نَلتقي في قِمَمٍ لا نَراها - جمال أماش
صفحة 1 من اصل 1
نَلتقي في قِمَمٍ لا نَراها - جمال أماش
نَلتقي في قِمَمٍ لا نَراها
في المابين
أنا هُنا في المَابينِ،أقطِفُ كرْمةَ الأبديةِ،وأنامُ تحت ظِلِها،جسدي قصبَةٌ،والموسيقى ضلوعي التي تطقطقُ ناياً للرُّعاةِ،أسمَعُها لِوحْدي على إيقاعِ ماءٍ يقطرُ في بئرِ أصْواتِ تتردَّدُ أصداؤُها بينَ فجوتَيْنِ،أرواحٌ معلقةٌ بين سَماءَينِ؛من يرى اللَّوْحةَ؟ أنا أمْ أصَابِعي التي تتحسَّسُ ألوانَها في غفلةِ العابرينَ.
إدمَان
فقدتْ عاطِفَتَها سريعاً
أدمَنَتْ رسائِلَ حُبِّ على جَسَدٍ.
صهيلُ دافِئٌ
تركَ لجامَ العقلِ وانطلقَ في حلبةٍ
لا حدَّ لها تحتَ حوافرَ بحرٍ
لا ساحلَ لهُ
لا قاربَ فيهِ
لمْ يُسْتَشَرْ
لا نجاةَ لهُ بعدَ اليومِ
كَشَفَهُ نورُ محارَتِها.
عُبورْ
لا أعْبرُ البَرْزخَ
أُدونُ أخْطائِي بنورٍ خاطفٍ لا أرَاهُ.
لِقاءْ
نُسافِرُ كُلَّما ابتعَدْنا
نَلتقي في قِمَمٍ لا نَراها.
نِسيانْ
نسيتْ معاطِفَها على مرآةٍ مكسَّرَةٍ،وخَرَجَتْ تبْحثُ عنْ روحِها.
بِخيْطِ العنكبوتْ
الأشجارُ عاريةٌ بِصَمْتِها،أضْرَبَتْ عنِ الكلامِ،لِتَمُرَّ العاصِفَةُ إلى بيتٍ آخرَ،تَبادُلُ أدوارٍ،حَرارةُ يَديْنِ وبئرٌ باردةٌ،أحياناً نَهبِطُ إليْهَا،بِشمعةٍ تفقِدُ بَريقَها في المُنتصَفِ،الطَّريقُ غيرُ آمنةٍ،نقطعُ جَوْفَ الهاويةِ عَلى صُدورِنا؛لا عَدالةَ مَعَ الوَحْدةِ،كُلٌّ يَجُرُّ إلى نِصْفهِ،نَقطَعُ المَجْرى عُراةً ونخرجُ مِنْ فَمِ الأفعَى بخيوطِ العَنْكبوتِ.
أنينْ
لا أكتبُ ،أتألَّمُ.
ذِكرى
كُلَّما مرَّتْ جنازَةٌ في صمتٍ
أتذكَّرُ جُثَّتي يأكُلُها الدُّودُ في غيابي.
عيونٌ زرقاءُ وكبيرةٌ أيضاً
في المَطْبخِ الأُمُومي،أعاشِرُ طُيوراً مِنْ وَرَقٍ،نَزعاتٍ ماديةً في ثوبٍ ديني؛فِئرانُ المَعرفةِ عشيرتي في السَّراءِ والضَّراءِ؛أقضمُ كلماتٍ بيولوجيةٍ،وأرقبُ صعودَ القمرِ؛أعوِّدُ يَدي على اقترافِ شهوةِ العِصيانِ؛أينعتُ في الفُقدانِ،وفي نباتِ حقولٍ حزينةٍ على صَدري؛أسرابُ طيورٍ في مُخيلتي أزعجتْ أبراجَ المدينةِ،حلقتْ بعيداً عنْ فزَّاعاتٍ تتهدَّدُني،وسكنتْ ثقوباً في جدرانِ ذاكرتِي؛وكلما دنوتُ من قطافِ غوْصِي في أسرارِ الكائنِ فيَّ،من بدايةِ الخلقِ إلى تِنِّيناتٍ تَتربَّصُ بي شَهواتُها،جَذبتني تِياراتٌ كهربائيةٌ،صَعقتني أمواجُها العاتيةُ،ورَمتني في بحورٍ بإيقاعاتٍ ذاتيةٍ،ورقصِ بحارةٍ بشباكٍ عيونُها زرقاءُ وكبيرةٌ أيضاً.
في غفلةِ الملائكةِ
لا أومنُ بضرباتِ الحَظِّ،أقسُو على نفسِي،أُعاشرُ طيورَ العُزلةِ،ولا أخافُ منْ تَغيُّراتِ الطقسِ في مشاهدَ تكرِّرُ خيانةَ الغُيومِ؛النوافذُ التي تدخلُ منها تِياراتُ الهواءِ أغلقُها،وأقرأُ كتابَ»في انتظارِ كودو»،أسمعُ قليلاً منْ موسيقى عِظامي ورأسِي،آخذ حِصَّتي من مَطبخِ العائلةِ،وحظي من حِصصِ الحُبِّ،ولا أمَلُّ منْ رُؤيةِ ألبومٍ يُذكِّرُني بِحياةِ عاشقٍ كبيرٍ يحرسُ رصيدَهُ البَنكي بشغَفٍ كبيرٍ، نبضُهُ يتوقفُ قليلاً،في غفلةِ الملائكةِ،وهو يُعاكِسُ في المنعرجاتِ آلةً لإحصاءِ دقائقِ الحياةِ التي مرَّتْ،مُجرَّدُ لِقاءٍ عابِرٍ في مَقهى عابِرٍ.
صَلصالُ المناعةِ
خَذلنِي دمُها الأخضرُ الذي لمْ يُنعِشْ سنابلَ في مختبرِ الرُّوحِ؛اختبارُ الحواسِ في ليلةٍ لا بدرَ فيها؛خنقتْ عنقَ الزُّجاجةِ على رُكْبتَيها،فاضتْ كؤوسُ اللظى بالرَّذاذِ،وصرختْ في فمِ الأعْمى،لا تقربْ؛الألغام التي تفجرتْ في يدي دمَّرتْ غرفَ أحلامٍ بكاملِها؛مُظاهراتٌ أوْقَفني لَهيبُها،منْ أجْلِ الخُبْزِ وَالحياةِ والحُبِّ أيضاً،تشهدُ انكسارَ بهاءِ القمرِ؛نرجسٌ أغرقتْهُ دموعُ الندمِ؛الرسائلُ التي نسَجْنا بِها معاطفَ الذهولِ مَحاها،في لحظةٍ، صلصالٌ لا يُؤْمنُ بِفُقدانِ دم مناعتِها،حِبْرٌ أقْسى عليَّ.
طيورُ المسافاتِ
العِباراتُ التي لَمْ تسعفْني دلالاتُها
ضاقتْ بها الإشاراتُ في صَدري
أخلفتُ أنوارَها
وعاشَرتُ طيورَ المَسافاتِ.
عطشٌ في حَلَقي
لي شَهْدُ القيامةِ ولَهُمْ جنائِنُ الوعودِ
وَحْدي أعاشِرُ فجراً تخلَّى
عنْ شجرةِ الخلقِ وأرشفُ
ثمالةَ الوجودِ
لم أتزوجْ بهاءً تجلَّى
في شفقِ الحدودِ
غَمرتْني عزلتُهُ بفَمٍ قالَ لا
لِعطشٍ في حَلقي تَركنِي
في سماءِ الندمِ غيماً عليلاً
وتركني أهيمُ إليهِ رملاً في ريحٍ
تيارَ هواءٍ يفتحُ النوافذَ كلَّها
وينامُ تحتَ أرقِ النُّجومِ
خارجَ قلبي وفي الدَّاخلِ أيضاً.
أكتوبر 2012
أنا هُنا في المَابينِ،أقطِفُ كرْمةَ الأبديةِ،وأنامُ تحت ظِلِها،جسدي قصبَةٌ،والموسيقى ضلوعي التي تطقطقُ ناياً للرُّعاةِ،أسمَعُها لِوحْدي على إيقاعِ ماءٍ يقطرُ في بئرِ أصْواتِ تتردَّدُ أصداؤُها بينَ فجوتَيْنِ،أرواحٌ معلقةٌ بين سَماءَينِ؛من يرى اللَّوْحةَ؟ أنا أمْ أصَابِعي التي تتحسَّسُ ألوانَها في غفلةِ العابرينَ.
إدمَان
فقدتْ عاطِفَتَها سريعاً
أدمَنَتْ رسائِلَ حُبِّ على جَسَدٍ.
صهيلُ دافِئٌ
تركَ لجامَ العقلِ وانطلقَ في حلبةٍ
لا حدَّ لها تحتَ حوافرَ بحرٍ
لا ساحلَ لهُ
لا قاربَ فيهِ
لمْ يُسْتَشَرْ
لا نجاةَ لهُ بعدَ اليومِ
كَشَفَهُ نورُ محارَتِها.
عُبورْ
لا أعْبرُ البَرْزخَ
أُدونُ أخْطائِي بنورٍ خاطفٍ لا أرَاهُ.
لِقاءْ
نُسافِرُ كُلَّما ابتعَدْنا
نَلتقي في قِمَمٍ لا نَراها.
نِسيانْ
نسيتْ معاطِفَها على مرآةٍ مكسَّرَةٍ،وخَرَجَتْ تبْحثُ عنْ روحِها.
بِخيْطِ العنكبوتْ
الأشجارُ عاريةٌ بِصَمْتِها،أضْرَبَتْ عنِ الكلامِ،لِتَمُرَّ العاصِفَةُ إلى بيتٍ آخرَ،تَبادُلُ أدوارٍ،حَرارةُ يَديْنِ وبئرٌ باردةٌ،أحياناً نَهبِطُ إليْهَا،بِشمعةٍ تفقِدُ بَريقَها في المُنتصَفِ،الطَّريقُ غيرُ آمنةٍ،نقطعُ جَوْفَ الهاويةِ عَلى صُدورِنا؛لا عَدالةَ مَعَ الوَحْدةِ،كُلٌّ يَجُرُّ إلى نِصْفهِ،نَقطَعُ المَجْرى عُراةً ونخرجُ مِنْ فَمِ الأفعَى بخيوطِ العَنْكبوتِ.
أنينْ
لا أكتبُ ،أتألَّمُ.
ذِكرى
كُلَّما مرَّتْ جنازَةٌ في صمتٍ
أتذكَّرُ جُثَّتي يأكُلُها الدُّودُ في غيابي.
عيونٌ زرقاءُ وكبيرةٌ أيضاً
في المَطْبخِ الأُمُومي،أعاشِرُ طُيوراً مِنْ وَرَقٍ،نَزعاتٍ ماديةً في ثوبٍ ديني؛فِئرانُ المَعرفةِ عشيرتي في السَّراءِ والضَّراءِ؛أقضمُ كلماتٍ بيولوجيةٍ،وأرقبُ صعودَ القمرِ؛أعوِّدُ يَدي على اقترافِ شهوةِ العِصيانِ؛أينعتُ في الفُقدانِ،وفي نباتِ حقولٍ حزينةٍ على صَدري؛أسرابُ طيورٍ في مُخيلتي أزعجتْ أبراجَ المدينةِ،حلقتْ بعيداً عنْ فزَّاعاتٍ تتهدَّدُني،وسكنتْ ثقوباً في جدرانِ ذاكرتِي؛وكلما دنوتُ من قطافِ غوْصِي في أسرارِ الكائنِ فيَّ،من بدايةِ الخلقِ إلى تِنِّيناتٍ تَتربَّصُ بي شَهواتُها،جَذبتني تِياراتٌ كهربائيةٌ،صَعقتني أمواجُها العاتيةُ،ورَمتني في بحورٍ بإيقاعاتٍ ذاتيةٍ،ورقصِ بحارةٍ بشباكٍ عيونُها زرقاءُ وكبيرةٌ أيضاً.
في غفلةِ الملائكةِ
لا أومنُ بضرباتِ الحَظِّ،أقسُو على نفسِي،أُعاشرُ طيورَ العُزلةِ،ولا أخافُ منْ تَغيُّراتِ الطقسِ في مشاهدَ تكرِّرُ خيانةَ الغُيومِ؛النوافذُ التي تدخلُ منها تِياراتُ الهواءِ أغلقُها،وأقرأُ كتابَ»في انتظارِ كودو»،أسمعُ قليلاً منْ موسيقى عِظامي ورأسِي،آخذ حِصَّتي من مَطبخِ العائلةِ،وحظي من حِصصِ الحُبِّ،ولا أمَلُّ منْ رُؤيةِ ألبومٍ يُذكِّرُني بِحياةِ عاشقٍ كبيرٍ يحرسُ رصيدَهُ البَنكي بشغَفٍ كبيرٍ، نبضُهُ يتوقفُ قليلاً،في غفلةِ الملائكةِ،وهو يُعاكِسُ في المنعرجاتِ آلةً لإحصاءِ دقائقِ الحياةِ التي مرَّتْ،مُجرَّدُ لِقاءٍ عابِرٍ في مَقهى عابِرٍ.
صَلصالُ المناعةِ
خَذلنِي دمُها الأخضرُ الذي لمْ يُنعِشْ سنابلَ في مختبرِ الرُّوحِ؛اختبارُ الحواسِ في ليلةٍ لا بدرَ فيها؛خنقتْ عنقَ الزُّجاجةِ على رُكْبتَيها،فاضتْ كؤوسُ اللظى بالرَّذاذِ،وصرختْ في فمِ الأعْمى،لا تقربْ؛الألغام التي تفجرتْ في يدي دمَّرتْ غرفَ أحلامٍ بكاملِها؛مُظاهراتٌ أوْقَفني لَهيبُها،منْ أجْلِ الخُبْزِ وَالحياةِ والحُبِّ أيضاً،تشهدُ انكسارَ بهاءِ القمرِ؛نرجسٌ أغرقتْهُ دموعُ الندمِ؛الرسائلُ التي نسَجْنا بِها معاطفَ الذهولِ مَحاها،في لحظةٍ، صلصالٌ لا يُؤْمنُ بِفُقدانِ دم مناعتِها،حِبْرٌ أقْسى عليَّ.
طيورُ المسافاتِ
العِباراتُ التي لَمْ تسعفْني دلالاتُها
ضاقتْ بها الإشاراتُ في صَدري
أخلفتُ أنوارَها
وعاشَرتُ طيورَ المَسافاتِ.
عطشٌ في حَلَقي
لي شَهْدُ القيامةِ ولَهُمْ جنائِنُ الوعودِ
وَحْدي أعاشِرُ فجراً تخلَّى
عنْ شجرةِ الخلقِ وأرشفُ
ثمالةَ الوجودِ
لم أتزوجْ بهاءً تجلَّى
في شفقِ الحدودِ
غَمرتْني عزلتُهُ بفَمٍ قالَ لا
لِعطشٍ في حَلقي تَركنِي
في سماءِ الندمِ غيماً عليلاً
وتركني أهيمُ إليهِ رملاً في ريحٍ
تيارَ هواءٍ يفتحُ النوافذَ كلَّها
وينامُ تحتَ أرقِ النُّجومِ
خارجَ قلبي وفي الدَّاخلِ أيضاً.
أكتوبر 2012
13/6/2013/ العلم الثقافي
جمال أماش |
عبدالله- عدد الرسائل : 1759
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 26/06/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى