صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بلوطة ابراهيم الخليل

اذهب الى الأسفل

بلوطة ابراهيم الخليل Empty بلوطة ابراهيم الخليل

مُساهمة من طرف صدورعبد العظيم الخميس 16 أبريل 2009 - 17:17

بلوطة ابراهيم الخليل Post_startup
بلوطة إبراهيم الخليل

في ليلة مقمرة من ليالي حزيران تحلق شيوخ الحي على البيدر يحتسون القهوة ...ينفثون دخانهم العربي
يتجاذبون أطراف الحديث... تومض عيونهم بريقا كلما اكتحلت برؤية أكوام سنابل القمح متناثرة هنا وهناك مبشرة بغلة وفيرة تفي بمتطلبات الحياة.
تسللت بين أكوام السنابل أنشد الدفء والحنان وما هي إلا لحظات حتى استقر بي المقام بين أحضان جدتي التي تنحت جانبا وكأن حديث الشيوخ لايروق لها ولا يعنيها من قريب أوبعيد...ارتسمت على شفتيها بسمة فيها مسحة من الحزن والحنان وطبعت على جبيني قبلة باردة .. أحسست بتجاعيد وجهها الشاحب وهي تمطر وجنتي بقبل متلاحقة... ضمتني وأجلستني في حجرها وسرعان ما بدأت بصوتها المتهدج تسكب في سمعي حكاية الذئب... بدأت كلماتها تسري في عروقي سريان النار في الهشيم اليابس.
في ذاك الكهف يتمترس ذئب شره أخاف الرجال ..أفزع النساء ..ودبَ الرعب في نفوس الأطفال ...؟؟
حماه كحمى كليب لا تسام فيه أغنام...ولايقترب منه إنس ولا جان...!!
دوَى اسم كليب في أذني وقطعت استرسال حديثها.... ليتني (جسَاس) لأذيقه طعم الردى...! لم تعلق على مداخلتي البريئة فهمت من نظراتها الحادة وايحاءات تجاعيد وجهها أنها تفقد الأمل في ميلاد جساس في هذا العصر.... هنيهة خيم صمت غريب وعلا وجهها وجوم...كسرت حاجز الصمت متوسلا أنا متلهف أن أسمع حكاية البلوطة المباركة يا جدتي
التقطت أنفاسها واسترسلت في حديثها الشيق ... إنها (بلوطة سيدنا إبراهيم الخليل)... يأوي إليها الجياع والمحرومون...يتفيؤن بظلها.... يبثونها الأحزان والهموم...علها تسعفهم في سد رمق أطفالهم بنصيب من المن والسلوى...!!!
مرة أخرى قطعت حديثها الدافئ بسؤال تبادر إلى ذهني لماذا لانذهب لزيارتها...؟؟
وترددت في الإجابة فأعدت السؤال مرارا حتى انتزعت منها الموافقة على غير رضاها.... أدركت حينها أن وراء هذا التردد سرا لابد من الإهتداء إلى فك طلاسمه....!!
وقبل بزوغ الفجر كنت وجدتي نغذ السير نحو البلوطة المباركة يحذونا الأمل أن نجلس تحت أغصانها الوارفة الظلال..... عسى أن ننال من نورها قبسا ومن بركاتها جانبا .
وبعد ساعات حطت بنا عصا الترحال قربها .... وأجالت جدتي النظر في المكان متأمله تتفحص المعالم وتمتمت بكلمات لم افهم معانيها فأدارت راحتها النحيلة حول معصم يدي واقتادتني عائدي الأدراج (بخفيَ حنين) وبخطى وئيدة سرنا عبر المسالك حيث تتناثر المحال التجارية القديمة على جانبي الشارع تفوح منها رائحة التوابل .... وكان أبرزها محل قديم خافت الأضواء لبيع التحف تعلوه لافته مضاءة مكتوبة بخط الرقعة (تحف شرقيه من خشب البلوط )... وقفت أمامها .. تأملتها ....قرأتها مرارا .... حينها أدركت سبب تردد جدتي في هذه الزياره....!!
صدورعبد العظيم
صدورعبد العظيم

ذكر عدد الرسائل : 317
العمر : 58
تاريخ التسجيل : 21/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى