صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نقد المفاهيم عند العروي: مهمة إبستمولوجية / محمد وقيدي

اذهب الى الأسفل

نقد المفاهيم عند العروي: مهمة إبستمولوجية / محمد وقيدي Empty نقد المفاهيم عند العروي: مهمة إبستمولوجية / محمد وقيدي

مُساهمة من طرف عبدالله الإثنين 5 يناير 2015 - 19:53

عندما خطر ببالنا أن نبحث عن النقد الإبستمولوجي وضرورته ومستوياته عند عبد الله العروي، وجدنا لديه في محاولة سابقة(1983) كتابات تتعلق بنقد المعرفة التاريخية المنجزة عن المغرب في مستويين: الكتابات التي أنجزها باحثون أجانب في الفترة الاستعمارية، من جهة،ثم الكتابات التي أنجزها في التراث أو في الزمن المعاصر كتاب ينتمون إلى المغرب ذاته. وكان النقد الإبستمولوجي الذي سجلنا حضوره عند العروي يتمثل في نقد شروط إنتاج المعرفة التاريخية عن المغرب في المستويين السالفي الذكر.وقد اعتبرنا موقف العروي إيجابيا اعتبارا إلى أنه لم يكن تحليلا فوقيا وخارجيا لشروط إنتاج المعرفة، بل تحليلا من داخل المعرفة ذاتها بالنظر إلى أن العروي ممارس مشارك في إنتاج المعرفة التاريخية .
تابعنا العروي في العقود الثلاثة التي تلت نحاولتنا الأوللى، فقرأنا لديه كتابات تعلقت بنقد عدد من المفاهيم المستخدمة بشكل واسع في المعرفة التاريخية خاصة، وفي المعرفة في مجال العلومالإنسانية بصفة عامة ، وننظر إلى هذا النقد باعتباره متابعة بصيغة أخرى للنقد الغبستمولوجي الذي بدأه العروي في السابق. وسنعمل بإيجاز على عرض أهم النتائج التي وصل إليها انقد المفاهيم 
مفهوم التاريخ
نبدأ بالمحاولة النقدية التي قام بها العروي لمفهوم التاريخ لنظل قريبين إلى ميدان اشتغاله الأساسي الذي هو كتابة التاريخ المتعلق بالمعرب بصفة خاصة. يتخذ نقد العروي،لمفهوم التاريخ، في جانب منه، صيغة توضيحية للمفهوم، وهي مهمة لها أهمية تربوية في إطار البحث العلمي، علما بأننا نجد مثل هدا التداخل بين الإبستمولوجيا والامتداد التربوي لها لدى بعض الإبستمولوجيين المعاصرين.
يرى العروي ،أإن النقد الإبستنولوجي المطلوب يكون للمعرفة التاريخية وللذات العارفة المنتجة لتلك المعرفة. هدف العروي من النقد هو، كما يعبر عنه: معرفة ما يجري في دهن رجل يتكلم عن وقائع الماضية، من منظور خاصية تحدد حرفته داخل مجتمعه-4-
هدف العروي من النتقد هو المعرفة التاريخية وليس التاريخ كواقع، والمؤرخ هو الذات المنتجة لتلك المعرفة التي لا يمكن تصورها بدونه. فلا يمكن، كما يؤكد دلك العروي، الفصل بين التاريخ والإنسان،وخاصة الإنسان المتخصص الذي نسميه المؤرخ.-5-فلكي نمارس النقد على المعرفة التاريخية لابد من العودة إلى الذات العارفة المنتجة لتلك المعرفة. فعبر هده الذات سوف نعرف الشروط التي ينتج فيها المؤرخون معرفتهم، وسنتعرف أيضا على المشكلات المطروحة على تلك المعرفة. يمكن التعبير عن ارتباط التاريخ بالمؤرخ بالقول إن العهد اللاتاريخي، أوما نسميه ما قبل التاريخ، يكمن في عدم وجود المؤرخ الذي يكتب عن وقائع الفترة. أورد العروي عددا من المشكلات المطروحة على كتابة التاريخ، علما بأنه، ككم أكدنا، يبحث في الأمر انطلاقا من ممارسته لنقد إبستموللوجي جهوي يهم كتابة تاريخ المغرب، دون أن نغفل أن ملاحظاته تهم أيضا كتابة التاريخ العربي والإسلامي، بل وكتابة التاريخ بصفة عامة.
من الملاحظات التي يذكرها عبد الله العروي الاعتماد بكيفية تامة على الكتابات التاريخية التراثية التي يرمز إليها ابن خلدون، حيث جعل منه المؤرخون مند عصره إلى الزمن الحاضر مرجعا غير خاضع للنقد. ولكن عبد الله العروي يرى أنه ينبغي إضفاء النسبية على التاريخ الذي كتبه ابن خلدون وإخضاعه للنقد، كما ينبغي أن يكون هناك نقد لتنظيراته المتعلقة بتاريخ المغرب. إن عدم إضفاء النسبية على ماكتبه ابن خلدون يعوق الكتابة الجديدة عن تاريخ المغرب عن مطابقة الوقائع في موضوعيتها.
هناك عائق آخر للموضوعية في الكتابة التاريخية هو الاقتداء. هو ما يفعله بعض1المؤرخين المعاصرين حين يأخذون ابن خلدون أو المسعودي أوغيرهم من المؤرخين حتى الأوربيون ويريدون اتباع طريقتهم في التاريخ. فهم في هده الخالة يضفون قيمة إستثنائية على من يعتزمون الاقتداء به، ولا يمارسون عليه النقد الإبستنولوجي المطلوب.
هناك أيضا الترجمات التي حين تفصل عن سياقها تلعب دورا سلبيا في معنى التاريخ الذي يؤخذ منها، حيث يجب ردها إلى سياقها الخاص لفهم المضامين الواردة فيها.-6-
حيث إن العروي يقصد من نقده لمفهوم التاريخ أن يعرف جملة من المشكلات التي تغوق المعرفة التاريخية عن بلوغ موضوعية الوقائع والظواهر التي تؤرخ لها، وحيث إن غانيته الأساسية من النقد هي العمل من أجل إعادة المعرفة التاريخية الخاصة بالمغرب، أو العامة أيضا، فإنه يتجه إلى الذات المنتجة لتلك المعرفة، أي المؤرخ للبحث عن شروط قصورها وعدم موضوعيتها.

مفهوم الدولة
حين ننتقل إلى النقد التوضيحي الدس قام به العروي لمفهوم الدولة، فإننا ننتقل بدلك إلى مفهوم واسع الاستخدام في العلوم الإنسانية، حيث نجده في العلوم الاجتماعية مثل التاريخ، وعلم الاجتماع، وعلم الاقتصاد، كما نجد له حضورا في تفكير الفلاسفة وتحليلاتهم عندما تتعلق بالمجتمع ونظامه ويرجع العروي في كتابه عن مفهوم الدولة إلى أغلب الاستخدامات من أجل فحص مدى تطابق مضمون مفهوم الدولة فيها لموضوعية الدولة كما هي في الواقع المجتمعي.
يبدأ العروي حديثه عن الدولة بتأكيده أن الدولة واقع موضوعي يجد الفرد نفسه فيمواجهته باستمرار، وحتى عندما يفكر الإنسان في الحرية ،فإن هدا التفكير يكون في مواجهة الدولة كواقع قائم ، بينما الحرية تطلع غير متحقق.-7-
من إفرار العروي بموضوعية الدولة يتجه نحو البحث في خطابات كثيرة متعلقة بها، ويشير إلى ابتعاد الكثير منها عن حقيقة الدولة كواقع موضوعي ومن هده الخطابات الخطاب الفلسفي، ثم الخطاب الذي يستند إلى الدين. فهما معا يشتركان رغم اختلافهما لإي كونهما يفكران في الهدف من الدولة خارجها. الفلسفات التي تحدث عن مدن فاضلة مثل أفلاطون في محاورة الجمهورية، ا, الفارابي في كتابه آراء أهل المدينة الفاضلة يخعلون الدولة في تصورهم لها محددة بتحقيق هدف أخلاقي مثالي أو ديني، وهو أيضا أخلاقي. وتحقيق معرفة بنا هي الدولة لا يكون موضوعيا استنادا إلى مثل عدا التفكير الذي لاييحث في الدولة كما هي، بل في الدولة كما ينبغي لها أن تكون. -8-
يبحث العروي في فصل خاص من كتابه عن التصورات التي سادت، وما زالت تسود في البلاد العربية ليؤكد فكرته التي مضمونها أن تلك التصورات التي غلب عليها طابع التفكير في دولة إسلامية كانت تقدم نظرة عن الدولة من خارجها ولم تكن وصفا لدولة قائمة، بل حديثا عن الدولة من خلال بعد ديني أخلاقي، أي عن الدولة كما ينبغي أن تكون، لاكما هي في الواقع. يزداد عدم التطابق بين المفهوم والواقع في ضوء التطورات التي عرفتها الدولة في البلدان العربية ونشأة الدولة الحديثة فيها ، وهي التي تقوم على أسس جديدة مخالفة للدولة كما كانت في تلك البلدان في العصر الوسيط، بل وحتى قبل التدخل الأجنبي فيها وهو الذي ساعد على الإصلاح وعلى توجيهه نسبيا في اتجاه محدد. ملاحظة العروي على المثاليات الفلسفية ، وعلى أخلاقيات الخطاب الديني بالابتعاد عن مفهوم الدولة في الواقع، لا تمنعه من الرجوع إلى تلك الخطابات والبحث في تصوراتها. فهو يعود، مثلا، إلى مفهوم الدولة عند الفلسفات النقدية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وخاصة عند هيغل ونقد قويرباخ له، ثم ماركس الذي يستند إلى نقد فويرباح لكي يقلب مفهوم الدولة عنده ، كما نظر إلى مفهوم الجدل بكونه مقلوبا.يبحث العروي في تلك الفلسفات النقدية عن تصورات الدولة لديها لكي يقربنا من التطورات التي عرفها مفهوم الدولة. فهيغل يجعل الدولة تجسيدا للعقل في تكوره قاصدا بهدا الابتعاد عن فلسفات قرن الأنوار التي اهتمت بعلاقة الدولة بالمجتمع وجعلتها في خدمته. ولكن ماركس الذي ينتقد هيغل بقلب الجدل لديه وفلسفته بصفة عامة يرى أن هيغل وقع لديه الخلط بين الدولة السياسية والدولة المجتمعية، فيرجع بمفهوم الدولة إلى الفلاسفة الأنواريين ليجعل نظرياتهم هي المنطلق.-10-
نلاحظ، مع ما سبق ذكره، أن عبد الله العروي رغم التأكيد الذي نشعر به من طرفه بأن فلسفات عصر الأنوار والفلسفة الماركسية اقتربت في حديثها عن الدولة من المفهوم الواقعي لها، أي الذي يصف ولا يتحدث عن الدولة في ضوء المثاليات الفلسفية أو الأهداف الأخلاقية، فإنه ينتهي إلى بيان أن العلوم الاجتماعية الحديثة هي التي نجد فيها نظريات أكثر موضوعية عن الدولة من حيث أنها تتحدث عن وصف لوظائفها ولأجهزتها، ولاتملي عليها أهدافا متعالية وخارجة عنها. فما تفعله النظريات الاجتماعية هو محاولة وصف الدولة، كما هي واقعيا وموضوعيا، فيتم الحديث عنها كمجموعة من ا الوظائف التي تفرض نفسها في المجتمع. ويعود العروي إلى نظرية ماكس فيبر عن الدولة، وهي النظرية التي تنظر إلى الدولة في ارتباطها بعقلنة المجتمع. وهده النظرة التي تخص الدولة من منظور التحليل الاجتماعي هي التي يرى العروي أنها قادرة على أن تقدم لنا نظرة موضوعية عن الدولة وعلاقتها بالمجتمع وأعضائه ومؤسساته.-11-
لايمنه النقد الإبستمولوجي الذي مارسه العروي على مفهوم الدولة أن تطور المفهوم قاد نحو غياب تام للتصورات الفلسفية التي تنظر إلى الدولة من زاوية مثاليات فلسفية أو أخلاقية ، بل مازلنا نرى امتدادا في عصرنا لبعض التحليلات التي لها تصورات متعالية عن الدولة تعوق بلوغ تصور موضوعي لها، ويرى أننا نجد هدا في الاتجاهات السائدة اليوم في البلدان العربية والإسلامية. وسيادة مثل تلك التصورات هو مايجعل النقد الإبستمولوجي لها مطلوبا باستمرار.
بدأنا بالمفهومين السابقين لأنهما أساسيان لشيوع استخدامهما في العلوم الإنسانية وتأثير دلالتهماعلى المفاهيم الأخرى التي سنعرضها في اللاحق.
عبدالله
عبدالله

ذكر عدد الرسائل : 1759
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 26/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى