صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ماذا بقـي من دي سوسير؟ أو عندما يتحوّل العلم إلى ثرثرة

اذهب الى الأسفل

ماذا بقـي من دي سوسير؟   أو عندما يتحوّل العلم إلى ثرثرة  Empty ماذا بقـي من دي سوسير؟ أو عندما يتحوّل العلم إلى ثرثرة

مُساهمة من طرف said الجمعة 22 يوليو 2011 - 23:15

تساءل، منذ فترة قصيرة، ناقد أدبي عربي في مقال منشور في مجلة علامات السعودية قائلاً: مـاذا بقـي من سوسير؟
وأجاب إجابةً مبتسرةً تبرز مدى القصور العلمي الذي وصلت إليه الدراسات
الأدبية العربية المعاصرة في متابعة ما يكتب غربياًّ في مجال العلوم عامة،
واللسانيات خاصة.
وسأحاول في هذا المقال المختصر أن أقف عند بعض المحطات الأساسية ليتأملها كل قارئ.
إن لسانيات (Ferdinand de Saussure) لم تنته كما يحاول إيهامنا هذا
الناقد الأدبي، أو غيره من النقاد العرب؛ لأن البحث والتنقيب مازالا قائمين
حول آثار هذا اللساني، والدراسات العلمية الرصينة مازالت تنجز حول فكره في
أوساط الجامعات الأوربية والآسيوية والأمريكية، وخير مثال على هذا
الاستمرار نشـر مخطوطته عام 2002 التي أحدثت «ثورة كوبرنيكية» (Révolution
copernicienne) ثالثة في الأوساط العلمية الغربية شبيهة بالثورة الأولى
التي أحدثتها محاضراته لما نشرت أوّل مرة عام 1916، وبالثورة الثانية التي
أحدثها نشر دراسته عن «الأناگـرام» (Les anagrammes) عام 1964.
وإلى
القارئ العربي هذه المحطات الأساسية ليتأملها، ويقارنها بما تراكم في ذهنه
عبْر ما سطّره النقد الأدبي العربي المعاصر عن البنيوية، وسأقتصر على ذكر
بعض المعطيات المهّمة التي كثيراً ما غُـيّبت عن هذا القارئ، أمّا من أراد
المزيد من المعطيات والتفاصيل فيمكنه أن يراجع دراستي المفصّلة «استقبـال
(F. de Saussure) في الثقافـة العربية»1.
ماذا بقـي من دي سوسير؟   أو عندما يتحوّل العلم إلى ثرثرة  Info%5C22714201130601PM1

1. من غـرائب الاتفاقات
ولد
مؤسس اللسانيات الحديثة دي سوسير عام (1857)، وولد مؤسس التحليل النفسي
فرويد عام (1856)، وولد مؤسس «المنهج التأثري»، حسب مندور، أو المنهج
التاريخي، لنسون عام (1857)، وولد مؤسس علم الاجتماع دوركايم عام (1858).
اهتمت
الثقافة العربية (طه حسين، والعقاد، ومندور، والنويهي، وعز الدين إسماعيل،
وعبد الواحد وافي، وغيرهم كثير) بالمؤسّسين الثلاثة في وقت مبكّر، وتُرك
مؤسس اللسانيات إلى وقت متأخر إلى أن هبط أهل النقد الأدبي «بالمظلاّت على
ميدان اللسانيات، فجاسوا خلال الديار فوجدوها خلاء أو ما يشبه الخلاء؛ ومن
ثم أصبح جميعهم لسانيين بالهواية أو الحق الإلهي في ساعة من نهار، وصنّفوا
في مسائلها أنحاء من التصنيف، استشرت فيها عدوى التأليف بما يشبه الترجمة،
والترجمة بما يشبه التأليف»2.
صحيح أن هناك إشارة إلى دي سوسير تعود
إلى حدود عام 1943 دبّجها قلم الناقد المصري محمد مندور، لكنها إشارة
مختصرة ويتيمة، لم تفعل فعلها في الأجيال التي قرأت كتابه «النقد المنهجي
عند العرب».
وصحيح كذلك أن اللساني العربي تمام حسان كان له سبقه
التاريخي في الاستشهاد بكتاب دي سوسير؛ إذ تناول كتابه، ونظريته، في وقت
مبكر يعود إلى عام 1955 (مناهج البحث في اللغة، ط1،1955)، لكن النقد الأدبي
العربي المعاصر غالباً ما اعتبر نفسه هو الرائد، وهـو المكتشف، وضرب صفحاً
عن المجهود اللساني السابق له، فكثر اللغط وأصبح نقاد الأدب «جميعهم
لسانيين بالهواية أو الحق الإلهي في ساعة من نهار»، فصار عدد المصطلحات
بأنفاس هؤلاء النقاد، حتى ليكاد القارئ يجزم أن الثقافة العربية لم تمر
بمثل هذا «السيولة» في المصطلح من قبل.
وبهذا اختلط مسمّى «النقد
الأدبي» باللسانيات، مثلما اختلط من قبلُ بعلم الاجتماع، وعلم النفس، وراح
بعض نقاد الأدب يزعم لهذا الناقد صفة «العالم الخبير» الذي «يختبر» النص
و»يحلله»، فأضاع الناقد الأدبي العربي فرصة تحصيل العلـم من أهله، وهذا
شبيه بما قام به فريق آخر من محترفي الفلسفة لمّا راح يطلب العلم، وليس
الفلسفة أو أحد فروعها، من الفلاسفة الغربيين (Locke)، و(Kant)، و(Hume)،
و(Stuart Mill)، وهـم «لم يكونوا على بينة ممّا كان يجري في العلم المعاصر
لهم»، ولم يُسهموا «حقًّا في الإبداع العلمي، ولا في منهجياته»، ولا كانوا
مدركين «إدراكاً فعليًّا لنتائج الثورة التي كانت بصدد الحصول في الرياضيات
والمنطق»3.

2. بحث حول النسق الأساسي للصوائت في اللغات الهند-أروبية(1878)

ظهر هذا البحث في (Leipzig)4 في دجنبر عام 1878 وقد تضمّن 266 صفحةً5.
وقد
اهتم دي سوسير في هذا البحث «بمشكلة تبديل الصائت في اللغات الهندية
الأوربية، وكان السؤال يتعلق بهوية نسق الصوائت في اللغة الهندية الأوربية
الأصلية.
وهو النسق الذي كان عليه أن يأخذ في الاعتبار أنماط تبديل
الصوائت التي عثر عليها في اللغات التي يعرف أنها اشتقت من اللغة الهندية
الأوربية الأصلية، ولقد كان من أكثر مظاهر نسق الصوائت هذا صعوبة الصائت
/a/»6.
3. حول استخدام حالة المضاف إليه المطلق في السنسكريتية(1881)
يشكّل هذا العمل أطروحة تقدّم بها دي سوسير لنيل درجة الدكتوراه من
الجامعة الألمانية العريقة (Leipzig) وناقشها في فبراير عام 1880، وظهرت في
جنيف عام 1881.
4. محاضرات في اللسانيات العامة
ظهر هذا الكتاب
أوّل مرة عام 1916 باللغة الفرنسية، وقد قام بجمعه ونشره كل من (Charles
Bally)، و(Albert Sechehaye) بمساعدة (Albert Riedlinger).
أعاد اللساني السويسري (Rudolf Engler) نشْـرَه نشرةً نقديةً وأصدر الجزء الأول منه عام 1968، ثم الجزءَ الثاني عام 1974.
قدّم
هذا اللساني وحده مكتبةً حول دي سوسير تحقيقاً وبحثاً؛ ويمكن مراجعة
الببليوغرافيا المفصلة التي وضعها صديقه (Simon Bouquet) في الموقع
الإلكتروني (www.revue-texto.net).
ثم نشر الكتاب نشرةً فرنسية نقدية
عام 1972، مع مقدمة إيطالية للساني الإيطالي (Tullio de Mauro) ومجموعة من
الهوامش والتعليقات التي جاوزت مائتيْ صفحة، وقد قام بترجمتها إلى اللغة
الفرنسية اللساني (Louis Jean Calvet) وأغفلتها بعض الترجمات العربية؛
ترجمة المغربي عبد القادر قنيني نموذجاً7.
أمّا عن الطبعات المتعددة
للكتاب (1922، 1931، 1949، 1955، وغيرها)، وترجماته إلى اللغات الأخرى،
فيمكن مراجعة الكتاب نفسه (الصفحات: 366-376)، مع الانتباه إلى أن ما يشير
إليه المعلق مرهون بسنة الترجمة الإيطالية التي كانت عام 1967.
وسنثبت
لائحة الترجمات اليابانية خاصة، ليقارن القارئ العربي مجهود الآخرين
بمجهوده، لقد ترجم الكتاب أول مرة عام 1928، وأعيد طبعه مع ببليوغرافيا عام
1940، ثم طبع طبعة ثالثة عام 1941 مع مقدمة جديدة، أمّا الطبعة الرابعة
فكانت عام 1950.
وعند مراجعة فهرس هذا الكتاب (الصفحات: 481-495)، نجد
بعض الدراسات المنجزة حول بعض مفاهيمه، وكذلك بعض العروض النقدية له، قد
أنجزت قبل عام 1945، وقد كانت هذه الدراسات باللغة الألمانية، والإيطالية،
والانجليزية، والروسية، والفرنسية.

5. أناگرام فردينان دي سوسير: نصوص غير منشورة

ظهرت هذه المقالة في مجلة (Mercure de France) (243-262) عام 1964، ثم
لحقتها المقالة الثانية (les Mots sous les mots: textes inédits des
Cahiers d anagrammes de Ferdinand de Saussure) عام 1967، والثالثة (Le
texte dans le texte, extraits inédits des Cahiers d anagrammes de
Ferdinand de Saussure ) في مجلة (Tel Quel) (3-33) عام 1969.
ثم نشرت هذه المقالات مجموعة عام 1971 بعناية الباحث (Jean Starobinski)، تحت عنوان:
- «الكلمات تحت الكلمات: أناگرام فردينان دي سوسير»:
- Les Mots sous les mots. Les Anagrammes de Ferdinand de Saussure, essai, Paris, Gallimard, Coll. »Le chemin«, 1971, 161p.

6. كتابات اللسانيات العامة

في
عام 1996 عُـثُر على مخطوط حول اللسانيات العامة يعود إلى اللساني دي
سوسير كان قد بدأ كتابته منذ عام 1890، وقد اعتقد المهتمون بأنه فقد
نهائياٌّ، لكنه ظهر في نسخة منقحة عام 2002، جاءت تحت عنوان:
- Ecrits
de linguistique générale, édition critique par Simon Bouquet et Rudolf
Engler, Gallimard, Paris, Bibliothèque de Philosophie, 353 p.
لقد
استمرت الدراسات والبحوث المنجزة حول هذا اللساني ومفاهيمه إلى وقتنا
الراهن، آخرها في ما أعلم مؤتمر جنيف الذي عقد ما بين 19 و22 يونيو 2007،
وذلك بمناسبة مرور مائة سنة على أول محاضرة للسانيات العامة، ومائة وخمسين
سنة على ميلاد دي سوسير، وخمسين سنة على نشر أصول مخطوطات «محاضرات في
اللسانيات العامة» التي قام بها اللساني (R.Godel) عام 1957.
وجاء
المؤتمر تحت عنوان: «الثورات السوسيرية» (Révolutions saussuriennes)،
وشارك فيه تقريباً 32 باحثاً ينتمون إلى مختلف أصقاع العالم.
ويمكن
للقارئ أن يراجع الموقع الالكتروني (www.revue-texto.net) الذي يديره
الباحث (François Rastier)، وكذلك المجلات الآتية: (Cahiers Ferdinand de
Saussure)، و(Langages) و(Histoire Épistémologie Langage) وغيرها، ليكتشف
مدى الاهتمام الذي يحظى به اللساني السويسري ولسانياته وسط المجموعة
العلمية الغربية.
خاتمـة
إن مأساة اللساني السويسري دي سوسير في
الثقافة العربية ترجع في جزء منها إلى أن أغلب القرّاء في الوطن العربي
تلقّوا معلوماتهم عنه وعن فكره وكتاباته عبر «نقاد الأدب»، وليس عبر الدرس
اللساني الغربي، أو العربي؛ فاللساني الغربي (Rudolf Engler، Simon
Bouquet،R. Gödel ، Tullio De Mauro، وغيرهم كثير) الذي اهتم بدراسة أعمال
دي سوسير وتحقيقها لم تحفل به الترجمات العربية إلاّ قيلاً، إن لم نقل
نادراً، رغم ما قدّمه هذا اللساني من خدمات لنص دي سوسير وفكره؛ إذ نجد
اللساني السويسري (Rudolf Engler)، على سبيل التمثيل، قدّم وحده مكتبةً
شاملة حول أعمال دي سوسير، ومفاهيمه.
والشيء الطريف الذي يثير الانتباه
أن هذا «اللساني الغربي» لـم يكن أبداً هو نفسه «الناقد الأدبي الغربي»
الذي احتفت به الثقافة العربية وترجمت له، ويمكن مقارنة ما ترجم إلى اللغة
العربية من أعمال الناقد الأدبي الفرنسي (Roland Barthes) الذي لم يقرأ دي
سوسير إلاّ عام 1956 بإيعاز من صديقه (Greimas)8، بما ترجم إلى اللغة
العربية من أعمال هؤلاء اللسانيين.
هوامش
1- بـاحث من المغرب، دكتوراه في الأدب العربي الحديث، البريد الإلكتروني: merzaknajmi@maktoob.com
2- قيد الطبع.
3- سعد مصلوح: اللسانيات العربية وقراءة النص الأدبي، مجلة فصول، القاهرة، 1991، ص: 152.
4-
أبو يعرب المرزوقي: إسلامية المعرفة رؤية مغايرة، مجلة إسلامية المعرفة،
تصدر عن المعهد العالمي للفكر الإسلامي، واشنطن، العدد 14، 1998، ص: 156.
5-Ferdinand de Saussure: Cours de linguistique générale, édition préparée par Tullio de Mauro, Payot, Paris, 1985, p: 327.
6-Ferdinand de Saussure: Mémoire sur le système primitif des voyelles dans les langues indo-européennes, 1921.
7-
جوناثان كللر: فردينان دوسوسير تأصيل علم اللغة الحديث و علم العلامات،
ترجمة وتقديم محمود حمدي عبد الغني، مراجعة محمود فهمي حجازي، المجلس
الأعلى للثقافة، مصر، 2000، ص: 82.
8- فردناند دي سوسير: محاضرات في علم
اللسان العام، ترجمة عبد القادر قنيني، مراجعة أحمد حبيبي، دار افريقيا
الشرق، المغرب، ط1، 1987.
9-François Dosse: Histoire du structuralisme, T1, Editions la Découverte, Paris, 1992, p: 90.
-العلم الثقافي14/7/2011
ماذا بقـي من دي سوسير؟   أو عندما يتحوّل العلم إلى ثرثرة  Info%5C22714201130601PM2
أحمـد مـرزاق(1)


said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى