صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثورة شباب مصر : تـدْشين سـِفـْرِ الديمقراطية

اذهب الى الأسفل

 ثورة شباب مصر : تـدْشين سـِفـْرِ الديمقراطية Empty ثورة شباب مصر : تـدْشين سـِفـْرِ الديمقراطية

مُساهمة من طرف izarine الإثنين 14 فبراير 2011 - 22:01

هـلـّـتْ
ثورة ُ 25 يـناير2011، على خـُـطى ثورة تونس الظافــرة، لـتـُـعـزّز
المطلب الحيـويّ للشعوب العربية قاطبـة في التحرر من ربــقـْـة الذلّ
وسطوة الاستبـداد، على امتداد عقود مليـئة بالهزائم والتـقـهـقـُـر .
مــا يـمـيـز ثورة شباب مـصـر، هو أنها تمتـد في زمن الإنجاز وتستـقطـب
الملايـيـن، وتـُمـسـرح الفـعل المـُـغـيـّـر وهي تـحـاكـم النظام
المـُـتهاوي، وتؤكـد أن القطـيـعة ضرورية مـع مـَـنْ سـرقـوا ثــقة الشعب
وخـيـراته وآمــاله مـُـحـوّلــيـن البلاد إلى مـزرعــة خـاصـة يستغلونها
ويـُـورّثــونـها لسلالتهم الطاغية. هي إذا ً ثورة تــربـط الحاضــر بذلك
الوجه المشرق في الماضي القريب، يـومَ هـبـّـتْ جموع الشعب سنة 1919،
لتحقيق الاستقلال والتخلـص من الاستعمار البريطاني ...ثورة تـربط الحاضـر
بالمنطق الصحيح الذي يــرفض الانقلابات والثورات الفــوْقــيـة، ويـُـصـرّ
على أن يختار الشعـبُ طريـقا ديمقراطيا يـُنـظـم الصراع، ويـُـوجه الطاقات
نحو إبداع المستقبل. كـأنّ حـنــاجــر شباب ميدان التحريـر وكل ميادين
مصر، يــُردد تلك الأغنيـة - الرمـز التي كتبها طالب مـُعـتـقل في سجن
القلعة سنة 1919 قائلا :«إحنـا التلامذة يا عــمّ حـمــزة، واخدين على
العيش الحــاف ...» ، والتي سيـســتـوحيها الشاعر أحمد نـجـم والشيخ إمام
ليصدحـا مع الثائرين في السبعينات : « رجعـوا التلامـذة يـا عــمّ حــمـزة
لـلـجــدّ تــانــي ...» . عــاد شعب مـصـر إلى الجــِـدّ ليصحــح مواطـن
الخلـل التي سـمـحتْ لـمـَـنْ سرقوا تضحياته وآماله أن يفرضـوا سلطة
الحديد والنار، وأن يفـرّطـوا في مصالحه ودوره العربي الــرائد.
أكثـر من نصف قرن ومـصـر تـعاني من استبداد الحاكمـين والناهبين
والمـستـسلـمـين لإرادة المــانحين ولـمـُـحـتـلـّـي فلسطين ...كانوا
يتصـرفون وكأن ملايين من المصريين هم مـأجورون في ضيعة أسياد لا يقبلون
مراقبة أو محاسبة. لم يسكت الشعب على الظلم الفادح فأدى ثـمــنـا ً غاليا
من حياة أبنائه، وظـلّ يحارب بالأسلحة المتاحة: الجـهـر بالنقد، والكلمــة
الكـاشفة، والنكـتـة اللاذعــة. لكن المسـتـبـدين لم يـُبالوا بصوت الشعب
وظـلـوا يـُبـشرون بالانفتاح والليـبـرالية المـتـوحشة، مـُـمـعـنـيـن في
التحالفات المـخـزية مع رجال الأعمال المتـسلـقين، والوالغـين في
المـُضاربات العقارية والشركات المـتـعددة الجنسية ...
منذ سنوات عديدة وأهـل مـصـر يـدركون أن هذا الوضع لا يمكن أن يسـتـمـر
وأن شــروط تــنـْـفــيـض ِالدولـة والمجتمع قد تــوافـرتْ، وحـانَ وقــتُ
تـدْشــين ســِـفـْـر الديمقراطية للاسـتـهـداء بـه على طـريق استعادة
سيادة الشعب. وللحقـيـقـة أقـول بأن الإبداع الأدبي للكـُـتـاب الشباب في
مــصــر قد نــبـّـهـني، منذ عـقـْـديـْـن على الأقل، إلى أن الانفجار آتٍ
وإلى أن الأصباغ والتــزاويــق التي كان نـظام حسني مـبارك يـدفــقـُــها
على الــواجـهـة إنما تـُخفي وراءها واقـعا مـعـتـما، ويأســا ً أســود
يوشـك أن يـعلن عن نفسـه.
صحيح أن الأوضاع الثورية تــتـضـافـر في صنعها، قبل كل شيء، عوامــل مادية
وسياسية واجتماعية، لكن التعـبـيــر الأدبي والفنـي يـُسهم أيضا في
بــلــورة الوعـي وإنـْـضـاج لـغـة الرفض والاحتجاج. وهـذا مــا
عــايــنــتـُـه منذ تـسعـيـنـيات القرن الماضي من خلال متابعتي للرواية
الجديدة المصـرية التي تـُجـسـد عـبـْـر تمـثـيـل فني مـتـمـيــز، انفصامَ
العلائق بين المجتمع المدني والدولة، وترسـم مشاهد نافذة للتهميش والبطالة
والانــحـشــار في الأحياء العشوائــيـة. فضلا عن ذلك، عـبـرت كثـير من
تلك الروايات عن العنف المــُسـتـَـتـِـر والظاهر الذي يـعتـمـده النـظام
لحمايــة مؤســسـاته المزيــفة، وتـغــلـغـلـت في أحشاء التجمعات السكنية
المـزنـوقة على أطـراف القاهرة العملاقة لـتـُسـجـل«اللغات» الــنـابــتة
في أحضــان البـؤس والعنف والبــلطـجة والتي تـضـع موضـع تـســاؤل كل
المقدسات والمحرمات لأن الأخلاق لا يمكن أن تـوجد، كما قال أحد فلاسفة
اليونان، من دون حــدّ أدنــى من المــادة ... كـل ذلك، أســعـْـفَ الشباب
المصريين الذين نــزلـوا إلى الشارع على أن يـُضـيئـوا شعلة الثورة
والعصـيان الكــامـنـة لـدى الشعب، وأن يـبـتـدعــوا طـرائـق ذكـيـة
تـتحدى الاستبداد وأجـهـزة القــمـع. وســرعـان مـا وضـعـوا أيديهم على
الـعـتـبـة الــسـالكة نحو الـتغــيــيـر حين نــادوا بإسـقاط رأس النظام،
والتخـلص من عبء الأوصـياء المـُحتكـرين للسلطة باسم الوطنـية والبلاغـة
الكاذبة الجوفاء. أدرك شباب مـصر أن التـغـيــيـر الجذري يـنـطوي على
مـخـاطــر ويـسـتـلزم تضحيات، ولكنـهم أدركوا في الآن نفســه أن الأمــر
الاستـعجــالي والشــرط الأوّلــي لإنـجاح الثورة، هـو القيام بقطيــعة مع
المـسـؤوليــن عن التدهور وســدّ الأبواب أمام الشعب. وهذا هو مــا
يـفـسـر تـشــبـّـثــهم برحيل الرئيس الذي أخـذ يتـحــايـل ويـتــبـاكى
لـيـُمــدّد أجـَـلَ حـُـكـمـه الفاشل، ولكن هيـهات لأن الشعب المصري أدرك
بالمـُعـانـاة ســبــب بـلائـه ومـأساته.
لـيـس مـا هو مـطروح الآن وقد حقـقت الثورة هــدفـها الأول بإجــبــار
الرئيس على التـنـحي، أن تقدم تـفـاصـيل تحـدد مجـتـمع مـا بـعد الثورة،
وإنما الأهــمّ الحـفاظ على التعـبـئة وتحالف الشعب مع قـُـوّى الشبـاب
لـتـكســيـر دوالــيب الاستــبداد وأعداء الديمقراطية والتغـيـيــر. مــا
يــكـتـسي صبـغـة الاستـعجال هو حـمــاية قدرة الشعب على مــراقبة
الخـطـوات التالية لكي لا ينـحـرف المســار، ولكي يـتـمّ التحضـيـر
للحـوار الصـريح، ووضْــع أسـس الانتقال إلى ديمقراطية منفـتـحة على
المستقبل، مـسـتــنـدة إلى الشباب الذي فــجـّـر الثورة وعلى سواعد العمال
والفلاحين الذين عانوا من الاستغلال والقـهـر. لا خـُـضوع بعد اليوم
لأنظمة متـسـلطة تحـتقـر المواطنين وتـتـكئ على الرقابة البوليسية: هذا ما
تقوله ثورة الشباب في مـصـر، وهـو مــا قالــتـْـهُ ثورة شعب تونس بالأمس
القريب، وهـو مــا يـُخــالج صدور جميع الناس على امتـداد الأوطان
العربية. شــرط ُ نجاح هذه الثورة، كما نشاهـد، هو القطيعة مـع مـَـنْ
أرادوا لشـعوبـنا أن تظـلّ خـارج التاريخ تـتــلـهـّـى بالتفــرُّج على
مــنْ يـصنــعــونـه. لذلك فإن مـلـحمـة الثورة التي تـُـدشـنـها تونس
ومصــر هي كـلـمة البدء، كــلـمـة التـّـكـويــن في سـِـفـْـر
الديمقــراطية والعدالة والمساواة. لا أحــد مــنـّـا، بعد الآن،
سـيـقـبـَـل أن تـُـعـصـبَ عـيـنــاه. كلــنـا نـرى ونســمع ونـعانق
طـريـق الفـعل الذي يـُـعيـد لشعوبنا التـكافل والتــساند والكـرامـة.
وشـِــعـارُنــا لا يـقـبل التجــزيء: مــواطـن حــرّ ومسؤول داخل مجتمع
يــرعـى الحقوق ودولـة تــقـوم شرعــيـتـُها على تـداوُل الحكم وضمان
حــرية الرأي والاعـتـقاد والتفاعل مع المجتمع المدنــيّ... لـنْ
نـُصـغـيَ للذيـن يـحـُكـُّون إسـتـَــهـُـم وهـمْ يـُشــكـّـكــون في
صدقية ثــورتــنـا، أولـئك المـثـقـفـون الغــربــيون الذين يـُطــلّـون
من شرفاتهم الهــرِمــة ليقولوا أو يكتــبـوا في صحفهم بــأن«الشعــوب
العــربيـة مـُـتـأخـرة بالفـِـطـْـرة والــوراثــة » !!! لا وصايــة بعد
اليوم، لأن الشعوب العربية قــررت أن تهـدم جـُدرانَ الاسـتـبـداد
وحــاجــبــات الضــّــوْء .. اخــتـارت أن تــرتــاد أصــقــاع التاريخ
المتـحرك، وتــعــانــق الحداثـة المُـجددة، وتــبــتــدع لــغــة ً
تــفــتـح مجــاهـيل العــصـر. هــديـــرُ حـنــاجــر الرجال والنساء
والعمال والمثقفين في تونس ومــصـر، تــرتــجُّ في أعماق كل عربي
لــتــُـنـبــّـهــه إلى أن مــسالـك الأمــل هي قــابَ قــوْســيْـن، وأن
ســاعة التـغـيـير قـد دقــتْ، وأنْ لا أحــد يستطـيع، هذه المــرة، أن
يتـخــلـى عن مــوعده مــع التــاريخ الحــامــل لـلـمـــســرّات .
تســتـعــيد الشعوب العربية، من خلال انتفاضة تونس ومـصــر الأمــل في
تحقيق انطلاقة جديدة، تأخذ في الاعتبار التعــثـرات والانتكاسات والأخطاء
التي ضيعت فرص الحوار والتعايش والتقدم على مختلف الإثـنـيات المـُكـوّنة
لنــسـيج تــاريخــنا. ومن ثــمّ، تـقـدم تـجـربــتــا تونس ومـصـر فرصــة
نادرة للمـراهنة على الديمقراطية بوصفها وسيلة لتنظيم الحوار والصراع
الـبــنــّاء، والإقــرار بالتعدد الثقافي الخــلاّق، وفــكّ الحصــار عن
الفعل والإبداع، واستعادة حـرية المواطنين، وإلـزام دولــة القانــون
بالســهر على تــنـفـيذ مـا اخـتاره الشعب.
هــذا هــو أفـــق الرهــان الجوهــريّ الذي تـطـرحــه ثــورتــا تونس
ومــصـر، وهو رهان يـفـتح الـبــوّابة الضــرورية من أجــل أن نــُعاود
الانخراط بـجـدّيــة في مجــرى التاريخ، مـُســتــهــدفيــن تحقــيــق
النهضـة المـُنفـتـحة التي طــالــمـا أجــْــهــَضـتـْــهـا، في
ربوعـنـا، قـوى الاحتلال والاستغلال والــفـكر الــمــاضــوي الآفـــل .
تـلك هــي تونس ومــصـر اللتان في خــاطــرنا: تــثــوران اســتجــابة
لمطامـح شعــبـيــهـما وأيــضا لــتـفـتـحان الطريق أمام الشعوب العربية
السائـرة، لا مــحالة، نـحو التــخـلص من الاستبداد والحكم الفــردي .



محمد بــــرادة

الاتحاد الاشترالكي

14-2-2011



izarine
izarine

ذكر عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى