صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصتا عاشوراء

اذهب الى الأسفل

قصتا عاشوراء Empty قصتا عاشوراء

مُساهمة من طرف خديجة الأحد 27 ديسمبر 2009 - 10:23

لعاشوراء قصتان، قصة قديمة، وأخرى حديثة، وكل واحدة منهما مليئة بالعبر
الجليلة والدروس العجيبة، كل واحدة قصة لنبي من أولي العزم من الرسل، وكل
واحدة ذات علاقة ببني إسرائيل.

القصة القديمة تبدأ منذ مئات السنين حين تكبر فرعون وكفر، ونكل ببني
إسرائيل، فجمع موسى _عليه السلام_ قومه للخروج، وتبعهم فرعون ، فجاء الوحي
في ذلك اليوم العظيم بأن يضرب موسى _عليه السلام_ البحر بعصاه
"فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ
فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ " [الشعراء : 63] فلما رأى
فرعون هذه الآية العظيمة لم يتعظ لج في طغيانه ومضى بجنوده يريد اللحاق
بموسى _عليه السلام_ وقومه ، فأغرقه الله _عز وجل_ ، ونجى موسى ومن معه من
بني إسرائيل ، قال _تعالى_: "وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ
الْعَذَابِ الْمُهِين" [الدخان : 30] إلى هنا تنتهي القصة الأولى.

أما القصة الحديثة فهي أيضاً منذ مئات السنين لكنها حديثة قياسا بالقصة
الأولى ، وهي أيضاً متعلقة ببني إسرائيل، لكن تعلقها بالمسلمين أهم ، كان
اليهود يحتفلون بهذا اليوم، ورآهم الرسول _صلى الله عليه وسلم_ يصومون ذلك
اليوم في المدينة، وكان _عليه الصلاة والسلام_ يصومه قبل ذلك، أخرج البخاري
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا_ قَال:َ "قَدِمَ النَّبِيُّ
_صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ
تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَال:َ مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ
صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ
فَصَامَهُ مُوسَى - زاد مسلم في روايته: "شكراً لله _تعالى_ فنحن نصومه"،
وللبخاري في رواية أبي بشر "ونحن نصومه تعظيماً له"-. قَال:َ فَأَنَا
أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُم.ْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ" في رواية
مسلم: "هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه ، وغرَّق فرعون وقومه".

القصتان مهمتان لنا في هذه الأيام، وحاجتنا إلى ما فيهما من دروس وعبر
كبيرة، فهي تمس حياة المسلمين اليومية، وذلك من عدة جوانب نشير إليها فيما
يأتي.

ولنبدأ بأصل هذا اليوم في الإسلام وحكمه:
أخرج البخاري عن عَائِشَةَ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا_ قَالَت:ْ "كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ أَمَرَ بِصِيَامِ
يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ مَنْ شَاءَ صَامَ
وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ".

ذهب جماهير العلماء من السلف والخلف إلى أن عاشوراء هو اليوم العاشر من
المحرم ، وممن قال ذلك مالك وأحمد ، وهذا ظاهر الأحاديث ومقتضى اللفظ.

قال النووي: "كان النبي _صلى اللّه عليه وسلم_ يصومه بمكة، فلما هاجروا وجد
اليهود يصومونه فصامه بوحي أو اجتهاد لا بإخبارهم، وقال ابن رجب: ويتحصل من
الأخبار أنه كان للنبي _صلى اللّه عليه وسلم_ أربع حالات: كان يصومه بمكة
ولا يأمر بصومه، فلما قدم المدينة وجد أهل الكتاب يصومونه ويعظمونه وكان
يحب موافقتهم فيما لم يؤمر فيه فصامه وأمر به وأكد، فلما فرض رمضان ترك
التأكيد، ثم عزم في آخر عمره أن يضم إليه يوماً آخر مخالفة لأهل الكتاب،
ولم يكن فرضاً قط على الأرجح".
قال في (فتح الباري): "نقل ابن عبد البر الإجماع على أنه الآن ليس بفرض،
والإجماع على أنه مستحب".

وقال النووي: "واختلفوا في حكمه في أول الإسلام حين شرع صومه قبل صوم
رمضان، فقال أبو حنيفة: كان واجباً، واختلف أصحاب الشافعي فيه على وجهين
مشهورين أشهرهما عندهم أنه لم يزل سنة من حين شرع ولم يكن واجباً قط في هذه
الأمة ، ولكنه كان متأكد الاستحباب ، فلما نزل صوم رمضان صار مستحباً دون
ذلك الاستحباب. والثاني كان واجباً كقول أبي حنيفة".
وقد جاء في فضل صيام عاشوراء عن أبي قتادة _رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ_ أن
رَسُول اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم_ سئل عن صيام يوم عاشوراء
فقال: "يكفر السنة الماضية" رَوَاهُ مُسلِمٌ، والمراد أنه يكفر الصغائر،
وهو على نصف فضل يوم عرفة؛ لأن يوم عرفة سنة المصطفى _صلى اللّه عليه
وسلم_، ويوم عاشوراء سنة موسى _عليه السلام_، فجعل سنة نبينا _صلى اللّه
عليه وعلى آله وسلم_ تضاعف على سنة موسى في الأجر.

ولاء لا ينقطع:
يوم بعيد جداً عنا ذلك اليوم الذي نجى الله _تعالى_ فيه موسى _عليه السلام_
وقومه، ومع ذلك فرح رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ به، ولما رأى اليهود
يصومونه أمر بصيامه؛ لأن أولى الناس بموسى فرحا بنجاته هم من على الإسلام
لا من حرفوا الدين، قال في الفتح: "وحديث ابن عباس يدل على أن الباعث على
صيامه موافقتهم على السبب وهو شكر الله _تعالى_ على نجاة موسى".

فإذا كان الرسول _صلى الله عليه وسلم_ يُشغل بحدث كان فيه نجاة للمؤمنين
مضى عليه عشرات مئات السنين ، بل بأكثر من ذلك فقد ورد أن في هذا اليوم كان
نجاة نوح _عليه السلام_، وأن موسى _عليه السلام_ نفسه كان يصومه شكراً لله
على نجاة نوح _عليه السلام_ من الطوفان، قال الحافظ ابن حجر: "وقد أخرج
أحمد من وجه آخر عن ابن عباس زيادة في سبب صيام اليهود له وحاصلها أن
السفينة استوت على الجودي فيه فصامه نوح وموسى شكراً، وقد تقدمت الإشارة
لذلك قريباً ، وكأن ذكر موسى دون غيره هنا لمشاركته لنوح في النجاة وغرق
أعدائهما).

فكيف يغفل عن هذا بعض المسلمين، ولا يعبأ بما يحدث لمسلم آخر أصابته شدة،
ولا يعبأ بالمسلمين أصباهم خير أم شر، في حين يغضب بعض النصارى في عدد من
دول أوروبا ويندد بما يحدث في فلسطين أو في العراق أو في غيرهما، وقد يبخل
عدد غير قليل من المسلمين على إخوانه بنصرة أو صدقة أو دعم أو دعاء ، فمن
أولى بالمسلم وأحق به!
الفرح للمسلم والحزن له علامة من علامات المسلم وصفة من صفاته ، في الحديث:
"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو
تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وبراءة لا تزول:
مخالفة الرسول _صلى الله عليه وسلم_ لليهود في صيام عاشوراء، هي مثال عملي
لما ينبغي أن يكون عليه المسلم، فلا يقع تحت تأثير معايشة غير المسلمين،
وتأثير رؤية عاداتهم، وتأثير التعامل معهم، ولا يقلدهم ولا يعجب بعملهم،
فالرسول _صلى الله عليه وسلم_ خالف اليهود في صيام هذا اليوم وسن للمسلمين
صوم يوم معه، ولم يكن صيامه _صلى الله عليه وسلم_ تقليداً لهم؛ لأنه _عليه
الصلاة والسلام_ كان يصومه في مكة، (ومختصر ذلك أنه _صلى الله عليه وسلم_
كان يصومه كما تصومه قريش في مكة، ثم قدم المدينة فوجد اليهود يصومونه
فصامه أيضاً بوحي أو تواتر أو اجتهاد لا بمجرد أخبار آحادهم، والله أعلم).

قال الحافظ ابن حجر: "وقد كان _صلى الله عليه وسلم_ يحب موافقة أهل الكتاب
فيما لم يؤمر فيه بشيء ولا سيما إذا كان فيما يخالف فيه أهل الأوثان، فلما
فتحت مكة واشتهر أمر الإسلام أحب مخالفة أهل الكتاب أيضا كما ثبت في
الصحيح، فهذا من ذلك، فوافقهم أولا وقال: نحن أحق بموسى منكم، ثم أحب
مخالفتهم فأمر بأن يضاف إليه يوم قبله ويوم بعده خلافا لهم.

وقال بعض أهل العلم: قوله _صلى الله عليه وسلم_ في صحيح مسلم: "لئن عشت إلى
قابل لأصومن التاسع" يحتمل أمرين، أحدهما أنه أراد نقل العاشر إلى التاسع،
والثاني أراد أن يضيفه إليه في الصوم، فلما توفي _صلى الله عليه وسلم_ قبل
بيان ذلك كان الاحتياط صوم اليومين، وعلى هذا فصيام عاشوراء على ثلاث
مراتب: أدناها أن يصام وحده، وفوقه أن يصام التاسع معه، وفوقه أن يصام
التاسع والحادي عشر، والله أعلم).

قال: "قوله: "وأمر بصيامه" للمصنف في تفسير يونس من طريق أبي بشر أيضاً
"قال لأصحابه: أنتم أحق بموسى منهم فصوموا ". واستشكل رجوعه إليهم في ذلك،
وأجاب المازري باحتمال أن يكون أوحى إليه بصدقهم أو تواتر عنده الخبر بذلك،
زاد عياض أو أخبره به من أسلم منهم كابن سلام، ثم قال: ليس في الخبر أنه
ابتدأ الأمر بصيامه ، بل في حديث عائشة التصريح بأنه كان يصومه قبل ذلك ،
فغاية ما في القصة أنه لم يحدث له بقول اليهود تجديد حكم ، وإنما هي صفة
حال وجواب سؤال ، ولم تختلف الروايات عن ابن عباس في ذلك، ولا مخالفة بينه
وبين حديث عائشة " إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه " كما تقدم إذ لا مانع من
توارد الفريقين على صيامه مع اختلاف السبب في ذلك، قال القرطبي: لعل قريشاً
كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم ، وصوم رسول الله _صلى الله
عليه وسلم_ يحتمل أن يكون بحكم الموافقة لهم كما في الحج ، أو أذن الله له
في صيامه على أنه فعل خير ، فلما هاجر ووجد اليهود يصومونه وسألهم وصامه
وأمر بصيامه احتمل ذلك أن يكون ذلك استئلافا لليهود كما استألفهم باستقبال
قبلتهم ، ويحتمل غير ذلك.

وعلى كل حال فلم يصمه اقتداء بهما ، فإنه كان يصومه قبل ذلك ، وكان ذلك في
الوقت الذي يحب فيه موافقة أهل الكتاب فيما لم ينه عنه".

حينما يقرأ المسلم أو يسمع أن الصيام أصلاً كان هو صيام يوم واحد وهو
عاشوراء ، لكن لتأكيد مخالفتنا لليهود والنصارى سن رسولنا _صلى الله عليه
وسلم_ صوم التاسع ؛ تتأصل في نفسه عقيدة البراء من الكافرين وعملهم ،
وتنتصر نفسه على فتن التغريب وطغيان عادات الغرب في هذا العصر.

وأمل.. دائم:
التأمل في هذا اليوم الذي نجى الله _تعالى_ في موسى _عليه السلام_ وقومه
يبعث في النفس أملاً كبيراً ، وكلما تدبر المسلم آيات القرآن الكريم التي
تحكي لنا الشدة التي كان فيها موسى _عليه السلام_ وقومه ، وكيف نجاهم الله
_تعالى_ في مشهد عظيم ، ينشرح صدره ويطمئن إلى وعد الله _تعالى_ الدائم
بنصر المؤمنين ، ونجاتهم من عدوهم ، قال _تعالى_: "ثُمَّ نُنَجِّي
رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ
الْمُؤْمِنِين" [يونس : 103].

محمد سعد
خديجة
خديجة
مشرف (ة)
مشرف (ة)

انثى عدد الرسائل : 541
العمر : 49
Localisation : تمارة
Emploi : موظفة قطاع خاص
تاريخ التسجيل : 25/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصتا عاشوراء Empty عاشوراء موضوع خطبة الجمعة

مُساهمة من طرف خديجة الأحد 27 ديسمبر 2009 - 10:30

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، الحمد
لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد،
أحمده تعالى واستهديه وأسترشده وأتوب اليه واستغفره،

وأعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن
يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا، المهدي من هداه الله تعالى والضال من خلق
الله في قلبه الضلالة،

والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمدٍ سيد ولد عدنان بعثه
الله رحمة للعالمين هاديًا ومبشرًا ونذيرًا خاتم النبيين والمرسلين
وداعيًا إلى الله بإذنه سراجًا وهاجًا وقمرًا منيرًا فهو كسائر إخوانه
النبيين دعا الى الهدى والرشاد ونهى عن الفساد والكفر والإلحاد،


بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وفرج الله به عنها الكربة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيًا من أنبيائه،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا معبود بحق سواه، لا خالق
إلا الله، لا تصح الألوهية إلا لله، هو العالم بكل شىءٍ، القادر على كل
شىء، لا يخفى عليه شىء في الأرض ولا في السماء، وما من ورقة تسقط من شجرةٍ
إلا والله يعلمها،

أيها الأحبة المسلمون أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العظيم والثبات على نهج
قرآنه الكريم والعمل بشريعته السمحاء بهذا تكون النجاة يوم لا ينفع مال
ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، النجاة يوم الدين تكون بحسن الختام،
دخول جنات النعيم يكون لمن ختم له الخاتمة الحسنة.

روى الإمام مسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: روى الإمام مسلم
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قدم رسول الله صلى الله عليه
وسلم المدينة المنورة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسئلوا عن ذلك، فقالوا: هذا اليوم أظهر الله فيه موسى وبني اسرائيل على فرعون فنحن نصومه تعظيمًا له،

فقال صلى الله عليه وسلم: نحن أولى بموسى منكم، فأمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم يصومه. هو الأمر أيها الأحبة المسلمون كما روى البخاري حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الأنبياء إخوة لعلات دينهم واحد وأمهاتهم
شتى وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم ليس بيني وبينه نبي".

الأنبياء هم إخوة لعلات كما شبههم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاخوة
لعلات هم الذين أبوهم واحد وأمهاتهم متعددات، النبي صلى الله عليه وسلم
شبه الأنبياء بالإخوة لعلات من حيث أن الأنبياء دينهم واحد عقيدتهم واحدة
جاءوا بالإسلام دين الله تعالى الذي ارتضاه الله لعباده وشرائعهم متعددة
كما أن الإخوة لعلات أمهاتهم متعددة،

ثم قال: وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم ليس بيني وبينه نبي وقال عن هؤلاء
اليهود الذين وجدهم يصومون يوم عاشوراء وقالوا إنهم يصومونه لأنه يوم انجى
الله فيه بني اسرائيل وأغرق فرعون فقال عليه الصلاة والسلام: نحن أولى
بموسى منكم،

وذلك لأن هؤلاء اليهود كذبوا بموسى عليه السلام ولم يؤمنوا به ولم يصدقوا
بشريعته بل افتروا على موسى ونسبوا إليه انه قال: إن موسى عهد إلينا أن لا
نؤمن بنبي بعده، كذبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كذبوا عيسى ابن مريم
عليه الصلاة والسلام فليس هذا دين موسى صلى الله عليه وسلم،


هؤلاء اليهود الذين لقيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة يصومون يوم عاشوراء
يوم العاشر من محرم الذي نحن فيه هذا وهو الشهر الأول من العام الهجري
الجديد، هذه القصة هي أن موسى عليه السلام لما دعا فرعون الى الإسلام
وأيده بذلك ربه وكان معه أخوه هارون عليه السلام قال لهما: اذهبا الى
فرعون إنه طغى فقولا له قولاً لينًا لعله يَذّكر او يخشى،

ولكن
فرعون لم يؤمن بالله ربًا ولا بموسى نبيًا ورسولاً ولا بالإسلام دينًا بل
كان يقول: ما علمت لكم من إله غيري، بل كان يقول: أنا ربكم الأعلى، طغى
وتجبر وكفر ولكن الله تعالى قصم ظهور الجبابرة بالموت،

فما الذي حصل، دخل موسى بن عمران البحر الأحمر وضرب بعصاه البحر فاجتمعت
مياه البحر كالطود كالجبل العظيم وبينهما ارض يابسة وكان مع سيدنا موسى
عليه السلام ستمائة ألف من المسلمين

فلما لحقه فرعون وجنوده والكافرون بموسى وكانوا ألف ألفٍ وستمائة كانوا
مليون رجل وستمائة ألف وجد أرضًا يبسًا بين جبلين من المياه فدخل اليبس
فأمر الله البحر أن يلتطم عليه فالتطمت عليه أمواج البحر فأغرق الله فرعون
والذين معه فأهلكه الله غرقًا،

فقال جماعته: فرعون لم يمت غرقًا، فأظهره الله لهم على وجه البحر وقد
انتفخ وهو ميت، وقبل ان يدكه الغرق قال: ءامنت بالذي ءامنت به بنو اسرائيل
وأنا من المسلمين ولكنه لم يقلها عن طوعية،

قال الله تعالى: { آلآنَ وقد عصيت قبل} . قال الله تبارك وتعالى في
القرءان الكريم: {وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا ءال فرعون وأنتم
تنظرون}. ذلك اليوم كان يوم عاشوراء.

وفي ذلك اليوم أيضًا تاب الله فيه على نبيه ءادم عليه السلام، وكان ءادم
عليه السلام قد نهاه الله عن أن يأكل من الشجرة فأكل منها فعصى ءادم ربه
ولكنها ليست كفرًا وليست بمرتبة الزنا وليست بمرتبة شرب الخمر ثم تاب الى
الله تبارك وتعالى،

قال الله عز وجل: “فتلقى ءادم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب
الرحيم" لما أكل ءادم عليه السلام من الشجرة أهبطه الله إلى الأرض وكذلك
حواء،

أما إبليس اللعين الذي أمره الله أن يسجد لآدم سجود تحية وتعظيم رفض وأبى
واستكبر إعترض على الأمر قال: أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين.
فطرد الله ابليس من الجنة قال: اخرج منها مذمومًا مدحورًا لأملأن جهنم منك
وممن تبعك منهم أجمعين.

فأهبط الله ءادم وحواء إلى الأرض ولم يطردا من رحمة الله ولا من الجنة أما
إبليس اللعين هو المطرود من رحمة الله تبارك وتعالى. ورد في الحديث أن
ءادم عليه السلام لما أكل من الشجرة رفع رأسه الى قوائم العرش،

لما أكل ءادم من الشجرة قال: يا رب أسألك بحق محمدٍ إلا ما غفرت لي. قال:
وكيف عرفت محمدًا ولم اخلقه. قال: رفعت رأسي إلى قوائم العرش فوجدت
مكتوبًا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعرفت أنك لم تضف الى اسمك إلا
أحب الخلق إليك. بهذا الحديث يستدل على التوسل ومشروعيته رغم أنف المشبهة
المجسمة نفاة التوسل.

فإذًا في هذا اليوم يوم العاشر من محرم تاب الله على ءادم أنجى الله موسى
وأهلك فرعون غرقًا وفيه نجى الله سفينة نوح من الغرق، نوح عليه السلام ظل
في قومه كما ذكر الله في القرءان لبث فيهم ألف عام إلا خمسين سنة يدعوهم
إلى الله تعالى ليلاً نهارًا،

وكان في أرض العراق أمره الله أن يصنع الفلك قبل الطوفان قبل أن يعمّ
الطوفان الأرض قبل ان يرسل الله المطر وقبل أن يفجر الله المياه من الأرض
قبل أن يجتمع ماء السماء وماء الأرض، كان الكفار كلما مروا بنوح عليه
السلام وهو يصنع السفينة كما أمره الله تعالى كانوا يسخرون منه ومرة ضربوه
صلى الله عليه وسلم حتى أغمي عليه ومع ذلك لم يترك الدعوة إلى الله تبارك
وتعالى،

ثم لما ركب السفينة هو والذين ءامنوا معه، ولده كنعان لم يؤمن فلم يركب
السفينة، قال: يا بني أركب معنا. رفض ولده كنعان أن يؤمن رفض ان يكون من
الناجين فأهلكه الله غرقًا ونجى الله نوحًا والذين ءامنوا معه في السفينة
وكان ذلك يوم عاشوراء.

وفي اليوم العاشر من المحرم قتل سيدنا الحسين رضي الله عنه والذي قال فيه
وفي شقيقه رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل
الجنة.


اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم.





الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين الرحمن
الرحيم مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى ءاله
وصحبه الطيبين الطاهرين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد
أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى كل رسول أرسله، أما بعد
عباد الله اتقوا الله في السر والعلن، يقول الله تعالى في القرءان الكريم:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ
شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا
أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ
سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} صيام
عاشوراء سنة وليس فرضًا فقد ورد في البخاري ومسلم حديث رسول الله صلى الله
عليه وسلم: إن هذا اليوم يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه فمن شاء
ليصمه ومن شاء فاليفطر. ويسن أيضًا صيام يوم تاسوعاء أي صيام يوم التاسع
من محرم،

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام مسلم: لئن بقيت إلى
قابل لأصومن التاسع. واعلموا بأن الله أمركم بأمر عظيم، أمركم بالصلاة على
نبيه الكريم فقال: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
تَسْلِيماًً}.

اللهم صل على محمد وعلى ءال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ءال ابراهيم
إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ءال محمد كما باركت على ابراهيم
وعلى ءال ابراهيم إنك حميد مجيد، اللهم يا ربنا إنا دعوناك فاستجب لنا
دعاءنا فاغفر اللهم لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا
مؤمنين برحمتك يا رب العالمين اللهم علمنا ما جهلنا وذكرنا ما نسينا واجعل
القرءان ربيع قلوبنا ونورًا لأبصارنا وجوارحنا وتوفنا على هديه وأكرمنا
بحفظه واحفظنا ببركته وبركة نبيك محمد عليه الصلاة والسلام والسلام
وارزقنا شفاعته يا أرحم الراحمين اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء
منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات، عباد الله إن الله يأمر بالعدل
والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم
تذكرون اذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه يزدكم واستغفروه يغفر لكم
واتقوه يجعل لكم من أمركم مخرجًا.
خديجة
خديجة
مشرف (ة)
مشرف (ة)

انثى عدد الرسائل : 541
العمر : 49
Localisation : تمارة
Emploi : موظفة قطاع خاص
تاريخ التسجيل : 25/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى