شذرات عبدالكريم الطبال

حكمة صغيرة
................
*
طُوبَى للِسَّالِكِ
فِي شِبْرِِ
إذَا كَانَ يَرَى
فِيه ِ الكَوْنْ
**
مَنْ يَحْرِقُ أوْرَاقَاً
يَكْرَهُهُ الْمَاءُ
وَلاَ تَنْسَاهُ الأشْجَارْ
***
لاَ شَيءَ أجْمَلُ
مِنْ شَجَرِِ أخْضَرَ
لاَ يَصْفَرُّ
لاَ شَيْءَ أجْمَلْ
...
...
...
...

يعلمُ  اللهُ

أنَّنِي لُهَاثٌ

لاَ يَصْدُرُ مِنِّي

إنَّمَا مِنْ آخَرِِ

غَرِيبْ

**

قَدْ أكُونُ مُخْطِئاً

إذَا ظَنَنْتُ

أنَّ الرِّيحَ ذِئبَةٌ

تَبْحَثُ عَنْ خِرَافِِ

في السَّحَابْ

***

في الليلْ

أنسى الكلماتْ

لأنها تسرقُ منِّي

الأصبُعيْنْ

لأنها تكتبني

بدونِ الأصبعينْ

...
 ...

....
 .....

مَتَى سَتَمُوتْ
 ...............

متى ستَصيرُ السنابلُ

سربَ حمائمْ؟

متى ستصير الحمائمُ

سرب سنابلْ؟

متى تبدأ الأرضُ

منها إليها

بلا أرضِينْ؟

متى ستصير اللغاتُ

إشارةَ يدْ؟

متى سنغني جميعاً

على مسرحِِ

في السمــــــــــــــــــــــاءْ؟

متى ستموتُ الحروبْ؟

متى سنكونْ؟

...
 ..

 سكونٌ

في الضجيجْ

نسمع فيهِ

آخرَ الأسرارِ

من بعــــــــــــــيدْ

*

تسعدُ سائرُ الذواتِ

مرةً واحدةً

حينَ تزورها اللعةْ

*

لا تشتبكْ بالحلمِ

إنهُ رهيفْ

دعهُ

قريباً منكْ

الياسمين

لا يقبلُ إلا الشمَّ

إنه شفيفْ

دعهُ

قريباً منكْ
 ...

لا فرقَ بين الأخوينْ

....
 ....

*ومنذ قليل سمعت أن الراية الأسرائيلية
مرفوعة في سماء مراكش
 إذا كان القول صحيحا أقول ليوسف هناك:

أخرجْ من قبركَ

ارحلْ منْ ضريحكَ

إذهب إلى أرض أخرى

سنظل كما تعلمُ

نذكر اسمــــــــــــــــكَ

قبل الأسماءْ

...
 ...

أنتْ
....
من كان يخلقُ ما يقُو لُ فحيلتي فيهِ قليلةْ
...
شاعر
 ...

يَارَسْمَاً للِرِّيــــــــح
أوْ  للِبَحْرِ

أوْ لامْرَأةِِ

تمْشِي فِي العِطرْ

إنَّهُمْ يَغْلُونَ

رَقْصَـــــــــــــــاً

فَلِمَا ذَا أنْتَ

لاَ تَرْقُصُ

مِثْلَـــــــــــــــــــــــكْ ؟

...
 ...

حكم صغيرة
..............
*
 قَدْ تَصِيرُ

إذَا مَا غَفَلْتَ

سِوَاكَ

فَتَسْألُ عَتْكَ

سِوَاكْ

**
 لَسْتَ نِدَّاً

لِنَعْبِ غَرَابِِ

بَعِيد

فَكَيْفَ

بِهَدْرَةِ بَحْرِِ

قَرِيبْ

***
تَبَسَّمْ  إلَيْكَ

وَإنْ كُنْتَ فِي شَجَنِِ

كَمَا يَفْعَلُ النَّهْرُ

فِي اللَّيْلَةِ الدَّامِسَةْ

***
كَمْ  مَرَّةِِ

أمُرُّ

فِي دَرْبِِ صَدِيــــــــقْ

أسْمَعُهُ

يَقُولُ لِي:

وَدَاعَاً يَاصَدِيـــــــــــــــقْ

...
 ...

 البحرُ

ليس فيلسوفاً

لو كان فيلسوفاً

ما غوَتْهُ

حورياتٌ

هنَّ أخْيِلةْ

*

البحْرُ

شاعرٌ

يكتبُ

حينما يَجِنُّ

في الخريفْ

يكتُبُ

حينما يصلِّي

في الربيعْ

*
ما أكثرَ  الأصداءَ

في الكون الصدى

لِصوتِِ واحدِِ

لصائتِِ وحيدْ

*

ترحلُ الريحُ

وقتما تشاءْ

ومثلُها الحواسْ

إياكَ

أن تتركها

ترحلُ دونكْ

*
 الحربُ

كانتْ غيرَها

لو أن الراءَ

لم تكنْ

في الحربْ

..
 ...

..
 ...

 الليلُ

مهما طــــــــــــــــــالْ

يجيءُ بعدهُ

في الصبحِ

الليلْ

*
لستَ  وحيداً

حتى في الخلاءْ

هناكَ آخرون

فيكْ

*
لو كانتِ  الحصاةُ

وردةً

لكانتِ الصحراءُ

جنةَ الحدائقْ

*
شعاعٌ في  الزجاجِ

كالمساء في المساءِ

يستطيب الوَصل

يشفُّ في الزجاجْ

*
في  ليلةِِ

لم تبتدئْ

سهرتُ فيها

حتى الفجرْ

كتبتُ فيها

عن سهرتنا

أنا والليلةُ

التي لم تبتدئْ

**
 ليلة سعيدة

....
 ...

 رسالةٌ 
 ...............

لَدَيْكَ

فِي السَّرِيرَةِ

رِسَالَةٌ

مِنْكَ إلَيْكْ

لاَ تَزَالُ

مُنْذُ أمْسِ الأمْسْ

مُغْلَقَةْ

وَأنتَ

رُبَّمَا نَسِــــــــــــــــــيتْ

**

أمَامَ البَابْ
 ............

أدُقُّ

وَبِي حَرَجٌ

مِنْ يَدِي

فَمَا ثَمَّ بَابٌ

وَمَا ثَمَّ أهْلٌ

وَمَا ثَمَّ نَافِذَةٌ

لأِطِلَّ عَلَيْ
 .....

أدُقُّ

وَبِي حَرَجٌ

مِنْ يَدِِ

ألِفَتْ

أنْ تَكُونَ سَمَاءً

لِشَمْسِِ

تَزُورُ بِلَيلْ

ألِفَتْ

أنْ تُمَسِّدَ

شَعْرَ الحَبِيبَةَ

حتَّى تَنَامْ

وَمَا ألفتْ

أنْ تَدُقَّ

عَلَى طَلَلِِ

أوْ خَلاَءْ

...
 ...

..
 ...

هناكْ
 ......

عَازِفُ النَّايِ

لَيْسَ بَعِيدَاً

وَلَيْسَ يَكُفُّ عَنِ الْعَزْفِ

لَكِنَّنِي

لَسْتُ أسْمَعُ

إلاَّ الأنِينَ الْبَعِيدَ

كَأنِّي هنَــــــــــــــــــــاكَ

مَعَ الصِّبْيَةِ الْمُفْجَعِينَ

مَعَ الأمَّهَاتِ الْحَزَانَى

الْحَيَارَى

وَهُنَّ عَلَى الثَّلْجِ

يَزْحُفْنَ يَبْكِينْ

كَأنِّي هُنَاكَ

وَقُرْبِي صَبِيٌّ

عَلَى كَتِفِ الأبِ

يَبْكِي

فَتَبْكِي الثُّلُوجُ

وَتَبَكِي السَّمَاءُ

كَأنِّي هُنَـــــــــــاكَ

هُنًاكَ

هناكْ

...
 ...