شارد زاده الخيال
صفحة 1 من اصل 1
20062010
شارد زاده الخيال
*جلس وحيدافي ركن منزو بمقهى العصافير؛وكل تفكيره منصب على الحالة المزرية التي يعيشها وأفراد أسرته البائسة،في بيت متواضع يفتقر لأدنى الوسائل الضرورية للحياة. فرفقاء دربه، الذين كانوا بالأمس القريب يشاطرونه همه وغمه،هم اليوم بالضفة الأخرى-ضفة النجاة وبناء المستقبل- يعيشون اليوم حياة صفاء وهناء وراحة البال...*الشرقاوي والبودالي وعثمان...جميعهم اليوم ينعمون بحياة اليسروالسعادة و الأمان. كل منهم يمتلك سيارة
فاخرة ومنزلا فاخرارحبا بالمدينة،إضافة إلى رصيد مهم بالبنك. أم هو المسكين التاعس،فلا يزال يعيش حياة حياة مهانة وذل وهوان. إنه يجلس كئيبا،يائسا، شارد البال،يدخن سيجارة رخيصة ويرتشف كأس قهوة مرا مذاقه...إنه تائه في بحر الأحلام الذي لاقرارله...لحظة ودون سابق إنذاروجد نفسه يحصل على عقد عمل،في غاية كبيرة من الأهمية، مقابل مبلغ 40 ألف درهم...وبقدرة قادر، ألفى نفسه في الضفة الأخرى في أمن وسلام،من دون أدنى عناء ومشقة...يحصل على منصب شغل في إحدى ورشات البناء، مقابل أجر مهم لم يكن ةيحلم به من قبل...يزداد نشوة وسعادة عندما يجد نفسه قد وفر مبلغا محترما من /الأورو/ في وقت جد وجيز...ساعده على تحقيق كل طموحاته ونزواته التي كانت سرابا في سراب... استأجر شقة صغيرة لكنها جذابة ..اقتنى ملابس فاخرة، وثمة أشياء أخرى كانت تنقصه... ازدادت سعدته وغبطته عندما تعرف من باب الصدفة،على شابة شقراء جميلة، أدخلت نوعا من البهجة والمتعة على قلبه المكلوم ...لكنه يكتشف أخيرا، أنها تخادعه و تماريه، مستغلة سذاجته وحسن نيته.. فيقرر بلا هوادة مقاطعتها والنأي عنها..لا عنا كل شقروات هذا البلد الغريبة أطواره... وأخيرا يجد نفسه قد عاد إلى أرض وطنه المغرب، إلى قرينه الصغيرة الوديعة.. يعانق أهله و ذويه في حبور وانشراح... وبعد فترة استراحة،ينطلق بسيارته الفارهة إلى المدينة، صحبة ثلة من زملائه، وهم في غبطة وسرور وحبور... طفق ينتقل بين شوارع المدينة في سرعة مجنونة وحركات محمومة، وصوت آلة مسجلته يرتفع ويرتفع،مخترقا الآفاق..تنبثق منها أغان صاخبة غربية مرة، وشعبية تارة أخرى...وكم كان يسعده أن يوقف سيارته أمام باب إعدادية أو ثانوية، مترقبا موعد خروج التلميذات، عله يظفر على صيد ثمين.. لكن مساعيه تذهب سدى، لعدم اكتراث الفتيات به وبسيارته،لأنهن ضقن ذرعا من مثل هذه السلوكات الطائشة المقيتة، أصدق ما يمكن أن يقال في أصحابها:إنهم غفل... لهذا قر رأيه على الزواج، لأنه هو نفسه مل حياة الطيش والعبث، والجري وراءمتعة عابرة لن ينال منها إلا الضياع...*كانت سعيدة ابنة خالته هي فتاة أحلامه، هي عروسته المفضلة، لدماثة أخلاقها، وسلوكها القويم وموقعها الحسن في قلوب ساكنة أهل القرية... * إنه يقيم عرسا أسطوريا، يحضره كل سكان الدوار،صغارا وكبارا، ذكورا وإناثا.....نصبت خيمة كبيرة، أفرشت ،زينت بكل عناية وإحكام .....بقية القصة لاحقا.
حاجي حفيظ- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 345
العمر : 66
Localisation : بني ملال
Emploi : أستاذ
تاريخ التسجيل : 18/06/2010
شارد زاده الخيال :: تعاليق
رد: شارد زاده الخيال
حاجي حفيظ كتب:*جلس وحيدافي ركن منزو بمقهى العصافير؛وكل تفكيره منصب على الحالة المزرية التي يعيشها وأفراد أسرته البائسة،في بيت متواضع يفتقر لأدنى الوسائل الضرورية للحياة. فرفقاء دربه، الذين كانوا بالأمس القريب يشاطرونه همه وغمه،هم اليوم بالضفة الأخرى-ضفة النجاة وبناء المستقبل- يعيشون اليوم حياة صفاء وهناء وراحة البال...*الشرقاوي والبودالي وعثمان...جميعهم اليوم ينعمون بحياة اليسروالسعادة و الأمان. كل منهم يمتلك سيارةفاخرة ومنزلا فاخرارحبا بالمدينة،إضافة إلى رصيد مهم بالبنك.أما هو المسكين التاعس،فلا يزال يعيش حياة مهانة وذل وهوان. إنه يجلس كئيبا،يائسا، شارد البال،يدخن سيجارة رخيصة ويرتشف كأس قهوة مرا مذاقه...إنه تائه في بحر الأحلام الذي لاقرارله...لحظة ودون سابق إنذاروجد نفسه يحصل على عقد عمل،في غاية كبيرة من الأهمية، مقابل مبلغ 40 ألف درهم...وبقدرة قادر، ألفى نفسه في الضفة الأخرى في أمن وسلام،من دون أدنى عناء ومشقة...يحصل على منصب شغل في إحدى ورشات البناء، مقابل أجر مهم لم يكن ةيحلم به من قبل...يزداد نشوة وسعادة عندما يجد نفسه قد وفر مبلغا محترما من /الأورو/ في وقت جد وجيز...ساعده على تحقيق كل طموحاته ونزواته التي كانت سرابا في سراب... استأجر شقة صغيرة لكنها جذابة ..اقتنى ملابس فاخرة، وثمة أشياء أخرى كانت تنقصه... ازدادت سعدته وغبطته عندما تعرف من باب الصدفة،على شابة شقراء جميلة، أدخلت نوعا من البهجة والمتعة على قلبه المكلوم ...لكنه يكتشف أخيرا، أنها تخادعه و تماريه، مستغلة سذاجته وحسن نيته.. فيقرر بلا هوادة مقاطعتها والنأي عنها..لا عنا كل شقروات هذا البلد الغريبة أطواره... وأخيرا يجد نفسه قد عاد إلى أرض وطنه المغرب، إلى قريته الصغيرة الوديعة.. يعانق أهله و ذويه في حبور وانشراح... وبعد فترة استراحة،ينطلق بسيارته الفارهة إلى المدينة، صحبة ثلة من زملائه، وهم في غبطة وسرور وحبور... طفق ينتقل بين شوارع المدينة في سرعة مجنونة وحركات محمومة، وصوت آلة مسجلته يرتفع ويرتفع،مخترقا الآفاق..تنبثق منها أغان صاخبة غربية مرة، وشعبية تارة أخرى...وكم كان يسعده أن يوقف سيارته أمام باب إعدادية أو ثانوية، مترقبا موعد خروج التلميذات، عله يظفر على صيد ثمين.. لكن مساعيه تذهب سدى، لعدم اكتراث الفتيات به وبسيارته،لأنهن ضقن ذرعا من مثل هذه السلوكات الطائشة المقيتة، أصدق ما يمكن أن يقال في أصحابها:إنهم غفل... لهذا قر رأيه على الزواج، لأنه هو نفسه مل حياة الطيش والعبث، والجري وراءمتعة عابرة لن ينال منها إلا الضياع...*كانت سعيدة ابنة خالته هي فتاة أحلامه، هي عروسته المفضلة، لدماثة أخلاقها، وسلوكها القويم وموقعها الحسن في قلوب ساكنة أهل القرية... * إنه يقيم عرسا أسطوريا، يحضره كل سكان الدوار،صغارا وكبارا، ذكورا وإناثا.....نصبت خيمة كبيرة، أفرشت ،زينت بكل عناية وإحكام .....بقية القصة لاحقا.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى