جمعية الماء الصالح للشرب !!!!!!!!!

في الصغر كنا نصنع لعبة تسمى سراق الماء وهي عبارة عن جعبة قصب وعود يمتص العود الماء كالمحقن ونقوم باخراجه بواسطة الضغط وما هؤلاء الا صناعا لتلك اللعبة لكن بشكل مغاير

الله يهديهم

عبد الحميد القطبي :


استبشر سكان قرية الزواقين خيرا بقيام وزارة التجهيز بإنجاز شبكة لتوزيع الماء الصالح للشرب في بحر سنتي 2001 و 2002 بقرية الزواقين جماعة سيدي رضوان و التي تبعد بحوالي 26 كلم عن عمالة وزان لتستفيد 8 دواوير من هذا المشروع، وهي : اولاد بنسليمان، اولاد عبد الله، احساسن، الجزيرة، الهرطاج، القيطون، واكرار و الحلويين. حيث أنجزت 26 سقاية عمومية موزعة على الدواوير السالفة الذكر، معتمدة على بئر احساسن الذي عمقه 13 مترا و عرضه 2.5 مترا مجهزة بمضخة كهربائية تضخ 20 مترا مكعبا في الساعة و خزان للماء سعته 180 مترا مكعبا. فقامت السلطات المحلية بقيادة سيدي رضوان بتشجيع السكان على تأسيس جمعية أطلق عليها اسم جمعية المسيرة الخضراء للماء الصالح للشرب ورغم قلة التجربة و ضعف الامكانيات حققت الجمعية نجاحا لا بأس به.
و في سنتي 2004 و 2005 قام المكتب الوطني للماء الصالح للشرب مشكورا بإنجاز محطة جديدة لضخ المياه و دعم الشبكة المذكورة أعلاه بقنوات جديدة تنقل الماء الشروب من مدينة وزان عبر قنوات سيدي رضوان لتعم الفرحة و البهجة قلوب جميع سكان هذه الدواوير الا ان هذه النعمة لم تدم طويلا حيث دخل بعض المحسوبين على بعض الأحزاب السياسية والمسيرين للمجلس الجماعي على الخط وقاموا بتجديد مكتب الجمعية على حساب هواهم وفي غياب اغلب منخرطي الجمعية و ذلك يوم 12 غشت 2005 لتصبح الجمعية رهينة رئيسها وأمينها، حيث لم يجتمع المكتب و لو مرة واحدة، فأول ما قاما به هو مطالبة سكان هذه الدواوير بالربط الفردي مقابل 800 درهما لكل منخرط كواجب الانخراط مع تكفل كل منخرط بتحمل مصاريف الربط و القنوات الفرعية و العداد مع اشاعة خبر مفاده ان كل متخلف عن الربط الفردي في هذه المرحلة سيكلفه ذلك دفع 10000 درهم او اكثر للمكتب الوطني في غضون الاشهر القليلة، بدعوى ان هذا الاخير هو من سيتحمل مسؤولية التسيير علما ان السقايات لا يصلهم الماء الا نادرا فما بالك بواسطة الربط الفردي.
انها عملية استبلاد الساكنة و استغلالهم و الضحك عليهم على مرأى من مسمع المجلس القروي الذي كان شريكا في العملية الى جانب السلطات المحلية و الاقليمية آنذاك، لتنطلق عملية الربط الفردي وسط تنافس شرس على جمع مبالغ الربط الفردي بين رئيس الجمعية و امينها بدون حسيب أو رقيب، ناهيك عن 10 دراهم التي يؤديها المنخرط عن كل متر مكعب استهلكه ضاربين عرض الحائط كل القوانين المنظمة للجمعيات. و ما ان مرت أشهر حتى عم الربط الفردي كل الدواوير، دون أن يصل الماء الشروب الى منازل بعض المنخرطين، في حين استفادت حاشية مكتب الجمعية من ذلك بطرق ملتوية.
ليبدأ مسلسل جديد و محبك من التحايلات و المتمثل في الانقطاع المتكرر للماء عن الساكنة لأعذار واهية، تارة بحجة أن المكتب الوطني لا يضخ الماء الكافي و تارة هشاشة الشبكة و تارة ...، ليتفطن المواطن لهذه المؤامرة المحاكة ضده و ينظم مسيرة احتجاجية ذهابا على الارجل في اتجاه عمالة سيدي قاسم عبر عين دريج لتقطع اكثر من 15 كلم محاطة بعناصر من الدرك الملكي و بعض أفراد السلطات المحلية للفت انباه المسؤولين و اضطلاعهم على ما لحق بهم من ضرر و كان ذلك يوم 14 أبريل 2008 ليتم اطلاق الماء في اليوم الموالي للمسيرة و يستمر الى غاية 30 مارس 2009 تاريخ انقطاعه عن السكان من جديد الى يومنا هذا، لتتجدد الاحتجاجات و الاعتصامات داخل مقر الجماعة بسيدي رضوان مطالبين بجمع عام للجمعية، و ليتم الاتفاق على يوم 6 غشت 2009 كتاريخ للجمع العام لمحاسبة المسؤولين عن هذه الفوضى، لكن رئيس الجمعية لم يحضر مكتفيا بإرسال شهادة طبية للجهة الوصية تبرر عدم حضوره، فهدد المتضررون/المنخرطون بالتوجه الى مركز القيادة و الاعتصام بداخله لتدخل السلطة على الخط و يحدد مرة اخرى يوم 13 غشت 2009 كيوم للجمع العام، و فعلا تم احترام هذا الموعد فحضر المنخرطون بكثافة و غاب عن الجمع أمينها بدون مبرر و حضر ممثل عن السلطة المحلية لهذا الجمع ليقوم رئيس الجمعية بتقديم التقريرين الادبي و المالي معلنا تحمله المسؤولية لوحده في هذين التقريرين، و بعد نقاش عميق و طويل تم رفض التقريرين المقدمين بالإجماع أمام مسمع و مرأى السلطات المحلية.
هكذا، ففي الوقت الذي كان المنخرطون ينتظرون من السلطات المحلية و الاقليمية و الجهوية و الوطنية فتح تحقيق نزيه في التقرير المالي المرفوض من الجمع العام و القيام بدورها في افتحاص مالية الجمعية اكتفت فقط بلزوم الصمت الى يومنا هذا رغم النداءات المتكررة عبر الجرائد المحلية و الوطنية و مختلف وسائل الاعلام و التنبيهات المتعددة للساكنة عبر الاحتجاجات و الرسائل حيث قاموا بوقفة احتجاجية امام قيادة جماعة سيدي رضوان يوم 3 فبراير 2011 و في يوم 10 يونيو من نفس السنة قاموا بزيارة جماعية لمقر عمالة وزان و الاجتماع مع السيد العامل حول الموضوع لكن دون جدوى، و بتاريخ 8 يونيو 2012 راسل المتضررون السيد عامل اقليم وزان الجديد و طلبوا منه لقاءا مرفوقا بعريضة موقعة من طرفهم يثيرون فيها انتباه السلطات المعنية بهذا المشكل مطالبين بالتدخل العاجل لتصفية التراكمات الخاصة بملف هذه الجمعية مع فتح تحقيق في كل الاختلالات المالية التي عرفتها الجمعية مع الاستفادة العاجلة للساكنة من الماء الشروب كسبيل عملي للحياة الكريمة في ظل دولة الحق و القانون، و مرة أخرى دون جدوى ليعاود المتضررون زيارة مقر العمالة يوم 19 يوليوز 2012 دون أن يفتح تحقيق نزيه في ملف الجمعية و لا إطلاق الماء الشروب خاصة أن الساكنة تعيش صيفا جافا بعد نفاد الجيوب المائية و على رأسها ماء عين الزواقين المعروفة بعين الفهامة، مما يعرض حياة الساكنة للخطر.
فإلى متى سيستمر مشكل جمعية المسيرة الخضراء دون حل؟ و الى متى سيستمر سكان هذه الدواوير في معاناتهم؟ و الى متى ستستمر السلطات المحلية في صمتها دون ايفاد لجنة لإفتحاص مالية هذه الجمعية؟ و متى سيتم تفعيل مبدأ المسؤولية مع المحاسبة و عدم الافلات من العقاب؟
الاتحاد الاشتراكي ، 15 غشت 2012م

ملحوظة : هذا نفس المقال الذي سجله الأستاذ عبد الحميد القطبي سابقا بالمجال الاجتماعي و الاقتصادي ، إنما بعنوان آخر .
أشكره على عمله ، و أضم صوتي إلى صوته.

وهادوك بعد بعيدين وها عين دوريج احدى اكبر ثالث سد في العالم والماء مقطوع عليها 4 ايام



ولم يحرك ساكنا

من أمثال بعض المتحدثين هنا أن يفعلوا كل خير انطلاقا من تكوين جمعيات لصغط على كل المفسدين في المنطقة .