صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الإسلام دعوة إلي السخاء والكرم/بقلم الدكتور: أحمد عمر هاشم

اذهب الى الأسفل

الإسلام دعوة إلي السخاء والكرم/بقلم الدكتور: أحمد عمر هاشم Empty الإسلام دعوة إلي السخاء والكرم/بقلم الدكتور: أحمد عمر هاشم

مُساهمة من طرف abdelhamid الإثنين 17 نوفمبر 2008 - 8:32

الدعوة إلي السخاء والكرم. والبر. هي من صميم مباديء الإسلام المقررة. ومن
أهم ما يقوم عليه بناء المجتمع الإسلامي. ولهذا كانت اجابة الدعوة إلي
الانفاق. والبذل والعطاء ضرورية وهامة. بحيث لا يصح التهاون فيها. ولا
التباطؤ أو التسويف. وكانت نظرة الإسلام إلي الذين يدعون إلي الانفاق في
سبيل الله فيواجهون الدعوة بالبخل. كانت النظرة إلي هؤلاء مشددة. فإن
بخلوا فإن نتيجة البخل أليمة. وإن أعرضوا عن دعوة نبيهم. فإن عاقبة
الإعراض وخيمة. حيث يستبدل الله قوماً غيرهم. قال الله تعالي: "ها أنتم
هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن
نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا
يكونوا أمثالكم" محمد .38

ودعوة الإسلام إلي البذل والانفاق تتسم بالمسارعة والأداء في حالة
الصحة لأن الانفاق في هذه الحالة دليل علي صدق نية صاحبه. وعلي اخلاصه كما
جاء في الحديث: "أنت تصدَّق وأنت صحيح حريص. تأكل الغني وتخشي الفقر. ولا
تمهل حتي إذا بلغت الحلقوم: قلت لفلان كذا. ولفلان كذا. وقد كان لفلان".
وهذا بخلاف حال من أشرف علي الموت. فإن صدقته تكون ناقصة بالنسبة لحاله
وهو صحيح. قال تعالي: "وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت
فيقول رب لولا أخرتني إلي أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله
نفساً إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون" "المنافقون 10 11". الإنسان
في حال صحته. وتمام قوته. يكون من الصعب عليه أن يخرج ماله» لأن الشيطان
حينئذ يزين له الحياة. وإمكان طول العمر. وانه قد يحتاج إلي هذا المال.
وتنشأ دوافع السوء والتكالب علي الحياة. والبخل بالمال. من مخافة الفقر.
ومن الأمل الطويل في الحياة. قال الله تعالي: "الشيطان يعدكم الفقر
ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم". وكذلك
من سمات دعوة الإسلام إلي السخاء والبذل. توضيح حقيقة الأمر. وبيان أن
المال مال الله. واننا مستخلفون فيه. وأن ما نقوم به من الانفاق في وجوه
البر والخير. وفي صنائع المعروف. هو الباقي. بل هو الذي يصح أن نطلق عليه
بأنه مالنا» لأننا ادخرناه ليوم الحاجة الكبري. وأما ما جمعناه أو
اكتنزناه فهو مال وارثنا وليس مالنا. يقول الرسول صلوات الله وسلامه عليه:
"أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟" قالوا: يا رسول الله ما منا أحد إلا
ماله أحب إليه. قال: "فإن ماله ما قدم. ومال وارثه ما أخر".

ومصداق هذا قول الله تعالي: "ما عندكم ينفد وما عند الله باق" النحل .96


وكم زين الشيطان لكثير من الأغنياء وأصحاب الثراء الوافر. ان في
الانفاق والبذل نقصاًِ. وأن في السخاء والكرم إضعافاً وتقليلاً للثروة.
فيخشون الفقر. ويحرصون علي المال. ويضنون به علي أصحاب الحقوق. وكم حسب
أصحاب الثروات أموالهم وعرفوا ما عليهم من زكاة مالهم. ولكنهم عندما يرون
أن ما يجب عليهم اخراجه جزء كبير. ومبلغ ضخم من المال. يتراجعون عن
الزكاة. ويستكثرون اخراج مثل هذا المبلغ. فيبخلون. ويمتنعون عن الزكاة
والانفاق لظنهم ان الانفاق أو الصدقة تنقص المال ولكن الحقيقة تخالف ذلك.
فالرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول: "ما نقص مال عبد من صدقة. ولا ظلم
عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله بها عزاً. ولا فتح عبد باب مسألة إلا
فتح الله باب فقر".

نعم إن المال لا ينقص بالصدقة. بل يزداد ويبارك الله فيه. ويخلف علي
صاحبه الذي أنفق في سبيل الله. وأما الذي ضن به وأمسكه فإنه لا يبارك فيه
بل يصيبه التلف والضياع والخسران ويكون ماله هذا زاده إلي جهنم. يقول رسول
الله صلوات الله وسلامه عليه: "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان
ينزلان. فيقول أحدهما: اللهم اعط منفقاً خلفاً. ويقول الآخر. اللهم اعط
ممسكاً تلفاً".

إن السخاء والكرم والبذل والانفاق. من أهم أركان التكافل الإسلامي
الذي يقوي به المجتمع. ويتعاون به الأفراد. ويسعون لصالح الفرد والجماعة
متعاونين علي البر والتقوي. وبه يقترب الإنسان من ربه ويقترب من قلوب
إخوانه المسلمين ويقترب من الجنة ويبعد عن النار. يقول رسول الله صلي الله
عليه وسلم: "السخي قريب من الله. قريب من الناس. قريب من الجنة. بعيد من
النار. والبخيل بعيد من الله. بعيد من الناس. بعيد من الجنة. قريب من
النار. ولجاهل سخي أحب إلي الله من عابد بخيل".

إنها مقارنة بين السخي والبخيل. مقارنة تكشف عما يحققه البذل
والتعاون علي الخير من مرضاة الله ومن تأليف القلوب. وما يسفر عنه البخل
من مقت الله وبعد الناس ونفورهم.
*الأستاذ بجامعة الأزهر
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 66
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى