رجال السلاطين الأقوياء في مغرب القرن التاسع عشر من خلال كتاب "حول مائدة الغداء" لمحمد المختار السوسي /مصطفى حيرن
صفحة 1 من اصل 1
رجال السلاطين الأقوياء في مغرب القرن التاسع عشر من خلال كتاب "حول مائدة الغداء" لمحمد المختار السوسي /مصطفى حيرن
أنقذ الفقيه
المغربي لأواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين محمد المختار السوسي
شفاهيات سياسية وتاريخية ثمينة جدا بقيت لنا مبثوثة في صفحات من كتاباته الكثيرة.
وأعتقد أن
من يقرأ ويعيد قراءة المختار السوسي في السياقات التي ضمنها "تجرؤات" لا
يستهان بها يستطيع أن يفهم مسارات الحياة السياسية والاجتماعية في مغرب الأمس
القريب والراهن المفتوح على احتمالاته المستقبلية.
إن من بين
الشفاهيات المهمة التي أنقذها المختار السوسي من عوادي الاندثار ما رواه له الباشا
إدريس منو ابن القائد العسكري المخزني محمد منو على عهد السلطان مولاي الحسن
الأول، وهي الشفاهيات التي ضمنها المختار السوسي كتابه حول مائدة الغذاء المنشور
على نفقة وبإشراف أبناء المؤلف (مطبعة الساحل، الرباط سنة 1983، الطبعة الأولى).
ويبدو من
مرويات الباشا منو التي سبكها كلمات الفقيه السوسي أن معاينة الأحداث المهمة
والأشخاص المتنفذين زمنئذ كانت على ذلك النحو من الاقتراب الذي يبيح كتابة إدارة
الشأن العام ساعة بساعة، ولأننا نعرف "طابو" كتابة المذكرات عند رجالات
سياستنا المغربية فضلا عن افتقار أغلبهم للعلاقة الافتتانية مع الحرف، فقد تولى
الفقيه المختار السوسي إنقاذ وانتشال بعض التفاصيل المهمة جدا من الشأن السياسي
أواخر عهد السلطان الحسن الأول ومجمل ولاية خلفه المولى عبد العزيز، وذلك من خلال
مرويات مجالس النقاش والسمر مع الخلان والأصحاب.
وثمة من بين
تفاصيل كثيرة في مرويات كتاب حول مائدة الغداء ما سبق أن وقفنا عليه بالتفصيل
العام في مصادر كثيرة وبالأخص منها الأجنبية، غير أن في المرويات التي نحن بصددها
توابل حكائية حريفة تمثلت في تفاصيل للتفاصيل لو صح التعبير.
ففيها –أي
المرويات- على سبيل المثال معابر نصية ثرية تضعك في الفضاء التراجيدي المحفوف
بالكيدية السياسية لرحيل السلطان مولاي الحسن الأول. فمن المعلوم أن الصدر الأعظم
(وزير الداخلية) القوي أحمد بن موسى الشهير ببا حماد "اجتهد" كثيرا
ليبقي موت السلطان سرا بين الأقربين لغاية ظاهرية منطقية تمثلت في تجنيب الموكب
السلطاني المرتحل في بادية تادلا إغارات أهلها، ولغاية أخرى مبطنة دافعها رغبة
الوزير باحماد في الإعداد لمبايعة أصغر أبناء السلطان المتوفى وهو عبد العزيز
ليتمكن من بسط نفوذه كاملا على شؤون المملكة.
لنستمع إلى
الفقيه السوسي وهو يروي عن الباشا محمد منو هذا المأزق التراجيدي المغموس في
الكيدية السياسية: "وقد أحكم أحمد –أي باحماد- أمره، وداخل (أي أسرَّ) من شاء
ممن كان في أيديهم بعض الأمر، وقد كان أوعز إلى الجواري المطلعات على وفاة السلطان
وسط الليلة أن لا ينبسن إلا أردن أن يتخطفهن آل تادلة فيسوقونهن سبايا، فأمسكن
متجلدات عن الصراخ، ولكن مع كثرة الاحتياط في الصمت، صار الناس يتوهمون وقوع شيء،
فاجتمع الجند ورؤساؤه، وقد أبرم أحمد مع رئيسه الأمر واتفق مع المتفقين على البيعة
للمولى عبد العزيز، فحين اجتمع الناس ووقف كل واحد في مركزه، وقف ابن العلام، كما
أحسب أنه هو الذي ذكره، فأعلن أن رحم الله المولى الحسن ولينصر المولى عبد العزيز،
فأعلن الأعوان بالتحية بصوت مزعج أكثر من العادة، تلاه في نفس الدقيقة الزعاق
الهائل بالأبواق الجندية وبفرقعة المدافع بكثرة هائلة، والمقصود بتلك الصورة
المرتبة على ذلك شغل الناس، وهزهم بما يسمعونه فيؤثر فيهم، ثم خرج الأمر في
الدقيقة أيضا إلى الشرفاء أولاد السلطان الحاضرين ليبايعوا أولا، فأول من خوطب
بذلك المولى عبد الكبير فثار في وجه مخاطبه، فقال له لا والله إلا بعد المشاورة
والمداولة ورؤية ما هو الأصلح، فالتفت أحمد بن موسى فقال ماذاك؟ قيل له إن المولى
عبد الكبير أبى أن يبايع فقام بملاطفة فأخذ بيده فقال حاشا سيدنا ومولانا سيدي
مولاي عبد الكبير أن يخرق الإجماع، ثم قال له تدخل لترى سيدنا المرحوم فأدخله إلى
أفراك فشغله برؤية جنازة السلطان وبالبكاء حوله، فقدم المولى عبد الحفيظ فلم
يمانع، فتتابع الحاضرون فتم كل شيء بملاطفة الداهية أحمد بن موسى، هكذا طويت
الصحافة (يقصد الصفحة) الحسنية، ودخلت في
التاريخ" (ص33 حول مائدة الغداء).
امتزجت مأساة موت السلطان "بدسائس السياسة
على هذا النحو الذي يذكر بما كان يجري في بلاطات وكواليس الأمويين عقب اندحار عهد
الخلفاء الراشدين بمقتل الحسين بن علي عليهما السلام.
لنستمع مرة
أخرى إلى هذا التفصيل المهم بعد موت السلطان الحسن الأول: ".. قال إنني لأعجب
من تلك الدقيقة، فقد يؤتى لي فيها أن غشاوة كثيفة سربلت الأفق، فقد انتهك الحجاب
الذي استولى على النفوس من هيبة السلطان، حتى لتحس بأننا دخلنا في طور آخر جديد لا
نعرفه، خصوصا منا نحن النشئ الذين كان العهد الحسني لنا عهدا ذهبيا هائلا، فقد
أنكرنا كل شيء بعده، كما تنكر لنا كل شيء، حتى المخزنية الحسنية قد انحلت عروتها
يوم ذاك، وكأننا كنا لا نعرف ما هو الموت؟ حتى مات السلطان فتجلى لنا الموت بأعظم
الفواجع، حقا أقول إنني لأرى ذلك اليوم هو الفارق بين العهد القديم المقدس في
أنظارنا، وبين عهد آخر نندفع إليه ونحن أيتام قد فقدنا من السلطان والدا علينا
شفيقا"(ص33 و34، نفس المرجع).
هكذا كان
الحال موصوفا على هذا النحو البليغ وكأن البلد فقد عموده الفقري متجسدا في السلطة
العليا الوحيدة القوية وعلى رأسها السلطان، ونعني بها الملكية المطلقة، فنحن
إبانئذ كنا ما نزال لم نعرف لا دستورا ولا برلمانا ولا حكومة؛ كانت السلطنة تدبر
أمورها الصعبة في إدارة الشأن العام بالاعتماد على رجال أقوياء مثل أحمد بن موسى
(باحماد) وكان هؤلاء يوسعون نفوذهم بالترغيب والترهيب ويتمرسون بسهولة على جمع
خيوط سياسة بلا تعقيدات حديثة قوامها مؤسسات تراقب الحكم أو ما شابه، لذلك وجدوا
أن ذكاءهم الفطري، الذي اعتصر
"فاكهته" في أتون صراعات شخصية على الزعامات، يسعفهم في أكل الكتف من
المكان المناسب.
من آيات ذلك
هذا المعبر النصي الإضافي في كتاب حول مائدة الغذاء: ".. قال عهدي بأناس من
المستخدمين في كل أيام المولى الحسن، قد فارقوا المعسكر ذلك النهار إلى ديارهم ثم
انخنسوا فيها ولم يرجعوا بعد إلى أعتاب الحكومة إلى أن ماتوا، والحاصل أن اللولب
الذي به تتصل تلك المسامير كلها قد انكسر، فتطايرت شظايا شذر مذر"!(ص34).
إن آل
السياسة في ذلك الزمن المغربي لم يكن لهم من سند حزبي يشفع لهم في قطف ثمار شجرة
السياسة الثرة، لذلك كان عليهم الاعتماد على "كفاءاتهم" الخاصة بهم في
استمالة أعلى سلطة في البلاد وإقناعها بقدرة ما على الإسهام بنصيب في إدارة الوضع
المغربي الملتبس المفتوح على كل الاحتمالات الفادحة (تمرد القبائل في أطراف
المملكة.. خيانات محتملة من الأقربين..).
كان أهل
الحل والعقد "يجتهدون" كثيرا ليظهروا دائما خداما مطيعين للسلطنة
وبالمقابل ينالون فضاء للتحرك بسعة البلد يطلقون فيه أيديهم، ولأنهم –أي أهل الحل
والعقد- يعرفون أن ما نيل بالدهاء لا يحتفظ به إلا بمزيد من الدهاء فقد عرفت عنهم
القسوة الشديدة والمكر الأصفر في التنكيل بالأعداء والمنافسين المحتملين، كما في
هذا الاجتزاء من ذات الكتاب الذي نحن بصدده، حيث جاء عن بعض من دهاء ومكر الصدر
الأعظم "باحماد": ".. فذكر كيف أن أحمد ساق معه الباشا حمو من
مكناس وقد نزعه من مركز هائل كان فيه، فألقاه في تارودانت، وهكذا صنع بكل الأوتاد
في المملكة الحسنية، ثم ذكر كيف فتك بقبيل في جهة الشاوية.."(ص34).
كانت
السياسة تمارس بتقنية الأرض المحروقة التي لا تقبل حتى بالتراتبية الإدارية بل
بقطع دابر كل من تشتم فيه رائحة منافسة على النفوذ في الدائرة السلطانية المقلصة
إلى أبعد حد جراء هذا التنافس الشرس الذي لا يبرز عقبه سوى رجل واحد كما في ساحات
القتال بين المتصارعين على عهد الرومان.
لنتمل في
هذا البورتريه المتحرك لشخصية كاريزماتية مثل الصدر الأعظم "باحماد":
".. كان استبداده هو الذي اجثث الرجال الكبار الحسنيين، حتى لا يذكر معه أحد،
فكان وحده المبدئ المعيد، والمصدر المورد، لا تكون كبيرة ولا صغيرة إلا بإذنه،
وكان إخوانه وأهله على كل الإدارات، ولكنه مع كل ذلك لا يظهر إلا بمظهر المنفذ،
فكل ما سأله يقول حتى نستشير سيدنا، ولا يمكن أن يتخطى ذلك ولو غلطا، وقد فرط يوما
من إنسان طلب منه شيئا فأجابه بذلك، فقال له أنت سيدنا، فاستشاط أحمد غضبا وناله
منه ما ناله، وكان صموتا لا يحب الكلام حوله، فتكون دار المخزن مكتظة إلى طفافيها
ثم لا تسمع صوتا ولا تحس ركزا، وإن هناك إلا إشارات، وقليل من الهمسات، وكان يجلس
دائما أمام مكتبته أي منضدة كتابته في بنيقة الوزير الكبرى، فكان بينما هو مكب على
الكتابة أو على التوقيعات أو على قراءة ما يقدم له، يجيل عينيه فينة بعد فينة وهما
كعيني العقاب في ذلك البراح (أي الفضاء) فيرى الداخل والخارج، وقد أطل عليه مرة
إنسان غريب، فصاح به ألم ترني قط، فأمر به إلى السلسلة، وكذلك لا ينسى كل ما قيل
له أو قاله، قال الحاكي قدمت مرة من عند المولى عبد الحفيظ وهو خليفة على تادلة
برسائل، فذكرته إياها فقال لا تحتاج إلى تذكيري فلن أنسى ما هو وظيفي –أو كما حكاه
قاله له مما يدل على ما تقدم- وكان بطاشا لا يهدأ إلا بالفتك والسجن، وسوق مسجون
إليه أحب من سوق حمل مال، ثم لا يطمع في تسريح مسجونه، وبذلك البطش تمهد له من
أراد، وارتجفت منه الأفئدة.."(...) ".. وكان في كل عشي يلاقي الواردين
إلى أن يمضي ما شاء الله من الليل، وكان ممعنا في مص أموال العمال بكل ما أمكن،
فهو الذي أبلغ البيع والشراء للقيادة في أيامه نفاقا عجيبا، وذلك وإن كان قبله غير
أنه لم يبلغ مرتبة ما في عهده.."! (ص37 و38).
إن هذا
التوصيف للبورتريه اليومي لكبير وزراء السلطان المولى الحسن الأول وخلفه المولى
عبد العزيز يلخص لب سياسة الشأن العام كما كانت تدبر من أقوياء السلطنة الذين
يستحوذون على النفوذ بدهائهم ومكرهم فيخضع لهم العباد والبلاد، لذلك لم يكن
استثناء أن يبقى الصدر الأعظم أحمد بن موسى (با احماد) في منصبه الخطير آمرا ناهيا
ومستوليا على مالية الدولة إلى درجة قيامه بنقل كل ثروة البلاد التي كانت في دار
المخزن على أيام السلطان المولى الحسن الأول إلى داره الخاصة في الباهيا عقب تولي
المولى عبد العزيز الحكم!.. أقول أنه لم يكن استثناء أن يظل (با احماد) في منصبه
الكبير حتى وفاته.
غير أنه في
مكان ظليل (لكن واضح) من سلطة باحماد المطلقة كان ثمة رجل من ذات عيار الدهاء
والمكر يطرز خلافته بصبر بينلوبي –نسبة إلى بينلوب زوجة ديونسوس في الأسطورة
اليونانية المعروفة-، يتعلق الأمر بالمهدي المنبهي الذي تولى وزارة الحربية كمهمة
واضحة إلا أنه كان في الواقع نسخة كربونية فيما يتعلق بمجال النفوذ الذي شغله ابا
حماد من قبل.
لنستمع مرة
أخرى إلى ما جاء ضمن مرويات الفقيه السوسي في كتاب حول مائدة الغداء بخصوص أفول
نجم وحياة ابا حماد: ".. فكان أول عارف بالخبر –يقصد المنبهي وموت با حماد-
فطار مسرعا إلى باب السلطان فطلب الملاقاة باسم الفقيه –وبذلك يدعى أحمد عند
أصحابه- فبمجرد ما لاقى السلطان أسمعه النعي، فخر السقف على المولى عبد العزيز،
فلم يدر ما يصنع، لكونه لا يعرف مآتي الأمور، فشجعه المنابهي، فقال له إن الأمر
كله لك، فمر ينفذ أمرك، وكلنا طوع يدك، في كلام معسول مثل هذا، فاستشاره السلطان
في المعمول وهو يبكي أحر بكاء لرقة قلبه، فقال له يأمر سيدنا بإعداد جنازة
وباحتفال الناس لها وأن يخرج سيدنا نفسه حتى يدفن، فذلك هو الواجب، وإن أذن لي
سيدي نفذت كل هذا، فأمره فخرج المنابهي فأمر بكل شيء، وظهر من وقته آمرا ناهيا،
فذهبت الجنازة كما ينبغي بمحضر السلطان فمن دونه ثم سأل السلطان المنابهي عما يجب
فعله الآن فقال له يأمر سيدنا بتثقيف دار أحمد وأمواله وكل أهله كما هي العادة،
ونقل أموال السلطان من داره إلى دار المخزن، فأمره بكل ذلك، فقام به في الحين،
فألقى القبض على كل آل أحمد فغرب عزهم في لحظة، كما بزغ نجم المنابهي في اللحظة
نفسها، ولما كان أحمد قد مزق كل الرجال الحسنيين في عهده، ولم يبق إلا شبه عجائز
من أدنياء النفوس، وجد المنابهي الجريء المقدام الميدان فارغا، فتقدم فاستحوذ بكل
بساطة، فدفع غريط إلى الوزارة وهو ثقيل الرأي والفهم فاستحوذ المنابهي على
الحربية، والحقيقة أنه مستحوذ على كل شيء، لأنه حين أمر بنقل الأموال والمتاع من
الباهية إلى دار المخزن، كان سرب إلى داره نحو الثلثين أو أكثر، فأنشأ يبذر بلا
حساب، فأنال كل الناس أموالا طائلة.."! (ص41 و42).
ونحن نعرف
خاتمة هذا المسار "السياسي" الناجح للسي المهدي المنبهي، إذ سيكثر حساده
ويسعون بذات أسلوبه إلى الإيقاع به حين ذهب إلى أوروبا موفدا من قبل المولى عبد
العزيز، غير أن المنبهي سيتدارك الأمر حين رجوعه فيحتفظ بسطوته ونفوذه إلى غاية
أفول نجمه جراء حشد خصومه لقرائن أدانته وبررت إبعاده، ونجا من التتريك (مصادرة
أملاكه كسلفه المتوفي با حماد) بفضل احتمائه بالبعثة الإنجليزية في طنجة.
غني عن
الإيضاح أن السمة البارزة لممارسة الحكم في المغرب "أخلصت" لهذا المسار
التقليدي المشبع بذهنية الصراع الكلاسيكي على السلطة: أي أن النفوذ والمال للأكثر
قدرة على التنكيل بالخصوم والإقدام والجرأة في الظهور بمظهر "فكاك
الوحايل" كما في حالة وفاة شخص أعلى سلطة في البلاد (الملك) أو شخصية سلطوية
كبيرة في الدولة (ابا حماد) أو أيضا التصدي بالحزم اللازم لانتفاضات القبائل (ردع
السيبة).. إلى غيرها من عوارض السياسة اليومية في تفصيلها الصغيرة والكبيرة
المزعجة.
ومعروف أن
التناقضات الداخلية في تدبير الشأن العام: تمرد بعض القبائل واستفحال المديونية
جراء نهب المال العام من قبل كبار المسؤولين في الدولة من وزراء وحاشياتهم
واتباعهم وأتباع أتباعهم.. التناقضات التي التقت مع طموحات أوروبية ناهضة
بصناعاتها الرأسمالية المتنامية الحاجيات، حيث سيتقدم هذه المرة الأجنبي –وليس صدر
أعظم- لحل المشاكل الاقتصادية والأمنية؛ ويفرض قوته التنظيمية المشفوعة بذكريات
الغلبة الماحقة في موقعة إيسلي الشهيرة سنة 1884 وحرب تطوان سنة 1868.
ثمة سؤال
يطرح بإلحاح على هذه المرحلة الملتبسة من تاريخنا وهو: ألم نعرف إبانئذ تيارا
إصلاحيا يدفع في اتجاه التحديث السياسي.
لم تتوفر
للمغرب –للأسف- تلك السيرورة الاجتماعية والاقتصادية التي ترفد نوايا الإصلاح التي
ظهرت عند النخبة الثقافية والعلمية (بعثة السلطان الحسن الأول العلمية إلى الديار
الأوروبية) والسياسية (جماعة لسان المغرب ودستورها المقترح على المولى عبد العزيز
سنة 1908)، فقد اصطدمت هذه النخب الإصلاحية ببنيات التخلف الاجتماعي والاقتصادي
ووجدت أن الحل الأجنبي المستقوي بمبرراته الاستعماري سينسف الحل الداخلي الذي
احتاج إلى الوقت للإنضاج وإحداث التراكم الضروري, لذلك احترقت أشرعة الإصلاح
الواحد تلو الآخر لانتقاء الشروط الموضوعية عن بنية اجتماعية وسياسة سادرة في
تقليديتها.
ومن عجب أن
سؤال التحديث والإصلاح في كل المحطات المغربية الكبرى طرح دائما بصيغة إصلاحية دون الالتفات إلى شروطها الموضوعية الاقتصادية
والاجتماعية والسياسية.
لنستمع مرة
أخرى إلى معبر نصي دال في هذا الصدد من مرويات الفقيه السوسي ضمن كتاب حول مائدة
الغداء، يقول هذا المعبر النصي: ".. حاورته يوما –يقصد الباشا محمد منو-
محاورة طويلة فيمن هو المسؤول عن انهيار المغرب أهو السلطان الذي كان لا يخفى عليه
شيء أم الأمة التي أبت أن تستفيق والعالم كله مستفيق، فكان هو يميل إلى أن السلطان
ينفع حقا لو تنبه للإصلاح المنشود كما ينبغي، ولكن نفعه لا يكون إلا بمقدار، كما
أنه إن مشى في ذلك خطوة سيلقى عراقيل كثيرة من كل جهة، ثم قال إن جمود ذلك العهد
وجهله السائد بالعالم المتمدن وما وقع فيه، لا يمكن أن يدركه كما هو من نشأوا بعد
ذلك في المغرب، ولذلك لا يقدر أن يعذر أصحاب ذلك العهد إلا من كان عاش فيه واستيقن
أنه لا يمكن أن يكون إلا كذلك.."! (ص31).
قيل هذا
التشخيص الموضوعي في زمن مغربي إبان النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وإذا ما
تفحصنا ما تلاها من محطات تالية كبرى فسنجد أن ذات الجواب الجبري بقي محتفظا بكل
صدقيته أي أنه لا يمكن للمغرب أن يكون إلا كذلك!؟
والإرادة
البشرية المرتبطة فزيولوجيا ووجوديا بالسيرورة والتغيير؟!
لا شك أن
لسان حالنا.. يجيب دائما: "لا راد للقدر"! ولا خيار آخر لنا سوى أن نترك
"مدرسة" باحماد والمهدي المنبهي و..
تفكر لنا وحينما ستعييها "الحيلة" فسيفكر الآخرون لناg
ــــــــــــــــ
صورة المرأة في رواية
"الضوء الهارب" لمحمد برادة
بديعة الطاهري
الكتابة عن
المرأة هي كتابة عن الإنسان وعن المجتمع، موضوع ما يزال يستمد مشروعية استمراره
وحضوره في مجالات الإبداع لما له من خصوصية في حياتنا الاجتماعية.
لقد دأبت
الرواية العربية على الاهتمام بالمرأة، والكتابة عنها، فجاء حضورها متميزا على هذا
المستوى نظرا لإمكانياتها الهائلة في التعبير.
وبطبيعة
الحال لن نتمكن من رصد مختلف الكتابات في هذا المجال، نظرا لتعددها وغناها، إضافة
إلى أن طرق وأبعاد الاهتمام بالكتابة عن المرأة متنوعة تحكمها عوامل مختلفة منها
الظرف التاريخي والموقف الإيديولوجي للكاتب. وسنكتفي بالإطلالة على نص روائي كتب
في التسعينات لنعاين فيه صورة المرأة.
رواية الضوء
الهارب رواية امرأة/نساء يمارسن العراء ليبحن ويعترفن فتأتي الرواية من خلالهن
لتحاور المسكوت في مجتمعنا وهو الجنس.
ثنائية
المرأة/الرجل، ثنائية تحكم الكون الإبداعي ولكنها سرعان ما تنهار لتكشف عن مفارقة
تجعل العالم الروائي عالما ذكوريا.
فرغم أن
النص يحدثنا عن نساء متعددات، غيلانه كنزة فاطمة، ونساء أخريات يتفاوت حضورهن
النصي وإن كن يحضرن كوحدات فاعلة، يصبح الرجل محور السرد، ومركزه فلا تقتحم المرأة
العالم الروائي إلا من خلال السارد المتباين حكائيا أو العيشوني كشخصية ثابتة
تمارس شهوتها للمرأة والرسم، وهما لحظتان مفترقتان أحيانا، ومقترنتان أحيانا أخرى.
والجدير
بالذكر أن هذه الرواية جاءت لتشخيص واقع المرأة المغربي في فترة معاصرة، ومن خلاله
بعض القضايا المتصلة بواقعنا المغربي.
سنحاول أن
نطلع على صورة المرأة من خلال الأبعاد التي تشغلها في النص وسنركز على ثلاثة أبعاد
هي:
ـ البعد
الجنسي.
ـ البعد
الرمزي
ـ البعد
الاجتماعي.
1 - البعد
الجنسي:
في ثقافتنا
العربية..، عندما يصبح جمال المرأة موضوعا للوصف يبرز البعد المادي الفيزيولوجي
كقاعدة أساس له..، فتمتدح في المرأة بعض الأجزاء التي تبرز جمالها، كالعينين،
والشعر، والصدر، والخصر… أما عندما ينتقل الوصف إلى الجمال الداخلي فإنه يركز على
الحياء، والحشمة، والوقار كسمات رئيسية تحدد المرأة الجميلة فتظهر المفارقة
العجيبة، حيث جدلية الخفاء والتجلي تشكل لعبة الوصف.
تقتحم
المرأة عالم الرواية، لتتحدد كشيء يثير الإغراء والإعجاب، إذ يتم التركيز على بعض
الأجزاء التي أشرنا إليها سابقا لتؤسس حوارا مع الآخر الذي هو الرجل، فتنتفي هي
ككائن ويصبح وجودها رهينا بما تسمح به عين السارد، بل وتختزل منذ البداية إلى
وظيفتها كامرأة خلقت للشهوة والجنس، نقرأ:
"كان
وجهها يكتسي غلالة ناعمة ومثيرة… العينان عسليتان ومضيئتان… والجلباب منسدل على
جسد تبدو ملامح رشاقته عبر نتوءات الصدر والخصر"(1).
وتزكي
المرأة دورها، وتمارس الإشهار لتمرر نفسها كسلعة تعرض للشهوة: "أنا معجبة،
وجئت لقضاء السهرة معك هل يضايقك وجودي-ماعجبتكش"(2).
إنها تمارس
الإغراء لتمكن جسدها/ذاتها من الاستمرار، "فالمرأة عندما لا تغري تعيش
انسحاقا وجوديا، ولكي تلغي الموت عن جسدها تمارس التمويه"(3).
التمويه
والإغراء بطاقتان تحملهما فاطمة في طنجة من خلال علاقتها مع العيشوني وفي باريس من
خلال علاقتها مع متياس.
وكما مارست
غيلانة الإغراء بالجسد كموضوع للرسم، ومكان للشهوة الجنسية، تمارس التمويه عندما
تحج، ويكون الجسد دائما وسيلة لتمارس من خلاله لعبة العراء والتخفي.
معظم النساء
في الضوء الهارب يدخلن العالم الروائي من باب الجنس، ويصورن كشيء يمتلكه الرجل،
باستثناء أم العيشوني التي تبدو امرأة/رجلا، فهي قوية وصلبة. وكيفما كان الفضاء
الذي تتحرك فيه المرأة، نجدها تسعى إلى إشباع رغباتها الجنسية، عاهرة كانت أو
متحررة، تقول غيلانة "وفي مدريد وجدت عشرات المغربيات من كل الأصناف،
والطبقات يعملن في البارات، والمطاعم، والمراقص، ويتاجرن بأجسادهن"(4)
وتقول فاطمة "هناك في طنجة… تعرفت على الفتيات في المقهى، بعضهن يعملن في
مكاتب المحامين أو المستشفيات"(5).
عبر الجنس
تعيش المرأة حالتين:
1 - حالة
بحث عن الذات وإثباتها، ومن خلالها رفض التشيؤ، وهذا ما تجسده علاقة فاطمة
بالداودي تقول "كنت فيما يخيل إلي الآن حريصة على أن أعيش تحرري في حالته
القصوى"(6) وتضيف "وجسدي الملتهب الفوار المشدود إلى
الانعتاق من محرمات وهيمة"(7) ثم "معه لم أعد تلك المرصودة
لتنفيذ ما ينتظر منها الدراسة النجاح ثم الزواج والإنجاب لتشخيص قيم أغلبية قوامها
النفاق والتظاهر"(8).
2 - أما
الحالة الثانية فهي حالة إنسحاق الذات، تقول فاطمة: "صادفت حالات سادية
أرعبتني، وأخرى مازوشية أذهلتني، ووجدتني أغوص في تجربة تنطوي على مفاجآت قاسية،
وعلائق جنسية تنفي عني أكثر فأكثر جسدي"(9).
وإذا
استثنينا علاقة فاطمة بالداودي، فإن الرغبة في الجنس لا تكون وليدة حاجة ذاتية،
هناك دوما كما يقول René Girard وسيط يولد هذه الرغبة وهو إما:
1 - خارجي
حيث تكون الوساطة من خارج العالم الروائي الذي تتحرك فيه البطلة، ففاطمة مثلا
تحاكي بطلة رواية "آحاد الآنسة بونون" لجاك لوران، وغيلانة تمارس
الإغراء بالجسد انطلاقا من تمثلها لدور امرأة تمارس هواية رسم الجسد العاري.
2 - وداخلي:
إذ يكون المثل الأعلى منتميا إلى الوسط الحميمي للشخصية(10) ففاطمة
تمارس الجنس مع العيشوني بعد أن أوحت لها أمها بالرغبة في ذلك من خلال ما حكته لها
عنه، وهذه الوساطة هي التي توسع الهوة بين البطل والقيم الحقيقية، إذ أن البحث
ينتقل من محاولة إثبات الذات إلى نفيها.
من هنا نقول
بأن رواية الضوء الهارب، وهي تصور المرأة من خلال الجنس تبتعد عن التصور
الإيروتيكي للجنس، ولكنها تحمل بين طياتها ملامح هجاء للتصور الجنسوي التحرري،
وتلك حالة وعي تلتقي فيها البطلتان معا: فاطمة وغيلانة(11).
2 - البعد
الرمزي:
يقول جورج
طرابشي "متى أدركنا أن الرواية العربية كانت ولا تزال رواية رجال، استطعنا أن
نفهم كيف أمكن أن تنحط المرأة في رواياتهم من إنسان إلى رمز والمرأة حتى عندما
يرمز بها إلى الوطن تخسر استقلالها، وسؤددها الذاتي، وتصير أشبه بمادة صلصالية
يصنعها الآخرون، ولا تصنع نفسها تملك اللدائنية ولا تملك طاقة الحرية، وكم تخسر
المرأة باعتبارها إنسانا حين تحول إلى رمز للوطن، وكم يخسر الوطن نفسه حين يرمز له
بكائن لا حرية له"(12) ونقول: عندما ترمز المرأة إلى الوطن ترقى
في دلالاتها، لأن من لا وطن له لا هوية له ولا وجود له، ولكن عندما يرمز للوطن
بالمرأة ينحط، لأن ذاكرتنا العربية وهي تعين المرأة لازالت رهينة دلالات سلبية
تحيل عليها المرأة لغويا(13).
في الضوء
الهارب تتحول المدنية إلى امرأة لتصبح رمزا للشهوة والجنون الجنسي والابتذال.
المرأة هي المدينة، والمدينة هي المرأة "حسناء تبذل مكنوناتها بحساب"
"مدينة مشاع امرأة هلوك"(14) تعيش حاضرها "واثقة لا
مبالية بأشواقي النوستالجية"(15).
كلاهما يعرف
الضيف بالقيود والحدود، كلاهما يشتهى، لكن المدينة وهي تمارس عشقها المتنوع تؤسس
ذاكرة التاريخ والحضارة، بينما المرأة في عشقها المتعدد تعيش الانحدار.
المدينة لا
تنصهر في جلد المرأة ولا تذوب فيه، تحتفظ بصلابتها وقوتها، مدينة تأبى التملك؛
تملك الحضارة، وتملك الشخصية (العيشوني بصفة خاصة). وتفرض العصيان…
بينما
المرأة رغم صراعها ضد أشكال التملك والقيود، تصبح شيئا يمتلكه الرجل، وإن اختلفت
أشكال هذا التملك:
1 - مع
العيشوني تدخل دائرة عشيقاته/حريمه: غيلانة، كنزة، فاطمة، ويستعصي هو عن التملك إذ
يرفض الزواج من غيلانة، وينفلت من كنزة لأنها أصبحت تفرض عليه نظاما خاصا يشرع
لعلاقة الملكية.
2 - ومع
الآخرين تبيع الجسد، وتملكه بالإيجار.
3 - البعد
الاجتماعي:
كثيرة هي
الروايات العربية التي اتخذت المومس شخصية من شخصياتها. والمومس هي عادة امرأة
جميلة تتحول إلى الدعارة نتيجة حب فاشل، أو خطأ أو اغتصاب، فتكون بذلك ضحية
المجتمع. في الضوء الهارب تعلن غيلانة أنها أصبحت عاهرة مع سبق الإصرار، ولكننا
عندما نعاين سيرورتها النصية، يتبين لنا أن هناك مجموعة من الظروف وراء تحولها
ذلك، منها تجربتها مع العيشوني الذي عاشت معه طويلا منتظرة (حب فاشل) ثم ثقل
التقاليد في فاس بعد زواجها (الخطأ) إضافة إلى دور الروبيو في مدريد، وهي الشخصية
الرئيسية التي كانت وراء تعاطي غيلانة الدعارة غدرا (اغتصاب بمعنى من المعاني)،
وفاطمة تمارس الدعارة بشكل مقنع.
إن الدعارة
تتم في إطار تبادلي بين موضوعين هما: المال والجسد إلا أن العلاقات الجنسية لفاطمة
مع الآخرين لا يتحقق فيها الشرط الأول. كما أن فاطمة لا تقف في ساحات باريس التي
تعرف رواجا علنيا للدعارة، ولكنها تمارسها انطلاقا من فضاء المتحف متنكرة في أدوار
الآنسة بونون.
وتكون
المرأة حاقدة على المجتمع وجميع مؤسساته، تتمرد على وضعها وتمارس حريتها،
وإنسانيتها محاولة أن تثبت أن المجتمع قد يفرض عليها جميع أشكال الهوان، ولكنه لن
يصادر ذاتها لذلك وجدنا فاطمة تحتفظ بالجنين. وانطلاقا من هذا الضغط الاجتماعي
الذي يصدم المرأة، ويحاصرها، تتشكل سلوكاتها وفقا لما تراه وما تقتنع به.
لقد أبدت
المرأة جرأة كبيرة في الإعلان عن رغباتها والبوح بمكنونات النفس الداخلية، وعبر
المرأة تتشكف لنا علائق اجتماعية زائفة في واقع يفقد فيه الإنسان قيمته كفرد، في
مقابل مجموعة من المؤسسات السلطوية منها الدولة والأسرة (في صورة الأب)، والمال،
الشيء الذي يجعل المرأة (ونركز بصفة خاصة على غيلانة وفاطمة) ترفض الفضاء الداخلي،
وتعلن الحرب على العالم الخارجي (التمويه الذي تمارسه فاطمة مع عشاقها) وإن كانت
هذه الحرب تنتهي في النهاية بالتصالح مع الذات والواقع، إذ تنتهي قصة فاطمة من حيث
ابتدأت وتأخذ بالتالي شكلا دائريا تكون انطلاقته مع الداودي من أجل الزواج تقول:
"لكنني لا أستبعد أنني قصدت من الاحتفاظ بالجنين استدراج حبيبي الداودي إلى
الزواج"(16) ونهايته مع متياس "لا شيء يحركني، وكأنني انغلقت
على أمل وحيد موت مدام شنطال ليرث ماتياس ثروتها، وتخلق جنين في بطني يضمن لي
نصيبي من الثروة"(17).
إن عالم
المرأة عالم متسم بالاهتزاز والتفكك، هو تفكك، وتصدع أسرتها ومجتمعها، الشيء الذي
يحولها إلى امرأة هاربة من الزمن الماضي وهاربة من المكان، تقول فاطمة "كنت
معلقة هاربة كما قلت لك من ذاكرتي متشبثة بالأمور التافهة، مدمنة على التجوال..
عبر شوارع باريس باحثة عن وسيلة تمكنني من البقاء فيها وقطع الصلة مع الماضي
وبلدي"(18).
وفي الختام
نقول إن المرأة في الرواية امرأة محاصرة ضعيفة وهذا ما يتجلى لنا من خلال
المستويات الثلاث الآتية:
1 - الجنس
لأنها لا تمارسه في غالب الأحيان إلا احتداء بمثال معين، كما أنها تعيش خلاله
انحدارا بطيئا هو انحدار لزمنها، فعبره "تعتبر ككائن يمثل قيمة للاستعمال
بالنسبة للرجل، وقيمة للتبادل بين الرجال، وهي بضاعة إذ تدخل ضمن سياق التبادل
الذي يؤسس الاقتصاد العام للمجتمع، وهذا التحديد يقرر قيمة المرأة داخل التجارة
الجنسية ومن تم فالمرأة لا يمكن أن تكون أبدا إلا مجالا للتبادل"(19).
2 - المكان:
حيث باريس مسرح الثقافة والمعرفة، باريس ذاكرة التاريخ والحضارة تنتفي لتحضر كمكان
للدعارة، بينما هي مكان مؤهل لتجاوز الذات الماضية الضعيفة، وبناء ذات أخرى حاضرة
قوية.
3 - السرد:
حيث لا يتم دخولها العالم الروائي إلا من خلال السارد أو الشخصية، سواء كانت
موضوعا أو ذاتا للسرد.
هوامش:
1 - محمد
برادة: الضوء الهارب، ط2، منشورات الفنك 1995، ص13.
2 - المرجع
نفسه، ص14.
3 - محمد
نور الدين أفاية: الهوية والاختلاف في المرأة والكتابة والهامش، منشورات أفريقيا الشرق
1988، ص42.
4 - الرواية:
ص74.
5 - المرجع
نفسه: ص130.
6 - المرجع
نفسه، ص133.
7 - المرجع
نفسه، ص118.
8 - المرجع
نفسه، ص118.
9 - المرجع
نفسه، ص156.
10 - René
Girard: Mensonge Romantique et Vérité Romanesque, Edition Bernard Grasset,
1961.
11 - انظر الرواية، ص14 ثم ص95.
12 - جورج
طرابيشي: رمزية المرأة في الرواية العربية ودراسات أخرى، ط1، دار الطليعة للطباعة
والنشر، بيروت، لبنان 1981، انظر ظهر الغلاف.
13 - يمكن
للقارئ أن يطلع على كلمة امرأة في المعاجم العربية ليتبين دلالاتها السلبية
المتعددة.
14 - الرواية،
ص172.
15 - المرجع
نفسه، ص73.
16 - المرجع
نفسه، ص133.
17 - المرجع
نفسه.
18 - المرجع
نفسه، ص165.
19 - نور
الدين أفاية، مرجع سبق ذكره، ص53.
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى