صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بَغدادُ الأطفالُ قادمون/محمد علي الرباوي

اذهب الى الأسفل

بَغدادُ الأطفالُ قادمون/محمد علي الرباوي Empty بَغدادُ الأطفالُ قادمون/محمد علي الرباوي

مُساهمة من طرف عبدالله الأحد 10 ديسمبر 2017 - 22:47

بَغدادُ الأطفالُ قادمون[1]



إلى ولدي: محمد زكرياء
شعر : محمد علي الرباوي

(1) افتتاحية

هُوَ ذَا ﭐلْخَطَّابِي[2] يَصْنَعُ فُلْكاً فِي قَصْرِ ﭐلسُّوقْ[3].
تَمْتَمَ شَيْخٌ مَرَّ بِهِ عِنْدَ غُرُوبِ ﭐلشَّمْسْ:
- هَذَا رَجُلٌ مَجْنُونْ !
شَيْخٌ آخَرُ قَالْ:
- إِنَّ سَمَاءً لاَ شَكَّ سَتَنْزِلُ مِدْرَاراً
فَإِذَا حَلَّ ﭐلْغَضَبُ ﭐلْجَبَّارُ أَكُونُ مَعَكْ.
رَدَّ ﭐلْخَطَّابِي وَﭐلْبَسْمَةُ تَعْلُو نَخْلَتَهُ ﭐلْفَارِعَةَ ﭐلطُّولْ:
- هَلْ تَحْمِلُ زَاداً؟
- أَحْمِلُ بَيْنَ يَدَيَّ الْبَقَرَةْ
- مُدَّ يَدَيْكَ وَسَاعِدْنِي كَيْ أَبْنِيَ هَذَا ﭐلْفُلْكَ
- لِمَنْ ؟
- لِلْأَطْفَالِ...
- َأنا لاَ أُبْصِرُ طِفْلاً فِي هَذَا ﭐلْقَصْرْ !
- كُلُّ الأَطْفَالِ السَّاعَةَ فِي مَدْرَسَةِ ﭐلأَرْقَمْ
سَيَجِيئُونَ قَرِيباً..كُلٌّ يَحْمِلُ مِحْفَظَةً زَرْقَاءْ

(8) الخاتمة

طِفْلٌ يَحْمِلُ مِحْفَظَةً عَبَرَ اليَوْمَ حُدُودَ ﭐلْمَغْرِبِ
اِسْتَوْقَفَهُ دَرَكِيٌّ مَخْمُورٌ
لايَتَكَلَّمُ إِلاَّ لُغَةََ ﭐلْبَحْرْ
سَأَلَهْ:
- جِنْسِيَتُكْ؟
- عَرَبِي
ضَحِكَ ﭐلدَّرَكِيُّ وَقَالْ:
- مِنْ أَيِّ قَبِيلَهْ؟
- َأنَا مِنْ أَوْرَبَةَ[4] ﭐلعُظْمَى
- اِِسْمُكْ؟
- إِدْرِيسٌ
- اِسْمُ أَبِيكْ؟
- عَبْدُ الله.
- لاَ يُمْكِنُ ! إِدْرِيسٌ[5] مَرَّ هُنَا بِـﭑلأَمْسْ
كَانَ ﭐلذُّعْرُ يَحُطُّ عَلَيْهِ بِكَلْكَلِهِ ﭐلْمُرِّ
سَأَلْنَاهُ: مَابِكَ يَاإِدْرِيسُ
أَشارَ إِلَى ﭐلرَّايَاتِ ﭐلسُّودِ وَرَاءَهْ
- قُلْ مَا ﭐسْمُكْ؟
- أَنَا إِدْرِيسٌ وَأَبِي عَبْدُ الله.
- أَيَّ بِلاَدٍ تَقْصِدْ؟
- بَغْدَادْ.
- وَيْلَكَ ! هَلْ أَيْنَعَ رَأْسُكْ؟
مَازَالَ ﭐلْمَنْصُورُ هُنَالِكَ بِـﭑلْمِرْصَادِ لِآلِ ﭐلْبَيْتْ.
- نَحْنُ ﭐلأَطْفَالَ نَسِينَا هَوْلَ ﭐلْمَاضِي.
وَنَسِينَا آثَارَ ﭐلْمَوْتْ.
نَحْنُ ﭐلْبُنْيَانُ ﭐلْمَرْصُوصْ
وَرَصَاصُ خِطَابِكَ فَخٌّ* مَنْصُوبْ.
لاَ يُسْمِنُ إِذْ أَسْمَعُهُ ﭐلآنَ وَلاَ يُغْنِي مِنْ جُوعْ
- مَاذَا تَحْمِلُ؟
- مِحْفَظَةً زَرْقَاءْ.
- مَاذَا فِيهَا
-..........................................
جَبَذَ ﭐلدَّرَكِيُّ ﭐلْمِحْفَظَةَ ﭐلزَّرْقَاءَ بِقُوَّهْ
فَتَّحَهَا.. أَرْسَلَ عَيْنَيْهِ بِدَاخِلِهَا
فَأُصِيبَ بِنَوْبَةِ ذُعْرْ.

(2) زيارة رسول هولاكو

كَانَتْ بِـﭑلأَمْسْ
تُطْفِئُ شَمْعَتَهَا ﭐلأَلْفْ[6]
فَجْرَ ﭐلْيَوْمِ ﭐرْتَطَمَتْ عَيْنَاهَا بِـﭑلْمِرْآهْ
اِكْتَشَفَتْ أَنَّ فَسَاتِيناً مُسْتَوْرَدَةً
تَكْشِفُ عَنْ كُلِّ مَفَاتِنِهَا
اِكْتَشَفَتْ أن لَهَا حُسْناً بَلَّلَ قَامَتَهَا ﭐلْفَيْحَاءْ
أَيْنَ تَجَاعِيدٌ كَانَتْ تَمْلأُ بِالأَمْسِ مُحَيَّاهَا
شِبْراً..شبراً..
مَنْ هَرَّبَهَا؟
مَنْ أَخْفَاهَا عَنَّا نَحْنُ ﭐلْفُقَرَاءَ ﭐلْبُسَطَاءْ؟
مَنْ يَا ﭐبْنَةَ زِيرِي ﭐبْنِ عَطِيَّةَ[7] زَيَّنَ وَجْهَكِ؟
مَنْ رَشَّ غَلاَئِلََهُ ﭐلْبَيْضَاءَ بِأَنْفَاسِ ﭐلرَّيْحَانْ؟
أَهُوَ ﭐلْبَاشَا ﭐسْتَيْقَظَ هَذَا ﭐلْيَوْمَ بَشُوشَا
وَﭐخْتَارَكِ أَنْتِ عَرُوسَا
وَرَسُولَ رُعَاةِ ﭐلأَبْقَارِ عَرِيسَا؟
سَيَمُرُّ هُنَا بِـﭐلْبَابِ ﭐلْغَرْبِيِّ[8]
يَمُرُّ هُنَا يَتَأَبَّطُ مِحْفَظَةً
جَاءَ بِهَا مِنْ أَدْغَالِ ﭐلْبَيْتِ ﭐلأَبْيَضِ
وَهْيَ عَلَى هَيْئَةِ رَشَّاشٍ
مَلْأَى بِالْفَرَحِ النَّشْوَانِِ..وَمَلأَى
بِحَدَائِقَ تَسْقِي كُلَّ فَوَاكِهِهَا أَحْلاَمُ ﭐلطَّيْرْ
بُشْرَى يَا أَعْيَانَ الْقَرْيَةِ !..
بُشْرَى ! هَذَا ﭐلْقَادِمُ مِنْ بَحْرِ ﭐلظُّلُمَاتِِ
بِأَمْرٍ مِنْ هُولاَكُو يَفْتَحُ مِحْفَظَتَهْ
وَبِأَمْرٍ مِنْهُ يُخْرِجُ قَبْلَ غُرُوبِ ﭐلشَّمْسِ حَدَائِقَ غُلْباً
وَيُوَزِّعُ مِنْهَا بِـﭑلْقِسْطِ عَلَيْكُمْ يَاأَعْيَانَ ﭐلْقَرْيَةِ
لَيْمُونَ ﭐلْمَغْرِبِ..
تُفَّاحَ ﭐلْمَغْرِبِ..
نَخْلَ ﭐلْمَغْرِبِ..
فُوسْفَاطَ ﭐلْمَغْرِبِ..
أَسْمَاكَ ﭐلْمَغْرِبِ..شَمْسَ ﭐلْمَغْرِبِ
وَمَلاَعِبَ كُولْفِ ﭐلْمَغْرِبِ..
ثُمَّ يُوَزِّعُ كُلَّ ﭐلتَّأْشِيرَاتِ عَلَى كُلِّ شَبَابِ ﭐلْمَغْرِبِ
كَيْ لاَ يَحْرِقَ بَحْرَ الرُّومِ شَبَابُ الْمَغْرِبِ
تَبْقَى ﭐلْمِحْفَظَةُ الْبَيْضَاءُ تَفِيضُ بِمَا لَذَّ وَطَابْ
مِنْ فَاكِهَةٍ وَخَرَابْ
فَـﭑنْتَعِشِي يَا ﭐبْنَةَ زِيرِي بِـﭑلزِّينَةِ وَﭐلأَصْبَاغِ ﭐنْتَعِشِي
وَمُرِي أَحْشَاءَكِ أَنْ تَكْتُمَ – إِنْ كَانَتْ قَادِرَةً-
هَوْلَ ﭐلْبُؤْسِ بِحَيِّ كُولُوشَ[9] ﭐلرَّاجِفِ
هَذِي سَنَةٌ رَمْلاَءُ فَلاَ غَيْثٌ يُحْيِي ﭐلأَرْضَ
سِوَى ﭐلطُّوفَانِ ﭐلْقَادِمِ مِنْ بَرِّ ﭐلْوَادِي ﭐلنَّاشِفِ[10]



(3)صلاة الاستسقاء

اَللَّهُمَّ ﭐسْقِ عِبَادَكَ وَﭐسْقِ بَهيمَتَكَ ﭐلْعَجْفَاءْ
وَﭐنْشُرْ رَحْمَتَكَ ﭐلْبَيْضَاءْ
اَللَّهُمَّ ﭐسْقِ بِغَيْثِكَ قَرْيَتَكَ ﭐلْفَيْحَاءْ
يَارَبِّ تَدَارَكْهَا قَبْلَ يُمَزِّقُهَا ﭐلظَّمَأُ
وَﭐحْيِ بِنُورِكَ هَذَا ﭐلْوَهَّاجِ
قُلُوباً تَسْكُنُنَا نَحْنُ وَلَكِنْ يَمْلأُهَا ﭐلصَّدَأُ

(4) المدرسة

جَلَسَ ﭐلأَطْفَالُ كَعَادَتِهِمْ قُدَّامَ ﭐلسَّبُّورَهْ
كَتَبَ ﭐلشَّيْخُ عَلَيْهَا بِـﭑلطَّبْشُورِ ﭐلأَبْيَضِ
هَذِي ﭐلأَحْرُفَ : ك..ك..ك..ل..
أَمَرَ ﭐلطَّفْلَ ﭐلأَوَّلَ:
اِقْرَأْ
فَأَجَابَ ﭐلطِّفْلُ بِصَوْتٍ أَنْقَى مِنْ أَنْفَاسِ ﭐلْفَجْرْ:
- مَازِلْنَا يَامَوْلاَنَا فِي ﭐلصَّفِّ ﭐلأَوَّلِ !
أَيْنَ ﭐلْحَرَكَاتْ؟
رَسَمَ ﭐلشَّيْخُ بِطَبْشُورٍ أَحْمَرْ
حَرَكَاتِ ﭐلْمَدّْ:
كُو..
كَا..
كُو..
لاَ..
قَالَ ﭐقْرَأْ:
فَأَجَابَ ﭐلطِّفْلُ بِلُطْفٍ:
- مَا أَنَا يََاشَيْخِ بِقَارِئْ !
- اِقْرَأْْ
مَا أَنَا هَذَا ﭐلْيَوْمَ بِقَارِئْ !

(5) الكوليرا

حَكَّ بِكَعْبِ حِذَائِهْ
عُودَ ثِقَابِهْ
أَشْعَلَ سِيجَارَهْ
قَبَّلَ وَجْنَةَ مُونِيكَا[11]
وَرَاحَ يُفَتِّشُ عَنْ آخِرِ هِنْدِيٍّ أَحْمَرَ
قِيلَ ﭐبْتَلَعَتْهُ شَوَارِعُ بَغْدَادْ !
مَنْ أَخْبَرَهُ أَنَّ هُنُوداً حُمْراً مَرَّتْ جَانِبَ دِجْلَةَ؟
مَنْ أَخْبَرَهُ؟
أَهِيَ ﭐلأَوْرَاسُ أَمِ ﭐلْجُولاَنُ أَمِ ﭐلأَطْلَسُ
أَمْ مَاءُ ﭐلنِّيلِ أَمِ ﭐلْعَاصِي أَمْ...
.......................................
كُلُّ عَوَاصِمِنَا ﭐلْيَوْمَ تُتَابِعُ ضَاحِكَةً قُدَّامَ ﭐلشَّاشَةِ قِصَّةَ مُونِيكَا وَهْيَ تُغَادِرُ بَحْراً عَرَبِيًّا..لِتَحُطَّ ضَفَائِرَهَا فَوْقَ رِمَالِ ﭐلْمَوْصِلِ..تَدْعُو عَاشِقَهَا ﭐلْمَجْنُونَ إِلَى أَنْ يَقْضِيَ لَيْلَتَهُ ﭐلأُولَى فِي بَابِلَ..يَا نَازِكُ هَا قَدْ طَلَعَ ﭐلْفَجْرُ فَكُفِّي عَنْ سَرْدِ مُسَلْسَلِ مُونِيكَا..كُفِّي عَنْ سَرْدِ مُسَلْسَلِ مَا حَلَّ بِبَابِلَ مِنْ رُعْبٍ وَدَمَارْ.
طَلَعَ ﭐلْفَجْرُ وَنَازِكُ مَا زالَتْ تَحْكِي
لِلأُمَّةِ فِي الْوَطَنِ الْعَرَبِي
قَصَصاً مُلْتَهِبَهْ
قَصَصاً مَا عَادَتْ تَسْطِيعُ قَرَارَةُ مَوْجَتِهَا
أَنْ تَحْمِلَ بَعْضَ لَظَاهَا
فَهَلِ ﭐحْتَرَقَتْ يَا قَلْبِ لِهَوْلِ ﭐلْمَأْسَاةِ بُحُورُ ﭐلشِّعْرِ
هَلِ ﭐحْتَرَقَتْ أَسْبَابُ ﭐلْخَبَبِ؟
هَلِ ﭐحْتَرَقَ ﭐلْمَاءُ بِكُلِّ ﭐلأَنْهَارِ
وَمَا ﭐحْتَرَقَتْ يَارَبِّ قُلُوبٌ
تَرْقُدُ فِي أَحْشَاءِ شُيُوخِ ﭐلْعَرَبِ؟
.................................................. .
يَاعَاشِقَةَ ﭐللَّيْلِ..تُحِبِّينَ حَبِيبَكِ حُبَّيْنِ..فَكَيْفَ تُطَهَّرُ أَطْرَافُكِ كَيْ تَلِجِي بِسَلاَمٍ بُسْتَانَ صَلاَتِكِ هَذَا ﭐلْيَوْمَ وَبُسْتَانَ ﭐلثَّوْرَةِ وَﭐلْمَاءُ بِدِجْلَةَ هَرَّبَهُ الشَّعْبُ وَخَبَّأَهُ بَيْنَ ضُلُوعِ ﭐلسَّيَّابِ لِيَشْرَبَهُ هَذَا ﭐلشَّعْبُ الطَّاعِنُ فِي ﭐلْعَطَشِ ﭐلشَّاسِعِ أَوْ يَأْكُلَهُ إِنْ حَلَّ بِهِ جُوعْ
مَامَرَّ أَيَا نَازِكُ عَامٌ وَبِلاَدُكِ لَيْسَ بِِهَا جُوعْ!
فِي كُلِّ مَكَانٍ يَبْكِي طِفْلٌ مَفْجُوعْ
هَذَا مَا قَدْ مَزَّقَهُ ﭐلْجُوعْ
اَلْجُوعُ..ﭐلْجُوعُ..ﭐلْجُوعْ..
يَاحُزْنَ عِرَاقِكِ إِذْ يَصْرُخُ مِمَّا فَعَلَ الْجُوعْ
يَاحُزْنَ عِرَاقِكِ إِذْ يَصْرُخُ مِمَّا فَعَلَ ﭐلْمَوْتْ
اَِلْمَوْتُ..ﭐلْمَوْتُ..ﭐلْمَوْتْ..
يَاحُزْنَ عِرَاقِكِ لَوْ يَعْلَمُ أَنَّ ﭐلثَّعْلَبَ ذَا الأَجْنِحَةِ ﭐلْحَجَرِيَّةِ وَهْوَ يُطَارِدُ فِي ﭐلْجَوِّ طُيُورَ ﭐلنَّجَفِ ﭐلأَشْرَفِ كَانَتْ تَحْضُنُهُ ﭐلصَّحْرَاءُ ﭐلْعَرَبِيَّةُ..آهٍ لَوْ يَعْلَمُ أَنَّ شُيُوخَ قَبَائِلِهَا كانَتْ تُطْعِمُهُ ﭐلشِّيحَ وَتُطْعِمُهُ ﭐلزَّعْتَرَ تُطْعِمُهُ ﭐلْبِتْرُولَ وَتُطْعِمُهُ مَا لَذَّ وَطَابَ بِجَنَّتِهَا فَإِذا طَلَبَ ﭐلْمَاءَ لِيَشْرَبَ كَأْسَيْنْ
أَعْطَتْهُ بَرَدَى فِي جُزْءَيْنْ
أَعْطَتْهُ ﭐلنِّيلَ وَمَلْوِيَّهْ [12]
أَعْطَتْهُ كُلَّ ﭐلأَنْهَارِ الْعَرَبِيَّهْ
فَإِذَا عَطِشَتْ شَرِبَتْ كَأْسَيْنِ مِنَ ﭐلْكُوكَاكُولاَ
نَبْقَى نَحْنُ سُدىً نَحْتَجُّ طَوِيلاَ
وَنُرَدِّدُ فِي حُزْنٍ وَمَرَارَه:
مَطَرٌ..مَطَرٌ..مَطَرٌ..مَطَرُ
فَإِذا أَعْشَبَتِ ﭐلأَرْضُ وَأَثْمَرَ هَذَا ﭐلشَّجَرُ
نَعْرَى وَنَجُوعْ
مَامَرَّ أَيَا نَازِكُ عَامٌ وَبِلاَدِي لَيْسَ بِهَا جُوعْ
يَاحُزْنَ بِلاَدِي ﭐلْعَرَبِيَّةِ
لَوْ تَعْلَمُ مَا حَلَّ بِها مِنْ غَضَبِ
فَدَعِي ﭐلْقِصَّةَ يَا عَاشِقَةَ ﭐللَّيْلِ تَدَفَّّقُ فَصْلاً فَصْلاً
إِمَّا جَاءَ ﭐلصُّبْحُ الضَّاحِكُ أَوْ أَدْبَرَ هَذَا ﭐلصُّبْحُ
وَلاَ تُنْهِي هَذَا ﭐلسَّرْدَ إِلَى أَنْ تَعْرِفَ حَلاًّ
عُقْدَةُ هَذَا ﭐلْخِذْلاَنِ الْعَرَبِي

(6) في المدرسة:

دَخَلَ ﭐلشَّيْخُ ﭐلْقَاعَةَ وَﭐلأَطْفَالُ بِهَا فِي صَمْتٍ قَارِسْ
قَالَ بِصَوْتٍ يَمْلأُهُ ﭐلْحُبُّ أَوِ ﭐلرُّعْبُ أَوِ ﭐلْخَوْفْ:
- اَلْيَوْمَ نُرَاجِعُ دَرْسَ ﭐلأَمْسْ.
اِنْتَفَضَ ﭐلطَّبْشُورُ ﭐلْمُسْتَوْرَدْ
مِنْ أَدْغَالِ ﭐلْبَيْتِ ﭐلأَسْوَدْ
خَطَّ عَلَى ﭐلسَّبُّورَةِ هَذِي ﭐلأَحْرُفْ
لاَ...
كُو...
كَا...
كُو...
قَالَ ﭐلشَّيْخُ بِصَوْتٍ عَالٍ لِلطِّفْلِ مُحَمَّدْ:
اِقْرَأْ
قَرَأَ ﭐلطِّفْلُ مُحَمَّدْ:
لاَ...
لاَ...
لاَ...
لاَ...
رَدَّدَ كُلُّ ﭐلأَطْفَالِ مَعَهْ:
لاَ... لاَ... لاَ... لاَ...
فَإِذا ﭐلرَّعْدُ ﭐلْهَائِجُ
يُرْسِلُ خَلْفَ الشَّجَرِ ﭐلْبَاسِقِ تَسْبيحَهْ
وَيَقُولُ: أَرَى خَلْفَ ﭐلنَّقْعِ شَتَائِلَ مِنْ نُورٍ وَهَّاجْ
يَقْدُمُهَا طِفْلٌ يَنْبُعُ مِنْ تَحْتِ أَصَابِعِهِ ﭐلْمَاءُ ﭐلثَّجَّاجْ

(7) كتاب الحماسة:

اِضْرِبْ يَا هُو
اِضْرِبْ يَا هُولاَكُو
اِِضْرِبْ يَاﭐلْهَوْلُ الآتِي
مِنْ بَحْرِ ﭐلظُّلُمَاتِ
اِضْرِبْ بِـﭑلنَّارِ وَبِـﭑلنَّابَّالْمِ وَبِـﭑلإِشْعَاعِ ﭐلنَّوَوِيّْ
اَلأَسْلِحَةُ ﭐلأَقْوَى نَمْلِكُهَا..
لاَ يَمْلِكُهَا تَتَرِيٌّ بَدَوِيّْ
سَنَرُدُّ بِهَا إِنْ أَنْتَ ضَرَبْتَ حَدَائِقَنَا بِـﭑلنَّتْنِ وَبِـﭑللَّهَبِ
اِضْرِبْ...
سَنَرُدُّ بِضَرْبٍ أَعْظَمَ تُشْعِلُهُ قِمَّةُ مُؤْتَمَرٍ عَرَبِيّْ.
فَهْيَ ﭐلأَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنْ كُلِّ الْكُتُبِ
فِي حَدِّ مَوَائِدِهَا ﭐلْحَدُّ ﭐلْقَاطِعُ بَيْنَ ﭐلتُّخْمَةِ وَﭐلسَّغَبِ
اِضْرِبْنا بِـﭑلشَّرَرِِ
نَضْرِبْكَ بِمُؤْتَمَرِ
اِضْرِبْ..نَضْرِبْ..
اِضْرِبْ..نِضْرِبْ..
اِضْرِبْ..اِضْرِبْ..

(8) الخاتمة

طِفْلٌ يَحْمِلُ مِحْفَظَةً زَرْقَاءَ عَلَى ظَهْرِهْ
عَبَرَ ﭐلْيَوْمَ حُدُودَ بِلاَدٍ عَرَبِيَّهْ
تَحْتَ جَنَاحِ ﭐللَّيْلِ ﭐلْمُوحِشِ
اِسْتَوْقَفَهُ شُرْطِيٌّ مَخْمُورْ
سَأَلَهْ:
- مِنْ أَيِّ بِلاَدٍ أَنْتْ؟
- مِنْ أَرْضِ ﭐلأَنْدَلُسِ الْفِرْدَوْسِ ﭐلْمَفْقُودْ
- مَا ﭐسْمُكْ؟
- صَقْرُ قُرَيْشْ.
- لاَ يُمْكِنْ !..صَقْرُ قُرَيْشٍ مَرَّ هُنَا بِـﭑلأَمْسْ
كانَ عَلَى فَرَسٍ شَهْبَاءْ
وَسُيُوفُ ﭐلْمَنْصُورِ عَلَى أَثَرِِهْ
وَﭐلْخَوْفُ ﭐلدَّامِسُ يَقْطُرُ مِنْ عَيْنَيْهِ
فَمَا ﭐسْمُكَ أَنْتْ؟
- عَبْدُ ﭐلرَّحْماَنِ الْعَائِدْ
- أَرِنِي يَاعَبْدَ ﭐلرَّحْمَانِ جَوَازَكْ
- لَيْسَ لَدَيَّ جَوَازُ سَفَرْ
- وَلِمَاذَا؟
- أَنَا لاَ أَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِأَدْخُلَ عَنَّابَةَ
أَوْ بَرْقَةَ أَوْ جَنَّاتِ ﭐلشَّامْ
- ثَمَّةَ يَاعَبْدَ ﭐلرَّحْمَانِ حُدُودٌ
تَفْصِلُ هَذَا ﭐلْبَلَدَ ﭐلْعَرَبِيّْ
عَنْ هَذَا ﭐلْبِلَدِ ﭐلْعَرَبِيْ
-.................................
‑ أَيَّ بِلاَدٍ تَقْصِدْ؟
***‑ بَغْدَادْ.
- مَاذَا قُلْتَ؟ أَحَقًّا بَغْدَادَ؟ !
أَمَا تَخْشَى ﭐلْمَهْدِيَّ؟
أَمَا تَخْشَى أَنْ تَلْتَهِمَ ﭐلْفِتْنَةُ رَأْسَكْ؟
-....................................
‑ مَاذَا تَحْمِلُ؟
- مِحْفَظَةً زَرْقَاءْ.
- مَاذَا فِي هَذِي ﭐلْمِحْفَظَةِ ﭐلزَّرْقَاءِ؟
- كِتَابٌ وَ...
قَاطَعَ هُولاَكُو ﭐلطِّفْلَ وَقَالَ:
- أَتَحْمِلُ مَمْنُوعَاتْ؟
هَاتْ.
-..........................................
جَبَذَ ﭐلْمِحْفَظَةَ ﭐلزَّرْقَاءَ إِلَيْهِ بِعُنْفِ رُعَاةِ ﭐلأَبْقَارْ
فَتَّحَهَا..أَرْسَلَ عَيْنَيْهِ بِدَاخِلِهَا ﭐلْمَرْشُوشِ
بِأَنْفَاسِ ﭐلأَزْهَارْ
اِلْتَقَطَتْ عَيْنَاهُ بِعُنْفٍ وَمَرَارَهْ
قُرْآناً
وَحِجَارَهْ !...
فَـﭑشْتَعَلَتْ فِي قَدَمَيْهِ وَفِي غَابَاتِ مُحَيَّاهُ ﭐلنَّارُ
تَصَفَّحَ قَامَةَ هَذَا ﭐلطِّفْلِ ﭐلنَّصْلِ وَقَالْ:
"...................................."
سَلَّ بِهَذَا ﭐللَّيْلِ ﭐلْمُوحِشِ رَشَّاشَهْ
أَطْلَقَ سَبْعَ رَصَاصَاتٍ...
اِهْتَزَّ لَهَا هَذَا ﭐلْكَوْنُ ﭐلْمَعْمُورْ
(مَا ﭐهْتَزَّ لَهَا يَا قَلْبِ قَيَاصِرَةُ ﭐلعَرَبِ)
رَدَّ ﭐلطِّفْلُ عَلَى هَذَا ﭐلْغَضَبِ
بِـﭑلرَّعْدِ وَبِـﭑلنُّورْ
ثُمَّتَ تَابَعَ رِحْلَتَهُ فِي هَذَا ﭐلدَّيْجُورْ
وَﭐلْفُلْكُ تَشُقُّ عُبَابَ ﭐلصَّخْرِ ﭐلْهَائِجِ
تَابَعَ رِحْلَتَهُ خَلْفَ ﭐلْفَجْرِ ﭐلْمَكْشُوفِ ﭐلْمَسْتُورْ
تَابَعَ رِحْلَتَهُ يَصْحَبُهُ عَشْرَةُُ أَطْفَالٍ..عِشْرُونْ..
مَنْ مِنَّا يَصْحَبُهُ؟
مَنْ مِنَّا يَرْكَبُ هَذَا ﭐلْفُلْكَ ﭐلْمَشْحُونْ؟

(9) المقدمة:

يَاوَلَدِي
اَلأَمْواهُ سَتَطْوِي جَسَدِي
لَيْسَ هُنَا فِي هَذَا ﭐلْبَلَدِ
جَبَلٌ يَعْصِمُنِي مِنْ هَوْلِ ﭐلْكَبَدِ
مُدَّ إِلَيَّ يَدَيْكَ
وَخُذْنِي مَعْكَ إِلَى
بَابِ ﭐلريَّانِ عَلَى
مَتْنِ ﭐلفُلْكِ ﭐلْمَصْنُوعَةِ مِنْ ضِلْعَيْكْ
مُدَّ يَدَيْكْ
وَﭐحْمِلْنِي أَنْتَ عَلَى كَتِفَيْكْ
مُدَّ يَدَيْكْ
مُدَّ يَدَيْكْ


وجدة: 25/12/1998

[1]- قمر أسرير

[2]- هو المجاهد عبد الكريم الخطابي بطلُ الريف.

[3]- قَصْر السُّوق هو الإسم القديم لمدينة الرشيدية عاصمةِ تَافِلاَلْتْ.

[4]- أَوْرَبَة : قبيلة أمازيغية، هي التي بايعت المولى إدريس.

[5]- هو إدريس بنُ عبد الله بن الحسن بن علي، فَرَّ من وقعة فَخّ التي شهدتها ضواحي مكةسنة 169هـ.حل بالمغرب ونزل بوَلِيلِي عند إسحاق بن محمد رئيس أوربة، فبايعه المغاربة سنة172هـ.

[6]- مدينة وجدة، مدينة ألفية، أي مر على تأسيسها أكثر من ألف سنة.

[7]- زِيرِي ﭐبنُ عَطِيَّة هو مؤسس مدينة وجدة.

[8]- إجدى البوابات القديمة بوجدة.

[9]- من أحياء وجدة الفقيرة.

[10]- من أحياء وجدة الفقيرة.

[11]-Monika Lowinski : اسمُ فتاة أمريكية ارتبطت بفضيحة أخلاقية بَطَلُهَا الرئيسُ الأمريكي السابق BillKlinton.

[12] - من الأنهار المغربية، يصب في البحر الأبيض المتوسط، شرق المغرب.
عبدالله
عبدالله

ذكر عدد الرسائل : 1759
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 26/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى