قالت مريم، وهي تلميذة نشيطة ومجدة،لأستاذها:
-أراك يا أستاذ لست كعادتك التي ألفناها فيك من قبل؟
-أين ابتسامتك الرقيقة؟ أين وجهك البشوش،الذ يشعرنا بالدفء و الطمأنينة و والأمل خصال وشيم،كانت ثم تلاشت و اختفت بين عشية زضحاها...
لم يجبها أستاذها،أو بالأحرى لم ينبس ببنت شفة؛بل بدا حائرا شاردا،لا يلوي على شيء...وكل ما فعله ،بدأ يلقي عليها وعلى سائرتلامذة القسم ،نظرات تشوبها الحيرة و التردد و...
وكانت إيمان، وهي ريحانة هذه المؤسسة نظرا لما تحظى به من الود والتقدير من لدن المدرسين و المتمدرسين،ومعها زملاء صفها: أيوب وصلاح الدين وأمال وحسناء و عبد الحفيظ وغيرهم...وهم جميعا عصافير هذا القسم المزقزقة، وزنابقه العطرة الشادية،قد أبدوا كلهم بنفس الملاحظات و الأحاسيس الجياشة المليئة بالحب والوفاء والنبل والطهارة ..
كانت أجوبة الأستاذ عن هذه التساؤلات مقتضبة وغير شافية أومقنعة ،لهذه الوجوه البريئة المرحة ...هذه الوجوه ،التي لا تنشد من وراء ذلك، سوى الرضى والتعايش والتواصل حتى تسير الأمورفي هذا الفصل وطريق التفاهم و الود والنجاح...
لاحظ الأستاذ دموع الأسى والألم تترقرق في عيون تلامذته، لاحظ الآهات والحسرات والقلق والوجوم على محياهم...
فقرر أن يرعوي عن سلوكه الغير القويم،والذي هو وليد ظروف صحية ونفسية تنتابه بين الفينة والأخرى...
في اليم الوليد، أطل الأستاذ على تلامذته بوجهه البشوش المشرق،كما اعتادوا منه آنفا. فعادت البسمة من جديد للوجوه الناظرة،وجفت الدموع من العيون الحائرة الساحرة...وعادت الفرحة للقلوب المكلومة الواجفة ..
فثبت لأستاذ:ان الحب والوفاء والود والصفاء، هي سبل التواصل و الجد والعمل، والمثابرة والمنافسة البريئة...وأن لغة القطيعة والجفاء والخصام، هي سبيل الفشل و الفوضى والكراهية للمدرسة و المدرسين والنس أجمعين...

الود خير سبيل لإمتلاك القلوب السامية **** والجفاء سبيل الشر ولأعمال الدانية
فمن ينهج طريق الود والحب ينعم **** ومن يسلك طريق الجفاء والحقد يندم

حاجي حفيظ/ مؤسسة العرفان/ سوق السبت-بني ملال-07-05-2007