الحلول العلمية - التكنولوجية لمواجهة التغيرات المناخية

ارتبط النمو الصناعي والاقتصادي باستهلاك الوقود الأحفوري وانبعاث كميات
أكبر بدرجة غير مسبوقة من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهو ما
دفع العديد من العلماء والسياسيين إلى المطالبة حاليا بثورة تكنولوجية
جديدة.
فما هي خيارات توليد الطاقة ووسائل المواصلات، فضلا عن الحلول
العلمية من أجل العودة لاستخدام ضوء الشمس أو التخلص من غاز ثاني أكسيد
الكربون من الغلاف الجوي.
نحاول تقديم بعض الحلول حسب الامكانات العلمية والتكنولوجية المتاحة، وفي ما يلي أبرزها:

1-الطاقة النووية
تستخدم الطاقة المنبعثة من عملية مخططة لشطر الذرات، ينجم عنها حرارة يتم حشدها لتحريك التوربينات.
والتجربة
التاريخية لتكنولوجيا الطاقة النووية أثبتت أنها تطورت بصورة هائلة في هذا
المجال، فبوسع هذه الطاقة توفير الحرارة والكهرباء، وتتيح إمدادات وافرة
من الوقود.
من جانب آخر، ينظر إليها على انها تنطوي على مخاطرة وتلقى
معارضة قوية من النشطاء في مجال البيئة. كون الوقود النووي يشكل تهديدا
أمنيا بتصنيع أسلحة. ومن المتوقع أن يتم التركيز عليها مجددا بعد بقائها
في الظل لسنوات.

2-طاقة الرياح
تستخدم الرياح على الأرض أو في
البحر لتحريك التوربينات. وهناك تجربة كبيرة وصناعة وبنية تحتية تامة
النمو في هذا المجال. فالرياح مورد متجدد بصورة دائمة. ويمكن توظيف طاقة
الرياح في نطاق من أحجام المشروعات كونها مورد متقطع للطاقة، غير انها لا
تتسم بالكفاءة في كل المناطق.
كما أن مزارع الرياح تعوق إشارات
الرادار وقد تسبب ضجيجا ويعتبر البعض انها قبيحة. وتمثل الرياح حاليا
حوالي واحد في المائة من الإمداد العالمي للطاقة.

3-طاقة البحر
يستفاد
من طاقة حركة المد والجزر أو التيارات أسفل سطح الماء أو الأمواج على
الشاطئ والأمواج البعيدة. وتعد موردا كبيرا ومتجددا بصورة دائمة. حيث ان
طاقة المد والجزر منتظمة للغاية. ويمكن الاستفادة منها سواء على نطاق صغير
أو كبير. ولا يوجد اتفاق بشأن أفضل الوسائل للحصول على الطاقة. أما
المشروعات الكبيرة فقد تؤثر في التدفق الطبيعي للمياه، وكذلك على المد
والجزر والنظم الإيكولوجية. ومن غير المتوقع أن يحدث الكثير في هذا الإطار
قبل عام 2030 .

4-الطاقة الشمسية
بفضلها يتم تخزين الطاقة من ضوء الشمس، حيث تستخدم لتوليد الكهرباء بصورة مباشرة أو لتسخين سوائل لتحريك التوربينات.
والطاقة
الشمسية مورد متجدد بصورة دائمة، وهي أكثر الموارد الخالية من الكربون
انتشارا. وهي صامتة ولا تؤثر في البيئة المحلية. كذلك هي متقطعة، مثل
الرياح والبحر. وأنظمة توليد الكهرباء من أشعة الشمس تتسم بالتعقيد، بحيث
انه إذا استخدمت على نطاق واسع فان المواد الكيماوية ستصبح نادرة.
الولايات المتحدة تستثمر كثيرا في هذا المجال، بينما أوروبا تخطط لمشروع
في أفريقيا وما زالت تكلفتها مرتفعة بالرغم من أن سعر الألواح الشمسية
يتراجع بالفعل.

5-الطاقة الكهرومائية
تولد الكهرباء من خلال
إقامة سدود أمام المياه ودفع التيارات عبر التوربينات وتعتبر الاستراتيجية
المتجددة الأكثر انتشارا. وتتمتع بمكانة راسخة كمورد للطاقة على نطاق
كبير، كما يمكن استخدامها لتخزين الطاقة إذا أديرت في الاتجاه المعاكس.
علما بأن السدود تؤثر في الأنظمة الايكولوجية وتشكل تهديدا للصحة العامة
إذا انفجرت. وقد تبقي على مواد متحللة تسبب تلوثا. وهي واحدة من أرخص
أشكال الكهرباء.

6-الحرارة الجوفية
وتستخدم الصخور الساخنة
بطبيعتها أو الفروق في درجات الحرارة أسفل سطح الأرض لتسخين الماء بصورة
مباشرة أو تحريك التوربينات. وتعتبر مصدرا متجددا للطاقة بصورة دائمة في
بعض المواقع. لها كفاءة عالية في تدفئة المساحات المأهولة. توفر صلاحية
طويلة الأجل للأجهزة. الحرارة أسفل الأرض تتواجد في بعض المناطق فقط.
هذه
الطاقة عرضة لأن «تجف» لسنوات، وقد تبعث غازات سامة في بعض المناطق ، حيث
تشكل حاليا أقل من واحد في المائة من الطاقة في العالم.

7-الفحم النظيف
هناك
نطاق من الوسائل التكنولوجية لمعالجة الفحم قبل استخدامه وذلك من أجل
تقليل الانبعاثات أو حرق الفحم بصورة أكثر كفاءة أو السيطرة على انبعاثات
الكربون وتخزينها.
والوقود الأحفوري الأكثر توافرا والذي يتم توزيعه
على نطاق واسع. وهو يحافظ على الصناعة القائمة ويستفيد من البنية التحتية
القائمة ويستهلك كمية أكبر من الفحم في إنتاج كل كيلوواط/ساعة، وذلك
مقارنة مع الطاقة المستخرجة من الفحم الطبيعي وينتج بعض الملوثات مثل
المعادن الثقيلة.