صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بنت السحار ....!

اذهب الى الأسفل

بنت السحار ....! Empty بنت السحار ....!

مُساهمة من طرف أوباها حسين الأحد 21 أكتوبر 2012 - 19:30




العيب فيها أنها بنت صديق الشياطين, و أن الناس يتبرمون من رؤيتها و ينكرون عليها السلام, ينفرون المتقرب منها, تلمح لهم أنها غير مسؤولة عن وضعيتها تغطي هفوات والدها بالأخلاق و الجمال المحترم , تحاول الخروج بورديتها من نتانة حرفة تخيف وترعب لمجرد سماعها حتى الدراسة تعثرت فيها وفشلت, كانت تسمع كل حصة سؤالا عن السحر و الساحر, تلذغ بألسنة الأصدقاء والصديقات طول السنة, و لا توقر في العطل من شباب وشابات الحي, تلاحقها جملتهم:" قولي لأبيك أن يهيء لك ما تحلمين به.."
في الحقيقة المثبتة في ضميرها تحلم بزوج , يكسر حياتها المملة و يطرد آراء الذين لا يرحمون , و كيف لها بزوج وهي تعلم أن الذين أحبوها وطمعوا في يدها , طاروا بمجرد ما سمعوا كلمة "بنت السحار" فالواحد منهم لن ينعم بجلسة هادئة في بيت مشعوذ إذ أن الوسواس سيصعد تلك النعوتات المخزونة عن "شدق الجمل" و "زغب الفار" و "سبرديلا" كلمات روجها الآباء و الأجداد و الأ مهات و الجدات في حلقات متنوعة فكرت في العقدة المفتولة حول كلمتي سحر و زوج فوجدتها تبرم أكثر فأكثر حول عنقها , لتخنقها ونكبت أنفاسها رأت في حلمها أنها ترحل فرارا من الضياع استغفرت ربها في الصباح ,وندمت على حلم يريد أن يفرق بينها وبين أبويها إن حبها لهما لا تساويه دنيا لقد أحسنا إليها كثيرا و ضحى الوالد بحرف كثيرة من أجل المال و توفيره لابنته الوحيدة عشقتهما لدرجة العبادة لكنها تتبرأ من سحره الكفر تريد تغيير المنكر و محاربة هذه الرذيلة في والدها لكن الاستطاعة تخونها و طاعة الوالد واجبة ما دام لا يأمرها بمعصية الله, تركت كل تفكير في الموضوع المحير, فوضت أمرها إلى الله طالبة الهداية لوالدها, اعتكفت في حجرتها عند كل عودة كي لا يراها زبائن التدليس و الخداع, و صل إلى سمعها مرارا لجاج أمها و صراعها مع السحار و هي تطالبه بأن يتخلص من المهنة المشؤومة التي شوهت سمعة البنت توسلت إليه كي يعود إلى حرفة طيبة من حرف الدنيا الوافرة رفض حوارها و صمم أن يفنى ساحرا,ثارت في وجهه و بكت حظ ابنتها التعيس, و "الزغرودة" التي لن تحرك لسانها, فاض قلبها ألما على النحس الذي أصاب البيت المهجور من العرسان, كل الصديقات زوجن بناتهن فماذا بقي من الحيل أمام هذا الساحر العنيد ؟ لم يبق إلا أن تخفف حرمان ابنتها لم يغسل هذا الدجال قلبها من الغم و الأسى, بل زادها ذهولا و شرودا نحو الأبعد عن ارض الجفاء و القسوة.
زعقت في وجهه أمها لما أخبرتها بالزواج من خادم الوالد كادت أن تخرج عن صوابها و ترتكب معصية في والدتها, لكنها هدأت من روعها إلى درجة الإبقاء على الحدة و النرفزة لامت أمها التي اختارت عريسا همه السخرة و التصنت للناس, لقد أضرمت فيها الأم نارا أخرى لتأكل ما بقى من ربيع العمر,شعرت مع هذا الخبر أنها تضاءلت و تبخر منها وشم الزمان, فصارت من المعروضات البخسة, ردت الطلب و ردت الأم على أعقابها التجأت إلى الأب و جدته رافضا للخادم مؤيدا لأم تريد أن تزيت صدأ النحس بحفلة صغيرة , اعتبرت رأيه لا يهضم حقها في الاختيار, ارتاحت له, اطمأنت على مستقبلها معه إن وجدت زوجا بالمعيار المطلوب جفت دموعها إلى حين,ابتسمت بين سعادة في حرمان و قلق في الزمان, تذكرت "الصيف ضيعت اللبن" و ما أثرته عن أمها من أن الرجل رجل, و المرأة تعاب , تمنت لو أن هذا الخادم الوسيم إلى حد ما , ترك الوظيفة الخسيسة هاته, و استبدلها بماسح أحذية أو بائع فول لكان أفضل, و لفتح النفس على الزواج المتهوم, ارتضت بهذا القدر المحتوم, و انتظرت قاطرة العرسان في صمت مكلوم, و راء عينين باهتتين, عافت الأم مراودتها على هذا الأمل, و زعزعة كيانها في هذا الأمر فحلفت أن لا توقظ فيها أوتار الأمومة.
مرت سنوات عادية, تأكلها الحسرة وسط صمت مطبق, الأب في هم الشعوذة يكذب و يلفق, الأم واجمة في قبر الحرمان, الخادم يظهر و يغيب, لا يعلم احد سره اللهم إلا انه يتناول الطعام في بيت سيده و يلبس على حساب المسحورين و يتمتع بجزء من الهدايا المقدمة قربانا للساحر, تقرأ الكتب و المجلات المتوفرة و من بينها ما اشتراه الخادم لها تعبيرا عن حبه و تقديره لتعلمها المتوسط , تشغل جسمها في شؤون البيت و تلصق أذنيها من بعيد أو قريب على أشرطة "كاسيط" لتنسى الزمن المر, و تبتعد عن الألسنة السامة,قطعت صمتها كلمات تصيح بها أمها : الرسالة...رسالة إليك يا ابنتي بحثت في قاموس معارفها عن مصدر و مصدر الرسالة فلم تجد أحدا, تساءلت مع نفسها فلم تحس بطيف أحد من المهتمين سارعت إلى الأم أخذت الرسالة فتحتها جرتها العين الفضولية إلى أسفل المكتوب فقرأت شاهقة و فاغرة فمها : "من الخادم المحبوب" تمتمت الرسالة فلم يبق عالقا بذهنها سوى : "الآن غيرت وظيفتي و تمكنت من محاربة أميتي فهل تقبلي ان تكوني زوجة موزع للبضائع...."
نطت من الفرح, ففرحت معها الأم دون آن تفطن إلى السبب سألتها عن نشوتها بالرسالة, أجابتها : - زغردي يا أمي..الخادم قادم لخطبتي فهو الذي يعلم سر مصيبتي دون الخلق, و تعلم من أجلي.
زغردت الأم, فتم القران ليغادر الأب السحر و يشارك نسيبه في الحلال

























أوباها حسين

ذكر عدد الرسائل : 286
العمر : 81
تاريخ التسجيل : 11/10/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى