الظلم يشيع الفوضي ويهدم المجتمعات

قال رب العزة في الحديث القدسي الشريف: "يا عبادي إني حرمت الظلم علي نفسي
وجعلته محرماً بينكم فلا تظالموا..." ويقول: "وعزتي وجلالي لانتقمن من
الظالم في عاجله وآجله ولأنتقمن ممن رأي مظلوماً فقدر ان ينصره فلم يفعل".

إن الظلم خلة قبيحة ان حلت في مجتمع أشاعت فيه الفوضي وسلبت أفراده
الأمن والطمأنينة وان حلت في أسرة تداعي أساسها وانهار بناؤها وفرقت بين
المرء وزوجه والأخ وأخيه والوالد وأولاده ونفس المفردات التي تكون كلمة
الظلم هي نفس المفردات التي تكون كلمة الظلم لنعلم ان الظلم ما هو الا
ظلمات يوم القيامة كما قال النبي صلي الله عليه وسلم. وبقدر ما يكون
الإنسان العادل في قرب من الله. بقدر ما يكون الظالم في بعد من الله تحيط
به الظلمات من كل ناحية فيري من أمامه ظلمة ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة
وعن شماله ظلمة ومن فوقه ظلمة ومن تحته ظلمة فلا يتبين مواطيء قدمه وتحل
عليه اللعنة ويلبس لباس الخزي والمهانة. ان أقبح ألوان الظلم ظلم الانسان
لنفسه فيدسيها بالمعاصي ويرهقها بارتكاب السيئات حتي تحل عليها اللعنة
وتلحق بصاحبها الخيبة والخسران "وقد خاب من دساها" وإذا ظلم الانسان نفسه
هان لديه ان يظلم الآخرين فنراه يعتدي علي حق الجار ويؤذي كل من هو أضعف
منه. ولا يكون مثلا للنزاهة في أي عمل يوكل إليه سواء كان تاجراً أو
مزارعاً أو عاملاً أو صانعاً أو حاكماً ويكون سبباً من أسباب تخلف أمته.
ولقد عالج الإسلام كل هذه المساوئ بعناية فائقة حيث وضح ان المسلم أخ
المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه وان كل المسلم علي المسلم حرام دمه
وعرضه وماله كما جاء في السنة النبوية الشريفة ورحم الله أبابكر الصديق
رضي عنه الذي قال من ضمن ما قال عقب توليه الخلافة "القوي فيكم ضعيف حتي
آخذ الحق منه والضعيف فيكم قوي حتي آخذ له الحق إن شاء الله" ليتنا جميعاً
نضع ذلك نصب أعيننا لتسير بنا سفينة الحياة في أمن وسلام.

هذا وبالله التوفيق