امي / نعيمة خليفي

كل الطرق تؤدي إلى روما

ولا طريق يؤدي إليك

إلا الغرق في ذكراك المجيدة

يا أحلى أم تهواها ذاكرة القلب

تفاصيل ذكراك محفوطة في جيب جلدي السري

تغطيها أزهار البنفسج الحزينة

أيتها المزهرية الخالدة في موائد الوقت

أيتها الراحلة بقسمات وجهي

وزنابق مسراتي

متى ما استبد بي برد الغياب

تستيقظ قيثارة قلبي المعلقة على دمعة مكسورة

طاعنة في السن

لا زالت تحلم بعودتك

لترممها يداك العابقة بعطر ذكرياتي الجميلة

كصفصافة محاصرة بالرياح الأربع

تلك القيثارة تحضنها يداي لهفى

بلهفة لوركا إلى مطر غيماته الراعفة

ولحن قيثاره الحزين

تنقر على أوتارها أصابعي برفق

مزدحمة بزوارق الحنين

في شهقة واحدة

تجهش خلجاتي شوقا

نازفا خرائط وطن

تغدو الأنشودة في أحشائي جنينا ميتا

حين تنطفئ كفقعات الصابون أصابعي

في زقزقات الشجن

وا لهفتاه على انكسار الوتر !

ليت هذا الحزن الجليل لا ينتهي

ليظل وهج وجهك يا أمي

شمسا مشرقة في ذات المطر

كم أحب هذا المطر المكتظ

بأشجان أنشودة السياب !

لا أحد يوقظه إلا أنت

يا شهدي المقطر