مشكلتى مع الكوليات...

فى الستينيات لما عينت أستاذا فى آزمور توصلت بكولية أجهل صاحبها إلى الآن فتحتها بحذر فوجدت ثعبانا مدقوقا فى نصفه الأعلى ولما سألت عن مصدره راوغونى لأن هناك خدعة ..وفى رمضان أرسلت لى والدتى رحمها الله طردا فيه لوازم رمضان ولما فتحته عثرت على زبالة بعض ما أرسل والتين المجفف لم يؤكل ولم يسرق فعرفت أن اللص لا يفهم الدين لأنه ترك فاكهة ممجدة فى القرآن ,اكتفيت بها لتمر مع الحريرة الرمضانية وأنا أعزب .
ومنذ ذلك الحين رفضت طريقة الكوليات لأتمسك بمن أعرفهم فى الحافلات وهم أصدقاء فى ثقة الإرسال وسلامة وصول الكوليات .فكلما رأيت الأمانة على الإشهار البريدي ضحكت لأني لم أتوصل من فرنسا بهديتين حصلت عليهما بالمشاركة فى ألعاب تمنح نقطا فتبدل بالهدايا واللعبتان فى كادوفيلاج وكوفيربيس ..حرمت من الهديتين نظارة آخر صيحة وحامل المفاتيح بالليزر ..أخيرا أرسلت بنتى من فرنسا كولية فيها دواء شح فى البلد وشبشبين بانطوفات لم يصلا لحد الساعة وكلما اشتكينا نحن البسطاء سوفونا فى الخلل والضياع والتأخير الذى حرم كل مستفيد شاك لتبقى الأمانة مضمونة مع الأكابر أصحاب المال والنفوذ والشهرة ..حكومات تعاقبت ومشاكل البريد مستمرة مع الطبقة الكادحة التى تنهر وتهان كل يوم فى البريد .
دخلت يوما مصلحة البريد واقتربت من باب المكتب المبني قرب كونتوار للموظفات بقليل فإذا بى أسمع ليس لك الحق أن تكترب من هنا فهنا المال ..صياح واجهته ببرودة إنجليزية فصمت بلا رادع .