*كنت أتباهى به وأفخر،كان يفوق كلاب الحي جثة وقوة. لم يسبق لي أن أزعجته مرة،أو هضمت حقا من حقوقه..كنت أشعر نحوه بميل يفوق كل حد،حتى خيل لي أنه الصديق الذي يعسر فراقه والنأي عن قربه.
عكفت على تعليمه وتهذيبه،إن صح أن الكلاب تعلم وتهذب...وأجهدت نفسي كل الجهد في سبيل ذلك.
*كان أملي أن أخلق من هذه النفس المشططة المرذولة،نفسا شريفة نقية، تسيرووكب الزمان...وثابرت على ذلك أياما وشهورا وسنين،حتى اجتمعت لدي ملاحظات كثيرة عن هذا المخلوق الغريب...ملاحظات تثبت أن هذا الحيوان يميل بغريزته الطبيعية إلى الألفة، والإدراك والفهم الدقيق..إلا أنه ويا للأسف الشديد،ميال بطبعه إلى التفاهة والجري وراء الفتاة،وقمامات المزابل ...فكلما قدمت له طبقا شهيا،إلاواختار فتاة القاذورات ..وكلما وهبته قارورة عطر ثمين، إلا وانكب على النتانة والروائح الكريهة المنفرة...
*فكلبي يسمو في إدراكه إلى مصاف العظماء من الرجال،ويرسب من أجل شهواته إلى درك سحيق من الخسة والدناءة والجشع...
-كرهت اليوم كلبي،وفارقته لتضارب أهوائه ونوازعه...وفي النفس حسرة وفي القلب فجيعة..
*ليت شعري، هل سيقتنع كلبي أن رأيي كن في محله...؟
هذا ما أجنح اليوم للكشف من أمائره وتصرفاته..
-فهل عرفتموني يا سادتي ؟ وهل عرفتم من هو كلبي ...؟

حاجي حفيظ: تطوان-15مارس 1980م