صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الرأي الآخر :هذا هو أتاتورك كما ولدته أمه

اذهب الى الأسفل

الرأي الآخر :هذا هو أتاتورك كما ولدته أمه Empty الرأي الآخر :هذا هو أتاتورك كما ولدته أمه

مُساهمة من طرف abdelhamid الأحد 22 نوفمبر 2009 - 9:17

في
الموضوع السابق لما كتبت عن الرجل الوطني المسلم الذكي رجب طيب أردوغان
وعن وصوله إلى سدة الحكم في تركيا بجديته وكفاءته وحنكته وعبقريته ونظافة
يديه وروحه القومية والإسلامية وشهامته التي يستمدها من نخوة الإسلام التي
تسري في عروقه ، وبرغبة وإرادة أكثر من ثلثي الشعب التركي في توليه هو
وحزبه الفتي السلطة في البلاد بعد إفلاس الأحزاب العلمانية الشائخة
المتهالكة وإخفاقها في تحقيق الازدهار والتقدم الاقتصادي والاجتماعي في
البلاد وفشلها في إنجاح النهج العلماني السليم في الحكم و ترسيخه وقيادتها
للبلاد نحو الحروب والخراب والدمار والفقر ، خرج من بين المعلقين على
الموضوع من حاول الانتقاص من شأن أردوغان ومن حاول القفز على الإنجازات
الباهرة التي حققها حزبه العدالة والتنمية لصالح الشعب التركي بأكمله وفي
ظرف وجيز ، ومن حاول القول بأنه استفاد من المناخ السياسي الذي وفرته
العلمانية في تركيا ومن هامش الحرية الذي أتاحته المؤسسة العسكرية الحامية
للإرث الذي خلفه مصطفى كمال أتاتورك وأنه لولا النظام العلماني الحاكم في
تركيا لما وصل إلى ما وصل إليه ، وهذا في حد ذاته تجني على الحرية
والديمقراطية وقصور حاد في استيعاب هذه المفاهيم الكونية لأن الحرية
والديمقراطية من صميم حقوق الشعوب وليست صكوكا وهدايا في يد العسكر يوزعها
على الشعب متى أراد وبالجرعات التي يشاء .

اعتدال أردوغان أحرج العلمانيين في تركيا

رجب
طيب أردوغان أحرج المؤسسة العسكرية التركية أمام العالم وأمام المنتظم
الدولي والاتحاد الأوربي بانفتاحه واعتداله في شكله ولباسه ومظهره
وتصريحاته ورؤيته الواقعية لمجريات الأحداث من حوله وبمحيطه الإقليمي
والدولي ، وقطع الطريق على هيمنتها على الحياة السياسية في تركيا وكبح
جماح جنرالاتها وشغفهم في الانقلاب على الحكومات وإهانة رؤسائها كما كان
الشأن مع رؤساء أربع حكومات خلال سبعين سنة الماضية آخرهم رئيس الحكومة
السابق ورئيس حزب الرفاه الإسلامي البروفسور نجم الدين أربكان . أما هامش
الحرية والديمقراطية الذي استفاد منه واستغله لصالح حزبه ومشروعه المجتمعي
البديل للمشروع العلماني الفاشل ، فقد
انتزعه من فكي الكماشة العسكرية التركية بواقعيته ونضاله ودهائه ومرونته
وقربه من نبض الشارع التركي واهتمامه بشؤونه اليومية ومصالحه العليا
وبرغبته ( المؤيدة شعبيا ومدنيا ) في تطوير العلمانية الأتاتوركية القائمة
، بخلاف العلمانية الأوربية ، على هدم الدين من أساسه ومحاربته في أصوله
وفروعه ومظاهره وفي جوهره ومظهره . انتزعه بعزمه وإصراره على تصحيح المسار
الخاطئ لهذا النظام العلماني الأتاتوركي المجرم والمتحجر من خلال سحب
البساط من تحت أقدام المؤسسة العسكرية التركية التي فهمت العلمانية
بالمقلوب وانبرت للإسلام ومؤسساته ورموزه ورجاله بعقلية الحاقد الهمجي
الإستئصالي منذ أول يوم تولى فيه الخائن المقبور أتاتورك مقاليد الحكم
بعدما اغتصب السلطة في البلاد بدعم ماسوني صهيوني واضح وبمساعدة لا غبار
عليها من قبل الاحتلال البريطاني .

