قراءة...بعض من الاشراقات السوسيو ـ تربوية في مشروع محمد عابد الجابري / محمد لمباشري
صفحة 1 من اصل 1
قراءة...بعض من الاشراقات السوسيو ـ تربوية في مشروع محمد عابد الجابري / محمد لمباشري
(2/1)
يسرني أن
أستعرض تجربتي الذاتية مع الفكر التربوي للراحل محمد عابد الجابري، خاضعا
إياها لبعض السيناريوهات التي عشتها معه كطالب تتلمذ على يديه في السنوات
الأولى من التعليم الجامعي ، و كقارئ لأعماله التربوية بعد التعيين في إحدى
المراكز التي تعنى بشأن التكوين الخاص بالموارد البشرية في نهاية
السبعينات و بداية الثمانينات:
السيناريو الأول ذو بعد بيداغوجي: أثناء درس حضرته في سنة 1975 كطالب في
السنة الأولى تخصص شعبة الفلسفة و علم النفس و علم الاجتماع، حول الفلسفة
عموما، من حيث المفهوم و طبيعة الإشكالات التي تعالجها في امتداداتها
الابستملوجية و مجالاتها التطبيقية داخل الواقع الاجتماعي و الثقافي، كانت
الشروحات المقدمة من طرف الرجل ذات اختيارات بيداغوجية فعالة و دالة، حيث
تفضي إلى استخلاص الأهداف و المضامين المنوطة بالدرس دونما عناء و كلل أو
سوء فهم لمقتضياتها الفكرية؛ مستندا في شروحاته و تحليلاته لوضعيات
ديداكتيكية معيشية و ملموسة نابعة من صلب الواقع السوسيوثقافي المغربي و
العربي، و من الثقافة الشعبية الحاملة للمتن الفلسفي في مختلف تجلياته، و
كأني به يمارس نوعا من الأجرأة للنظريات الفلسفية بممارسة نقلة ديداكتيكية
للبعد الابستمولوجي للدرس الفلسفي، تجعلك كمتلق أكثر استيعابا له، مادام
يستهدف المعنى المرتبط بواقعك و بدور الفلسفة في التوعية السياسية و
الثقافية الاجتماعية للأفراد، في أفق اكتساب مهارات فكرية و منهجية لتحليل
الواقع و محاولة تغييره نحو الأفضل، و تلك اختيارات بيداغوجية حداثية كان
يتبناها الرجل في درسه البيداغوجي، نفتقر لها في ديداكتيكا الفلسفة كما هي
ممارسة حاليا في واقع مدارسنا المغربية.
السيناريو الثاني ذو مستوى تكويني: عندما عينت بمركز تكوين معلمي التعليم
الابتدائي ببني ملال سنة 1979، كأستاذ للتربية و علم النفس؛ و بعد تصفحي
للمنهاج الدراسي الخاص بالسنة الأولى و السنة الثانية، أثارني موضوعين
مركزيين في هذا البرنامج و يتعلق الأمر بموضوع سوسيولوجية التربية و وظائف
المدرسة بشكل خاص، فكان ملاذي في حل هذين الإشكالين و التحضير لهما عند
الرجوع للراحل محمد عابد الجابري من خلال كتابيه:
«أضواء على مشكل التعليم بالمغرب» الصادر سنة 1973، و «رؤية تقدمية لبعض
مشكلاتنا الفكرية و التربوية» الصادر سنة 1977، إلى جانب بعض المقالات
المنشورة في مجلة أقلام و المشروع حول المسألة التربوية و التعليمية: كنت
محظوظا في استلهام و استيعاب المضامين السوسيوتربوية التي تتناول بالدراسة و
التحليل الخلفيات الأيديولوجية التي تلعبها المؤسسات المدرسية في قولبة
الأفراد و أدلجتهم وفق ما تصبوا إليه سلطة القرار السياسي التربوي و
التعليمي داخل المجتمع. و هو ما جعلني أصنف كتاباته ضمن سياق المقاربات
السوسيولوجية التربوية الوطنية المؤسسة كمجال للبحث العلمي، و التي من
خلالها حاول مقاربة الوضعية التربوية التكوينية داخل المدرسة مقاربة ماكرو
تحليلية ماركسية تستهدف فضح و تعرية وظائفها الأيديولوجية و الثقافية سواء
على مستوى خرق مبدأ التكافؤ في الفرص التعليمية بين الذكور و الإناث ، و
بين المدينة و القرية، أو على مستوى التقسيم و الفصل بين العمل الفكري و
العمل اليدوي، و تلك قضية سنعود لها بعد حين في السيناريو الثالث المتعلق
بالمشروع الفكري التربوي للراحل حمد عابد الجابري.
السناريو الثالث: المشروع التربوي التعليمي لمحمد عابد الجابـــــــري و
علاقته بمشروع المجتمع الاشتراكي:
بعض التصفح الواعي لهذين الكتابين استكمالا لتكويني الذاتي في الحقل
التربوي استخلصت من أن الرجل ضمن سياق تحليلاته السوسيوتربوية عمد إلى بناء
مشروعه الفكري التربوي بداء بتفكيك أبجديات و تضاريس منظومة التعليم منذ
فترة الاستعمار إلى السبعينات من القرن الماضي،و انتهاء بصياغة تصور عقلاني
تقدمي لمنظومة التربية و التكوين المأمولة؛ ناهجا في ذلك أسلوب المواجهة
البين ذاتية كفاعل سياسي في المشهد الثقافي، و ذلك من موقع حسه النقدي
التقدمي للذات الوطنية و القومية في مساراتها التاريخية المعيشة، و
امتداداتها الماضويـــة سواء في فترة الاحتلال أو بعده، و من منطلق مواجهة
الآخر في علاقاته العموديـــــة أو الأفقية مع الذات في أبعادها المختلفة،
الجيوسياسية منها و السوسيوتربوية، خصوصا في انتقاده للأشخاص الذين أخذوا
على عاتقهم، كخط لتحديد المسؤولية التاريخية، إعادة إنتاج الأطروحات
الأيديولوجية للمستعمر، و لكن في قالب يتسم بنوع من القولبة و الأدلجة
للإرادة الذاتية للمواطن المغربي بدعوته للانخـــــــراط وبشكل إكراهي في
عملية التثاقف و الاستلاب و تلكم الأهداف الإستراتيجية التي سنتها
البورجوازية الهجينة، يقول في هذا الصدد: ، « فكما تحول الاقتصاد
الاستعماري و الإدارة الاستعمارية إلى أيدي المحظوظين من المغاربة الذين
احتلوا مناصب الأجنبي، و نصَّبوا أنفسهم و كلاء للرأسمالية المغربيـــة، و
الفرنسية منها خاصة، محافظين هكذا على نفس البنيات التي أقامها المستعمــر و
على نفس العلاقات الاجتماعية التي تأسست عليها هذه البنيات، تحول تعليمنا
هو الآخر ـ يضيف الرجل ـ من تعليم يخدم أهداف المستعمر و مصالحه إلى تعليم
يخدم الطبقة الاجتماعية التي حلت محله للنيابة عنه في خدمة الرأسمالية
العالمية والايدولوجيا الامبريالية.»
و في مضمار ما استهدفه الرجل الراحل كمشروع فكري تربوي من منظور سوسيولوجي،
نلاحظ عبر متن القول المنشور في مطارحه الفكرية التربوية،أولا اقراره
بقيمة المبادئ الأربعة التي شرعتها الحركة الوطنية « خصوصا فيما يتعلق
بتعريب المواد التعليمية و مغربة الأطر»، بما هي خطوة تاريخية ذات خلفيات
سياسيـة و اقتصادية تقدمية مستشرفة للمستقبل الواعد بالنسبة للجماهير
المغربية، ثانيا شجبه و بحدة التراجعات الخطيرة التي عرفتها هذه المبادئ
خصوصا فيما يتعلق بحلم تحقيق و شرعنة المدرسة الوطنية، و هو حلم تم نسفه و
تقبيره حتى يومنا هذا، و لم يعد قائما كمشروع منذ 6 ابريل 1964 عندما صرح
وزير التربية الوطنية بنهيمة من خلال ندوة صحفية نظمها كرد فعل على مطالب
الفعاليات الوطنية التي كانت تنادي بتعريب التعليم بجميع أسلاكه، قائلا في
هذا الصدد: إن التعريب الكلي للتعليم سوف يؤدي بالمجتمع المغربي إلى
الطريق المســــدود؛ و لذلك وجب الاقتصار على تعريب بعض الأقسام فقط
و داخل زمن محدود، مضيفا، بأنه من المستحيل خلال سنوات طوال تعليم
المواد العلمية باللغة العربية، لأن من شان ذلك ـ كما يفهم من أقواله ـ
سيقوقع المجتمع المغربي ضمن سياجات محلية ضيقة الأفق لا تتيح للمواطن
الانفتاح على العالم الخارجـــــــي، و بالتالي سيفضي به الأمر إلى معاودة
إنتاج تخلفه.
يتبع
يسرني أن
أستعرض تجربتي الذاتية مع الفكر التربوي للراحل محمد عابد الجابري، خاضعا
إياها لبعض السيناريوهات التي عشتها معه كطالب تتلمذ على يديه في السنوات
الأولى من التعليم الجامعي ، و كقارئ لأعماله التربوية بعد التعيين في إحدى
المراكز التي تعنى بشأن التكوين الخاص بالموارد البشرية في نهاية
السبعينات و بداية الثمانينات:
السيناريو الأول ذو بعد بيداغوجي: أثناء درس حضرته في سنة 1975 كطالب في
السنة الأولى تخصص شعبة الفلسفة و علم النفس و علم الاجتماع، حول الفلسفة
عموما، من حيث المفهوم و طبيعة الإشكالات التي تعالجها في امتداداتها
الابستملوجية و مجالاتها التطبيقية داخل الواقع الاجتماعي و الثقافي، كانت
الشروحات المقدمة من طرف الرجل ذات اختيارات بيداغوجية فعالة و دالة، حيث
تفضي إلى استخلاص الأهداف و المضامين المنوطة بالدرس دونما عناء و كلل أو
سوء فهم لمقتضياتها الفكرية؛ مستندا في شروحاته و تحليلاته لوضعيات
ديداكتيكية معيشية و ملموسة نابعة من صلب الواقع السوسيوثقافي المغربي و
العربي، و من الثقافة الشعبية الحاملة للمتن الفلسفي في مختلف تجلياته، و
كأني به يمارس نوعا من الأجرأة للنظريات الفلسفية بممارسة نقلة ديداكتيكية
للبعد الابستمولوجي للدرس الفلسفي، تجعلك كمتلق أكثر استيعابا له، مادام
يستهدف المعنى المرتبط بواقعك و بدور الفلسفة في التوعية السياسية و
الثقافية الاجتماعية للأفراد، في أفق اكتساب مهارات فكرية و منهجية لتحليل
الواقع و محاولة تغييره نحو الأفضل، و تلك اختيارات بيداغوجية حداثية كان
يتبناها الرجل في درسه البيداغوجي، نفتقر لها في ديداكتيكا الفلسفة كما هي
ممارسة حاليا في واقع مدارسنا المغربية.
السيناريو الثاني ذو مستوى تكويني: عندما عينت بمركز تكوين معلمي التعليم
الابتدائي ببني ملال سنة 1979، كأستاذ للتربية و علم النفس؛ و بعد تصفحي
للمنهاج الدراسي الخاص بالسنة الأولى و السنة الثانية، أثارني موضوعين
مركزيين في هذا البرنامج و يتعلق الأمر بموضوع سوسيولوجية التربية و وظائف
المدرسة بشكل خاص، فكان ملاذي في حل هذين الإشكالين و التحضير لهما عند
الرجوع للراحل محمد عابد الجابري من خلال كتابيه:
«أضواء على مشكل التعليم بالمغرب» الصادر سنة 1973، و «رؤية تقدمية لبعض
مشكلاتنا الفكرية و التربوية» الصادر سنة 1977، إلى جانب بعض المقالات
المنشورة في مجلة أقلام و المشروع حول المسألة التربوية و التعليمية: كنت
محظوظا في استلهام و استيعاب المضامين السوسيوتربوية التي تتناول بالدراسة و
التحليل الخلفيات الأيديولوجية التي تلعبها المؤسسات المدرسية في قولبة
الأفراد و أدلجتهم وفق ما تصبوا إليه سلطة القرار السياسي التربوي و
التعليمي داخل المجتمع. و هو ما جعلني أصنف كتاباته ضمن سياق المقاربات
السوسيولوجية التربوية الوطنية المؤسسة كمجال للبحث العلمي، و التي من
خلالها حاول مقاربة الوضعية التربوية التكوينية داخل المدرسة مقاربة ماكرو
تحليلية ماركسية تستهدف فضح و تعرية وظائفها الأيديولوجية و الثقافية سواء
على مستوى خرق مبدأ التكافؤ في الفرص التعليمية بين الذكور و الإناث ، و
بين المدينة و القرية، أو على مستوى التقسيم و الفصل بين العمل الفكري و
العمل اليدوي، و تلك قضية سنعود لها بعد حين في السيناريو الثالث المتعلق
بالمشروع الفكري التربوي للراحل حمد عابد الجابري.
السناريو الثالث: المشروع التربوي التعليمي لمحمد عابد الجابـــــــري و
علاقته بمشروع المجتمع الاشتراكي:
بعض التصفح الواعي لهذين الكتابين استكمالا لتكويني الذاتي في الحقل
التربوي استخلصت من أن الرجل ضمن سياق تحليلاته السوسيوتربوية عمد إلى بناء
مشروعه الفكري التربوي بداء بتفكيك أبجديات و تضاريس منظومة التعليم منذ
فترة الاستعمار إلى السبعينات من القرن الماضي،و انتهاء بصياغة تصور عقلاني
تقدمي لمنظومة التربية و التكوين المأمولة؛ ناهجا في ذلك أسلوب المواجهة
البين ذاتية كفاعل سياسي في المشهد الثقافي، و ذلك من موقع حسه النقدي
التقدمي للذات الوطنية و القومية في مساراتها التاريخية المعيشة، و
امتداداتها الماضويـــة سواء في فترة الاحتلال أو بعده، و من منطلق مواجهة
الآخر في علاقاته العموديـــــة أو الأفقية مع الذات في أبعادها المختلفة،
الجيوسياسية منها و السوسيوتربوية، خصوصا في انتقاده للأشخاص الذين أخذوا
على عاتقهم، كخط لتحديد المسؤولية التاريخية، إعادة إنتاج الأطروحات
الأيديولوجية للمستعمر، و لكن في قالب يتسم بنوع من القولبة و الأدلجة
للإرادة الذاتية للمواطن المغربي بدعوته للانخـــــــراط وبشكل إكراهي في
عملية التثاقف و الاستلاب و تلكم الأهداف الإستراتيجية التي سنتها
البورجوازية الهجينة، يقول في هذا الصدد: ، « فكما تحول الاقتصاد
الاستعماري و الإدارة الاستعمارية إلى أيدي المحظوظين من المغاربة الذين
احتلوا مناصب الأجنبي، و نصَّبوا أنفسهم و كلاء للرأسمالية المغربيـــة، و
الفرنسية منها خاصة، محافظين هكذا على نفس البنيات التي أقامها المستعمــر و
على نفس العلاقات الاجتماعية التي تأسست عليها هذه البنيات، تحول تعليمنا
هو الآخر ـ يضيف الرجل ـ من تعليم يخدم أهداف المستعمر و مصالحه إلى تعليم
يخدم الطبقة الاجتماعية التي حلت محله للنيابة عنه في خدمة الرأسمالية
العالمية والايدولوجيا الامبريالية.»
و في مضمار ما استهدفه الرجل الراحل كمشروع فكري تربوي من منظور سوسيولوجي،
نلاحظ عبر متن القول المنشور في مطارحه الفكرية التربوية،أولا اقراره
بقيمة المبادئ الأربعة التي شرعتها الحركة الوطنية « خصوصا فيما يتعلق
بتعريب المواد التعليمية و مغربة الأطر»، بما هي خطوة تاريخية ذات خلفيات
سياسيـة و اقتصادية تقدمية مستشرفة للمستقبل الواعد بالنسبة للجماهير
المغربية، ثانيا شجبه و بحدة التراجعات الخطيرة التي عرفتها هذه المبادئ
خصوصا فيما يتعلق بحلم تحقيق و شرعنة المدرسة الوطنية، و هو حلم تم نسفه و
تقبيره حتى يومنا هذا، و لم يعد قائما كمشروع منذ 6 ابريل 1964 عندما صرح
وزير التربية الوطنية بنهيمة من خلال ندوة صحفية نظمها كرد فعل على مطالب
الفعاليات الوطنية التي كانت تنادي بتعريب التعليم بجميع أسلاكه، قائلا في
هذا الصدد: إن التعريب الكلي للتعليم سوف يؤدي بالمجتمع المغربي إلى
الطريق المســــدود؛ و لذلك وجب الاقتصار على تعريب بعض الأقسام فقط
و داخل زمن محدود، مضيفا، بأنه من المستحيل خلال سنوات طوال تعليم
المواد العلمية باللغة العربية، لأن من شان ذلك ـ كما يفهم من أقواله ـ
سيقوقع المجتمع المغربي ضمن سياجات محلية ضيقة الأفق لا تتيح للمواطن
الانفتاح على العالم الخارجـــــــي، و بالتالي سيفضي به الأمر إلى معاودة
إنتاج تخلفه.
يتبع
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
رد: قراءة...بعض من الاشراقات السوسيو ـ تربوية في مشروع محمد عابد الجابري / محمد لمباشري
(2/2)
هذا التراجع
المسجل من طرف الرجل مرده في تقديراته العقلانية، إلى رغبة المسؤولين عن
السياسة التربوية و التكوينية في البلاد إلى الدخول في إصلاحات تحديثية،
من خلال الاعتــــــقاد بضرورة حيازة مفاتيح الحداثة اعتمادا على اللغة
الأجنبية، و التي قُدرت من طرفهم كإمكانية لحل مشكلة التأخر العربي
الإسلامــي في الانفتاح على الغرب ، و هو نفس الإشكال الذي شغل و لا يزال
يشغل الفكر العربي منذ يقظته الحديثة يقول الراحل ـ في احدى المقالات
المنشورة بمجلة الوحدة ـ، تحت ضغط التحدي الحضاري الغربـــــــــي، و الذي
يدور حول أيهما يجب أن تؤسس عليه نهضتنا ؟ : النموذج العربي الإسلامي كما
جسدَه، بل كما نُجسدُه نحن في السلف الصالح»، أم النموذج الأوروبي كما
جسدته، بل كما نجسده نحن في الليبرالية الغربية و ما تفرع عنها، الشيء الذي
يبرز بجلاء التأرجحات القائمة على مستوى الاختيارات السياسية التي كان من
الأجذر يقول الراحل تفاديها لتنظيم المجتمع المغربي، و لبنينته سياسيا و
اقتصاديا و ثقافيا و تربويا و تعليميا خدمة للتنمية الشمولية التي تستهدف
البناء الاشتراكي المراهن عليه .
و في هذا الإطار أكد الدكتور محمد عابد الجابري على ضرورة نهج أسلوب
المقاومة و التغيير لمثل هذه الاختيارات السياسية لتحقيق رهانات الشعب
المغربي قاطبة في الحصول على منظومة تربوية و تكوينية و مدرسة وطنية تستجيب
لطلعاته و لاحتياجاته و لرسالته التاريخية و للغته الوطنية و القومية؛
يقول في هذا السياق: « فالنضال من أجل تعميم التعليم و تعريبـه و إعطاءه
طابعا قوميا تقدميا، هو جزء من النضال العام الذي يخوضه الشباب و
المثقفون التقدميون ضد الايدولوجيا الهجينة السائدة، الايدولوجيا التي
تحاول أن تجمع باسم الأصالة و المعاصرة، بين ما هو رجعي في تراثنا، و ما هو
سطحي و متخلف في الايدولوجيا البورجوازية»؛ و لعل المشروع الفكري الفلسفي
الذي سلكه الرجل في نقد العقد العربي يبرز و بوضوح تام موقفه الراديكالي
بين الانزياح للتراث و بين المد الانتقالي الحداثي المستهدف كاختيار محكوم
لشروط الذاتية و الموضوعية قائمة على نظرة عقلانية و نقدية.
لنواصل الحديث في هذه القضية:
لقد كان للرجل اشراقات فكرية متقدمة عن بعض المقاربات التي اعتمدت في بعض
الدراسات التي تنتمي لحقل سوسيولوجية التربية بأوروبا « جورج سنيدرس
نموذجا» خصوصا عندما أكد على ضرورة النضال من داخل المدرسة مهما كانت
خلفياتها الأيديولوجية السائدة، قائلا: « إن المدرسة المغربية الراهنة هي
عبارة عن جهاز بورجوازي بمضمون اقطاعي، و لكن هناك أطروحة نقيض ذلك فمن صلب
المدرسة تخرج باستمرار قوى الرفض و التغيير»؛ تجليات هذا الطرح انجلت
بوضوح في الإضراب العام الذي عرفته مختلف القطاعات بما في ذلك قطاع التعليم
و ذلك أيام 10 ـ 11ـ أبريل 1979، على اعتبار أن المنتسبين لهذا القطاع
ليسوا كلهم زبناء للنظام السائد و للطبقة المهيمنة على وسائل الإنتاج و قوى
الإنتاج داخل المجتمع.
فالرهان على نظرية تربوية صالحة لبلد متخلف ـ يقول الراحل ـ لا يمكن البحث
عنه إلا في إطار الممارسة النضالية التي تستهدف التحرير الشامل لمجتمعنا ،
فتحرير الطفل المتعلم لا يمكن أن يتم إلا في إطار تحرير المجتمع ككل؛ و تلك
أطروحة مركزية دافع عنها محمد عابد الجابري في مختلف مشاريعه الفكرية
التربوية مهتديا في نفس الوقت إلى الفكرة التالية: « إن مشكل التعليم في
المغرب لن يجد حله الصحيح و الوحيد إلا في إطار حل جذري للمشكل العام
السياسي والاقتصادي و الاجتماعي» ؛ و هو طرح شمولي و ماكرو سوسيولوجي لا
ينظر إلى القضية التربوية التعليمية كقضية منفصلة عن سياقها السياسي و
السوسيواقتصادي، و إنما كقضية مجتمعية ناظمة لكل الحقول و المجالات
الفاعلة في المشهد السياسي القائم داخل المجتمع.
حتى نختم نشير في هذا الإطار لبعض من الاشراقات التربوية التكوينية التي
فطن لها الراحل منذ السبعينات من القرن الماضي كحلول للنهوض بقطاع
التربيـــــــــــة و التكوين داخل المجتمع، و التي استدركها و بشكل تقني
اختزالي مؤخرا برنامج المخطط الاستعجالي في الألفية الأخيرة الثالثة دونما
وضعها في سياق المشروع المجتمعي المراهن عليه، و يتعلق الأمر:
1 ـ تعريب التعليم: و لكن من منظور شمولي يقول الراحل ،لا يرتكز على تعريب
المواد التعليمية و ترجمتها وإنما تعريب الشارع المغربي بمختلف مؤسساته
المقصودة و غير المقصودة؛ و إن الواقع الحالي لقضية التعريب في المجتمع
المغربي مازالت ملفوفة بسياجات داخل دواليب الوزارة الوصية على التربية و
التكوين، و بمواقف ارتكاسية محكومة للمد الفرنكوفونـــــــي و للعوامل
الجيو سياسية التي تربطنا بالغرب عموما.
2 ـ دمقرطة التعليم: نظر لها الرجل من منظور اشتراكي و راديكالي في فترة
السبعينات من القرن الماضي مقترحا في ذاك و بشكل عقلاني هادف مجموعة من
الإجراءات التي وجب اتخاذها كمنطلقات الاستراتجية في تدبير الشأن التربوي
التكويني بالنسبة للفئات المستهدفة داخل المدرسة الوطنية المأمولة في
مشروعه الاشتراكي، و بالنسبة للاختيارات البيداغوجية التي يجب أن ترتكز
عليها المناهج الدراسية المقررة:
1 ـ تمكين جميع الأطفال مهما كانت مستوياتهم الاقتصادية و الاجتماعية و
الثقافية من بلوغ أعلى مستوى من الثقافة العامة و الأهلية المهنية التي
تناسب ميولهم و استعداداتهم،عبر إقرار إلزامية تعميم التمدرس بالنسبة
للجميع بدون استثناء و الاحتفاظ بهم، و هو رهان متأخر ـ بالنظر لما استطاع
الراحل التخطيط له ـ عبر عنه الميثاق الوطني للتربية و التكوين في بعض
دعاماته، و تم استحضاره أيضا في مشاريع برنامج المخطط الاستعجالي تحقيقا
لمدرسة النجاح؛ و تلكم قضية مطروحة للنقاش على المدى القريب. مما يزكي
البعد الاستشراقي للرجل في التنظير للآفاق المستقبلية التي وجب أن تكون
عليها المنظومة التربوية التكوينية خدمة للتنمية الشمولية.
2 ـ تضييق الهوة التي تفصل العمل اليدوي و العمل الفكري، و التي تبناها
إصلاح التعليم لسنة 1985 و لكنه لم يقدر على تطبيقها لغياب فعاليات
اقتصادية منخرطة بشكل إرادي في المشروع التنموي الاقتصادي و التكنولوجي.
فلذلك كان يرى الراحل بضرورة ربط المدارس في المدينة بالمصانع، و ربط
البادية بالحقول، لكي يتلقى الأطفال معلومات نظرية توجيهية في
الأقســــــــــام و دروسا تطبيقية في المصنع و الحقل، و يتحولون إلى
منتجين ينالون حصة من إنتاجهم تشجيعا لهم و إعانة لأسرهم، في نفس الوقت
الذي يتابعون فيه دراستهم التي ستهيئهم للمشاركة بفعالية في خدمة التنمية
في بلادهم؛ يبقى الاختيار الوحيد الذي دافع عنه الراحل عبر تراخي الزمن أن
ربط التعليم بالتنمية الشمولية لا يمكن أن يتحقق إلا بالربط الجدلي بين
التحريـــر و الديمقراطية و الاشتراكية... في إطار تصميمات تعمل على
تحريـــــــــــر الأرض و الاقتصاد و الفكر و الإنسان.
تلكم بعض من الاشراقات التي وقفنا عليها من خلال أعمال المفكر محمد عابد
الجابري، و من الصعب التطرق لكل القضايا التربوية التكوينية التي تبناها
الراحل في مختلف مشاريعه الفكرية، أتمنى أن تتاح لنا فرصة لتنظيم ندوة
وطنية يتم استحضار فيها كل ما استطاع الرجل أن يراكمه من أعمال، وفاء
لروحه، و اعترافا بالخدمات الني قدمها للمجتمع المغربي كسياســــــــــــي و
كمثقف عضوي و كمؤسس لنظريات فلسفية في المغرب و العالم العربي و الغربي.
5-6-2010/الاتحاد الاشتراكي
هذا التراجع
المسجل من طرف الرجل مرده في تقديراته العقلانية، إلى رغبة المسؤولين عن
السياسة التربوية و التكوينية في البلاد إلى الدخول في إصلاحات تحديثية،
من خلال الاعتــــــقاد بضرورة حيازة مفاتيح الحداثة اعتمادا على اللغة
الأجنبية، و التي قُدرت من طرفهم كإمكانية لحل مشكلة التأخر العربي
الإسلامــي في الانفتاح على الغرب ، و هو نفس الإشكال الذي شغل و لا يزال
يشغل الفكر العربي منذ يقظته الحديثة يقول الراحل ـ في احدى المقالات
المنشورة بمجلة الوحدة ـ، تحت ضغط التحدي الحضاري الغربـــــــــي، و الذي
يدور حول أيهما يجب أن تؤسس عليه نهضتنا ؟ : النموذج العربي الإسلامي كما
جسدَه، بل كما نُجسدُه نحن في السلف الصالح»، أم النموذج الأوروبي كما
جسدته، بل كما نجسده نحن في الليبرالية الغربية و ما تفرع عنها، الشيء الذي
يبرز بجلاء التأرجحات القائمة على مستوى الاختيارات السياسية التي كان من
الأجذر يقول الراحل تفاديها لتنظيم المجتمع المغربي، و لبنينته سياسيا و
اقتصاديا و ثقافيا و تربويا و تعليميا خدمة للتنمية الشمولية التي تستهدف
البناء الاشتراكي المراهن عليه .
و في هذا الإطار أكد الدكتور محمد عابد الجابري على ضرورة نهج أسلوب
المقاومة و التغيير لمثل هذه الاختيارات السياسية لتحقيق رهانات الشعب
المغربي قاطبة في الحصول على منظومة تربوية و تكوينية و مدرسة وطنية تستجيب
لطلعاته و لاحتياجاته و لرسالته التاريخية و للغته الوطنية و القومية؛
يقول في هذا السياق: « فالنضال من أجل تعميم التعليم و تعريبـه و إعطاءه
طابعا قوميا تقدميا، هو جزء من النضال العام الذي يخوضه الشباب و
المثقفون التقدميون ضد الايدولوجيا الهجينة السائدة، الايدولوجيا التي
تحاول أن تجمع باسم الأصالة و المعاصرة، بين ما هو رجعي في تراثنا، و ما هو
سطحي و متخلف في الايدولوجيا البورجوازية»؛ و لعل المشروع الفكري الفلسفي
الذي سلكه الرجل في نقد العقد العربي يبرز و بوضوح تام موقفه الراديكالي
بين الانزياح للتراث و بين المد الانتقالي الحداثي المستهدف كاختيار محكوم
لشروط الذاتية و الموضوعية قائمة على نظرة عقلانية و نقدية.
لنواصل الحديث في هذه القضية:
لقد كان للرجل اشراقات فكرية متقدمة عن بعض المقاربات التي اعتمدت في بعض
الدراسات التي تنتمي لحقل سوسيولوجية التربية بأوروبا « جورج سنيدرس
نموذجا» خصوصا عندما أكد على ضرورة النضال من داخل المدرسة مهما كانت
خلفياتها الأيديولوجية السائدة، قائلا: « إن المدرسة المغربية الراهنة هي
عبارة عن جهاز بورجوازي بمضمون اقطاعي، و لكن هناك أطروحة نقيض ذلك فمن صلب
المدرسة تخرج باستمرار قوى الرفض و التغيير»؛ تجليات هذا الطرح انجلت
بوضوح في الإضراب العام الذي عرفته مختلف القطاعات بما في ذلك قطاع التعليم
و ذلك أيام 10 ـ 11ـ أبريل 1979، على اعتبار أن المنتسبين لهذا القطاع
ليسوا كلهم زبناء للنظام السائد و للطبقة المهيمنة على وسائل الإنتاج و قوى
الإنتاج داخل المجتمع.
فالرهان على نظرية تربوية صالحة لبلد متخلف ـ يقول الراحل ـ لا يمكن البحث
عنه إلا في إطار الممارسة النضالية التي تستهدف التحرير الشامل لمجتمعنا ،
فتحرير الطفل المتعلم لا يمكن أن يتم إلا في إطار تحرير المجتمع ككل؛ و تلك
أطروحة مركزية دافع عنها محمد عابد الجابري في مختلف مشاريعه الفكرية
التربوية مهتديا في نفس الوقت إلى الفكرة التالية: « إن مشكل التعليم في
المغرب لن يجد حله الصحيح و الوحيد إلا في إطار حل جذري للمشكل العام
السياسي والاقتصادي و الاجتماعي» ؛ و هو طرح شمولي و ماكرو سوسيولوجي لا
ينظر إلى القضية التربوية التعليمية كقضية منفصلة عن سياقها السياسي و
السوسيواقتصادي، و إنما كقضية مجتمعية ناظمة لكل الحقول و المجالات
الفاعلة في المشهد السياسي القائم داخل المجتمع.
حتى نختم نشير في هذا الإطار لبعض من الاشراقات التربوية التكوينية التي
فطن لها الراحل منذ السبعينات من القرن الماضي كحلول للنهوض بقطاع
التربيـــــــــــة و التكوين داخل المجتمع، و التي استدركها و بشكل تقني
اختزالي مؤخرا برنامج المخطط الاستعجالي في الألفية الأخيرة الثالثة دونما
وضعها في سياق المشروع المجتمعي المراهن عليه، و يتعلق الأمر:
1 ـ تعريب التعليم: و لكن من منظور شمولي يقول الراحل ،لا يرتكز على تعريب
المواد التعليمية و ترجمتها وإنما تعريب الشارع المغربي بمختلف مؤسساته
المقصودة و غير المقصودة؛ و إن الواقع الحالي لقضية التعريب في المجتمع
المغربي مازالت ملفوفة بسياجات داخل دواليب الوزارة الوصية على التربية و
التكوين، و بمواقف ارتكاسية محكومة للمد الفرنكوفونـــــــي و للعوامل
الجيو سياسية التي تربطنا بالغرب عموما.
2 ـ دمقرطة التعليم: نظر لها الرجل من منظور اشتراكي و راديكالي في فترة
السبعينات من القرن الماضي مقترحا في ذاك و بشكل عقلاني هادف مجموعة من
الإجراءات التي وجب اتخاذها كمنطلقات الاستراتجية في تدبير الشأن التربوي
التكويني بالنسبة للفئات المستهدفة داخل المدرسة الوطنية المأمولة في
مشروعه الاشتراكي، و بالنسبة للاختيارات البيداغوجية التي يجب أن ترتكز
عليها المناهج الدراسية المقررة:
1 ـ تمكين جميع الأطفال مهما كانت مستوياتهم الاقتصادية و الاجتماعية و
الثقافية من بلوغ أعلى مستوى من الثقافة العامة و الأهلية المهنية التي
تناسب ميولهم و استعداداتهم،عبر إقرار إلزامية تعميم التمدرس بالنسبة
للجميع بدون استثناء و الاحتفاظ بهم، و هو رهان متأخر ـ بالنظر لما استطاع
الراحل التخطيط له ـ عبر عنه الميثاق الوطني للتربية و التكوين في بعض
دعاماته، و تم استحضاره أيضا في مشاريع برنامج المخطط الاستعجالي تحقيقا
لمدرسة النجاح؛ و تلكم قضية مطروحة للنقاش على المدى القريب. مما يزكي
البعد الاستشراقي للرجل في التنظير للآفاق المستقبلية التي وجب أن تكون
عليها المنظومة التربوية التكوينية خدمة للتنمية الشمولية.
2 ـ تضييق الهوة التي تفصل العمل اليدوي و العمل الفكري، و التي تبناها
إصلاح التعليم لسنة 1985 و لكنه لم يقدر على تطبيقها لغياب فعاليات
اقتصادية منخرطة بشكل إرادي في المشروع التنموي الاقتصادي و التكنولوجي.
فلذلك كان يرى الراحل بضرورة ربط المدارس في المدينة بالمصانع، و ربط
البادية بالحقول، لكي يتلقى الأطفال معلومات نظرية توجيهية في
الأقســــــــــام و دروسا تطبيقية في المصنع و الحقل، و يتحولون إلى
منتجين ينالون حصة من إنتاجهم تشجيعا لهم و إعانة لأسرهم، في نفس الوقت
الذي يتابعون فيه دراستهم التي ستهيئهم للمشاركة بفعالية في خدمة التنمية
في بلادهم؛ يبقى الاختيار الوحيد الذي دافع عنه الراحل عبر تراخي الزمن أن
ربط التعليم بالتنمية الشمولية لا يمكن أن يتحقق إلا بالربط الجدلي بين
التحريـــر و الديمقراطية و الاشتراكية... في إطار تصميمات تعمل على
تحريـــــــــــر الأرض و الاقتصاد و الفكر و الإنسان.
تلكم بعض من الاشراقات التي وقفنا عليها من خلال أعمال المفكر محمد عابد
الجابري، و من الصعب التطرق لكل القضايا التربوية التكوينية التي تبناها
الراحل في مختلف مشاريعه الفكرية، أتمنى أن تتاح لنا فرصة لتنظيم ندوة
وطنية يتم استحضار فيها كل ما استطاع الرجل أن يراكمه من أعمال، وفاء
لروحه، و اعترافا بالخدمات الني قدمها للمجتمع المغربي كسياســــــــــــي و
كمثقف عضوي و كمؤسس لنظريات فلسفية في المغرب و العالم العربي و الغربي.
5-6-2010/الاتحاد الاشتراكي
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 64
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
مواضيع مماثلة
» مشروع محمد عابد الجابري: شهادة من موقع العشرة / سعيد بنسعيد العلوي
» معارك محمد عابد الجابري الفكرية والسياسية
» محمد عابد الجابري في ذمة الله
» جابريات...
» تشكُّل الهوية العربية - د. محمد عابد الجابري
» معارك محمد عابد الجابري الفكرية والسياسية
» محمد عابد الجابري في ذمة الله
» جابريات...
» تشكُّل الهوية العربية - د. محمد عابد الجابري
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى