمين متبوعاً بنجو اهم "الرحمن
الرحيم" وكذا أوقات ما قبل الشروق حيث يتأهل الجميع للامتناع عن زادهم
الدنيوي ليتزودوا بالتقوي وهي غاية الصالحين وقصد المفلحين وهذان الوقتان
يمران في حياة المسلم علي امتداد العام عدا رمضان فلا يكاد ينتبه لهما
وكأنما يأتي رمضان ليعيد التوازن لخريطة الوقت فيربط الغروب بالشروق في
منظومة إيمانية تهتز لها الجوارح وتنشط بها الأرواح ويقترب بها أهل الأرض
من أهل السماء.

ونحن بذلك نتعامل ونتفاعل مع الزمن بخشوع وطاعة امتثالاً للخالق
العظيم والتزاماً بتطبيق شعيرة الصوم علي الذي حدده ميقاتاً وأسلوباً.

فضلاً عما يحمله الصوم المقبول من سلوكيات وأدبيات وامتثال وتجسيد
للصدق مع النفس وحيال الآخرين وبما يجعله بوتقة ينصهر فيها الإيمان فيصفو
ويتخلص من الشوائب ليصير أكثر صلابة ولأجل ذلك يعد رمضان شهر التجلية "أي
جلاء النفس بحبس الشهوات" والتحلية أي تحليها بجميل الصفات من جد واحتمال
والتقوية أي اكتساب القوة بدعم التقوي وللشهر أيضاً حلاوته وطلاوته لأنه
درة شهور السنة القمرية وسيظل إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها رمزاً
لتوحد المسلمين وعزتهم والتقائهم علي مباديء الخير والإيثار بالتكافل
والجود.