شخصية أتاتورك لا تستحق الاحترام

قبل
الحديث عن هذا الدعم الماسوني الصهيوني لمشروع مصطفى كمال في الانقلاب على
الدولة العثمانية وعن خيانته للأمة الإسلامية وبيعه لأراضيها في فلسطين
والشرق الأوسط للاستعمار البريطاني مقابل تمكينه من إقامة نظام جمهوري
بتركيا في حدودها الحالية والتربع على كرسي الرئاسة بها حتى الممات ، أرى
من المفيد جدا تسليط بعض الضوء على سيرة حياة هذا البطل المزعوم الذي أحيط
بهالة عظيمة وأعطي له أكثر من حجمه . وهناك مع الأسف في أوساط شبابنا
ومثقفينا وطلبتنا العديد من المفتونين به والمنبهرين به والمعجبين كثيرا
بشخصيته والذين يحاولون التغطية على جرائمه في حق الإسلام والمسلمين
بتركيا بالقول إنه إنما أراد فقط تحديث تركيا وليس محاربة الإسلام ورموزه
، ولا يريدون أن يفهموا بأن " المسكين " لم يكن سوى دمية رخيصة تلاعب بها
الإنجليز ويهود الدونمة والماسونيون كما أرادوا وحققوا على يديه ما لم
تستطع جيوشهم وعقولهم المفكرة تحقيقه على امتداد قرون وعقود من الزمن في
البلاد الإسلامية.

وقد
بحثت في سيرة هذا الضابط في الجيش العثماني لعلي أجد في مسار حياته شيئا
ما يجعلني أحترمه وأقدره وأتباهى به كباقي المغفلين في الجلسات
والمنتديات، لكنني مع الأسف لم أجد شيئا فيه يستحق الاحترام. كل ما وجدته
في سجله أنه ابن زنا وفاسق وخائن وسارق وجبان وصاحب شخصية مليئة بالعقد
النفسية ، ولذلك كما قلت فمن المفيد الإطلاع على كل هذه التفاصيل والجوانب
المعتمة من حياة هذا الرجل المريض لتكتمل لدينا الصورة عنه ، ونفهم لماذا
كان يحقد كل هذا الحقد على الإسلام ولماذا رمى في إحدى المرات عضوا في
حكومته بنسخة من المصحف الشريف وطرده خارج مكتبه فقط لأنه أبدى ملاحظة
مفادها عدم لياقة ممارسة النساء التركيات الرقص عاريات في العلن .

نسبه وطفولته

ولد
مصطفى كمال سنة 1880 في مدينة سالونيك وهي مدينة يونانية كان يقطنها
الكثير من اليهود وكانت تابعة آنذاك للدولة العثمانية ، ومن خلال البحث في
نسبه يتبين أنه ابن غير شرعي حملت به سفاحا والدته زبيدة التي كانت تعمل
في أحد مواخير سالونيك من شخص قيل أن جنسيته ألبانية . أما المدعو علي رضا
أفندي الذي ينسب مصطفى كمال رسميا إليه فلم يكن يطيق هذا الابن غير الشرعي
الذي نسب إليه وقام بمراجعة دوائر الأحوال المدنية وأسقط قيد الأبوة عنه ،
ومصطفى كمال أتاتورك بدوره لم يكن حسب مذكرات أحد رفاقه يعترف بعلي رضا
أفندي أبا له.

عاش
مصطفى كمال طفولة تعيسة وغير مستقرة وكان عنيدا ومشاكسا وشرسا في مخالطته
لأبناء حيه الذين هم في سنه ، كما كان منعزلاً ومكروهاً من زملائه في
المدرسة الدينية التي تلقى بها أولى مفاهيم الدين الإسلامي وغادرها بعدما
لم يبد اهتماما بما كان يدرس فيها من مواد ليلتحق بمدرسة أخرى ، لكنه بعد
فترة طرد منها بسبب شغبه ومعاركه مع طلاب المدرسة وأساتذته ولم يسلم منه
حتى مدير المؤسسة . كبر
الطفل وكبرت معه المتاعب وأمام هذه المشاكل لم يكن أمام أمه التي عانت
الأمرين معه إلا أن وافقت على إرساله إلى المدرسة العسكرية في سالونيك بعد
أن اقترح عليها شقيقها ذلك لأن الجندية في نظره بما فيها من انضباط ونظام
صارم هي السبيل الوحيد لترويض نفسيته المتمردة وطباعه الشرسة .

تكوينه العسكري وانخراطه في جمعية الاتحاد والترقي

دخل
مصطفى كمال المدرسة الحربية في سالونيك سنة 1895 وأرسل فيما بعد إلى
المدرسة العسكرية العليا في موناستير في مقدونيا وتخرج منها سنة 1899 ثم
التحق بالكلية العسكرية في إسطنبول وبعد تخرجه منها عام 1905 عين ضابطا في
الجيش الثالث في سالونيك . ومباشرة بعد ذلك بدأت أفكاره تأخذ منحنى معاديا
للخلافة وللإسلام وما لبث أن انضم إلى جمعية الاتحاد والترقي المنبثقة عن
المحفل الماسوني بمدينة سالونيك . وكانت
هذه الجماعة تعمل على إثارة المشاعر القومية عند الأتراك وضمت في صفوفها
مجموعة من الشباب المثقفين وكانت تتلقى المساعدات المالية من يهود الدونمة
الذين كانوا يمتلكون الكثير من الثروات بفضل تحكمهم في تجارة مدينة
سالونيك . والدونمة هم جماعة من اليهود المهاجرين من بلاد الأندلس إلى
تركيا بعد اضطهادهم وطردهم بسبب محاكم التفتيش وقد فتحت الدولة العثمانية
أبوابها لهم لكي يستقروا في مدينة اسطنبول و مدينة سالونيك اليونانية التي
كانت تابعة للدولة العثمانية ، وقد عرفوا بانحلالهم الخلقي وانغماسهم في
الجنس وإقامة الحفلات التي كانوا يتبادلون خلالها الزوجات ، وعملوا من
خلال ممارساتهم وأنشطتهم على نشر الإباحية والإلحاد والأفكار الغربية
وهدموا القيم الإسلامية في المجتمع العثماني وساهموا في تسميم أفكار
الضباط الشباب وزرع بذور التمرد على الدولة العثمانية بين صفوف الجيش
بالتنسيق مع المحافل الماسونية الأوربية انتقاما من السلطان عبد الحميد
الثاني الذي وقف سدا منيعا أمام الأطماع الصهيونية في فلسطين .

وهكذا
نجحت المكائد والدسائس في عزل السلطان عبد الحميد الثاني وإبعاده عن
الخلافة سنة 1909 ليتولى الحكم بعده أخوه الأمير رشاد الذي خضع للضغوطات
التي مورست عليه وأشرك مرغما في إدارة شؤون الدولة جماعة الاتحاديين الذين
شكلوا قوة سياسية وعسكرية. ولما اندلعت الحرب العالمية الأولى سنة 1914
انضمت حكومة الاتحاد والترقي إلى جانب ألمانيا وأدخلت تركيا في حرب مدمرة
حيث تمزق الجيش العثماني على عدة جبهات قتالية وانتهت الحرب سنة 1918 بهزيمة
ألمانيا وتركيا ليستولي الإنجليز على قلاع الدردنيل وتحتل الجيوش الفرنسية
والإنجليزية مدينة إسطنبول ويحتل الجيش اليوناني مدينة أزمير، ووقعت هدنة
مدروز التي نصت على استسلام الدولة العثمانية دون قيد أو شرط وبدأت القوات
العثمانية تنهار تدريجيا وتلقي سلاحها.

في
مايو 1919 وبعد تولي السلطان العثماني الجديد محمد وحيد الدين مقاليد
الحكم عهد لمصطفى كمال الذي كان رجل ثقته ومقربا جدا منه بالتحرك من
اسطنبول في اتجاه الأناضول من أجل القيام بالثورة ، وتحرك بالفعل وأشعل
ثورته هناك ضد اليونانيين وهزمهم في معركة استعان خلالها بالشعارات
الإسلامية ورفع فيها المصحف وحقق نجاحا باهرا انخدع له المسلمون الأتراك
وباقي المسلمين بمختلف أصقاع العالم .

علاقته السرية بالانجليز

غير
أن هذا النجاح الذي حققه مصطفى كمال لم يكن ليتحقق لولا وجود اتفاق سري
بينه وبين الانجليز الذين كان بإمكان جيوشهم التي كانت تحتل إسطنبول إلقاء
القبض عليه قبل توجهه إلى الأناضول ، ولكنها لم تقم بذلك وسمحت له بالمضي
في مهمته ليحقق انتصارا مزيفا أراد له من خلاله البريطانيون اكتساب الشهرة
والاحترام والجماهيرية تمهيداً لمهمته المقبلة وهي القضاء على الخلافة
الإسلامية. ويسجل
التاريخ على مصطفى كمال أنه أنهى القتال مع الانجليز بشكل مثير للدهشة
والشكوك عندما كان قائدا عسكريا في فلسطين وسمح لهم بالتقدم شمالا دون
مقاومة وأصدر أوامره بالكف عن الاصطدام معهم . وبعد عودته إلى بلاده من
مهمته في فلسطين ظل على صلة كما تحكي الروايات بالقس ألفرد الذي كان رئيسا
للاستخبارات الإنجليزية في تركيا وأبرم مع الانجليز اتفاقا سريا يقضي بأن
ينقلب على الدولة العثمانية و يتعهد بإنهاء الخلافة والقضاء عليها مقابل
السماح له بتأسيس دولة تركيا وإقامة نظام علماني بها .

بعد
نجاح ثورة مصطفى كمال في الأناضول انتخبته الجمعية الوطنية رئيسا للحكومة
وقام سنة 1921 بمفاوضات صورية حول استقلال تركيا مع الإنجليز الذين وضعوا
شروطا على هذا الاستقلال تقضي بأن تقطع تركيا صلتها بالعالم الإسلامي وأن
تلغي الخلافة الإسلامية وأن تتعهد بإخماد كل حركة يقوم بها أنصار هذه
الخلافة فيما بعد ، وأن تختار لها دستورا مدنيا بدلا من الدستور العثماني
المستمدة أحكامه من الشريعة الإسلامية ، وهي الشروط التي وافق عليها مصطفى
كمال بطبيعة الحال ونفذ بنودها حرفيا بإخلاص ووفاء وزاد من عنده . ولا
غرابة إن علمنا أن عميد المحافل الماسونية وأحد منظريها الكبار وممثليها
في منطقة الشرق الأوسط حنا أبي راشد أعد تقريرا إيجابيا بعد انهيار
الخلافة الإسلامية عن إنجازات الماسونية في قلب الدولة العثمانية وصف فيه
مصطفى كمال أتاتورك بــ " الأخ العظيم " وأضفى عليه صفة بطل تركيا الخالد .

جرائمه ضد الإسلام ومظاهره

بعدما
نصب مصطفى كمال نفسه يوم 29 أكتوبر 1923 أول رئيس للجمهورية التركية وأصبح
سيد الموقف في البلاد ، ألغى الخلافة وانطلق بعد ذلك في مسلسل تصفية
حساباته مع كل ما له علاقة بالدين الإسلامي ، دشنه بإغلاق المساجد وتقليص
عددها ومن أشهر المساجد التي أغلقها مسجد آيا صوفيا و مسجد الفاتح الذين
حولهما إلى متحفين ، وجعل الآذان يرفع في الجوامع باللغة التركية وخفض عدد
الأئمة والواعظين والمؤذنين وقام بإعدام العديد منهم ونكل برجال الحركة
الإسلامية المعارضة ومن أبرزهم الشيخ سعيد بيران الذي أعدم على يد رجال
أتاتورك هو وعدد كبير من أتباعه كما تم نفي الشيخ العالم المجدد بديع
الزمان سعيد النورسي وفرض الإقامات الجبرية الطويلة عليه.

لم
يقف أتاتورك عند هذا الحد بل قام بإلغاء عيدي الفطر والأضحى وجعل يوم
الأحد عطلة رسمية أسبوعية بدلا من يوم الجمعة وألغى التقويم الهجري
واستبدله بالتقويم الغريغوري الغربي واستبدل الحروف العربية بالحروف
اللاتينية وسمح برفع المادة القانونية التي تمنع زواج الأخوة من الرضاعة
وغير نص القسم الذي يقسمه رجال الدولة عند توليهم لمناصبهم فأصبحوا يقسمون
بشرفهم على تأدية الواجب بدلا من أن يحلفوا بالله كما كان عليه الأمر من
قبل ، ومنع حجاب المرأة وأمرها بالتبرج والسفور وهلم جرا من الإجراءات
والجرائم والتدابير التي اتخذها من أجل تحديث تركيا كما يقولون وأنعم بها
من إجراءات وأكرم به من تحديث .

أما
اليهود فقد رفع الزعيم البطل أتاتورك من شأنهم وقربهم منه وولاهم إدارة
شؤون البلاد وجعلهم يستلمون دفة الحكم في السياسة والاقتصاد والتعليم ،
بحيث استدعى ما يقارب أربعين أستاذا يهوديا من أجل تنظيم الجامعات التركية
وتسطير مناهجها وبرامجها ومقرراتها .

طلبه من السفير البريطاني قبول خلافته في رئاسة تركيا

لكن
يبقى أن من أغرب ما سجلته الوثائق السرية عن مواقف وقرارات هذا الأحمق
الأخرق الخائن أتاتورك ، أنه وهو على فراش المرض يعيش آخر فترات عمره
استدعى إلى قصره في أنقرة السفير البريطاني في تركيا وطلب منه أن يخلفه في
رئاسة وحكم تركيا . لكن السفير العاقل اعتذر عن هذا المنصب بدهشة واستغراب
. وقد كشفت عن هذه الواقعة المؤلمة صحيفة صنداي تايمز البريطانية على
صفحاتها في مقال بعنوان " كيف رفض رجلنا أن يحكم تركيا " صدر بتاريخ 14
فبراير 1968 نقلا
عن ابن السفير البريطاني في تركيا السير بيرسون ديكسون الذي عثر بين أوراق
والده على برقية كان قد بعث بها في عهد أتاتورك إلى اللورد هاليفاكس وزير
خارجية بريطانيا آنذاك يروي له فيها تفاصيل مقابلته لأتاتورك وطلبه منه أن
يتكرم ويقبل بخلافته في حكم تركيا . ونشرت جريدة الأهرام المصرية في عددها
الصادر يوم 15 فبراير 1986 هذه الوثيقة – البرقية التي يشرح فيها السفير البريطاني لوزير خارجية بلاده مقابلته الغريبة مع أتاتورك قائلاً :

" عندما
وصلت وجدت صاحب الفخامة يجلس في فراشه تسنده بعض الوسائد و يحيط به طبيب و
ممرضتان ، وما أن دخلت حتى قام الرئيس بصرف الطبيب والممرضتين قائلا لهم
أنه سيدق الجرس لمناداتهم إذا احتاج إليهم و قال لي أنه أرسل إلي لأنه
يريد أن يطلب مني أن أخلفه في منصب رئاسة تركيا ، وبعد بضع دقائق من
التفكير قلت لفخامته أن جوابي هو أنني عاجز عن أن أجد الكلمات التي تعبر
عن مشاعري بصدق ، فبهذا الاقتراح أسبغ فخامته لونا فريدا من الثناء و
المديح لا على شخصي أنا فحسب و إنما على السياسة الخارجية لحكومة صاحب
الجلالة ، ولكني أشك تماما فيما إذا كانت مؤهلاتي تتركز في المقدرة
الإدارية كما أن مسؤوليات رئيس الجمهورية التركية تختلف تماما عن مسئولية
السفير البريطاني ، وأضفت بأنني أشعر بأن قدراتي و تجربتي تليق أكثر ما
تليق باستمراري في صفتي الثانية وعليه فإنني لا أجد سوى أن أعتذر آسفا .
عندما انتهيت من حديثي - يضيف السفير- ظهرت على فخامة الرئيس علامات
التأثر الشديد و مال بظهره على الوسائد و دق الجرس للممرضات اللواتي
أعطينه الدواء ، وعندما استعاد فخامته مقدرته على الكلام قال لي بأنه يفهم
تماما الأسباب التي دعتني إلى اتخاذ هذا القرار، تساند أتاتورك و رفع جسمه
عن منكبيه و شد على يدي و شكرني على ما فعلته في سبيل تدعيم الروابط
والصداقة الأنجلو- تركية ثم غطس مرة أخرى بين وسائده مغشياً عليه و عندئذ
أحسست بأن الأفضل لي أن أنصرف " .

انتهى كلام السفير البريطاني ولكم واسع التعليق !

سجله الحافل بالمجون والفجور

عرف
عن مصطفى كمال أتاتورك حبه وعشقه لمعاقرة الخمر وقد ذكر عنه المؤرخ
الإنجليزي أرمسترونغ في كتابه " الذئب الأغبر " أنه كان مولعا بالأحاديث
الخليعة والمغامرات الماجنة والليالي الحمراء. ففي عاصمة رومانيا مثلا حيث
عمل ملحقا عسكريا هناك تفرغ للفسق والخمر كل يوم حتى الصباح ، ولما تولى
رئاسة تركيا بعد سقوط الخلافة أمر بإزاحة الستائر عن نوافذ مقر إقامته حتى
يراه الناس وهو يشرب الخمر، وكان يحرص على الاستمتاع بزوجات التجار
والمسؤولين مقابل تلبية طلباتهم كما هو الحال مع وزير خارجيته توفيق رشدي
الذي جعل بيته في أنقرة ماخورا لأتاتورك . ولم
يكن أتاتورك يحترم حتى الأعراف الدبلوماسية بحيث قام بالتحرش ببنت سفير
فرنسا أكثر من مرة ، وكان يزور مدارس البنات باستمرار ويختار الفتيات
الجميلات من الطالبات ويأخذهن عنوة من مدارسهن ويقضي معهن الليالي الطوال
ثم يخلي سبيلهن . فقد قام ذات يوم وهو رئيس للجمهورية بالذهاب بعد منتصف
الليل إلى إحدى المدارس المسماة ﺒدار المعلمات وأخذ بالقوة إحدى البنات
اللواتي سبق أن وضع عينه عليهن وقد أثار تصرفه هذا ضجة في مجلس النواب
فعمد إلى تزويج هذه الفتاة بأحد مرافقيه الذي رقي بعد فترة تفاديا لأي
بلبلة.

لم
ينجب أتاتورك في حياته أطفالا ولم يخلف ذرية بسبب إصابته بمرضٍ جنسيٍ خطير
نقله إلى زوجته لطيفة التي انفصلت عنه بعد مدة قصيرة بسبب فسقه وفجوره ،
وقد كشفت هذه الأخيرة كثيراً من الحقائق عن شذوذه الجنسي مع أحد الغلمان
وعن محاولاته المتكررة الاعتداء على محارمه ومنها شقيقتها الصغرى .

بالإضافة
إلى هذا الفجور والفسق كان أتاتورك سارقا ولصا ونصابا بارعا فقد قام
بالاستيلاء على المبالغ التي أرسلها الهنود المسلمون إلى تركيا من أجل
مساعدة القضية الإسلامية وأنشأ بنك العمل بجزء من المبلغ وسجل السندات
والأسهم باسمه. ويذكر رضا نور وزير الصحة في مذكراته " حياتي وذكرياتي "
أن مجموع المبالغ وصلت إلى مليون جنيه إسترليني بعد ورود المساعدات
المالية من البلدان الإسلامية الأخرى كما أن مزرعته الموجودة في أنقرة
التي يقدر ثمنها بمئات الملايين من الليرات لم تكن في الحقيقة إلا نتيجة
عملية اغتصاب فظيعة لأراضي الفلاحين ، بالإضافة إلى أنه كان يبيع أراضيه
بألف ضعفها لبعض الوزارات.

أتاتورك
كان أيضا جبانا ، فمرة كان في زيارة لإحدى المدارس فحركت الرياح الشديدة
الأبواب محدثة صوتا وضجة فهب من مكانه أكثر من مرة معتقدا بأنه صوت رشاش
ولم يكن يصدق معاونيه الذين كانوا يحاولون أن يوضحوا له هذا الأمر حتى
يقوم ويتطلع من النافذة ويرسل من يتحقق من الأمر. ويحكي أحد جنرالاته أنه
عندما كان في مجلس الأمة الأعلى ظهرت عبر النافذة الخلفية سحابة كبيرة من
الغبار، وعندما رأى مصطفى كمال هذا المنظر فر هاربا وهو يقول هذه جيوش
الخليفة آتية ثم تبين بعد ذلك بأنه قطيع كبير من الغنم .

أتاتورك
كان مصابا بجنون العظمة ولذلك لقب نفسه بأتاتورك وتعني أبو الأتراك كما
نصب تماثيله في كل مكان حتى في القرى وقد تم جمع إعانات لهذا الغرض قدرت
بالملايين وذهبت إلى أوروبا لأن التماثيل كانت تصنع هناك ، وصدر بشأنه
قانون في تركيا سمي بقانون أتاتورك لحمايته من أي نقد بل أكثر من ذلك
بمعاقبة كل من تسول له نفسه ذكر مساوئه أو المساس بشخصيته وإرثه الفكري
والسياسي .

مرضه وموته

تقول
الروايات والتقارير الطبية عن الحالة الصحية لمصطفى كمال أتاتورك في آخر
أيامه أنه أصيب بمرض تشمع الكبد بسبب إدمانه الكحول ، وكانت المياه تتجمع
في بطنه فيسحبها الأطباء بالإبر وكان الدم ينزف من أنفه بلا انقطاع وتورمت
قدماه وخارت قواه ولم يعد باستطاعته رفع أصبعه وصار عاجزاً عن الحركة
بمفرده ، وظل يضعف يوما بعد يوم ويختفي الدم منه وأصبح جلدا على عظم ولم
يكن وزنه عندما مات يتجاوز ثمانية وأربعين كيلوغراما . ضعفت
ذاكرته وصار يثور بسرعة عجيبة ويحكي الأتراك عن العذاب الذي كان يعاني منه
أثناء مرضه العجب العجاب ، إذ كان يصيح صياحا يخترق شرفات القصر الذي يقيم
فيه وذكر أنه عندما كان يسلم الروح لبارئها كان فمه يتسع حتى وصل إلى
حاجبيه .

في
يوم الخميس العاشر من نوفمبر سنة 1938 على الساعة التاسعة وخمس دقائق رحل
أتاتورك عن هذه الدنيا إلى دار البقاء ليلقى مصيره وجزاءه ، وكان قد أوصى
أن لا يصلى عليه صلاة الجنازة .

رحم
الله السلطان الخليفة عبد الحميد الثاني وجزاه الله خيرا عن كل ما أسداه
من خدمات للإسلام وللأمة الإسلامية هو وجميع الخلفاء العثمانيين خصوصا
منهم أولئك الذين كانوا يهتمون بأمور المسلمين أينما كانوا وكانوا يهبون
لنصرتهم ونجدتهم من بطش الكفار والمشركين وأخذ الثأر لهم من المعتدين
عليهم وعلى حرمات العقيدة والدين .

محمد الشبوني-هسبريس
abdelhamid
abdelhamid
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى