سنن الوقوف بعرفة

* ما هي سنن الوقوف بجبل عرفة؟ وكيف يتحقق هذا الركن بشكل سليم؟

** يجيب فضيلة الدكتور عبدالغفار هلال أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر
فيقول: الوقوف بعرفة في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة هو أهم ركن من أركان
الحج ولذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "الحج عرفة".

وعرفة جبل في وسطه واد يقع بين المزدلفة والطائف علي مسافة من مكة
المكرمة ويتحقق الوقوف بعرفة إذا وجد الإنسان في أي جزء من أجزاء هذا
الوادي محرما واقفا أو راكبا أو قاعدا أو مضجعا.

والوقوف بعرفة يجب أن يكون في وقته ووقته من زوال شمس اليوم التاسع
إلي فجر يوم النحر وتكفي لحظات ما بين هذه وألا ينفصل عنها إلا بعد الغروب
ليجمع بين الليل والنهار.

ويستحب الاغتسال للوقوف بعرفة والوقوف موقف النبي صلي الله عليه وسلم
عند الصخرات الكبار أسفل جبل الرحمة إذا ما تيسر له ذلك أو الاقتراب منها
قدر الإمكان هذا بالنسبة للرجال أما النساء فيندب لهن الجلوس في حاشية
الموقف.

وتستطيع المرأة إذا كانت في حالة الحيض أو النفاس أو الولادة أن تقف
علي عرفات بلا أدني حرج لأن الطهارة من الحدث ليست شرطا للوقوف علي عرفات.

ويمكن للحائض أو النفساء أن تؤدي كل أعمال الحج إلا الطواف حول
الكعبة ثم تطوف بعد أن تتطهر ويمكن للمرأة وهي في حالتها هذه أن تدعو وهي
فوق عرفات بأي دعاء مأثور ومن سنن الوقوف بعرفة التطهر من الحدث والخبث
ولكن لأن المرأة لا حيلة لها في حيضها فإنها لا تؤاخذ عليه إذا وقفت
بعرفات وهي حائض أو نفساء وعلي الحاج أن يفرغ قلبه ومن شواغل الدنيا ويتجه
بكل كيانه لله عز وجل مواظبا علي الدعاء مستمرا في التلبية خالص النية
بادي الخضوع والخشوع والإنكار لله مستقبلا القبلة مستور العورة وأن يترك
المخاصمة والمشاحنة والتعالي علي الناس أو تحقيرهم.

ومن فاته الوقوف بعرفة حتي مطلع فجر يوم النحر فقد فاته الحج ولزمه
أن يتحلل من إحرامه بأعمال العمرة ثم يريق دما ويلتزم بقضاء حجه في العام
التالي.

والله أعلم