النافذة..
صفحة 1 من اصل 1
17032012
النافذة..
تراكم حوله طوفان النحس ,خضع لجدولة الحرمان ثابر بعزيمة لا تقهر بسنوات الدراسة التى فرضت عليه بحكم نهج وطني لا علاقة له مع الأمل الخيالي ..نجح ..وفرح بالإنجاز ولحسن حظه أن النحس توقف عندما وجد وظيفة اختارها من بين الوظائف الشاغرة المتوفرة بالهبل حيث لا تتحكم فيها الوساطات والرشاوى والاختبارات ..فالبلاد خام غادرها الاستعمار وبدأت ترمم التركة المتخلفة وتنظم النقصان فى التسيير لتطور الخدمات والمراحل المقبلة ..نال عشرات الأجوبة المنمقة بيشرفنى ..اختار واحدة منها فانضم لوظيفة محترمة راتبها مناسب ويفيض فوق الحاجيات فى زمن رخيص ..فكانت البداية لكنه لم يفز بواحدة من الإناث اللواتى عاشرهن أيام الدراسة والمراهقة وبعد انتهائها طلق الذكريات ليلتفت إلى شهواته البسيطة ..شمر على سلوك حر لا يتنافى مع أهل الدين والتقاليد .
فالمعروف والمتداول بين المواطنين أن آجورة قد تسقط فتصيب أحد المارة ,ويمكن لثوب من التصبين أن يرفرف أمام سائر فى إحدى الأزقة الشعبية أو يتعرض أحدهم لنزول قطرات على رأسه من نظافة سطع أو بالكونة ..أخونا هذا الذى سأسرد قصته ..استيقظ صباحا على الساعة السابعة إلا ربع غسل ما اعتاد كل صباح, لبس كسوة العمل ..ارتاح من حلاقة الذقن لأن حلاق الحي قام بالواجب ليلة الأمس ..تسلل من دون أن يوقظ والدته لتعد له فطوره ..فطور غير مجد مادام أخوه آخر العنقود سيستيقظ على عطلة جمعة ..فتح الباب بهدوء وأغلقه بأقل عنف ..مشى بجانب حائط كل منزل فى أزقة الحى الذى يقطنه متجها إلى المقهى ليحتسي كوب قهوة بالحليب ومنها يذهب إلى محطة القطار التى تبعد بربع ساعة حسب السير العادي ..وإن وصل فلا زالت نصف ساعة تفصله عن الإقلاع وهي فرصة لشراء جريدة وتبغ ..دخل دربا مخالفا للروتين ابتسم واعتبر التغيير راحة وفى طريقه فتحت نافذة بقوة ارتطم جناحها بوجهه وأنفه..أوقفته الضربة تحسس جبهته وأنفه ,رأى أثر الدم على أصابع يده اليمنى وكفه ..ظهرت فتاة من باب الدار والشك يراودها لأنها لم تسمع ارتطام النافذة بالحائط كالمعتاد ..تبعتها أمها ,فوجدتا الشاب يتألم ويمسح دمه ..طلبت منه الأم أن يدخل كي تسعفه ابنتها بالإمكانيات العادية ..ولج المنزل ..أدت الفتاة خدمة متناهية فى الرقة ..نظفت الجرح ودهنت جبهته وأنفه بمرهم عصرته مما تبقى فى العلبة ..ولما غابت الأم سألها عن الدراسة والعمل فلم يتلق سوى لا بدون تعليق ..شم رائحتها وفاح منها ما ارتاحت له نفسيته ..توقفت عن الحركة نظرت إليه بعينين متأسفتين ودعهما وأزيز الأسف يطن فى أذنيه ..نسي الفطور وأجله إلى ما بعد الوصول ..ركب القطار وهو معلق بين ضربة النافذة والوجه المليح ,حدث نفسه ,زين جمالها العادي وأخلاقها التقليدية نظرياته حول الفتاة ..مر الوقت بسرعة ,ركب القطار وفى المحطة تركه للآخرين لينزل من درجها ويتجه نحو المقهى المفضل لديه ليتناول فطوره المؤجل ..طلب قهوة بالحليب وهلالية لم يكملهما ..ترك المقهى ,وفى مكتب الوظيفة انهمك بين العمل وصورة الصباحية قبل أختها المباركة فى سبت يتمناه و لم يحن بعد ..انشغل بالروتين دون أن ينسى النافذة التى نفذت اللقاء ..لم يشعر بالحب لأنه جربه بلا فائدة ,لكنه أحس أمرا يثير حواسه ويزعزع ضلوع قلبه ويجذبه نحو فتاة مجهولة تساءل : ترى هل ستكون زوجة لى ؟..سؤال وجد الجواب مستحيلا فى لحظة وجيزة من عمر الصدفة , لطم وجهه ليستيقظ من من حلم مذبذب ..عاد إلى بيته ..ردد القصة وتلذذ مشهدها فى وقت ندي .
فى يوم وفى الصباح المكرر انزوى فى ركن الدرب الذى تسكنه الفتاة رآها تخرج من الدار لتغلق النافذة من خارجها ..ضحك لأنها غيرت طريقتها كي لا تجرح آخرين لأنها تتذكره بالضبط ..التفتت جهته دون أن تراه ,ابتسم لأنه أحس بوجوده فى ذكرى صباح الجرح ..انقطع عن المرور كي لا يكون نذلا يستغل الفرص أو متطفلا على عرض شريف أو مزاولا ما ليس من حقه ..لم تغادر الفتاة أحلامه العازبة ,أصبحت جزءا من رحلاته نحو العمل ..وكلما شرب كؤوسا من الجعة كبرت أجنحة السراب ..تيقن أن ضربة النافذة نفذت فى الميول لينجر نحوها ..تأكد أن جاذبيتها ليست إلى زوال ..ازداد شغفه كلما تخيل أناملها تبلسم جرحه ..أنامل حنان تعبر عن أنثى خام غسلت بل نظفت قلبه من الحب الذى مارسه شفويا مع تلميذات وطالبات ..حب طائش لا لذة فيه سوى الكبت والحزن ..أحس أن البنية من نصيبه وأن النافذة أسقطته بالضربة القاضية ..تخلى عن الجعة والتدخين رضيت عليه الأم ..وفى إحدى الأيام قبل يدها المخضبة بالحناء من عرس سابق عله يكون البشرى ..طلب منها أن تخطب له تلك الفتاة الطيبة ..فرحت الأم لأنها تعرفها وتتمناها له ..قص لحن النافذة للوالدة التى تحركت فأدخلته من الباب كزوج سعيد
فالمعروف والمتداول بين المواطنين أن آجورة قد تسقط فتصيب أحد المارة ,ويمكن لثوب من التصبين أن يرفرف أمام سائر فى إحدى الأزقة الشعبية أو يتعرض أحدهم لنزول قطرات على رأسه من نظافة سطع أو بالكونة ..أخونا هذا الذى سأسرد قصته ..استيقظ صباحا على الساعة السابعة إلا ربع غسل ما اعتاد كل صباح, لبس كسوة العمل ..ارتاح من حلاقة الذقن لأن حلاق الحي قام بالواجب ليلة الأمس ..تسلل من دون أن يوقظ والدته لتعد له فطوره ..فطور غير مجد مادام أخوه آخر العنقود سيستيقظ على عطلة جمعة ..فتح الباب بهدوء وأغلقه بأقل عنف ..مشى بجانب حائط كل منزل فى أزقة الحى الذى يقطنه متجها إلى المقهى ليحتسي كوب قهوة بالحليب ومنها يذهب إلى محطة القطار التى تبعد بربع ساعة حسب السير العادي ..وإن وصل فلا زالت نصف ساعة تفصله عن الإقلاع وهي فرصة لشراء جريدة وتبغ ..دخل دربا مخالفا للروتين ابتسم واعتبر التغيير راحة وفى طريقه فتحت نافذة بقوة ارتطم جناحها بوجهه وأنفه..أوقفته الضربة تحسس جبهته وأنفه ,رأى أثر الدم على أصابع يده اليمنى وكفه ..ظهرت فتاة من باب الدار والشك يراودها لأنها لم تسمع ارتطام النافذة بالحائط كالمعتاد ..تبعتها أمها ,فوجدتا الشاب يتألم ويمسح دمه ..طلبت منه الأم أن يدخل كي تسعفه ابنتها بالإمكانيات العادية ..ولج المنزل ..أدت الفتاة خدمة متناهية فى الرقة ..نظفت الجرح ودهنت جبهته وأنفه بمرهم عصرته مما تبقى فى العلبة ..ولما غابت الأم سألها عن الدراسة والعمل فلم يتلق سوى لا بدون تعليق ..شم رائحتها وفاح منها ما ارتاحت له نفسيته ..توقفت عن الحركة نظرت إليه بعينين متأسفتين ودعهما وأزيز الأسف يطن فى أذنيه ..نسي الفطور وأجله إلى ما بعد الوصول ..ركب القطار وهو معلق بين ضربة النافذة والوجه المليح ,حدث نفسه ,زين جمالها العادي وأخلاقها التقليدية نظرياته حول الفتاة ..مر الوقت بسرعة ,ركب القطار وفى المحطة تركه للآخرين لينزل من درجها ويتجه نحو المقهى المفضل لديه ليتناول فطوره المؤجل ..طلب قهوة بالحليب وهلالية لم يكملهما ..ترك المقهى ,وفى مكتب الوظيفة انهمك بين العمل وصورة الصباحية قبل أختها المباركة فى سبت يتمناه و لم يحن بعد ..انشغل بالروتين دون أن ينسى النافذة التى نفذت اللقاء ..لم يشعر بالحب لأنه جربه بلا فائدة ,لكنه أحس أمرا يثير حواسه ويزعزع ضلوع قلبه ويجذبه نحو فتاة مجهولة تساءل : ترى هل ستكون زوجة لى ؟..سؤال وجد الجواب مستحيلا فى لحظة وجيزة من عمر الصدفة , لطم وجهه ليستيقظ من من حلم مذبذب ..عاد إلى بيته ..ردد القصة وتلذذ مشهدها فى وقت ندي .
فى يوم وفى الصباح المكرر انزوى فى ركن الدرب الذى تسكنه الفتاة رآها تخرج من الدار لتغلق النافذة من خارجها ..ضحك لأنها غيرت طريقتها كي لا تجرح آخرين لأنها تتذكره بالضبط ..التفتت جهته دون أن تراه ,ابتسم لأنه أحس بوجوده فى ذكرى صباح الجرح ..انقطع عن المرور كي لا يكون نذلا يستغل الفرص أو متطفلا على عرض شريف أو مزاولا ما ليس من حقه ..لم تغادر الفتاة أحلامه العازبة ,أصبحت جزءا من رحلاته نحو العمل ..وكلما شرب كؤوسا من الجعة كبرت أجنحة السراب ..تيقن أن ضربة النافذة نفذت فى الميول لينجر نحوها ..تأكد أن جاذبيتها ليست إلى زوال ..ازداد شغفه كلما تخيل أناملها تبلسم جرحه ..أنامل حنان تعبر عن أنثى خام غسلت بل نظفت قلبه من الحب الذى مارسه شفويا مع تلميذات وطالبات ..حب طائش لا لذة فيه سوى الكبت والحزن ..أحس أن البنية من نصيبه وأن النافذة أسقطته بالضربة القاضية ..تخلى عن الجعة والتدخين رضيت عليه الأم ..وفى إحدى الأيام قبل يدها المخضبة بالحناء من عرس سابق عله يكون البشرى ..طلب منها أن تخطب له تلك الفتاة الطيبة ..فرحت الأم لأنها تعرفها وتتمناها له ..قص لحن النافذة للوالدة التى تحركت فأدخلته من الباب كزوج سعيد
أوباها حسين- عدد الرسائل : 286
العمر : 81
تاريخ التسجيل : 11/10/2011
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى