صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنهج الإلهي في إهلاك القري الظالمة

اذهب الى الأسفل

المنهج الإلهي في إهلاك القري الظالمة Empty المنهج الإلهي في إهلاك القري الظالمة

مُساهمة من طرف abdelhamid الثلاثاء 24 فبراير 2009 - 8:18

"1"
إرسال المنذرين الأول لتحقق وجوب العذاب

إرسال المنذرين إلي القري الظالمة هي
أولي مراحل إهلاك القري الظالمة. فيها يرسل الله الانبياء والمرسلين
لانذار أهلها وتحذيرهم من عقابه. وهو الشرط الأول لتحقق وجوب إهلاكهم..
قال تعالي: "وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ? ذكري وما كنا ظالمين"
"الآيتان 208. 209 - الشعراء"
وإرسال المنذرين إلي الظالمين شيء هام للغاية. فبدون إرسال المنذرين يكون للظالمين حجة علي الله بأنهم كانوا لا يعلمون.


وفي العهود الماضية كان المنذرون من الانبياء والمرسلين. ولم يعذب
الله قرية من القري حتي يبعث إلي أهلها رسولاً مبشراً ومنذراً لهم. قال
تعالي: "وما كنا معذبين حتي نبعث رسولاً" الآية 15 - الإسراء.

عزيزي القارئ: لقد أهلك الله الأولين.. ثم أتبعهم بالآخرين.. كذلك
يفعل الله بالمجرمين. قال تعالي: "ألم نهلك الأولين ? ثم نتبعهم الآخرين ?
كذلك نفعل بالمجرمين ? ويل يومئذ للمكذبين" "الآيات 16. 17. 18. 19 -
المرسلات".

علماً بأن الله سبحانه يرسل المنذرين من الرجال القادرين علي تحمل
الأذي وتخطي العقبات. وتحمل سخرية الظالمين واستهزائهم. وتهديداتهم بالقتل
ومكرهم.. فلا يرسل الله المنذرين من النساء أو الفتيات. أو الصبية
والغلمان. إنما يرسل الرجال في أهل القري يوحي إليهم بتلك المهام لقوله
تعالي: "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القري" "الآية
109 - يوسف".

ولقد كان الله سبحانه وتعالي يرسل المرسلين لينذروا قومهم. فهم الذين
يعرفون لغتهم وطباعهم. وعاداتهم وتقاليدهم. ويستطيعون التحاور معهم وتحمل
جدالهم وقد أرسل الله نوحاً عليه السلام إلي قومه لينذرهم. قال تعالي:
"إنا أرسلنا نوحاً إلي قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم ?
قال يا قوم إني لكم نذير مبين" "الآيتان 1. 2 - نوح" وكذلك أرسل هوداً
عليه السلام إلي قومه "عاد" لينذرهم بالأحقاف. لقوله تعالي: "واذكر أخا
عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف" "الآية 21 - الأحقاف" إلا أن الظالمين يتعجبون
دائما من هذا الأمر. يتعجبون أن يأتيهم منذر منهم لينذرهم. كما تعجبت قريش
من رسول الله صلي الله عليه وسلم من قبل. قوله تعالي: "بل عجبوا أن جاءهم
منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب" "الآية 2 - ق".

فالظالمون متكبرون!! يتعجبون أن يكون لبشر منهم صلة بالسماء؟!


التعامل مع المكذبين


والتعامل مع المكذبين يحتاج إلي فصاحة اللسان. وشيء من السياسة
والقدرة علي التعبير والإقناع. ويوضح لنا القرآن الكريم في قصة موسي عليه
السلام وفرعون هذا الأمر. فقد أمر الله موسي عليه السلام بالذهاب إلي
فرعون عندما طغي في الأرض وتكبر فيها. وخشي موسي عليه السلام من تكذيب
فرعون وقومه له فلا ينطلق لسانه ليفصح عما يريد. فطلب من الله عز وجل أن
يحل عقدة لسانه كي يفقهوا قوله. وأن يرسل معه أخاه هارون الذي يتميز
بفصاحة اللسان ليشد به أزره ويعاونه ويعضده في مهمته.

والمكذبون عادة لا يؤثر فيهم إلا فصيح اللسان. القادر علي مواجهة
مكرهم بالحجة والبيان. وموسي عليه السلام حينما خاف من تكذيب فرعون وقومه.
وفي نفس الوقت يعلم مابه من رته "لثغة في لسانه". وأنهم لن يفقهوا كل ما
يريد. طلب موسي عليه السلام من ربه أن يرسل معه أخاه هارون ليس ليتولي
المهمة بدلاً منه. إنما كان طلبه من الله عز وجل واضحاً محدداً. أنه يريد
هارون معه لكي يكون عوناً له في إقناعهم بما أرسل به من عند الله. وايضا
لتصديقه حينما يكذبونه.

وقد استجاب الله لموسي عليه السلام ودعمه بأخيه هارون الذي يتميز
بفصاحة اللسان. كما ايدهما بسلطان من عنده فلا يستطيع فرعون وجنوده أن
يدركوهما ومن معهما من بني إسرائيل. ووعدهما بالغلبة عليهم لقوله تعالي
علي لسان موسي: "وأخي هارون هو أفصح مني لساناً فأرسله معي ردءا يصدقني
اني أخاف أن يكذبون ? قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً فلا يصلون
إليكما باياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون" "الآيتان 34. 35 - القصص".

فلم يتول هارون عليه السلام المهمة بدلاً من موسي عليه السلام لفصاحة لسانه وقدرته علي الإقناع حاشا


لله فهو كليم الله. إنما كان يعضد أخيه في مهمته ضد فرعون وهو جبار من الجبابرة. كافر بالله ومستخف بقومه.


ويمكننا القول: إن ما يفعله وزراء الخارجية في الدول الإسلامية هو شيء
من هذا القبيل. ويشبه ما كان يقوم به هارون مع أخيه موسي عليه السلام في
مهمة إقناع المكذبين. فوزراء الخارجية يذهبون إلي بعض الدول التي تكذب بما
جاءت به الكتب والأديان. بغرض إقناعهم بالمهام التي يذهبون بها من دولهم
لإنجاحها. والتي تحتاج بالطبع لفصاحة اللسان والقدرة علي التعبير.
واستخدام أساليب الإقناع المشروعة مع الآخرين. فهم يعضدون رؤساء بلدانهم
في تلك المهام. وكل ما يستخدمونه من فصاحة وقدرة علي الإقناع إنما هي
لإنجاح المهمة فقط لرؤسائهم في البلاد. وليس ليقوموا بمهام الرؤساء
بالطبع.. والله أعلم.

ومن المؤكد أن المنذرين في هذا العصر ايضا والذين لا نعلمهم بالطبع.
يلاقون العقبات. ويتعرضون للتكذيب والسخرية والاستهزاء. والتهديد بالقتل
وإراقة الدماء. ولا شك أن الظالمين في عصرنا ايضا يتعجبون أن ينذرهم بشر
مثلهم من بطش ربهم. تماماً كما كانت تتعجب قريش من رسول الله صلي الله
عليه وسلم من قبل.

من المفروض أن تتعجب أنت من ذلك الوضع المعكوس!!.


المنذرون ينادون بالحق.. والظالمون يجادلونهم بالباطل..


أليس ذلك هو العجب العجاب!!!!!

محسن عبدالحي حسن
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المنهج الإلهي في إهلاك القري الظالمة Empty تكذيب المرسلين.. الشرط الثاني لتحقق وجوب العذاب

مُساهمة من طرف abdelhamid الأربعاء 25 فبراير 2009 - 19:26

" 2 "

