صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لص ممتاز...

اذهب الى الأسفل

لص ممتاز... Empty لص ممتاز...

مُساهمة من طرف أوباها حسين الثلاثاء 31 ديسمبر 2013 - 19:59

النص

 

استيقظ سهيل الضابط مرتاحا بعد آخر يوم من العطلة الأسبوعية ..تناول فطوره ولبس بدلته ..ركب سيارته فوجهها نحو مركز الشرطة في مدينة (...) ارتمى على مقعده الجلدي جالسا وراء مكتبه ..ضغط على جرس .فتح الباب وظهر الشرطي حارسه الخاص ..


الحارس : أمرك سيدي


سهيل : نادي المفتش (...)


يقف المفتش أمام سهيل مؤديا التحية العادية ..


سهيل : أين الشهادة الطبية لأضيفها إلى وثائق الملف ؟!


المفتش : سأتسلمها بعد نصف ساعة أو أكثر بقليل ..


سهيل : أسرع من فضلك فالمسؤول يلح علي باستمرار ليرسل الملف إلى الإدارة العامة


المفتش : حاضر سيدي


يرن الهاتف ويحمل سهيل السماعة


سهيل : ألو


المسؤول : ألازال الملف متأخرا ؟؟


سهيل : لا سيدي ..سأبعثه بعد أقل من ساعة


المسؤول : لقد طبخ رأسي بالمكالمات ..لا تتأخر


سهيل : أمركم سيدي ..


يعود المفتش متضايقا وعلى سحنته قلق غريب ..


سهيل : ما الأمر ؟!!


المفتش : حوالي الساعة الثامنة صباحا سرقت سيارة الإسعاف من المستشفى المركزي....


سهيل : ماذا سيارة الإسعاف ؟ هذا عمل غريب !


المفتش : نعم سيدي ولا أحد يعلم وجهتها ..ومرت الآن ساعة ونصف على اختفائها ..


سهيل : ومن باشر الإطلاع على مكان السرقة ؟؟


المفتش : زميلي (...) وسيعد تقريره


سهيل : حسنا ..بدأ صباحنا بشؤم ..


في نفس الوقت وبلباس أنيق , بذلة سوداء ونظارة شمسية ومن النوع الرفيع وماكياج  ولج اللص متجرا لبيع أغلى أنواع المصوغات من الذهب ..حول رزمة مالية من جيبه الداخلي إلى جيب ظاهر ليذهل طمع التاجر..


اللص : ناولني سلسلة وخاتم ودبليج من أجل خطوبة ولا يهمك الثمن .


التاجر : مرحبا سيدي سأريك أنواعا جيدة  واختر ما يعجبك وسأبهرك  بأجود صياغة


نادى التاجر ابنه ..وأمره ليعرض المصوغات المطلوبة ..انشغل الولد في الجمع وبخفة ألحرامي المتمرس خنق التاجر بمنديل مبلل بالنشادر , سقط  على الأرض.مغمى عليه. انحنى اللص نحوه ليطمئن على إغماءته ..انتبه الابن فأسرع لينقد والده ..والفزع يفقده الصواب..


اللص : قم يا بني .هات عطرا أو ماءا أو أي شيء يشم..هل والدك مريض ؟؟


 الولد : لا


ارتجف الولد واحتار ولم يلاحظ حركات السطو حين ملأ اللص جيوبه بالخفيف من الذهب ولغالي الثمن , لكن سيارة الإسعاف المسروقة حضرت لتلهي الفضول والملاحظات ..اجتمع بعض المارة أمامها قرب المتجر فرح الولد.. نزل السائق وزميله , أطلعهما ابن التاجر على مكان والده المرمي على الأرض أخرجا المحمل..ساعدهما اللص على حمله  من داخل المتجر ووضعوا التاجر ممتدا عليه  ثم أدخلوه سيارة الإسعاف التي انطلقت والولد يبكي وهو يغلق باب المتجر  ..ازدادت سرعة سيارة الإسعاف كالعادة ..وقرب حديقة عمومية توقفت ليغادرها اللص ومساعداه تاركين التاجر إلى أن  حضر سهيل وطاقمه المكلف بحيثيات الجرائم ..لا بصمات ..ولا أثر للعصابة ..وكانت الأوصاف التي أتت على لسان الشهود تعمق الغموض ..ولا تنير البحث لأنها مركزة على لباس أبيض للممرضين ونظارتين وطاقية وقلنسوة وعلامات لا تسمن ملف البوليس .ولم يستفيدوا من عودة التاجر إلى وعيه وكل ما تذكره نعتا حقيقيا للص خاتمه المزين بحجرة زرقاء... ولم يترك السائق وزميله أية علامة داخل أو خارج سيارة الإسعاف تدل عليهما .إنها.سرقة مبهمة ومعقدة ولغزها تائه بين التخمينات.. وفي منزل المساعد الثاني...  ..


اللص : أرأيتم إنها عملية سهلة ؟ وتركنا البوليس في دوامة الغباء مبروك علينا الامتياز والتدقيق في مهامنا..


المساعد الأول : هنيئا لنا ..عملية ذكية


المساعد الثاني : قلت لكما مرارا أن لصنا ممتاز وحيله لم يتعلمها البوليس في التدريب والمدارس ولا تخطر على عقولهم المشبعة بالتجارب..


اللص : اسمعوا , سنبيع جزءا من الذهب لنصرفه على عمليات أخرى والباقي سنحصل على ثمنه من مهربي الذهب فهل توافقون ؟


المساعد الثالث : لن نعارضك أبدا


المساعد الأول : أنت الزعيم وثقتنا فيك عمياء


اللص : شكرا ..سأجعلكم من الأغنياء إن اتبعتم تعاليمي بالحرف


المساعد الثاني : كلنا معك في الحلوة والمرة .


عاش اللص فترة الفقر , وشحن بالكراهية ضد مجتمع لفظه وقلل من ثقافته فحرمه كيانا بين الناس ..فتلك الأيام والليالي السوداء دربته على التنكر ليستغل السذج ويكون ثروته البسيطة ليفرض أحلامه وحيله ..التقى بمساعده الأول في مستودع لإصلاح السيارات ..حين أعاد الحركة لسيارة مسروقة , تم التعارف وكثرت اللقاءات إلى توطدت العلاقة المتينة بينهما فكانت البداية لسرقة السيارات الفاخرة التي هي الكفيلة بإغراء اللص المحب للبذخ ..فأصبح يعتمد على مساعده الأول في تغيير لوائح السيارات المسروقة وإصلاحها في كراج المساعد الثاني ذي مستوى عادي في الماكياج وأساليبه فكانت بطالته سبيلا للتعارف مع اللص الذي جذبه بأسلوبه وأغراه بالمال . ولما تمكن من المساعدين أنجز طموحاته وكسب خضوعهما الأعمى ..


اللص : من أين عثرتما على أخينا هذا ؟!!


المساعد الأول : أنا مسؤول عنه ..شاب قوي وأينما سخرته يسدد خطتك على أرض الواقع بلا أخطاء


اللص : وما عمله ؟


المساعد الأول : يملك رخصة قيادة ويثقن السرعة التي تترك الغبار والدخان للبوليس


اللص : وما رأيك أنت الصمت ؟


المساعد الثاني : الصمت علامة الرضا ..فأنا أضمن سلوكه وسيعجبك اليوم قبل الغد


وهكذا تكونت عصابة اللص الممتاز فأنجزت عملية السطو على متجر الذهب ..خشي سهيل من تقييد القضية ضد مجهول أو غلق الملف وإهماله في الأرشيف ..لأن طمس نهاية البحث وإهمالها سيشجع اللص وعصابته على المضي في السرقات ..فكر فعسر الحل وبقي الحدث في اللغو بلا حلول ..تيقن سهيل أن اللص يخطط لعملية أخرى لكن كيف ؟ ومتى ؟ وأسئلة أخرى بقيت في علم اللص ..


بعد شهر من المراقبة وتتبع خطوات العصابة.. ومكانها .تجول اللص عبر شوارع المدينة وفي كل مناسبة يغير لباسه بالأرقى ..خصص أوقاته للتعارف مع أرقى المواطنين ..حضر الأعراس والجنازات ..وأنفق غلى زبائن المقاهي سواء جالسوه أو كانوا قريبين من طاولته وبعد تصرفاته اللبقة يستجمع معلومات مركزة حول عادات ومواعيد وأسر وسكن وأصدقاء من سينفعون خططه  التي ستساعده... .نزل اللص من سيارته الفاخرة المسروقة ويلبس بذلة بيضاء وحذاءين أسودين ورأسه ملفوف بماكياج لا يفرق بين حقيقة اللص وتمثيله  ..صعد درج البنك في شارع (....) بعد الثانية عشرة زوالا ..سلم على كاتبة المدير ليستأذن زيارته ..وقبل أن تقف , رن الهاتف , حملت السماعة ..


الكاتبة : ألو


مساعد اللص : اسمعي لا تبلغين أحدا عن ما يحدث في البنك


الكاتبة : وماذا سأبلغ ؟!


مساعد اللص : سرقة البنك ..أنصتي الآن لزوجك المكبل ولنحيب ولديك والسكين على رقبة أحدهما


الكاتبة تبكي : أرجوك ..سأطبق ما تطلبه مني ..لا تؤذي ابني وزوجي


مساعد اللص : حاضر ..هيا طبقي أوامر زعيمنا اللص إنه أمامك بشحمه ولحمه وإياك الغدر ولا تغيري تصرفاتك العادية أمام الموظفين والموظفات ..هل فهمت أم تريدين ذبح ولدك ؟؟


الكاتبة : فهمت ..أنا طوع أغراضكما  ..


ولجت مكتب المدير باكية ..ومحكومة بالصمت وإتباع خطوات اللص ومساعده ..


المدير : ما بك ؟ !!


الكاتبة : هذا الرجل ومن يساعده يهددان ابني وزوجي بالقتل


المدير : بلغي البوليس


اللص : تريد  موت أفراد عائلتها ..أجننت ..تمهل وكن عاقلا


المدير : هل أبدو أحمقا ؟؟!


يرن هاتف المدير ..يبتسم اللص وترمقه الكاتبة باستغراب


المدير : ألو


المساعد الثاني : أتسمع صوت أبنائك الثلاثة وزوجتك الغالية التي عادت من عملها ومرت بالمدرسة لتنقل أبنائك ؟؟


المدير : من أنت ؟!


المساعد الثاني : أنا قاتل أسرتك إن أغضبت زعيمي اللص


المدير : حاضر ...أرجوك .. لا تسيء لعائلتي


اللص : هل اقتنعت ؟


المدير : نعم ..وما هي رغبتك ؟!


اللص : نادي المكلف بالخزينة


المدير : وماذا تريد منه ؟


اللص : عندما يلبي نداءك سأخبرك ....اسمع , أرسل إليه الكاتبة لتستدعيه فأنا لا أتمنى إزعاج الموظفين وإثارة الشبهات ولفضول في مؤسستك ..


المدير : حسنا ..


انطلقت الكاتبة بهدوء وبمشيتها المعهودة ..اتصلت بالمكلف بالخزينة رافقها بمشية تدل على الانهيار وتشتت الأفكار


المكلف بالخزينة : أمرك سيدي


المدير : أراك حزينا ما بك ؟!


المكلف بالخزينة : سيذبحون أسرتي إن لم أنفذ أوامرك


المدير : نحن الثلاثة مهددون إن لم نلبي رغبة هذا  اللص


اللص : الآن وقد تم الجمع المبارك ..وأبناؤكم بين أيادي ذباحة....مر المكلف بالخزينة ليسلمني مائة وخمسين مليون فرنك


المدير : مستحيل ..


اللص : لماذا ؟ أعتقد أن المال متوفر بكثرة ..هيا لا تعاند فحياة أبنائكم في خطر ..


أسرع المكلف بالخزينة ..ملأ كيسا بنكيا بالمبلغ المطلوب ..سلمه للص الذي أفرغ المال في حقيبته  .. فأمر المدير كي يرافقه إلى خارج البنك ...مرا بين الموظفين وبعض الزبائن تلقيا  تحيات وإشارات الاحترام ..ركب اللص سيارته وهو يودع المدير بإشارة النصر ..هرعوا إلى بيوتهم وجدوا المهددين سالمين ومحررين من أيادي العصابة


 زار سهيل مدير البنك الذي انتهى رعبه....لم يعثر معاونوه على ذرة من آثار العصابة في البنك أو في منازل المهددين


سهيل : سلامة أولادكم ..


المدير : شكرا ..هل من جديد ؟!


سهيل : لازال التحري قائما لكن بدون جدوى والأفضل أن الأولاد سلموا من القتل


المدير : الحمد للرب ..


راحت الملايين ونهاية اللص تبتعد وتتعقد ..تواترت تعليقات الجرائد وبقيت التساؤلات تتردد على لسان كل من حضر رقصة اللص مع البوليس أو استرق الأخبار من أي جهة ..اجتمع اللص مع مساعديه الثلاثة بعدما باع بعض الذهب للمهربين من تجاره ..


اللص : أمامكم الآن مائتي مليون فرنك ..وسنوزعها بعد العملية الأخيرة وإن لم توافقوا سنوزعها الآن بشرط أن لا تصرف إلا بعد أن أغادر البلاد و ما تقرروه من مواقف تخص سلامتكم سأساندها


المساعد الأول : كلام رزين ومقبول


المساعد الثالث : وبعد العملية الأخيرة , سأسافر إلى باديتي حيث لن يعرف سكانها أسراري ثم ..ولماذا أخاف وزعيمنا الممتاز ضبط بذكاء لا يترك أثرا يتعقبنا ؟؟


المساعد الثاني : وعلى أساس ما ذكرت سأبقى هنا في مدينتي وسألتزم بصرف المال بعد سفر زعيمنا


اللص : وضعتكم على طريق الثقة لكي لا تخافوا من السجن والنصب أو الغدر ..


المساعد الأول : نحن وراءك كالعميان لا نبصر سوى ما تآمرنا ..فمساعدك الثاني يتقن التجميل والماكياج وهو صاحب شهادة  ساهم في تضليل الشهود والأمن رفيق يعول عليه..


المساعد الثاني : شكرا أما أنت كميكانيكي سقت سيارة الإسعاف ويسرت لنا سرقة السيارات التي تساعدنا لنكمل مهمتنا فأنا أكرر وصفك لأننا اعتمدنا عليك فيسرت المسافات والهروب


اللص : نجاحنا في التعاون وعدم التملص من الواجب ..هيا استعدوا للعملية المقبلة ..وسنجتمع بعد أن أكمل دراستها لأحيطها بالنجاح ..


المساعد الأول : من الضروري أن تدع المال في حوزتك إلى أن ننهي العملية الأخيرة حسب ما أعتقد


اللص : هذا رأيك ! ولكن أريد اتفاقا شاملا..ليرتاح شكي..


المساعد الثاني : لي نفس الطلب كي لا يغرينا المال ونجلب بتبذيره أجلنا


المساعد الثالث : أنا موافق


اللص : سأرضيكم جميعا وأحافظ على الوعد ..


استفحل الفشل ..ودارت معركة بين العصابة والبوليس في الخيال وأسئلة الأوامر تنهال على رأس سهيل ومعاونيه المكلفين بالملف ..الأيام تذوب ..وخيوط السرقتين تذبل وتتفتت غبارا ..بلغ السأم ذروته وانهارت الخبرات , بينما يصول اللص ويجول ليستجمع الأسلوب الجديد لسرقة أخرى معتمدا على الأناقة والسخاء وتصنيف المعلومات .. ..وفي إحدى أيام الشهرين المواليين لسرقة البنك استدعى اللص مساعديه للحضور عند صديقه المساعد الثاني قبيل منتصف الليل وفي حذر ..


اللص : أهلا بكم ..الغرض من اجتماعنا هذا دراسة الخطة الجديدة لسرقة بنك مهم لقد جمعت معلومات سنستثمرها من أجل نجاح السرقة  


المساعد الأول : بنفس الطريقة سيدي !!


اللص : لا ..التكرار يفيد الحمار ويوقظ الأضرار ولن نعود لطريقة كشفها البوليس وفهمها ..


المساعد الثاني : صدقت ..لأن البنوك ستكون يقظة وربما سيساهم البوليس في إدارة رقابة جديدة ومختلفة عن الماضي


اللص : حسنا ...فكرت جيدا ..اسمعوا ..على المساعد الأول أن يسرق سيارة خاصة لأستعملها أثناء انتهاء عمليتنا


المساعد الأول : متى الموعد ؟!


اللص : يوم الثلاثاء على الساعة التاسعة صباحا ..


المساعد الأول : وكيف سننفذ خطتك الجهنمية


اللص :أنت ستهاجم سائق سيارة نقل أموال البنك (....) والمساعد الثالث ستهاجم مساعده في بيته ولتتم الهجمتان على الساعة الثامنة صباحا ..


المساعد الأول : فهمت ..


اللص : مبروك ..قيدا السائق ومساعده وكل من ستجداه في داريهما وتصرفا بحرية ولو أدى الأمر إلى قتل من يتمنع أو يعرقل عملكما ..وسيبقي وقت قليل للمساعد الثاني كي يجملكما ويغير وجهيكما بماكياج يزيل أثر هويتكما ..وستجدان السيارة في انتظاركما داخل كراج الشركة  ليقودها المساعد الأول وبجانبه المساعد الثالث وحاولا إخفاء أعلى وجهيكما بالقلنسوة  وأمام البنك ستحمل بالمال ومن تم الفرار والتوقف بين الغابة والنهر  


المساعد الثالث : وأنت ؟!


اللص : ستجداني في الموعد رفقة المساعد الثاني ..مفهوم


المساعد الأول : نعم ....


أنهوا الخطة بالكمال والتمام ..وفي الموعد المحدد توقفت سيارة المال قرب سيارة اللص ومعه المساعد الثاني , أفرغوا حمولتها في أكياس بدل تلك التي تستعملها البنوك ..نزع السائق والمساعد الثالث لباسيهما جمعت وملأ أحدهما وسط الملابس بحجارة ثقيلة فرماها نحو النهر لتغرق في أسفله ..ركبوا سيارة زعيمهم ..لينطلقوا نحو المدينة وعند مدخلها حمل كل واحد كيسا ماليا ثم امتطوا متفرقين تاكسي  لدرء الشبهات ..انتصر اللص ..دوخت العملية سهيل وأعوانه ولم تنفعهم شهادات سائق سيارة المال ومساعده اللذان وصفا ما جرى لهما بالتفصيل ..تأكد سهيل أن اللص يعلم الآثار التي تجذب الشرطة وتنير سبل المطاردة ...انتقل سهيل إلى ناحية المدينة ليلتقي برجال الدرك الذين أخبروه بوجود سيارة نقل أموال البنك بين غابة وضفة نهر  فأبلغ بتفاصيل مسار البحث


دركي : عثرنا على سيارة نقل الأموال ..وآثار سيارة عادية وأخرج رجال الضفادع ملابس العصابة


سهيل : وكيف عرفتم وجود ملابس في قعر النهر ؟!


دركي : دلنا عليها ابن المنطقة الذي كان يلعب فوق الشجرة ولما حضرت العصابة لزم الصمت والهدوء ورأى وجوه أفراد العصابة وخصوصا زعيمهم الذي لم يغير لباسه ولم يمسح أي شيء عن وجهه كما فعل الآخران ..


سهيل : إذا كان أفراد العصابة متنكرين


دركي : نعم ..اثنان فقط


سهيل : وأين ألتقي بالولد ؟


دركي : هناك قرب التل حيث المنازل الثلاث


 سهيل : شكرا سأتصل بالولد


سمع سهيل شهادة الولد ووصفه للمجرمين وتأكد كلامه حين أبلغه شكل الخاتم ذي الحجرة الزرقاء  فأصبح الموقع بداية للعثور على أفراد العصابة ..وأذعن الولد لأمر سهيل كي يحضر إلى مركز الشرطة ويدلي بشهادته ..في اليوم الموالي ركب الولد سيارة الأمن بعد ترخيص ومساعدة من رجال الدرك وموافقة الأب  ,وحسب إفادة الشاهد الصغير رسمت لهم صورا تقريبية فنشرت على كل المراكز السلطوية ..ولم تمر سوى أيام قليلة ليطرق باب مكتب سهيل شيخ الحي ..


سهيل : تفضل


الشيخ : لقد رأيت اللص وعينت سكناه بعد أن تواريت عنه وأرسلت في تعقبه ولدا من الحي


سهيل : هائل ..أخيرا وقع بين أيدينا اللص الممتاز لكن كيف تأكدت منه؟؟


الشيخ : الخاتم ذو الحجرة الزرقاء كانت هي الفيصل في فرزه بين المواطنين ..هل لديكم أمر آخر ؟


سهيل : شكرا ...قدم تحياتي للقائد


الشيخ : السلام عليكم


بكل هدوء وحيوية وهو يحمل أمر اعتقال اللص ..طرق بابه فتح في وجهه ثم تبادل التحية مع فاتح الباب ليمشي وراءه وكانت الزيارة أخوية من طرف رجل لا يعرفه وببرودة ..


اللص لفاتح الباب (المساعد الثاني ) اتركنا وحدنا  (ولسهيل ) تفضل هل من خدمة ؟


سهيل : جئت لألقي عليك القبض وهاهي مذكرة الاعتقال


اللص : لا تملك دليلا واحدا يدينني ..فإن اعتقلتني سأرفع ضدكم دعوى تدين تصرفاتكم القمعية..أنت أحمق إن وضعت يديك علي ..


سهيل : اتبعني بلا عناد إلى مركز الشرطة لأقدم لك الحجة


اللص : سأرافقك وأنا واثق من براءتي


سهيل : هيا ولا تضيع وقتنا


ركب اللص سيارة الأمن مكبلا ومبتسما ومثرثرا بلغة المتمكن من براءته فارضا وجوده اللبق ليسلب فكرة الاتهام من عقل سهيل , توقفت السيارة قرب مركز الشرطة ..صعدوا إلى الطابق الأول ..وجهت الأسئلة وتلقى الأجوبة وأخذت صور للجاني ....


اللص : ادعاؤك مجرد كلام ..والملف بين يديك فارغ ..


سهيل : ( للشرطي حارس المكتب ) هات الولد


يدخل الولد ويحملق جيدا في وجه  اللص ويحني بصره نحو الخاتم ..


سهيل : هل هذا هو زعيم العصابة التي سرقت سيارة البنك ؟؟ ..ورمى أحدهم الملابس نحو النهر لتغوص بثقل الحجارة


الولد : نعم ..أراه الآن كما رأيته بين الغابة وضفة النهر


سهيل : هل أنت متأكد ؟؟


الولد : نعم ..مائة على مائة


سهيل : شكرا بني ( وللحارس ) خذه وابق معه إلى أن يتسلمه المفتش (...) ويحجز له تاكسي قروي ليعود إلى منزله


اللص : ابن إبليس ..أين كان ؟


سهيل : فوق الشجرة القريبة من سيارة الأموال المختلسة ..


اللص : لقد فزت ..أرفع يدي أمام حظك


بمجرد أن سمع صفيرا من مساعده .أسرع نحو النافذة فتحها ثم قفز منها ليسقط فوق زربية أعدها مساعدوه للمناسبة ..هرولوا اتجاه سيارة يسوقها صاحبها المربوط بحبل متين على مقعده ولا يحرك سوى يديه ورجليه , انطلقت السيارة واللص يفتح الصفد   ويلبس جلبابا ويضع نظارة سوداء على عينيه وعند منعطف من الشارع الطويل نزل اللص ومشى معتمدا على عكاز استعمله لتمويه الشرطة التي مرت بجانبه ..وهكذا ترك مساعدوه السيارة أثناء كل انحراف ..توقفت سيارة المقيد على مقعده ..سار سهيل ومرافقوه نحوها ليندهشوا من سخرية  ألحقها بهم لص متمرس وذكي  ..ضحك .فتعذر كل شيء لا المراقبة نفعت ولا المطاردة أكلت أكلها ..تم تخطيط اللص بإتقان ..وبقي سهيل تحت ضغط المطالب والانتقادات ..كاد السأم واليأس أن يعصفا بالأمل وجهود رجال الأمن ..إنه لص ممتاز حير أمثال الضابط سهيل والأقوى منه ذكاء.. .استعملت جميع الحيل لالتقاط إشارة تنعت موقع العصابة .وما زاد الطين بلة أن اللص هجر منزله وأخلاه من أثاثه حين باعه لتاجر الموبيليات ...6.. ..


استراح قليلا في دار المساعد الثاني ومنها انطلق ليزور بالرشوة وثائق وشواهد تثبت هويته الجديدة وقبل اتخاذ صور له طلب من المساعد الثاني ليلصق شحمتي أذنيه قرب آخر الفكين وينبت له شاربا اصطناعيا  ويغير ملامحه بماكياج يتلف معظمها ..قدم الصور المطلوبة لشيخ الحومة .فتسلم بطاقته في آخر ساعة من العمل داخل القيادة بعد يوم واحد بطبيعة الفرنكات..ونال جواز السفر حسب مستنداته المحرفة فالرشوة تفتح كل الأبواب .. وبعدما انتهى اللص من جمع ما يلزمه لمغادرة البلاد أتاه المساعد الثاني بتذكرة وجهتها فرنسا ..فسهيل في واد واللص في جهة أخرى يحرق الخطوات لتسريع هروبه ..


وعلى باب فيلا فاخرة , امتدت يد اللص فطرقته ..


الخادمة : أي خدمة سيدي ؟!


اللص : صباح الخير ..سيدك في الفيلا ؟


الخادمة : نعم ..


اللص : بلغيه أني أريد مقابلته


بعد دقائق سمح له بالدخول ..استقبله صاحب الفيلا ..وقدم له مشروب الضيافة ..


صاحب الفيلا : تفضل ولكن .. أنا لا أعرفك !


اللص : لن يزورك الغير المتيقن من شخصيتك , فأنت غني عن التعريف وأنا لص اختلس الذهب وأموال بنكين ..أعرفك بنفسي لتعلم أني لا أخاف البوليس


صاحب الفيلا : شكرا على هذه المعلومات ....وما سبب الزيارة ؟


اللص : لديك حساب خارج الوطن ..ولدي مائة وخمسين مليون سرقتها من البنك وسيارة بنك ...


صاحب الفيلا :  ولكن ما دخلي أنا ؟!


اللص : جئتك قاصدا لتحول  المبلغ إلى شيك لأسحبه من حسابك في أوروبا وبالضبط في فرنسا..


صاحب الفيلا : وإن رفضت !!


اللص : ستخسر حياتك في أقصر وقت ممكن وستصاب عائلتك بمكروه قبل أن يصل الأمن ....


صاحب الفيلا : سأبلغ البوليس !


اللص : هل تريد أن أحكي لك ضعف البوليس في مواجهتي وتحركاتي أم أنك ترغب في مقتل ذويك؟؟؟..


صاحب الفيلا : تناقلت الصحف وحوارات المواطنين أخبار هروبك من مكتب الضابط ..لا داعي لتكرار قصتك فأنت لص خطير ..


اللص : اعترفت بجزء من عبقريتي وشجاعتي لا أظن أنك وصفت الوقع . أنا لص ممتاز وأتقن لعبة القط والفأر ..فمن الأحسن أن تطعني ولن تخسر شيئا ..المبلغ أمامك داخل الحقيبة عده والوقت يسمح لي بالانتظار لأن موعد سفري غدا وكل الترتيبات جاهزة لأغادر البلاد ..


صاحب الفيلا :  رجل لبق ..أنا لا أخاف التهديد


اللص : ستقتل بعد قرار الرفض وبعد اللقاء ..كن على علم بسهولة تحركات عصابتي  ..ألا تلاحظ أن زيارتي عادية ولا ..احذر من التعنت


صاحب الفيلا : ابق هنا ريثما أدون الشيك ..


اللص : على مهلك وإياك والتخاذل معي


صاحب الفيلا : ألا تخشاني ؟!


اللص : لا ..لدي مقابل عنادك أو تبليغ الأمن


ترك الحقيبة ودس الشيك في جيبه , ودع صاحب الفيلا بعدما شكره ..ركب تاكسي ..ليوقفه أمام دار المساعد الثاني المختص في التجميل والماكياج ..


المصاعد الثاني : هل حصلت على الشيك ؟!


اللص : وهل نلعب ؟ نزعته بسهولة وبطريقة سياسية مخادعة


المساعد الثاني : أعلم لياقة تصرفاتك


اللص : أين جواز سفري وتذكرة الرحلة نحو الحرية ؟؟


المساعد الثاني : هيأتهما ..


اللص : اسمع ..جاء دورك لتتقن عملية التهويم


المصاعد الثاني : كيف ؟


اللص : ألصق شحمتي الأذنين وراء أعلى الفكين وضع لي شاربا على الشكل المطابق لصورة الجواز ونفس الماكياج..


المساعد الثاني : هل أتصرف الآن ؟


اللص : لا تنس الموعد.. ..ستجملني غدا حسب الصورة  قبل موعد ركوب الطائرة ..


المصاعد الثاني : أمرك


بلغ صاحب الفيلا الضابط سهيل ووصف اللص حسب معاينته له ..وأصبحت هذه الشكوى أرضية لتوقيف اللص داخل أو خارج المطار ..وفي مركز الأمن ....


سهيل : نشكرك لأنك تعاونت معنا ..


صاحب الفيلا : لا شكر على واجب اتجاه وطننا


سهيل : وهل تعلم عن اللص شيئا غير سفره ؟


صاحب الفيلا : لا ولكن هناك خاتمه المرصع بحجرة زرقاء المشهور في أعمدة الجرائد وعبر الحوارات ..ولست أدري لماذا يحافظ عليه وهو الذي يغير ألبسته


سهيل : المهم هذه أمارات مهمة ..هل باستطاعتك أن تلغي الشيك ؟


صاحب الفيلا : من المستحيل أن أمنع سحبه في أوروبا لأن البنوك تعتمد على أسباب منطقية..إذا ألقيتم القبض عليه سيلغى الشيك ..وأعيد المال للبنك


سهيل : لا بـأس ..عرفنا موعد سفره وهذه خطوة مهمة لإلقاء القبض عليه


صاحب الفيلا : بدا لي واثق من سفره وواثق من تخطي مراقبتكم


سهيل : إنه لص محتال ويتصرف ببرودة


صاحب الفيلا : تعجبت من طبعه وأخلاقه عبر كلامه رغم أنه لص


سهيل : نشكرك


جند سهيل أعوانه حول المطار وداخله موزعا صور اللص عليهم وعلى من استعان بهم كرجال أمن أرسلنهم الإدارة لدعمه. ..لم يعثروا عليه ومشى اللص بثقة  نحو الطائرة عبر درجها  وعلى متنها ..ارتمى اللص الممتاز على مقعد لتحلم راحته ويتنفس انتصاره معتمدا على الماكياج الذي سهل خرقه للتفتيش ومراقبة الجوازات ..وكان همه منصب على الإقلاع لأنه منجاة وانطلاق نحو المتعة والحرية ..


صوت : لا تقاوم .واتبعني بدون بلبلة


اللص : ومن سيادتكم ؟!


الصوت : أنا العميد في الأمن الخاص بالجرائم العالمية ..


اللص : ولكن لا حق لك لتعتقلني


العميد : اتهمتك الصدفة لأنك لم تغير لون عينيك وشكلهما فالعين أصدق تعريف ..هيا لتنزل من الطائرة


ألقي القبض على اللص الممتاز وسلمه العميد للضابط سهيل ..


العميد : خذ خصمك اللدود


سهيل : شكرا ..لقد نفعتنا الصور التي التقطت له في مركز الشرطة ولولاها لفاز بالسفر


العميد : حركت عيناه شكوكي لكن فراستي ألهمتني منطق الأمن ..دققت فنجحت


سهيل : شكرا .لقد جاء توقيف اللص على يدك !


العميد : اقبله هدية ولا تذكر اسمي في تقريرك لأنك تعذبت في مطاردته لذا تستحق الترقية والتقدير


سهيل : أجدد شكري لرجل شهم ..


اعتقل سهيل اللص  وأفراد العصابة وعادت الأموال رغم نقصانها للبنكين  ونال لتاجر قيمة ذهبه المسروق....وقدم الجميع أمام المحكمة ووسطهم لص ممتاز لكن القانون يمتاز عليه ..

أوباها حسين

ذكر عدد الرسائل : 286
العمر : 81
تاريخ التسجيل : 11/10/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى