صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فقهاء الظلام

اذهب الى الأسفل

فقهاء الظلام Empty فقهاء الظلام

مُساهمة من طرف izarine الثلاثاء 28 أكتوبر 2008 - 8:44

فتوى المغراوي بجواز «نكاح ابنة التاسعة والدخول بها» كما تقول لغة أمثاله
ليس إلا أحد أوجه ثقافة متكلسة كانت وراء الكثير من الأهوال في تاريخنا،
وكرست الوجه المظلم للسائد وأعادت إنتاجه في كل تمرحلات هذا التاريخ،
ولفحت بلهيبها الكثير من الأصوات والأشياء المنيرة في عمرنا الثقافي
الخاص. إنها الثقافة التي شرعت ما سماه الباحث الصادق النيهوم يوما سرقة
الجامع وتحويله من مكان لإقرار صوت الناس وتحقيق شرعية العدل وسلطة
الأغلبية وفضاء للتنوير العلمي والتنوير بصدد الشأن العام، إلى فضاء لدعم
المنطق السائد، وفرضت إسلاما ضد الإسلام الحقيقي.

الفتوى بصيغة المغراوي تصير مهمة سهلة لأنها تنشغل بالنكاح والدخول
ولا يهم كل البقية، بما في ذلك الصورة التي يتم تكريسها باسمنا عبر هذا
الفعل ككائنات تنتمي إلى هذه الثقافة، ويلزمها أن تؤكد إلى ما لا نهاية أن
الثقافة الخاصة ذات أوجه مشرقة ليس منها هذا الملمح المظلم. ومهمة هذه
الثقافة الخاصة الأصلية هي أصعب وأعقد من فتوى المغراوي وأمثاله، وتتجلى
في الإسهام الحضاري الخلاق والعمل الفاعل من أجل تحديث المجتمع وتطوير
ذهنيته، ومد يد العون لإنضاج فكرة التآخي والتآزر وخدمة ما هو نبيل بين
بني البشر، وهذا ما قامت به كل الأسماء الكبيرة في تاريخنا كالفارابي
والكندي وابن سينا والخوارزمي وغيرهم، وهذا ما سمح للثقافة الخاصة بأن
تكون مصدر إثراء للثقافة الإنسانية، لكن بالتوازي مع هذه الإسهامات وقبلها
وبعدها وفي عصرنا الحالي، وجدت فئة من الناس اختارت الفتوى مهمة لها تغلق
بها باب النقاش، وتستدعي عبرها نموذجها الفكري الجاهلي، بالتركيز على ما
هو شاذ ومن دون أية قيمة، أي ما لا يساهم في تطويرنا وفك عقدة تخلفنا.

استسهال الفتوى هو الذي جعلها أساسا لهدر أشياء نفيسة عديدة، بما في
ذلك الحياة الإنسانية، وهو ما أدى ثمنه الكثير من رموز الفكر والثقافة
والدين، بمن في ذلك الأئمة الكبار في الفقه الإسلامي وكبار المتصوفة، وكل
الذين عارضوا النظرة الثقافية التي يقرها من يسود سياسيا، ومن ضحاياها
البارزين في الزمن الحديث أحد كبار المؤسسين للمسرح العربي أبو خليل
القباني الذي قاسى من فتوى سعيد الغبرا، وكل الممارسة المسرحية عندنا التي
تم تحريمها بفتوى الفقيه أحمد بن الصديق، وفرج فودة الذي عد من بين أهم
المساجلين بالحجة الدينية لفكر التشدد، وحسين مروة ومهدي عامل وعبد القادر
علولة وغيرهم.

لقدر صارت الفتوى مباحة لفئة ضد منطق المجتمع والدين، وهو ما حمس
جيشا من فقهاء الظلام يتوجهون إلى الناس مرة بالهاتف ومرة بالرسالة ومرات
عديدة عبر شبكة الأنترنيت وبصيغ أخرى للإفتاء فيهم بعد شتمهم ونعتهم بأقدح
الصفات، وحتى من مات لا يوقرونه، لهذا أفرغوا كل حقدهم على أسماء منيرة
عاشت للعطاء ورحلت مرتاحة البال، وآخرهم محمود درويش وقبله يوسف شاهين،
وما يعنيه هذا هو أن الفتوى الشاذة للمغراوي ليست واقعة معزولة في حياتنا،
بل هي أحد تجليات ثقافة بئيسة تسيء إلى حضارتنا وديننا وإنسانيتنا، يصر
فقهاء الظلام على غرسها عميقا في وجودنا.

حميد اتباتو-المساء-27.10.2008

izarine
izarine

ذكر عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى