الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 6:49
نظرات برغوت ثاقبة ..يلاحظ ويتفرس الوجوه ..له ذاكرة قوية كلما تجول بين المواطنين والمواطنات ..شاهد خلال جولاته رجلا يغادر كل مرة مكانا من الأمكنة الفاسدة ..سجله التكرار فى مخيلة برغوت ..وفى إحدى الفترات المخصصة لمص دم التغذية وبعد الشبع من السائل الأحمر المنعش ..لمح عددا من المصلين يتجهون نحو مسحد من مساجد المدينة ..وفجأة راى ذلك الرجل الذى كلما لقيه خرج من الفساد يسير فى اتجاه لا يعلمه فاعتقد أنه يتواجد بالصدفة ..كاد أن يهمل برغوت أمره لكنه تراجع حين تيقن من توجهه نحو مكان الصلاة ..رفرف برغوت فحط بين ملابسه وجسمه ..وبمجرد بدايته للصلاة لسعه لسعات إيمان بالحق ومحاربة للنفاق ..حك الرجل ليخفف ألم...
تخاصم الزوج مع زوجته بسبب ولديهما
الزوج : منعتك مرارا من تسليم ولدك المريض لأمك قبل الطبيب
الزوجة : للأمهات خبرات وتجارب فى بعض الأمراض
الزوج : أمك جاهلة لا تفقه شيئا
الزوجة : أنسيت أننا كبرنا فى أحضان الأميين
الزوج : ولو ..لقد تطورت الأحوال وأصبح للطب مكانة فى حياة الأمم
الزوجة : لا تلمنى فأمى ستتعامل مع حالة ولدنا المرضية فإن تفاقمت ستتوحه به إلى أقرب طبيب
الزوج : أنت تعلمين أن لنا طبيبا نزوره كلما احتجنا إليه
الزوجة : ما قمت به لا يحتاج لهذا العنف ..اصبر وسنرى النتيجة .
صرخ فى وجهها وبدا...
ديكور عادي ..كراسى لممثلين ..يلبسون ألبسة مختلفة كتب عليها :أحد الشخصيات ..الشخصية الثالثة ..الشخصية الثانية ..مهمش ..معارض..مناضل ..مستغل..ثوري ..ديموقراطي ..جمهوري ..مستفيد أول ..مستفيد ثانى.. مقموع ..متدين ..كلهم متواجدون على أرض طبيعية وعلى شكل تجمع والشخصيات فى المنصة ..؟
أحد الشخصيات :إخوانى ..أعطتنا هذه الأرض كل خير ..والواجب يدعونا لنتفق ونبنى وجودنا بالتعاون ..نحرص على البلد ونبتعد عن الصراع الهدام
الشخصية الثانية : لنتبع الطرح الإنساني ..ننضبط كي نحقق أهدافنا دون الشك فينا
مقموع : دائما نسمع نفس الشعارات والقراءة المستملحة ..لم توحدوا الرأي المختلف
الديكور :كرسي طويل ..قياسه يقايس من يتمدد ,إن نام ..مصنوع من حديد مكون من قضبان عريضة وملونة بالأخضر والأصفر ..أقيم داخل حديقة منمقة بالعشب الأخضر المسقي على الدوام وبأزهار وورود منسقة وموزعة بطريقة هندسية ..تحاط الحديقة بشجيرات قزمية كمربعات ومستطيلات الشكل وفيها أيضا أشحار متفرقة ..إنه كرسي وحيد خاص بالعجزة والحوامل وأم الأولاد الصغار والعقلاء الذين يريدون التمتع والهدوء ولحظات تريح الأعصاب ..يدخل إليها رجل وهو يأكل خبزا محشوا بما يلذذه ..
الرجل وهو يمضغ : حديقة ..رائعة ..وجدتها بالصدفة ..
الحارس يمر متجولا ويقترب : نهارك سعيد
الرجل : شكرا وعليك السلام
كبر ولم يعرف سبب بكمه الذى منعه من تتمة دراسته ما بعد الثانوي فى التعليم القديم ,رضي بلسانه الذواق فقط ,امتهن حرفة يدوية ليصرف على ما تحتاج والدته ..تزوج من فتاة رضيت به وأحسنت إليه وتحملت الإشارات التى تعلمتها من التجربة وبخفة متناهية تفوقت فى زواجها بالزيزون ..لم ينس أصدقائه من أيام الدراسة واللعب فى الدرب ,وكان يتذكرهم من خلال الصور القديمة التى ألصقها فى ألبوم حوله الفقر إلى صندوق صغير جمع فيه الأشياء النادرة ,لكن أصدقائه نسوه بسبب مشاغلهم وتشتتهم داخل المدينة التى اتسعت أو خارجها وربما تناسوه لأنهم لا يفهمون لغته الصامتة ..غاب عنهم وغيب نفسه فى مهنته والإعاقة ..انخرط فى جمعية الصم والبكم...
تراكم حوله طوفان النحس ,خضع لجدولة الحرمان ثابر بعزيمة لا تقهر بسنوات الدراسة التى فرضت عليه بحكم نهج وطني لا علاقة له مع الأمل الخيالي ..نجح ..وفرح بالإنجاز ولحسن حظه أن النحس توقف عندما وجد وظيفة اختارها من بين الوظائف الشاغرة المتوفرة بالهبل حيث لا تتحكم فيها الوساطات والرشاوى والاختبارات ..فالبلاد خام غادرها الاستعمار وبدأت ترمم التركة المتخلفة وتنظم النقصان فى التسيير لتطور الخدمات والمراحل المقبلة ..نال عشرات الأجوبة المنمقة بيشرفنى ..اختار واحدة منها فانضم لوظيفة محترمة راتبها مناسب ويفيض فوق الحاجيات فى زمن رخيص ..فكانت البداية لكنه لم يفز بواحدة من الإناث اللواتى عاشرهن أيام الدراسة والمراهقة...
أدخلت الخضراوات إلى السوق ووضعت أصنافها حسب الأهمية والثمن والوجاهة ..وقبل مجيء المتسوقين انقلبت إلى دردشة لقتل الوقت والتشكى من مصيرهن..
الطماطم : أنا أحلاكن وأجودكن وأجملكن
البطاطا : فى الطهي مثلا !
الطماطم : فى مرافقتكن وتلوينكن وتلذيذ طعمكن ..
الجزر : كلام جميل لكني الأفضل فى الفيتامينات
البطاطا :أنا الألذ مع اللحوم والدجاج لأني أوضع فى الأعلى
الطماطم : سنتصارع علما أننا نسوق ونؤكل
اللفت : بياضى لا مثيل له والمعجبون بى رواد كسكس وطني يحضر فى كل الولائم
الباذنجان : أنا حبيب الفقراء البسطاء حين أزعلك لأفواه غلا عليها اللحم
الفلفل : أنسيتنى فى...
المنشق ؟
{صالة مغربية ..لها مدخلها على اليسار..}
الأب رجل فى الخمسين:تأخرت مريم والساعة تقترب من الثانية عشرة ونصف
الأم: ربما أخرها الأستاذ لأنه كما قالت يضيف وقتا من نصيبه ليفيد التلامبذ
الأب : له أجر عظيم ..تمنيت لو أن كل واحد منا يخلص فى عمله ويضيف إتقانا..
الأم :أكدت لى مريم أن سنتها هذه تتميز بأساتذة فى غاية الإلتزام
الأب : إن لم يقع التغيير مثل السنة الفارطة
الأم :ولم تنجح بنتنا سوى بالمراجعة والحفظ عن ظهر قلب
الأب: سنتها صعبة ..أتمنى لها النجاح
الأم : أمين يا رب ..اسمع.. دقات فى الباب
الأب : سأفتحه..
..طرق باب زينب ووراءه شاهد عيان ،فتحت.. المطلقة زينب باب دارها لترى غدارا يصفر وجهه استئذنها الشاهد للدخول ..رفضت لأنها وحدها ولا وجود لرجل لحظتها ،خافت من الرجلين ومن عداوة مطلقها ولربما قدما للإنتقام منها أو طلب المرفوض منذ الفراق ..
الزوج :هل تسمحين لنا بالدخول؟
زينب :لا
الشاهد :نود الزيارة فقط فزوجك يقصدك فى خير
زينب : انتظرا خارج الدار ،ريثما يحضر ابنى
الزوج :أمرك..سننفذ طلبك.
اتخذا مقعدين فى إحدى المقاهى القريبة من دار زينب.
الزوج:أتمنى أن توافق على عودتى ..لقد كرهت دنيا وحدتى بعد طلاق مشئوم .
الشاهد :ما ندمت إلا بعد سنوات طحنتك فى الفراغ وكبر أولادك...
عدد المتصفحين الحاليين للمنتدى: لا أحد
المشرفون
لا أحد
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع وضع مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المفتاح
- مساهمات جديدة
- مساهمات جديدة [ موضوع شعبي ]
- مساهمات جديدة [ موضوع مقفل]
- لا مساهمات جديدة
- لا مساهمات جديدة [موضوع شعبي ]
- لا مساهمات جديدة [موضوع مقفل]