الشرط الثاني الذي يسبق إهلاك القري الظالم أهلها هو تكذيب المرسلين المنذرين. فالمكذبون لا يصدقون بما يجيء به المنذرون. وهؤلاء من يسمون بالدهريين من كفار ومشركين وفلاسفة الذين ينكرون البدأة والرجعة. ويعتقدون كما يعتقد الفلاسفة الدهريون المنكرون لله "أن في كل ستة وثلاثين ألف سنة يعود كل شيء إلي ما كان عليه. وزعموا ان هذا قد تكرر مرات كثيرة فكابروا العقول وكذبوا المنقول" ويخبرنا المولي تبارك وتعالي عن عقيدة هؤلاء في قوله سبحانه:
"وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون" 24 - الجاثية.
فهم لا يتصورون ان الهلاك يأتيهم من عند الله. وعقيدتهم أنهم يعذبون ويهلكون بفعل الدهر وبمرور الزمن وبعوامل الطبيعة. ذلك لأنهم وضعوا علي أعينهم غشاوة عن الخالق الصانع لكل هذه الأشياء. ولا يتصورون أن وراء هذا الهلاك إلها واحدا يدبر الأمر ويرسل المنذرين. ويحدد الموعد والمكان والأسلوب والوسيلة والأداة التي بها سيهلكون!!
وعلي هذا الأساس وبتلك العقيدة الفاسدة تراهم يفسدون في الأرض ولا يصلحون. ويظلمون خلق الله في أرضه ويتجبرون.
والتكذيب هو المرحلة الثانية من مراحل إهلاك الظالمين. وبدون التكذيب لا يعاقب الله القري. فكم من قرية ظلمت ثم عادت إلي رشدها فلم تهلك ولم تعذب. فهناك شرطان بدونهما لا تجب الحرب علي الظالمين وهما:
* ضرورة إرسال منذرين إلي أهل القري لإنذارهم من عقاب الله "المرحلة الأولي من الهلاك".
* تكذيب أهل القري لهؤلاء المنذرين مع اصرارهم علي تكذيبهم "المرحلة الثانية من الهلاك".
فإن لم يرسل الله المنذرين إلي أهل القري كانت لهم علي الله حجة. وقالوا بأنهم لا يعلمون.
وإذا صدقوا المنذرين. ما كان لله حاجة إلي عقابهم. فما حاجة الله لإهلاكهم بعد أن جنحوا إلي السلم وعادوا إلي الحق.
إمعان وإصرار
هذا النوع من الناس الذين يصرون علي التكذيب هم في غفلة. لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها. أولئك كالأنعام بل هم أضل.. أولئك هم الغافلون. هكذا يصورهم رب العالمين.
ومن أمثال هؤلاء أمريكا وإسرائيل.. فإن ما تفعله الدولتان في فلسطين وأفغانستان هو شاهد علي ما نقوله الآن!!
فهم مكذبون.. مكذبون.. مكذبون..
وهناك نوع من البشر غارقون في بحار التكذيب والغفلة. لا يكفيهم منذر واحد.. ولا اتفاق واحد.. ولا عهد واحد.. ولا كلمة واحدة ويقولون ما لا يفعلون. يتحدثون عن حقوق الإنسان ولا يعملون بها. يحاصرون رئيس دولة فلسطين في مقر الرئاسة ويضربون مقار الشرطة. ويطلبون في نفس الوقت من عرفات السيطرة علي البلاد. تناقض عجيب في الأقوال والأفعال.. مكذبون.. مكذبون.. مكذبون!!
مكذبون بعقاب الله ويمعنون في التكذيب ويصرون علي تزييف الحقائق. وإلا فكيف يفعلون ذلك الجرم فعل الإنسان الوقح المتبجح؟!
ولقد ضرب الله لنا مثلاً لهذا الصنف من البشر. صنف من البشر لا يفلح معهم كثرة التحذيرات والنصح والانذارات. تماماً كما كان يفعل أصحاب القرية مع المرسلين. تدبر قوله تعالي عن اصحاب القرية في سورة يس:
"واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون ? إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون ? قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون" الآيات 13. 14. .15
وأما الذين يساندونهم في ظلمهم واعتداءاتهم فهم أصدقاؤهم!!
والزمان يعيد نفسه فتلك سنة الظالمين في كل عصر. فما كان يحدث من القري الظالمة في الماضي نجده يحدث الآن. ولو عدنا إلي الماضي فسنري كيف كان المكذبون يستهزئون بالمنذرين. وكيف كانوا يهددونهم بالرجم. وكيف كانوا يقتلونهم.
محسن عبدالحي حسن
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المنهج الإلهي في إهلاك القري الظالمة Empty تحديد الموعد.. الشرط الثالث لتحقق وجوب العذاب

مُساهمة من طرف abdelhamid الثلاثاء 3 مارس 2009 - 10:54

- 3 -
سبق أن ذكرنا أن هلاك القري الظالمة لا يأتي عشوائياً. بل إن وراء ذلك
الهلاك جنوداً تأتي من عند الله لتنفيذه. وتنفيذ الهلاك له توقيتات محددة
ودقيقة للغاية تنفذ فيها إجراءات كثيرة متشابكة ومعقدة. وسوف تندهش كثيراً
حين تعلمها!!.

ليس ذلك فحسب. بل إن الله سبحانه وتعالي يحدِّد أيضاً أسلوب الهلاك
ووسائل تنفيذه وأدواته. وهذا الموضوع سوف تندهش له أيضاً وتتعجب حين تعرضه
في هذا الباب بإذن الله.

والله سبحانه وتعالي يمهل المكذبين إلي وقت محدد لا يستأخرون عنه
ساعة ولا يستقدمون. قد يأتي موعد هلاكهم جهرة أو يأتيهم بغتة وهم لا
يشعرون. أي يأتيهم وهم يتصرفون في شئونهم كأنهم خالدون.

فقد كذبوا الرسل المُنذرين من قبل. وتجبروا في الأرض ومع هذا لم يحدث
لهم شيء "حتي وقت هلاكهم" فلا يتوقعون ذلك الحدث الإلهي المباغت ولا
يصدقون به.

ولو أخذنا مثلاً بإسرائيل الآن نجدها تتجبر في الأرض. فهم لا يعلمون
أن هلاكهم قد حدد الله موعده دون أن يدروا عن ذلك شيئاً بالطبع. ولا
يصدقون بتلك العملية الخفية التي تدبر لهم عند الله وترتب لها الإجراءات
وترتب لهم التدابير وتحسب لهم التوقيتات» وإن تأخير هلاكهم حتي الآن إنما
هو استدراج لهم من ربهم. فهو يملي لهم حتي إذا جاء موعدهم أخذهم أخذ عزيز
مقتدر.

وفي هذا الفصل نؤكد علي أن موعد الهلاك أو العذاب وتوقيته محدد عند الله في كتاب.


كتاب مسطور


الله هو الخالق الباريء المصور لكل خلقه. وهو العليم الخبير الذي لا
يخفي عليه شيء في الأرض ولا في السماء. وحسابات الله في كل الأمور التي قد
نظنها تسير وحدها هكذا. هي في حقيقتها حسابات دقيقة يعجز الوصف عن ذكرها.

والله هو الأول والاخر. فبدء الخلق عنده ونهاية الخلق عنده. وكل شيء
عنده بمقدار وما نراه بعيداً يراه قريباً. وإن يوماً عنده كألف سنة مما
يعده البشر. وكل شيء مسطوراً عنده في اللوح المحفوظ. وعند الله كل أسرار
الخلق. وكل أوقات الخلق وكل أعمال الخلق. عالم الغيب وحده. لا يظهر علي
غيبه أحداً إلا من شاء سبحانه.

ويخبرنا الله سبحانه وتعالي في القرآن الكريم بهذه الحقيقة. حيث حكم
وقضي بما كتب عنده في اللوح المحفوظ. أنه ما من قرية من القري سيهلك أهلها
أو يعذبهم عذاباً شديداً في الحياة الدنيا إلا كان في الكتاب مسطوراً.

تدبر قوله سبحانه وتعالي:


"وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذاباً شديداً كان ذلك في الكتاب مسطوراً" الإسراء:.58


إن توقيت إهلاك القري أو تعذيبها ليس عشوائياً كما يظن الظالمون. بل
إنه في الكتاب مسطور ولكن الظالمون لا يعلمون ذلك. لقد سبق الله بعلمه
الواسع أفعال هذا النوع من البشر. ويعلم متي وكيف يفسدون في الأرض
ويتجبرون فيها. ومتي وكيف يسفكون الدماء ويهلكون الحرث والنسل.

بعلمه المسبق الواسع يعلم أنهم سيكذبون المنذرين. ويعلم في أي قرن من
الزمان سيصلون إلي ذروتهم في التكذيب. ومتي يحق عليهم عقابه. ومتي يرسل
عليهم جنوده غير المرئيين لتنفيذ الهجوم علي الظالمين. كل ذلك في الكتاب
مسطور.

كتاب مسطور فيه موعد هلاك كل ظالم. ووقت الإهلاك أو التعذيب. ومتي
يتم إخراج المؤمنين من تلك القري قبل إهلاكها. والأسلوب والوسيلة والأداة
التي سيتم بها ذلك. كل شيء مسجل عند الله جل جلاله في اللوح المحفوظ.

فكل قرية من القري الظالمة لها كتاب معلوم عند الله. ومحدد به وقت إهلاكها فلا يتم إهلاكها عشوائياً كما يتصور الدهريون.


قال تعالي: "وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم" الحجر:.4


في الموعد المكتوب


إن القري الظالمة التي كذبت الرسل من قبل واستمرت في بغيها. حدد الله
موعداً لهلاكها. فلا يأتيها الهلاك قبل ذلك الموعد ولا يأتيها بعده.. ذلك
لأن الله جعل لهلاكها موعداً والله لا يخلف وعده ولا موعده.

قال تعالي: "وتلك القري أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً" الكهف: .59


إن هذا الموعد الذي يحدده لهلاك القري الظالمة بالغ الدقة. يأتيهم
جهرة أو بغتة دون أن يشعروا باقترابه. موعد محدد عند الله وحده ومجهول
لديهم. موعد لا يمكن للظالمين انتظاره أو الاستعداد له.

ونستكمل الحديث العدد القادم بمشيئة الله


محسن عبدالحي حسن
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المنهج الإلهي في إهلاك القري الظالمة Empty تحديد الموعد.. الشرط الثالث لتحقق وجوب العذاب

مُساهمة من طرف abdelhamid الأربعاء 11 مارس 2009 - 15:29

-4 -

نستكمل اليوم الحديث عن القري الظالمة وكيفية هلاكها.. فقد يأتيهم بياتاً
أو نهاراً: كقوله تعالي: "قل أرأيتم إن آتاكم عذابه بياتاً أو نهاراً ماذا
يستعجل منه المجرمون" يونس: .50

قد يأتيهم وهم في ظلمات الليل وسكونه ووحشته. وقد يأتيهم بياتاً وهم
نائمون. وقد يأتيهم نهاراً وهم علي أرائكهم متكئون. قد يأيهم وهم في
غفلتهم يتسامرون ويضحكون.

قد يأتيهم نهاراً وهم في أعمالهم أو في بيوتهم. وقد يأتيهم وهم في
مصانعهم أو مزارعهم أو في متاجرهم وفي المؤسسات والمصالح والوزارات وهم
علي مكاتبهم فبعد وقت قليل سيفاجأون بما كانوا به يكذبون. فذلك عقاب الله
المباغت الذي لم يتوقعوه!!.

قد يأتيهم بياتاً وهم نائمون: قال تعالي: "أفأمن أهل القري أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون" الأعراف: .97


قد يأتيهم نهاراً وهم قائلون: أي وهم في وقت الراحة من منتصف النهار
"وقت القيلولة". تصور ذلك الهلاك المباغت القادم من عند الله عز وجل في
وسط النهار والناس تذهب وتجيء تصور هذا الهلاك الذي يأتيهم وهم في حالة
استرخاء وقت القيلولة. يأتيهم بلا علامات ولا مقدمات. لقد كانوا من قبل
يستهزئون بالرسل ويسخرون. يستعجلونهم بمجيء الهلاك ويقولون لهم "متي هذا
الوعد إن كنتم صادقين". ففي تصورهم كيف يأتيهم هلاك مفاجيء؟!

لقد قال الرسل المنذرون هذا من قبل!!.. قالوه كثيراً ولم يحدث لهم شيئاً. فما هذا الهلاك الذي يتحدثون عنه وينذرونهم رياه؟.


ألم يلاحظوا بغتة الزلازل. وثورة البراكين المفاجئة. ومفاجآت الرياح
والأعاصير العاتية. وسقوط الطائرات. وغرق السفن في البحار. وانقلاب
القطارات أو احتراقها وغير ذلك. فكلها انذارات للمكذبين بأن الهلاك يأتي
في كل الأوقات. وحين يأتيهم الهلاك سوف يرونه رأي العين. ولن يجدوا وقتها
من يصرفه عنهم. ثم يوم القيامة يقص الله عليهم ما كانوا يفعلون. ويسألهم
"هل استجبتم للمنذرين؟".

وكذلك يسأل الله المرسلين "هل استجابوا لكم أم ماذا كانوا يعملون؟".


الله يسألهم وهو يعلم ماذا فعل المكذبون وماذا فعل المرسلون. وسوف يقص
عليهم كل شيء لأنه سبحانه كان معهم. ولم يكن غالباً عنهم.. سبحانه هو
العليم الخبير.

تدبر قوله تعالي: "وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتاً أو هم
قائلون. فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسُنا إلا أن قالوا إنَّا كنَّا ظالمين.
فلنسئلنَّ الذين أرسل إليهم ولنسئلنَّ المرسلين. فلنقصَّنَّ عليهم بعلم
وما كنَّا غائبين" الأعراف: الآيات من 4 :.7

قد يهلكهم الله ضحي وهم يلعبون: هذا الوقت من اليوم حيث يكون
الظالمون مستقبلين أول النهار ذاهبين إلي أعمالهم. أو في قمة حالات
الاسترخاء علي الشواطيء. أو في النوادي والمنتزهات ينعمون بها. يقترب بأس
الله منهم وهم لا يشعرون. فهذا يلعب مع أصدقاءه أو أولاده. وآخر يلهو
ويلعب ويستمتع بإجازاته. وآخرون يلهون ويلعبون في الشوارع والطرقات
والحواري والزقاقات. الكل مشغول ومنهمك. وفي وسط هذا الجو المبهج المليء
بالضحك واللعب يأتيهم بأس الله بغتة. فلا يستطيعون توصية ولا إلي أهله
يرجعون.. قال تعالي: "أو أمن أهل القري أن يأتيهم بأسنا ضحي وهم يلعبون"
الأعراف: .98

فوقت هلاك الظالمين في كتاب مسطور. له وقت معلوم يأتي بياتاً أو
نهاراً. يأتي بياتاً وهم نائمون أو نهاراً وهم قائلون.. أو يأتيهم ضحي وهم
يلعبون.

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين


محسن عبدالحي حسن
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى