صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أبطــــال المقــــاومة

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

أبطــــال المقــــاومة  Empty أبطــــال المقــــاومة

مُساهمة من طرف ابن الأطلس الإثنين 9 أغسطس 2010 - 1:04

أبطــــال المقــــاومة  50px-Flag_of_Morocco.svg الســـــــــــــــلام عليكــــــم ورحمة الله تعـــــالــى وبــركــــــــاته أبطــــال المقــــاومة  Palestine

الشهيد أحمد الحنصالي المقاوم الأول بمنطقة الأطلس المتوسط
يرجع نسب احمد الحنصالي إلى أسرة شريفة، حيث كان جده سعيد الحنصالي من الشرفاء الذين تقع زاويتهم شرق مدينة أزيلال، والده يسمى موحى ووالدته تسمى عائشة. وقد ازداد الشهيد الحنصالي في العشرينات بزاوية أحنصال، نشأ يتيم الأبوين وهاجر في سن مبكرة إلى دوار آيت احبيبي بقيادة تاكزيرت إقليم بني ملال حيت اشتغل راعيا ما يقارب من ثماني سنوات عند عند عائلة آيت زايد اورحو، ثم خماسا بدوار آيت وودي، قبل أن يتوجه الى بونوال حيث كان يرعى البقر عند المسمى موحى والعيد ثم اشتغل بعدها عاملا مداوما وكان مستقرا مع المخزني اسعيد اوخلا الذي كان مكلفا بحراسة المركز الفرنسي على المنطقة.
يعتبر احمد الحنصالي المقاوم الأول بمنطقة الأطلس المتوسط الذي تحدى حاجز الصمت والتردد وتخطى ظروف الحيرة والانتظار مزق مخانق التطويق الاستعماري العنيف.
فقد ابتدأ هذا الثائر القروي، والفلاح الصغير الفصل الأول من ثورته الكبرى يوم 13 مايو 1951 حينما اعترض سيارة يركبها أربعة من الفرنسيين وهي في طريقها بين سد بين الويدان وافورار وإقليم أزيلال فأطلق الرصاص عليهم حيت أصيب تسوتينو وأمه بإصابة لقيا على إثرها مصرعهما وفي حين أصيب كون وزوجته بجروح مختلفة وقد تمت الحادثة في واضح النهار وفي موقع جبل استولى الثائر الحنصالي على سلاح الفرنسيين كغنيم أولى وكسلاح أول من أول عملية ثورية قام بها، واستمر في أعماله الثورية والفدائية في أمكنة ومواقع مختلفة متباعدة عن بعضها البعض من عشرة إلى مائة وخمسين كلم وخلال هذه الرحلة الفدائية استطاع الشهيد قتل العديد من حراس الأمن والمتعاونين معهم ونتيجة لذلك تدخلت السلطة الفرنسية للبحث عن الحنصالي ومطالبة متابعة خطواته وعملياته في شعاب وغابات القصيبة وبني ملال واكتشاف مخابئه وفي يوم 23يوليوز 1951 تم القبض عليه بعد سنتين من انطلاق ثورته تقريبا في سد بين الويدان حيث اعتقلت السلطات الفرنسية العديد من سكان المناطق الجبلية التي تنقل فيها الثائر أحمد الحنصالي والتي باشر منها ثورته ممن اشتبه فيهم أمثال سيدي موحا احساين المعروف بولد سميحة الذي كان يناهز عمره ستين سنة وفي يوم الاثنين 16 فبراير 1953وبعد سنتين من السجن، أصدرت المحكمة العسكرية في حق هذا البطل المقاوم الأول ورفيقه الحكم بالإعدام، ونقلوه إلى زنزانة فردية في انتظار التنفيذ، وفي اليوم الموعود، أخرجوه مكبلا إلى ساحة المعتقل، وقال "يا أسي عبد الرحيم بوعبيد" إلى اللقاء عند الله" وفي يوم 26 نونبر 1953م تنفيذ الحكم بالإعدام في في حق الشهيد رميا بالرصاص وكان بذلك أول حكم ينفد في حق المقاوم المغربي بغية التخويف والترهيب والحد من نشاط المقاومة. } وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ .. } [ آل عمران:169،170].

رحم الله جميع المقاومين وأسكنهم فسيح جنانه
أبطــــال المقــــاومة  49b44d87e13f3
ابن الأطلس
ابن الأطلس
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 3543
تاريخ التسجيل : 21/07/2008

http://www.seghrouchni.skyrock.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبطــــال المقــــاومة  Empty رد: أبطــــال المقــــاومة

مُساهمة من طرف ابن الأطلس الأربعاء 11 أغسطس 2010 - 13:00

أبطــــال المقــــاومة  50px-Flag_of_Morocco.svg الســـــــــــــــلام عليكــــــم ورحمة الله تعـــــالــى وبــركــــــــاته أبطــــال المقــــاومة  Palestine

موحا أوحمو الزياني من أهم أبطال المقاومة الأمازيغية في التاريخ المغربي الحديث والمعاصر إلى جانب محمد الشريف أمزيان وعبد الكريم الخطابي وعسو أبسلام ؛ لما أظهره من بسالة بادية للعيان في تاريخ القرن العشرين، وشجاعة قل نظيرها في العديد من الحروب الحامية الوطيس والمعارك المظفرة التي سحق فيها العداة سحقا شديدا وأذاقهم فيها هزائم نكراء. وقد اشتهر موحا أو حمو الزياني بنضاله المستميت في المعركة الشهيرة التي أباد فيها الكثير من قوات الجيش الفرنسي في الأطلس المتوسط قرب مدينة خنيفرة، وتسمى هذه الواقعة بمعركة لهري التي وقعت سنة 1914م، بعد أن حاصر الفرنسيون مخيم قائد قبائل زيان من جميع النواحي قصد القضاء عليه بصفة نهائية. وقد سببت مناوشات موحا أوحمو وحروبه المتتالية ضد الغزاة في تأخير غزو الأطلس المتوسط والجنوب الشرقي لسنوات عدة إلى غاية استشهاد الزعيم في سنة 1921م.
هذا، وقد سبب موحا أوحمو الزياني لفرنسا المحتلة خسائر فادحة في العتاد والأرواح لمدة ست سنوات من المعارك والحروب التي أبلى فيها الزيانيون البلاء الحسن بفضل حنكة وخبرة البطل المجاهد الأمازيغي موحا أوحمو الزياني.
إذا، من هو موحا أو حمو الزياني؟ وماهي أهم التطورات التي مرت منها مقاومته الباسلة في تحدي المستعمر الأجنبي الفرنسي؟ وماهي الخطوات التي انبنى عليها سيناريو معركة لهري ونتائجها المباشرة وغير المباشرة ؟ وما مصير مقاومة موحا أو حمو الزياني؟


1- من هو موحا أو حمو الزياني؟
من المعلوم أن موحا أو حمو من مواليد سنة 1877م، وكان قائدا مخزنيا على قبائل زيان منذ 1887م بمدينة خنيفرة التي اتخذها مقرا لمقاومته الشرسة ضد العدو الفرنسي منذ سنة 1914م. وعمل جاهدا على توحيد كلمة الأمازيغيين بالأطلس المتوسط، و جمع شمل الزيانيين، وكون جيشا مدربا على المقاتلة والتحدي والصمود والوقوف في وجه الأعداء العتاة من الغزاة الأجانب، وتحالف مع القبائل الأمازيغية المجاورة في الأطلسين : الكبير والصغير للوقوف في وجه القوات الفرنسية التي أرادت إخضاع الأطلس المتوسط للتحكم في طرق المواصلات واستنزاف خيرات المنطقة وتطويقها لفرض الأمن قصد استكمال مسلسل الاحتلال واستعمار باقي المناطق المغربية التي لم يتم احتلالها بعد. ومن المعروف تاريخيا أن زوجته يطو هي التي حولت زوجها موحا أوحمو من خاضع للقوات الفرنسية إلى بطل مقاوم شهم يدافع عن حرمات قبائل زيان باستماتة استشهادية ونبل كبير منقطع النظير. هذا، وقد استمرت مقاومة موحا أوحمو الزياني مدة ست سنوات من 1914م إلى 1920م، ليستشهد البطل المقاوم في معركة "أزلاغن تزمورت" ضد الجنرال "بوميرو" يوم 27 مارس 1921م، ويدفن بعد ذلك في مقابر "تاملاكت". وقد اشتهر موحا أو حمو الزياني بمعركة لهري الشهيرة التي أذاق فيها العدو الفرنسي شر هزيمة، وسحق فيها معظم قواته المحنكة بفنون الحرب وقواده المعروفين بدراية التخطيط العسكري. ومن ثم، سيصبح موحا أو حمو الزياني دائما من أهم أبطال المقاومة الأمازيغية، ومن أهم الرجال الشجعان والمجاهدين البواسل الذين يفتخر بهم التاريخ المغربي الحديث والمعاصر، وسيبقى علما منتصبا في صفحات البطولة والمقاومة يتذكره الماضي والحاضر والمستقبل .

2- تطور مقاومة موحا أو حمو الزياني؟
لم تظهر مقاومة موحا أو حمو الزياني بشكل جلي إلا في سنوات العقد الأول من القرن العشرين الميلادي قبل فرض الحماية الفرنسية على المغرب سنة 1912م. وبدقة أكثر، لم تتأجج ميدانيا إلا مع محاولة الفرنسيين التغلغل في السهول المغربية استعدادا لغزو جبال الأطلس الشامخة لتطويق رجال المقاومة الأمازيغ الذين عرفوا بشراسة المعارك وقوة الشكيمة والرغبة العارمة في الاستشهاد والدفاع عن الحرمات والأعراض. وهكذا، نجد موحا أوحمو يصطدم مع الفرنسيين منذ وقت مبكر حينما أرسل بعض قواته للدفاع عن الشاوية منذ سنة 1908م، كما ساهمت قواته في الدفاع عن القصيبة سنة 1913م. وتبقى أهم معركة سيخوضها موحا أوحمو الزياني هي معركة لهري سنة 1914م، ومعركة الاستشهاد في 27 مارس 1921م بتاوجكالت.
كما قلنا سابقا : إن مقاومة موحا أوحمو انطلقت شرارتها الأولى منذ وقت مبكر قبل فرض الحماية ميدانيا وعمليا، عندما حاول الكولونيل مانجان احتلال تادلا تمهيدا لاحتلال الأطلس المتوسط للقضاء على قبائل زيان ومقاومتهم العتيدة. لذا، وحّد موحا أوحمو وموحا أوسعيد جهودهما لمواجهة القوات الفرنسية الغازية، بيد أن انبساط السهول في منطقة تادلة وتفوق فرنسا عسكريا ونقص الذخيرة عند المقاومين الأمازيغيين سهل الأمر على الفرنسيين الدخول إليها في أبريل 1913م. وعلى الرغم من هذا الاحتلال، فقد ألحق قائدا المقاومة الأمازيغية بالفرنسيين خسائر فادحة في الأرواح والبشر في معركة القصيبة التي دامت ثلاثة أيام متواصلة، والتي أدت بالكولونيل مانجان إلى التراجع إلى منطقة تادلة، ولم يدخل الفرنسيون قصبة بني ملال إلا في صيف سنة 1916م، في حين لم تخضع القوات الفرنسية القصيبة إلا في أبريل 1922م ، بعد أن جهزت لذلك قوة ضخمة من الرجال والعتاد.

3- سيناريو معركة الهري:
تعتبر معركة لهري الملحمية من أهم المعارك التي خاضها الزيانيون الأمازيغيون ضد المحتل الفرنسي الذي استهدف إذلال الأطلسيين وتركيعهم، واستنزاف خيراتهم واغتصاب ممتلكاتهم، والتصرف في مواردهم وأرزاقهم،والتحكم في رقابهم وحرياتهم التي عاشوا من أجلها. ولايمكن الحديث في الحقيقة عن المقاوم البطل موحا أوحمو الزياني إلا في ارتباط وثيق مع هذه المعركة التي سجلت معالم وجوده بدماء حمراء في صفحات التاريخ الحديث والمعاصر في القرن العشرين الميلادي.

أ‌- دوافــــع معركة لهري:
قرر المحتل الفرنسي إخضاع جبال الأطلس الكبير والمتوسط والصغير قصد تطويق المقاومة الأمازيغية ومحاصرتها برا وجوا وبحرا من أجل فرض الأمن واستتباب الطمأنينة في نفوس المعمرين الأجانب لاستغلال المغرب واستنزاف خيراته الاقتصادية. لكن احتلال المغرب ضمن أبعاد فرنسا الاستعمارية ونواياها المبيتة لن يكون في صالح الحكومة الحامية إلا بالاستيلاء على الأطلس المتوسط باعتباره ممرا إستراتيجيا يفصل الشمال عن الجنوب، ويفصل أيضا الغرب عن الشرق، ويهدد كذلك وجود فرنسا بالجزائر ومدينة وجدة والمغرب الشرقي الجنوبي، ويهدد كل المناطق المتاخمة للحدود الجزائرية. كما يكتسي الأطلس المتوسط أهمية جغرافية واقتصادية على المستوى المائي والفلاحي والغابوي؛ لكونه منبعا لكثير من الأنهار والمصبات بفضل كثرة الثلوج المتساقطة على المنطقة ، والتي تتحول إلى مجار وينابيع وعيون مائية تنساب في الكثير من الأنهار كنهر أم الربيع ونهر ملوية ووادي العبيد. وبالتالي، تساهم هذه الأنهار والأودية في إنشاء السدود وتوليد الطاقة الكهربائية، فضلا عن توفر الأطلس المتوسط على خط المواصلات المباشر الذي يربط بين مراكش وفاس عبر أم الربيع وخنيفرة. وقد دفع هذا الوضع الإستراتيجي الإقامة الفرنسية بالرباط إلى التفكير في احتلال الأطلس المتوسط لفتح الطرق والممرات البرية لتسهيل التواصل بين فاس ومراكش وتسخير خيرات الجبال لصالح فرنسا التي كانت تخوض حربا كونية ضد دول المحور التي كانت تتزعمها الإمبراطورية الألمانية بقيادة بسمارك. كما أن أغلب المقاومين الذين كانوا يحاربون فرنسا كانوا يحتمون بجبال الأطلس المتوسط ولاسيما المقاومين الزيانيين . وقد أثبت ليوطي المقيم العام بالمغرب في 2 ماي 1914م دوافع احتلال الأطلس المتوسط حينما صرح قائلا: " إن بلاد زيان تصلح كسند لكل العصاة بالمغرب الأوسط، وإن إصرار هذه المجموعة الهامة في منطقة احتلالنا، وعلاقتها المستمرة مع القبائل الخاضعة، يكون خطرا فعليا على وجودنا، فالعصاة المتمردون والقراصنة مطمئنون لوجود ملجإ وعتاد وموارد، وقربها من خطوط محطات الجيش ومناطق الاحتلال جعل منها تهديدا دائما لمواقعنا، فكان من الواجب أن يكون هدف سياستنا، هو إبعاد كل الزيانيين بالضفة اليمنى لأم الربيع". ونفهم من خلال هذا التصريح أن خوض المعركة ضد الزيانيين بجبال الأطلس المتوسط فرضته دوافع إستراتيجية تتمثل في محاصرة المقاومة الأمازيغية التي كانت تساعد القبائل المجاورة والسهول المحتلة من قبل على التحرر والانعتاق من قبضة المحتل الفرنسي الذي بذل مجهودات جبارة من أجل السيطرة عليها وتطويعها.

ب‌- سيـــاق معركة لهري ومراحلها:
بعد معارك ضارية في منطقة تادلة إلى جانب رفيقه في المقاومة موحا أو سعيد، تراجع أوحمو الزياني إلى مدينة خنيفرة التي كان قائدا لها، فجمع الزيانيين ووحد القبائل الأمازيغية بالأطلس المتوسط وتحالف مع القبائل الأطلسية المجاورة، فكون جيشا قويا مدربا على الرغم من نقص العتاد والأسلحة والمؤن التي تؤلهم للاستمرار في المعركة مدة طويلة. ولما فشل الفرنسيون في استمالة موحا أوحمو وإغرائه وتسويفه، قررت القوات الغازية بقيادة الكولونيل هنريس Henrys أن تشن حرب الإبادة ضده وضد القبائل الأمازيغية وخاصة قبيلة زيان المعروفة بالشجاعة النادرة وقوة الشكيمة كما يعترف بذلك الجنرال گيوم : "لاتكمن قوة الزيانيين في كثرة عددهم بقدر ماتكمن في قدرتهم على مواصلة القتال بالاعتماد على ماكانوا يتحلون به من بسالة وتماسك وانتظام، وأيضا بفضل مهارة فرسانهم البالغ عددهم 2500 رجل، فكانوا بحق قوة ضاربة عركتها سنوات طويلة من الاقتتال. كما كانت أيضا سرعة الحركة والإقدام إلى جانب القدرة العفوية على المخاتلة في الحرب من الصفات المميزة لمقاتليهم..." ويتبين لنا من هذا الاعتراف الذي صرح به قائد القوات الأجنبية أن الزيانيين بقيادة موحا أوحمو كانوا من المقاومين الأشداء، ومن المناضلين المتمرسين على فنون الحرب والقتال، يمتازون بالقوة والشجاعة، والاستشهاد في سبيل الله والاعتماد على الإيمان في خوض حروبهم ضد المستعمرين المحتلين، و اختيار حرب العصابات وأسلوب الكر والفر والمقاومة الشعبية السريعة والخاطفة في مواجهة الأعداء المتغطرسين وسحقهم.
وعلى أي، فقد دخل الفرنسيون بقيادة الكولونيل هنريس مدينة خنيفرة في 12 يونيو 1914م بجيش تجاوز تعداده ثلاثين ألف محارب، فاضطر القائد موحا أو حمو الزياني إلى إخلائها والاحتماء بالجبال المجاورة للمدينة، فبدأ يشن هجماته المرات والمرات على مدينة خنيفرة، ودخل مع المحتل في مناوشات واصطدامات كثيرة انتهت بخسائر جسيمة في صفوف الجيش الفرنسي. هذا، وقد تعسكر موحا أوحمو مع أتباعه في مخيم بمنطقة لهري استعدادا لكل هجوم مباغت وفرارا من مدينة خنيفرة التي سيطر عليها الكولونيل هنريس، وتقع قرية لهري على مسافة 15 كيلومترا من خنيفرة. ولما علم الكولونيل بوجود موحا أوحمو الزياني بمعسكر لهري مع أتباعه القليلي العدد، استغل ليلة شتاء 13 نوفمبر 1914م لمباغتة المقاومين داخل مخيمهم بعد أن أباد الأطفال والشيوخ والنساء بدون رحمة. وهكذا، بادر الجيش الفرنسي بقوات حاشدة لتطويق المقاومة بصفة نهائية، وهنا يقول محمد المعزوزي : " وقام بتنفيذ خطته يوم 12 نونبر، حيث تحرك بأربع فرق تضم 1300 جندي، معززة بالمدفعية، وتوجه إلى معسكر لهري حيث قام بهجوم مباغت على الدواوير ومكان المجاهدين". وكانت المعركة التي ظنها المستعمر الفرنسي سهلة المرامي، فإذا بها تصبح بفضل شجاعة المقاومين الأشداء حربا حامية الوطيس تلطخت بدماء القتلى وجثث الغزاة التي افترشت الثرى بعد الهجوم العسكري الفاشل:" لقد كان الهجوم على معسكر الزياني عنيفا، حيث بدأ في الساعة الثالثة صباحا، وتم تطويق المعسكر من أربعة جهات في آن واحد، ليبدأ القصف شاملا، حيث قذفت الخيام المنتصبة التي تحتوي الأبرياء، وقام الجنود بأمر من لاڤيردور بمهاجمة القبائل المحيطة بالقرية، فيما استغل البعض الآخر – الجنود- الفرصة لجمع القطيع الموجود من الأغنام والأبقار، واختطاف النساء توهما بالنصر. هذا في الوقت الذي كان فيه حشد آخر يقصد الجبل لتمشيطه من المقاومة، وبذلك تحولت منطقة لهري إلى جحيم من النيران، وسمعت أصوات الانفجارات في كل المناطق المجاورة، وظن قائد الحملة العسكرية على لهري أن النصر حليفه، وأنه وضع حدا لمقاومة الزياني. غير أنه أصيب بخيبة أمل حينما فوجئ برد عنيف من طرف المقاومين ليدرك بعد ذلك أنه ألقى بنفسه وبقوته في مجزرة رهيبة ودوامة لاسبيل للخروج منها." بيد أن المعركة ستحسب لصالح موحا أوحمو الزياني بعد أن تحالفت معه القبائل الأمازيغية المجاورة، والتي حضرت بسرعة خاطفة خاصة إشقرين وآيت بوحدو وآيت نوح وآيت بويشي وآيت شارط وآيت بومزوغ وآيت خويا وآيت إحند وآيت يحيى وآيت سخمان وآيت إسحق تسكارت وآيت بوحدو ولمرابطين وقبائل زيان. وقد حاصرت هذه القبائل جميعها الجنود الفرنسيين من كل النواحي، وطوقتهم بشكل مباغت ومفاجئ، فواجهتهم بكل الأسلحة الموجودة لديهم من بنادق وفؤوس وخناجر، وقد أبانت هذه القبائل عن محبتها للقائد موحا أوحمو وعن روح قتالية عالية ورغبة كبيرة في الانتقام من الغزاة الطامعين. وقد أظهرت الحرب هزيمة الفرنسيين بعد مقتل الكثير من الجنود والضباط؛ مما جعل القواد يطلبون مزيدا من التعزيزات والوحدات الإضافية، لكن موحا أوحمو لم يترك لهم فرصة الانسحاب، فتتبع قواتهم الفارة، فحاصرها من كل النواحي إلى أن فتك بالكولونيل لاڤريدور عند نقطة بوزال؛ مما اضطر باقي جنوده إلى الإذعان والاستسلام لقائد قبائل زيان، بعد أن تمكن المقاوم الأمازيغي موحا أو حمو من القضاء على نصف القوات الغازية المعتدية.


ت‌- نتائــج المعركة:
حققت معركة لهري التي قادها البطل المقاوم موحا أو حمو برفقة الزيانيين والقبائل الأمازيغية المتحالفة نتائج إيجابية على جميع الأصعدة، ولاسيما أنها كبدت المستعمر المحتل عدة خسائر في العتاد والأرواح البشرية، فكانت بمثابة فاجعة مأساوية بالنسبة للفرنسيين حتى قال الجنرال " كيوم " Guillaume أحد الضباط الفرنسيين الذين شاركوا في الحملة على قبائل الأطلس المتوسط في مؤلفه "البربر المغاربة وتهدئة الأطلس المتوسط (1939/1912): " لم تمن قواتنا قط في شمال إفريقيا بمثل هذه الهزيمة المفجعة"• وقد بين محمد المختار السوسي في كتابه "المعسول" بأن معركة لهري أسفرت عن مقتل أكثر من عشرين شخصية عسكرية ذات الرتب العالية ناهيك عن أسر الكثير من الجنود، وفي هذا الصدد يقول : "ومن أكبر الوقائع في الحروب وقعة الهري التي استوصل (قتل) فيها رؤساء جنود الفرنسيين أكثر من 20 فيهم الكولونيلات (colonels) والقبطانات (capitains) والفسيانات (officiers)، وتفصيلها أن العسكر الفرنسي تقدم بقوة عظيمة وتوغل في تلك الجبال إلى أن وصل الهري المذكو، فانقض عليه عسكر زيان (بزعامة موحا أو حمو الزياني) ومن معهم وسدوا عليهم المسالك التي سلكوها وجعلوا يقتلونهم كيف يشاؤون ويأسرون إلى أن أفنوهم". وقد ترتبت عن هذه المعركة مقتل 33 قتيلا من الضباط و650 قتيل من الجنود و176 جريح، وغنم المقاومون المغاربة كثيرا من العتاد العسكري الحديث ، فحصلوا على 3 مدافع كبيرة و10 مدافع رشاشة وعدد كبير من البنادق وعشرات الخيول المحملة بالذخيرة الحربية والمؤن.

4- مصير مقاومة موحا أوحمو الزياني:
خاض موحا أو حمو الزياني بعد معركة لهري عدة معارك ضد القوات الفرنسية حقق فيها نتائج إيجابية، حيث فرض القائد موحا أوحمو الحصار على مدينة خنيفرة، وهاجم رجاله قوافل التموين المتجهة إليها إبان فترة الحرب العالمية الأولى. لكن تطويق فرنسا للمقاومين الزيانيين الذين أحسوا بالتعب والإعياء والبؤس، ومحاصرتهم لهم برا وجوا عن طريق قنبلة القرى بالطائرات، بالإضافة إلى صعوبة التضاريس التي حالت دون تسهيل ربط الاتصالات والتحالفات مع القبائل الأطلسية المجاورة. فقد جعل كل هذا موحا أو حمو الزياني يستبسل بشرف وشجاعة قل نظيرها في آخر معركة بطولية يخوضها ضد المحتل الفرنسي الغاشم وهي معركة أزلاغن تزمورت بنواحي تملاكت يوم 27 مارس 1921م، حيث أصيب موحا أو حمو برصاصة العدو الاستعماري التي أودته شهيدا، وكانت تلك الرصاصة بمثابة تأشير على نهاية لمقاومة بطولية أمازيغية شرسة دامت ست سنوات من المقاتلة والعراك المظفر الباسل، أظهرت بكل جلاء ووضوح للعدو الفرنسي شجاعة المقاومين الأمازيغيين بصفة خاصة والمغاربة بصفة عامة. ولم يكن سبب فشل مقاومة سكان الأطلس المتوسط والكبير والصغير في الحقيقة هو ضعف القدرة القتالية عند الأمازيغيين المغاربة، وإنما كان سببها يعود إلى ضعف التأطيروالتنظيم ونقص في الإمكانيات المادية والمالية ونقص في الأسلحة والذخيرة. وبموت القائد المناضل موحا أوحمو الزياني خلا الجو للفرنسيين الغزاة لاستكمال خطتهم العسكرية في احتلال المغرب لاستنزاف خيراته، وامتلاك ثرواته وتصديرها إلى الأسواق الفرنسية والعالمية قصد خدمة مصالح رأسماليتها المغتصبة وإشباع أهوائها الجشعة. وعليه، سيبقى موحا أوحمو الزياني من أهم أعتى أبطال المقاومة الأمازيغية في تاريخ المغرب الحديث والمعاصر بفضل معاركه المظفرة التي خاضها ضد الفرنسيين الذين حاولوا تسخير المغرب لصالحهم واستغلال ثرواته طمعا وجشعا، وطمس الهوية البربرية بمسخها وتشويهها، والإساءة إلى حرمات الأمازيغيين وأعراضهم، والمس بشخصيتهم الدينية المبنية على حب الإسلام وتقديس الجهاد في سبيل الله، وزعزعة ثقتهم عن طريق خلق الفتن والإحن بمحاولة فصلهم عن إخوانهم العرب. بيد أن أمازيغ جبال الأطلس المتوسط، استطاعوا أن يصدوا المحتل وأن يلقنوه درسا في الصمود والتحدي وخاصة في المعركة الشهيرة التي كانت بمثابة نقطة سوداء في تاريخ فرنسا بالمغرب وهي معركة لهري التي اندلعت في سنة 1914م، وأودت بالكثير من الغزاة الفرنسيين، وأخرت احتلال المغرب من قبل المستعمر الفرنسي لسنوات عدة إلى أن استشهد موحا أو حمو الزياني سنة 1921م. لكن المقاومة المسلحة المغربية وإن توقفت مع بداية الثلاثينيات، فإن مقاومة أخرى ستنطلق شرارتها وهي المقاومة السلمية التي تأجج أوارها مع الحركة الوطنية، والتي سيسفر عنها ثورة الملك والشعب وظهور جيش التحرير في سنوات الخمسين ليحصل المغرب بعد ذلك على استقلاله سنة 1956م.
أبطــــال المقــــاومة  File.php?52,file=213343,filename=moha_uhemmu_azayyi
ابن الأطلس
ابن الأطلس
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 3543
تاريخ التسجيل : 21/07/2008

http://www.seghrouchni.skyrock.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبطــــال المقــــاومة  Empty رد: أبطــــال المقــــاومة

مُساهمة من طرف ابن الأطلس الخميس 12 أغسطس 2010 - 0:32

أبطــــال المقــــاومة  50px-Flag_of_Morocco.svg الســـــــــــــــلام عليكــــــم ورحمة الله تعـــــالــى وبــركــــــــاته أبطــــال المقــــاومة  Palestine

عبد الكريم الخطابي هل هو مجاهد أم أسطورة ؟؟؟

عبد الكريم الخطابي (1300هـ1 رمضان 1382هـ = 18821963م) هو قائد وطني، وزعيم المقاومة المغربية في الشمال، خلال الفترة ( 1919- 1929)، وكان قائد الحرب الوطنية (حرب الريف الشهيرة)، وهو قيادي بارز ضد الاحتلال الفرنسي - الأسباني للمغرب.

النشأة :
ولد محمد بن عبد الكريم الخطابي في بلدة أجدير بالمغرب الأقصى سنة (1300هـ = 1822م). نشأ في أسرة كريمة تحت كنف والده الذي كان يتزعم قبيلة بني ورياغل. تلقى تعليمه في جامعة القرويين؛ حيث درس العلوم الشرعية واللغوية. تولى منصب القضاء الشرعي في مدينة مليلية.
الحرب العالمية الأولى :
انخرط في النظام الحكومي الاسباني، وعـُيـِّن كبير قضاة مليلية في عام 1914. وأثناء الحرب، عاقبت السلطات الاسبانية عبد الكريم لأنشطته المناهضة للاستعمار (بتهمة التآمر مع القنصل الألماني د./ ڤالتر زشلن (1879 - 1962)). وسـُجن في شفشاون من 1916 إلى 1917. وبنهاية الحرب، استعاد عبد الكريم منصبه لفترة قصيرة في الصحيفة، إلا أنه، خوفاً من تسليمه للفرنسيين لنيل عقابه منهم، سرعان ما عاد إلى بلدته أجدير في يناير 1919. وقد أزعجه ظهور العملاء الإسبان في منطقة بني ورياغيل وصمم على القتال للاستقلال. وثمة سبب آخر للاستفزاز وهو فقدانه راتبه واستبعاد السلطات الاسبانية له من كونسورتيوم غير رسمي لحق التنقيب عن المعادن. وفي العام التالي، بدأ عبد الكريم، مع والده وأخيه، حرب التمرد ضد الإسبان. وقد أصبح هدفه آنئذ توحيد كل قبائل الريف في جمهورية الريف المستقلة.
حرب الريف :
وقاد ثورة الريف ضد الإسبان. حقق انتصارًا عسكريًّا هائلاً على الإسبان في معركة أنوال سنة 1921م. أقام جمهورية الريف، ووضع لها دستورًا، وأسس لها جمعية وطنية. اجتمعت فرنسا وإسبانيا على حربه، وتمكنا من هزيمة قواته. اضطر الأمير عبد الكريم الخطابي إلى الاستسلام للقوات الفرنسية. تم نفي الأمير إلى ريونيون، إحدى جزر المحيط الهندي، سنة 1926م وظل بها أكثر من عشرين عامًا. التجأ الخطابي إلى القاهرة سنة 1947م، واتخذها وطنًا له. وفي فترة إقامته بالقاهرة كان يتابع نشاط المجاهدين من أبناء المغرب العربي من خلال لجنة تحرير المغرب، التي أسسها وتولى رئاستها. ظل الخطابي مقيمًا بالقاهرة حتى وفاته سنة (1382هـ = 1963م).
تقاسمت إسبانيا وفرنسا النفوذ في المغرب التي كانت تعاني من ضعف وانقسام وصراع داخلي، واستعانة بالقوى الخارجية، وترتب على هذا التقسيم أن صار القسم الشمالي من مراكش خاضع للسيطرة الإسبانية، وهذا الجزء ينقسم بدوره إلى قسم شرقي يعرف ببلاد الريف، وغربي يعرف بالجبالة، وتمتد بلاد الريف بمحاذاة الساحل لمسافة تبلغ 120 ميلاً، وتمتد عرضًا لمسافة 25 ميلاً، وتسكنها قبائل ينتمي معظمها إلى أصل بربري، يأتي في مقدمتها قبيلة بني ورياغل، التي ينتمي معظمها إلى أصل بربري، يأتي في مقدمتها قبيلة بني ورياغل، التي ينتمي إليها الأمير الخطابي، الذي قاد الثورة ضد الإسبان، وأقام دولة ناشئة، وحقق انتصارات عظيمة.
من القضاء إلى إشعال الثورة :
كان الأمير الخطابي في التاسعة والثلاثين حين تولى مقاليد الأمور في منطقة الريف، قد حنكته التجارب، وأصقلته الأيام، ووحد هدفه، فاستكمل ما كان أبوه قد عزم على القيام به من مواصلة الجهاد، وإخراج الإسبانيين من البلاد. وفي تلك الأثناء كان الجنرال "سلفستر"- قائد قطاع مليلية- يزحف نحو بلاد الريف؛ ليحكم السيطرة عليها، ونجح في بادئ الأمر في الاستيلاء على بعض المناطق، وحاول الأمير عبد الكريم الخطابي أن يحذر الجنرال "سلفستر" من مغبة الاستمرار في التقدم، والدخول في مناطق لا تعترف بالحماية الإسبانية الأجنبية، لكن الجنرال المغرور لم يأبه لكلام الأمير، واستمر في التقدم ممنيًا نفسه باحتلال بلاد الريف.
كانت قوات الجنرال الإسباني تتألق من أربعة وعشرين ألف جندي مجهزين بالأسلحة والمدفعية، ولم تصادف هذه القوات في زحفها في بلاد الريف أي مقاومة، واعتقد الجنرال أن الأمر سهلاً، وأعماه غروره أن رجال عبد الكريم الخطابي يعملون على استدراج قواته داخل المناطق الجبلية المرتفعة، واستمرت القوات الإسبانية في التقدم وتحقيق انتصارات صغيرة؛ حتى احتلت مدينة أنوال في (7 من رمضان 1339هـ= 15 من مايو 1921م).
بعد ذلك بدأ رجال عبد الكريم الخطابي هجومهم على كل المواقع التي احتلها الإسبانيون، وحاصروا هذه المواقع حصارًا شديدًا، وفشل الجنرال في رد الهجوم، أو مساعدة المواقع المحاصرة، وأصبحت قواته الرئيسة، التي جمعها في "أنوال" مهددة، بعد أن حاصرها وطوقها رجال الريف، وحين حاول الانسحاب بقواته اصطدم بقوات الخطابي في (16 ذي القعدة 1339هـ= 22 يوليو 1921م) في معركة حاسمة عُرفت بمعركة أنوال، وكانت الهزيمة الساحقة للقوات الإسبانية؛ حيث أبيد معظم الجيش المحتل، وأقر الإسنان بأنهم خسروا في تلك المركة 15 ألف قتيل يتقدمهم الجنرال "سلفستر"، ووقع في الأسر 570 أسيرًا، غير الغنائم من الأسلحة التي وقعت في أيدي المجاهدين.
ما إن زاع خبر انتصار الخطابي ورجاله في معركة (أنوال)، حتى هبت قبائل الريف تطارد الإسبان أينما وُجدوا، ولم يمض أسبوع إلا وقد ظفر الريف عليهم، وأصبح وجود الإسبان مقتصرًا على مدينة "تطوان" وبعض الحصون في منطقة الجبالة.
من الثورة إلى بناء الدولة :
بسط الأمير الخطابي سلطته على بلاد الريف بعد جلاء الإسبان عنه، واتجه إلى تأسيس دولة منظمة دون أن يتنكر لسلطان مراكش، أو يتطلع إلى عرشه بدليل إنه منع أنصاره من الدعاء له في خطبة الجمعة. وأعلن الخطابي أن أهداف حكومته تتمثل في عدم الاعتراف بالحماية الفرنسية على المغرب، وجلاء الإسبان من المناطق التي احتلوها، وإقامة علاقة طيبة مع جميع الدول، والاستعانة بالخبراء الأوربيين في بناء الدولة، وقام بتحويل رجاله المقاتلين إلى جيش نظامي على النسق الحديث، وعمل على تنظيم الإدارة المدنية، وقام بشق الطرق ومد سلوك البرق والهاتف، وأرسل وفودًا إلى العواصم العربية للحصول على تأييدها، وطلب من بريطانيا وفرنسا والفاتيكان الاعتراف بدولته. وفوق ذلك كله دعا إلى وضع دستور تلتزم به الحكومة، وتم تشكيل مجلس عام عرف باسم الجمعية الوطنية، كان أول قرارته إعلان الاستقلال الوطني، وتأسيس حكومة دستورية لقيادة البلاد.
صدى الهزيمة في إسبانيا :
كان من أثر هذه الهزيمة المدوية أن قام انقلاب عسكري في إسبانيا بقيادة "بريمودي ريفيرا" سنة (1342هـ= 1923م)، لكن هذا لم يغير من حقيقة الأوضاع في المغرب، ولم تعلن الحكومة الجديدة إنهاء احتلالها للمغرب؛ الأمر الذي دعا الأمير الخطابي إلى مواصلة الجهاد ضدها، فقام بهجوم عام سنة 1924م على مدينة "تطوان"، لكنها لم تسقط في يده على رغم من وصول جنوده إلى ضواحيها، واضطرت القوات الإسبانية إلى الانسحاب من المناطق الداخلية، والتمركز في مواقع حصينة على الساحل، كما أنها أخلت مواقعها في إقليم "الجبالة"، في أواخر سنة (1343هـ= 1924م) بعد أن ثبت لها عجزها عن الاحتفاظ بهذا الإقليم أمام هجمات الأمير الخطابي.
سياسة فرنسا مع الخطابي :
فوجئ الفرنسيون بانتصار الخطابي على الإسبان، وكانوا يتمنون غير ذلك، كما فجعوا بانسحاب القوات الإسبانية من إقليم جبالة كله؛ ولذا قرروا التدخل في القتال ضد الخطابي ولمصلحة الإسبان، وكانت فرنسا تخشي من أن يكون نجاح الخطابي في ثورته عاملاً مشجعًا للثورات في شمال إفريقيا ضدها، كما أن قيام جمهورية قوية في الريف يدفع المغاربة إلى الثورة على الفرنسيين ورفض الحماية الفرنسية.
واستعرت فرنسا لمحاربة الخطابي بزيادة قواتها الموجودة في مراكش، وبدأت تبحث عن مبرر للتدخل في منطقة الريف، فحاولوا إثارة الأمير الخطابي أكثر من مرة بالتدخل في منطقته، وكان الخطابي يلتزم الصمت أمام هذه الاستفزازات؛ حتى لا يحارب في جبهتين، ويكتفي باستنكار العدوان على الأراضي التابعة له، ثم قام الفرنسيون بتشجيع رجال الطرق الصوفية على إثارة بعض القلاقل والاضطرابات في دولة الريف، فلما تصدى لهم الأمير الخطابي تدخلت فرنسا بحجة حماية أنصارها، واندلع القتال بين الخطابي والفرنسيين في (رمضان 1343هـ= إبريل 1925م)، وفوجئ الفرنسيون بالتنظيم الجيد الذي عليه قوات الأمير الخطابي، وببسالتهم في القتال، فاضطروا إلى التزام موقف الدفاع طيلة أربعة أشهر، وأصيبت بعض مواقعهم العسكرية بخسائر فادحة.
استسلام الأمير عبد الكريم الخطابي :
لم يعد أمام الدولتين الكبيرتين (فرنسا وإسبانيا) سوى أن يجتمعا على حرب الأمير الخطابي، وأُعد لهذا الأمر عدته بالإمدادت الهائلة لقواتهما في المغرب، والإنزال البحري في مكان قرب (خليج الحسيمات)، الذي يمتد في قلب بلاد الريف، وأصبح على الأمير الخطابي أن يواجه هذه الحشود الضخمة بقواته التي أنهكها التعب والقتال المستمر، فضلاً عن قلة المؤن التي أصبحت تهددها. وبالإضافة إلى ذلك لجأت فرنسا إلى دعم موقفها في القتال، فأغرت السلطان المغربي بأن يعلن أن الخطابي أحد العصاة الخارجين على سلطته الشرعية، ففعل السلطان ما أمر به، كما قامت بتحريض بعض قبائل المجاهدين على الاستسلام، فنجحت في ذلك.
وكان من نتيجة ذلك أن بدأت الخسائر تتوالى على الخطابي في المعارك التي يخوضها، ويمكن الإسبان بصعوبة من احتلال مدينة أجدير عاصمة الأمير الخطابي، ثم تمكنت القوات الإسبانية والفرنسية من الاستيلاء على حصن (ترجيست)، الذي اتخذه الأمير مقرًّا له بعد سقوط (أغادير) في (11 ذي القعدة 1344هـ= 23 مايو1926م). واضطر الأمير "عبد الكريم الخطابي" إلى تسليم نفسه إلى السلطات الفرنسية باعتباره أسير حرب بعد أن شعر بعدم جدوى المقاومة، وأن القبائل قد أُنهكت، ولم تعد مستعدة لمواصلة القتال.. وقد قامت فرنسا بنفي الأمير المجاهد إلى جزيرة نائية في المحيط الهندي. وفي تلك الجزيرة عاش الأمير المجاهد مع أسرته وبعض أتباعه أكثر من عشرين عامًا، قضاها في الصلاة وقراءة القرآن، وفشلت محاولاته لأن يرحل إلى أية دولة عربية أو إسلامية.
الإقامة بالقاهرة :
وفي سنة (1367هـ= 1947م) قررت فرنسا نقله إليها على متن سفينة، فلما وصلت إلى ميناء بورسعيد تمكَّن بعض شباب المغرب المقيمين في مصر من زيارته على متن السفينة، ورجوه أن يتقدم باللجوء إلى مصر ليواصل مسيرة الجهاد من أجل تحرير المغرب، فوافق على هذا الرأي شريطة أن توافق الحكومة المصرية على طلبه، كما لاقاه وفد من جماعة الإخوان المسلمين مرحبين به.
وتمت الموافقة على طلبه على الرغم من احتجاج السفير الفرنسي في مصر، وبدأ "الخطابي" عهدًا جديدًا من النضال الوطني من أجل تحرير بلاده، وأسس مع أبناء المغرب العربي لجنة أطلقوا عليها "لجنة تحرير المغرب العربي"، تولى هو رئاستها في (25 من المحرم1367 هـ= 9 من ديسمبر 1947م).
وفي أثناء إقامته توطدت الصلة بينه وبين الإمام الشهيد "حسن البنا"، وتكررت اللقاءات بينهما في اجتماعات عامة وخاصة. ولما استشهد الإمام "البنا"، كتب الأمير "عبد الكريم الخطابي" : "ويح مصر! وإخوتي أهل مصر! مما يستقبلون جزاء ما اقترفوا، فقد سفكوا دم ولي من أولياء الله.. تُرى أين يكون الأولياء إن لم يكن منهم؟! بل في غرتهم "حسن البنا"، الذي لم يكن في المسلمين مثله".
وفاته :
ظل الأمير "عبد الكريم الخطابي" مقيمًا في القاهرة، يتابع نشاط المجاهدين من أبناء المغرب العربي المقيمين في القاهرة، ويمدهم بنصائحه وإرشاداته، حتى لقي ربه في (1 رمضان 1382هـ= 6 فبراير 1963م).
من أقواله :
- إذا تناهى إلى أسماعكم أن الاستعمار أسرني أو قتلني أو بعثر جسمي كما يُبَعثر ترابُ هذه الأرض، فاعلموا أنني حي وسأعود من جهة الشرق.
- تروي ابنة المجاهد السيدة عائشة الخطابي كلمة عظيمة قالها والدها رحمه الله قبل تحقيق النصر في معركة أنوال الخالدة :
أنا لا أريد أن أكون أميرا و لا حاكما وإنما أريد أن أكون حرا في بلدي حر، ولا أطيق من سلب حريتي أو كرامتي.
- أما بعد الانتصار، فقال في اجتماع مع رجال الريف الذين توافدوا عليه بأعداد غفيرة يريدون إعلانه سلطانا : لا أريدها سلطنة ولا إمارة ولا جمهورية ولا محمية، وإنما أريدها عدالة اجتماعية، ونظامًا عادلاً يستمد روحه من تراثنا.
- وقال أيضا : افعلوا بي ما تشاؤون، من اليوم، فأنتم ظالمون على كل حال، ولا تنتظروا مني شيئًا، غير هذا.
أبطــــال المقــــاومة  Normal_rif108
أبطــــال المقــــاومة  Abdelkarim01

أبطــــال المقــــاومة  Abdelkrim2

أبطــــال المقــــاومة  174060709
ابن الأطلس
ابن الأطلس
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 3543
تاريخ التسجيل : 21/07/2008

http://www.seghrouchni.skyrock.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبطــــال المقــــاومة  Empty رد: أبطــــال المقــــاومة

مُساهمة من طرف ابن الأطلس الخميس 12 أغسطس 2010 - 1:04

أبطــــال المقــــاومة  50px-Flag_of_Morocco.svg الســـــــــــــــلام عليكــــــم ورحمة الله تعـــــالــى وبــركــــــــاته أبطــــال المقــــاومة  Palestine
إبراهيم الروداني، ازداد إبراهيم الروداني عام 1912، على الأرجح، في إحدى القرى بنواحي تارودانت، والتحق بالدار البيضاء في عنفوان شبابه عام 1932، وامتهن عدة مهن، من كتبي إلى بناء وميكانيكي وبائع "الخردة"، حتى وصل إلى إحداث معمل لبيع ماء جافيل، ومتجر لبيع اللحوم، في الحي الأوروبي، قرب ساحة بوندونغ بشارع محمد الخامس حاليا، وكان دكانه يزدحم بزبناء من مختلف الشرائح، من المغاربة والأوروبيين. استطاع أن ينسج علاقات متميزة مع الجالية الأوروبية، من خلال معاملاته التجارية والمهنية، وكان يتمتع باحترام كبير حتى في الأوساط الفرنسية
التحق الروداني بالحركة السياسية في وقت مبكر، وكان منزله في الحي الذي كان يسمى درب اليهودي، ملتقى لاجتماعات سياسية تنظيمية متواصلة، مع أصدقائه من أمثال عبد الرحمن اليوسفي، وعبد الرحيم بوعبيد، والهاشمي المتوكل، وحميدو الوطني، وغيرهم بكثير، ومحجا لفئات عريضة من شرائح والمقاومين العمال والحرفيين والطلبة وصغار التجار.
كان عنصرا نشيطا في صفوف حزب الاستقلال، إذ أصبح في وقت وجيز أحد أعمدته، إلى جانب حميدو الوطني، وابراهيم التروست، وبوشتى الجامعي، وكنون العبدي، وغيرهم ممن كانوا يؤثرون بشكل قوي في الأوساط الشعبية، بينما ربط علاقة وثيقة مع صديقه في العمل المسلح الشهيد محمد الزرقطوني، تركزت على التخطيط في إطار العمل السري، وكانا الاثنان من المخططين والمنفذين للعديد من العمليات التي استهدفت القوات المستعمرة، في الدار البيضاء على وجه الخصوص.
في خضم النشاط السياسي والتنظيمي الذي ميز السنوات الأولى للخمسينيات، وبعد إقدام القوات الاستعمارية على نفي المغفور له والأسرة الملكية إلى المنفى في غشت عام 1953، ازدادت وتيرة الكفاح في مواجهة المؤامرات الاستعمارية، أسفرت عن اعتقال العديد من النشطين ضدها، وكان من ضمنهم إبراهيم الروداني، الذي زج به، على الفور في سجن داركوم في درب اليهودي، قبل أن يقتاد بعد ذلك إلى سيدي بنور، ليخضع لإقامة محروسة عدة أيام. كان أحد الوجوه التاريخية على مستوى العمل النقابي، إذ كان أحد مؤسسي الاتحاد المغربي للشغل، في مارس 1955، إلى جانب المحجوب بن الصديق، والطيب بن بوعزة، والحسين أحجبي، والتيباري، والمذكوري، وغيرهم. كان هو من دفع بن الصديق إلى الأمانة العامة للتنظيم وذهب الروداني الذي كان يسمى "الأب الصغير"، "ضحية مجهوداته الجبارة لتوحيد صفوف المقاومة"، كما قال عنه محمد بنسعيد أيت يدر.
أما الجناة فقتل أحدهم في العملية ذاتها، وألقي القبض على الثاني، ليحكم عليه بعشرين عاما سجنا، بينما الثالث، الذي تمكن من الفرار بعد العملية الشنيعة، فقتله أصدقاء الشهيد، وتحديدا حسن الصغير، بسلاح الروداني نفسه، بعدما ألقي عليه القبض قرب الرباط، كما يقول نجله حسن، الذي لم يتجاوز عمره آنذاك 12 ربيعا.
أبطــــال المقــــاومة  Brahim-roudani-3___file___20090619112121-1220786687___file___
أبطــــال المقــــاومة  Brahim-roudani___file___20090619112134-1361920723___file___
ابن الأطلس
ابن الأطلس
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 3543
تاريخ التسجيل : 21/07/2008

http://www.seghrouchni.skyrock.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبطــــال المقــــاومة  Empty رد: أبطــــال المقــــاومة

مُساهمة من طرف ابن الأطلس الخميس 12 أغسطس 2010 - 1:15

أبطــــال المقــــاومة  50px-Flag_of_Morocco.svg الســـــــــــــــلام عليكــــــم ورحمة الله تعـــــالــى وبــركــــــــاته أبطــــال المقــــاومة  Palestine


من هو الشهيد علال بن عبد الله ؟


أبطــــال المقــــاومة  009pe3tf7


أبطــــال المقــــاومة  Revolution


أبطــــال المقــــاومة  009pe3tf7


يعتبر الشهيد علال بن عبد الله بن البشير الزروالي واحد من صفوة الشهداء الأبرار الذين برهنوا بجهادهم وافتدائهم بالروح وبالدم عن سمو الروح الوطنية والمقاصد النبيلة للاستماتة والتفاني في حب الوطن.
ورأى علال بن عبد الله النور بجرسيف بقبيلة هوارة إقليم تازة فرقة أولاد صالح بدوار أولاد صالح بربحية الكائن على بعد 4 كلومتر شرق مدينة جرسيف على الطريق الرئيسية رقم 06 في إتجاه مدينة وجدة بعد تجاوز الجسر الحديدي المقام على وادي ملوية مباشرة ، حوالي سنة1916 , واشتغل قبلامتهان حرفة الصباغة بمسقط رأسه بمقهى كان قد اكتراها بوسط مدينة جرسيف والكائنة قبالة بلدية جرسيف والتي كان يطلق عليها مقهى المواعييد قبل أن يغير صاحبها الحالي اسمها ليصبح مقهى علال بن عبد الله بعدما زارت القناة المغربية الثانية المقهى في إطار إعداد ربورتاج عن نشأة الشهيد ، بعدها سينتقل البطل بعد أن ضاق درعا من استفزازات أحد المقدمين أعوان المستعمر إلى مدينة الرباط حيث استقر بحي العكاري, واستطاع ربط علاقات مع عدد كبير من التجار بالمدينة ورجالاتها ووطنييها لما عرف عنه من خصال حميدة وأخلاق حسنة وسجايا فاضلة وما تميز به من غيرة عالية على وطنه وتشبث بالمقدسات الدينية والوطنية.
هكذا, بادر هذا الوطني الغيور والمقاوم الجسور بروح الشهامة والجرأة والإقدام وعلاقاته الطيبة مع رفاقه في العمل الوطني ومع صناع وحرفيي مدينة الرباط إلى القيام بعمل بطولي وشجاع سيظل خالدا في ذاكرة التاريخ فداءا لملكه حيث تصدى يوم الجمعة11 شتنبر1953 لموكب صنيعة الاستعمار "ابن عرفة" الذي كان متوجها صوب مسجد أهل فاس لأداء صلاة الجمعة.
وانطلق الشهيد علال بن عبد الله بسيارة من نوع "فورد" رمادية اللون بسرعة في اتجاه موكب السلطان المفروض "ابن عرفة" وبيده سكين لطعنه به. غير أن ضابطا استعماريا ارتمى عليه معترضا سبيله, وفي نفس اللحظة, أطلق النار مجموعة من رجال البوليس السري كانوا متواجدين بنفس المكان على الشهيد علال بن عبد الله رحمة الله عليه حيث سقط على الأرض مصابا بثماني رصاصات, خمس منها في الصدر والجبين وثلاث في الظهر, فجسد بعمليته الاستشهادية روح النضال الوطني في مواجهة الاحتلال, وقمة الروح الوطنية باسترخاص النفس وافتداء الروح التي هي أعز ما عند الإنسان في سبيل المقدسات الدينية والوطنية.
وتلقى المغاربة أصداء هذه العملية التاريخية بفرحة عارمة ألهبت الحماس الوطني وأججت روح المقاومة لتتوالى فصولها عبر عمليات نضالية رائدة لمنظمات وتشكيلات وخلايا الفداء التي كانت تستلهم قوتها من المواقف الشهمة للملك المجاهد ويقينه بحتمية انتصار إرادة الوطن حيث قال عنها رضوان الله عليه "وكان يقيننا راسخا في أن تلك المقاومة, وقد كنا أول من حمل مشعلها, ستظل تستفحل يوما بعد يوم حتى تستأصل جذور الباطل".
وحرص المغفور له محمد الخامس قدس الله روحه في السنة الموالية أثناء الاحتفال بذكرى ثورة الملك والشعب إلا أن يشيد بالشهيد علال بن عبد الله قائلا "لقد أبينا إلا أن نظهر اليوم عنايتنا بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية المقامة في المكان الذي سقط فيه المغفور له علال بن عبد الله, ذلك البطل الصنديد الذي برهن على أن العرش منبعث من صميم الشعب المغربي وأنه من كيانه وضمان وجوده وسيادته, فهب يفتديه ويفتدي الأمة المجسمة فيه بروحه, حتى سقط في ميدان الشرف صريعا, مخلفا للأجيال أعظم الأمثلة على التضحية والغيرة وحسن الوفاء".
وأضاف أكرم الله مثواه "إننا نقف اليوم لنؤدي التحية لأول بطل مغربي استرخص حياته في سبيل عزة بلاده وملكه, وإن علال بن عبد الله الذي يعرف اسمه الصغير والكبير في هذه البلاد, كان يعلم يوم قام بمحاولته أنه سيموت ولكنه لم يكن متيقنا من نجاحها. إن قصة علال بن عبد الله قصة بسيطة ولكن مغزاها عظيم ومهم, يجب أن يبقى كدرس للوطنية الحقة, لقد كنا في كورسيكا واليوم يوم جمعة11 شتنبر1953 وسمعنا تلك القنبلة التي زعزعت أركان الاستعمار, وما زادت تضحيات علال بن عبد الله في قلب جلالة الملك إلا إيمانا بقضية الوطن وثقة بالمغاربة".
وكان لهذه العملية البطولية والجريئة للشهيد علال بن عبد الله أثرها البالغ في زعزعة كيان الاستعمار وتلقى المغاربة أصداء هذه المعلمة التاريخية باستبشار وفرح عارم اندلعت على إثرها المقاومة المغربية وتوالت فصولها من خلال عمليات نضالية رائدة بمباركة من الملك المجاهد الذي كان يؤمن بحتمية انتصار الثورة على الظلم والطغيان.
وتوالت العمليات الفدائية, وانطلقت شرارة جيش التحرير بشمال المملكة في فاتح أكتوبر1955 وتكاملت هذه الطلائع من خلايا المقاومين والفداء في العمل من أجل عودة الشرعية, وتكلل الجهاد بانتصار إرادة الأمة المغربية وعودة ملكها الشرعي وأسرته الكريمة إلى أرض الوطن.


أبطــــال المقــــاومة  009pe3tf7

أبطــــال المقــــاومة  Thumbnail.php?file=44655984_p_1__782447926
أبطــــال المقــــاومة  Scan0001
ابن الأطلس
ابن الأطلس
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 3543
تاريخ التسجيل : 21/07/2008

http://www.seghrouchni.skyrock.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبطــــال المقــــاومة  Empty رد: أبطــــال المقــــاومة

مُساهمة من طرف ابن الأطلس الخميس 12 أغسطس 2010 - 1:32


أبطــــال المقــــاومة  50px-Flag_of_Morocco.svg الســـــــــــــــلام عليكــــــم ورحمة الله تعـــــالــى وبــركــــــــاته أبطــــال المقــــاومة  Palestine

الشهيد محمد الزرقطوني
أبطــــال المقــــاومة  Zerktouni

كثيرا ما نسمع باسم الزرقطوني ... والقليل منا لا يعرف من يكون ؟؟؟
ومن باب التذكير ورد الجميل لرجال وهبوا أرواحهم وما ملكوا فداء لله سبحانه وتعالى وللوطن أحببت أن أعطي نبذة عن المجاهد : محمد الزرقطوني (رحمه الله).
ولد بالدار البيضاء سنة 1925 وترعرع في أحضان الحركة الوطنية واحتك بالاستعمار منذ نعومة أظافره، واستطاع تكوين شعبة صغيرة من الفدائيين وقام بتدريبهم وإمدادها بالسلاح وذلك سنة 1950... ولما امتدت أيدي الاستعمار الغاشم إلى رمز السيادة الوطنية جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، عمل على تكثيف اتصالاته بمختلف المدن والقرى المغربية، وقاد المقاومة ضد المستعمر... وكان أول عمل قام به هو ورفاقه المجاهدين نسف القطار الرابط بين الجزائر والدار البيضاء... ظل عمل البطل الشهيد محمد الزرقطوني في استمرار حتى توصلت عليه الشرطة المستعمرة في صباح 18\يونيو\1955 وقبض عليه في منزله الكائن بسيدي معروف بالدار البيضاء.... ولقناعته بمحدودية قدرة الإنسان على تحمل التعذيب، كان يحمل هو ورفاقه المجـــاهـدين حبوب من السم يتناولونها في حالة القبض على أي منهم وذلك حفاظا على تنظيمهم الجهادي السري... وهذا ما فعله عندما قبض عليه حيث تناول حبة سم، وعند وصوله لمخفر الشرطة كانت روحه الطاهرة قد التحقت بربها...
إن الشعب المغربي مفطور على الاعتراف بالجميل لهؤلاء الشرفاء الذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل عـزة الــــمـــغــــرب.
رحمك الله يا محمد الزرقطوني وأسكنك الله فسيح جناته... "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءعند ربهم يرزقون" صدق الله العظيم .
ولتخليد ذكرى هذا الشهيد سميت العديد من الشوارع باسمه منها: شارع الشهيد محمد الزرقطوني بالعيون وشارع الشهيد محمد الزرقطوني بالدار البيضاء ...
ابن الأطلس
ابن الأطلس
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 3543
تاريخ التسجيل : 21/07/2008

http://www.seghrouchni.skyrock.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبطــــال المقــــاومة  Empty رد: أبطــــال المقــــاومة

مُساهمة من طرف حاجي حفيظ السبت 21 أغسطس 2010 - 18:29

عبد الكريم الخطابي:

مُحَمد بن عبد الكريم الخطابي 1882 - 1963، مقاوم مغربي من الأمازيغ. رئيس جمهورية الريف (شمال المغرب) ما بين 1921 و1926. حارب الاحتلال الفرنسي والإسباني، ولقب ببطل الريف، وأسد الريف. بويع أميرا للمجاهدين، ورفض أن يبايع ملكا بالريف. كما رفض ان يبايع خليفة للمسلمين. عاش مجاهدا متصوفا (بتعبير أحمد المرابط). لم يقبل المناصب ولا النياشين ولا المال. رصد له البرلمان الهندي منحة خاصة لمساندته الحركات التحررية؛ ورفض.

أبطــــال المقــــاومة  Abd_el-Krim
حاجي حفيظ
حاجي حفيظ
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 345
العمر : 66
Localisation : بني ملال
Emploi : أستاذ
تاريخ التسجيل : 18/06/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبطــــال المقــــاومة  Empty رد: أبطــــال المقــــاومة

مُساهمة من طرف زائر الأحد 5 سبتمبر 2010 - 17:26

إنه فعلا أمير ورمز الجهاد وليس كمن يسمون أنفسهم مجاهدين حفدة المستعمر الفرنسي وأعداء اللغة الوطنية ، الإسقلال غير مكتمل بدون لغة وطنية ، اللعنة للغة الأجنبية الجاثمة في المغرب .
Anonymous
زائر
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبطــــال المقــــاومة  Empty رد: أبطــــال المقــــاومة

مُساهمة من طرف حاجي حفيظ الأحد 5 سبتمبر 2010 - 18:01

**نعم أخي النبيل:الإسقلال غير مكتمل بدون لغة وطنية ، وهذه الميزة يتمتع بها الغرب.. أما نحن فمازلنا بعيدين عن ذلك ..إذ جميع الوثائق الرسمية وغير الرسمية تمرر بلغة المستعمر..وحتى قنواتنا الفضائية رغم بؤسها.. فمجمل برامجها يمرر بلغة المستعمر...إلى متى سنبقى على هذه الحالة...؟؟؟
حاجي حفيظ
حاجي حفيظ
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 345
العمر : 66
Localisation : بني ملال
Emploi : أستاذ
تاريخ التسجيل : 18/06/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبطــــال المقــــاومة  Empty عسو او بسلام بطل جبل صاغرو ومعركة بوغافر

مُساهمة من طرف izarine الإثنين 6 سبتمبر 2010 - 18:29

أبطــــال المقــــاومة  Asso

المجاهد العظيم عسو أبسلام. أو عسو وْ بَسلام، من زعماء مقاومة
الاحتلال الفرنسي بأيت عطا في جبل صاغرو، فقد ولد حوالي سنة 1908/1890،
بقصر "تاغيا" جنوب تنغير، وهي السنة التي شهدت ميلاد حلف التآزر والتضامن
بين مختلف قبائل أيت عطا. واقترن هذا الحلف بإنشاء مجلس أطلق عليه
"تافراوت نايت عطا" (حصن أيت عطا). اشتغل بالتجارة التي ساعدته على وعيه
المبكر بنوايا الاستعمار الفرنسي على المنطقة وخاصة عند احتكاكه بمدينة
مراكش وانتخب سنة 1919 "شيخا" على قبيلة "إيملشان" كان عسو بسلام متصوفا
وزعيما فذَّا وقد تأثر بالدور القيادي لوالده، الذي لعب دورا مهما في
تسيير شؤون القبيلة وقد لقب والده ب "أمغار نْتَامازيت" واكتسب عسو بسلام
الخبرة وحسن الاضطلاع بشؤون القبيلة، فأصبحت له العضوية في الجماعة
المسيرة للقبائل "أْجْمَّاع" في سن مبكرة إضافة إلى تمتعه بخصال حربية
تجعله يقوم مقام مجموعة من الفرسان يمكن للقبيلة استنفارها في حالة الحرب.
(معلمة المغرب الجزء6)، ص 1240• وكان هذا البطل يتمتع بقدرة خارقة على
استمالة القبائل وتنظيمها حيث تمكن من إسكات جميع المعارضين له ووحد خلفه
جماهير الفلاحين. اجتمعت قبائل آيت عطا العازمة على الجهاد سنة 1932 بقصر
"تاغيا" وانتخبت عسو بسلام قائدا عاما للجهاد، لشجاعته وصلابته وخصاله
الحميدة وشخصيته القوية. لقد شهدت سنة 1933 معارك عديدة وضارية بين الجيش
الفرنسي والمقاومة المسلحة في الجبال، ومنها معركة بوغافر (فبراير - مارس)
في منطقة صاغرو و"أسيف ملول" وجبل "بادو" في شرق الأطلس الكبير. واندلعت
المقاومة بقبائل آيت عطا بمنخفض "بوغافر" وسط جبل صاغرو ما بين 1930
و1933• وبوغافر يطلق على القسم الأعلى من صاغرو الذي هو امتداد طبيعي
لبنية الأطلس الصغير وباني نحو الشمال الشرقي، اسم الجبل وبه عُرفت
المعركة التي دارت به (معلمة المغرب الجزء 6) اندلعت المقاومة ضد الاحتلال
الفرنسي بزعامة عسو بسلام حيث كبدت جيش الاحتلال الفرنسي خسائر فادحة، رغم
أن قوات المقاومين لا تقارن من حيث العدة والعتاد بقوات الاستعمار. حيث
اندلعت معركة بوغافر يوم 12 فبراير 1933 في محاولة من قبائل آيت عطا لمنع
المستعمر الفرنسي الذي كان يومها في أوجهه من التغلغل في المنطقة إلى غاية
24 مارس من نفس السنة. وقد أبان المجاهدون رجالا ونساء عن شجاعة كبيرة
بقيادة البطل عسو بسلام. ونظرا للخسائر التي لحقت بالمستعمر في الأرواح
والعتاد، قرر الجنرال "هوري" الذي كان يقود العمليات إيقاف الهجوم يوم
فاتح مارس 1933 وتبنى خطة جديدة تهدف إلى تكثيف القصف وبشكل مستمر لمواقع
المجاهدين في جبل بوغافر، مع فرض حصار شديد على المقاومين وذلك بقصف نقط
التزود بالماء داخل بوغافر وقصف المخابىء والمسالك التي اعتاد المجاهدون
التحرك عبرها، مما عرض الشيوخ والنساء والأطفال للجوع والعطش. لقد واجهت
قبائل آيت عطا المجاهدة التي كانت تتألف من 5000 من المجاهدين مسلحين
ببنادق تقليدية الجيش الفرنسي الذي كان يتوفر على المدفعية والطائرات
إضافة إلى خبرات عسكرية وحوالي 75 ألف جندي خلال فترة المقاومة، مواجهة
طويلة وعنيفة وعنيدة في ملحمة بوغافر بقيادة عسو بسلام الذي تلقى رسالة من
السلطات الفرنسية سنة 1930 تطالبه بإيقاف هجوماته فكان جوابه كالتالي "إن
الذي صاغ هذه الرسالة، عليه أن يأتي ليأخد الجواب من هنا"• فبعد المقاومة
التي شهدتها قرى "تَاوْزا" و"امسيسي" و"دالْنيفْ" و"تَازَارينْ" و"دي
ميتير" و"نَّاقُوبْ"، قسمت قبائل آيت عطا إلى ثلاث مجموعات، حيث تمركزت
أهمها في بوغافر فيما تمركزت الثانية في جبل "بادو" أما الثالثة فكانت
بمنطقة كولميم. واضطر عسو بسلام إلى التفاوض وقبل المستعمر أغلب الشروط
ومن بينها "إقرار عسوا بسلام في منصبه كشيخ عام على آيت عطا، وهو منصب
احتفظ به إلى الاستقلال، وإعفاء المرأة العطاوية من المساهمة في الحفلات
التي تنظمها الإدارة الاستعمارية في مناسبات مختلفة، وإرجاع كل ممتلكات
المقاومين المصادرة إلى أصحابها مع إعفائهم من الخدمات الإجبارية
والإتاوات التي تفرضها الإدارة الستعمارية على السكان وعدم امتداد سلطة
الأكَلاوي إلى منطقة نفوذ آيت عطا" (معلمة المغرب، المصدر السابق عبد
القادر بوراس). لقد استطاع مجاهدا أيت عطا وعلى رأسهم عسو بسلام أن يبلوا
البلاء الحسن في معركة بوغافر، كما انتزعت معركة بوغافر التي استبسل فيها
مجاهدو آيت عطا اعتراف الفرنسيين أنفسهم بشجاعة هؤلاء المقاتلين حيث كتب
القبطان "جورج سبيلمان" أحد المشاركين فيها "كنت أتأمل بحزن جبل بوغافر
وهو آخر معقل للمحاربين الشجعان الذين يفضلون أن يمزقوا إربا إربا على أن
يستسلموا وكانوا مرفوقين بزوجاتهم وأبنائهم وماشيتهم"• وكان عسو بسلام قد
تقلد مهمة رسمية بمحكمة الاستئناف بإغرم أمزدار، ثم قائدا رسميا سنة 1939،
كما تم تنصيبه قائدا بمجرد عودة المغفور له محمد الخامس من المنفى سنة
1956، وقد استقبل كبطل من أبطال الحركة الوطنية سنة 1957، وظل بمنصبه إلى
أن توفي في 16 غشت 1960 تحت تداعيات مرض السكري ودفن بمقبرة أجداده بجماعة
تاغيا إيملشان. لقد لقب عسو بسلام بأسد بوغافر لأنه شكل قمة المقاومة
بالجنوب و الوسط المغربي ، بصفته أحد رموزها التي سجلها التاريخ بمداد من
ذهب في صفحاته الخالدة وستظل معركة بوغافر التي خاضتها قبائل أيت عطا
الامازيغية بقيادة هذا البطل الشهم إحدى الصفحات المشرقة والخالدة في سجل
تاريخ المغرب الحافل بالأمجاد والبطولات الامازيغية ، كما ستبقى بمثابة
معلمة وضاءة بارزة تستلهم منها الأجيال الحاضرة والمقبلة الدروس والعبر
القمينة بمساعدتها على بناء المستقبل ومواجهة رهانات التنمية وترسيخ مبادئ
المواطنة في نفوس الناشئة والشباب، خدمة للوطن في سياق بناء المغرب الجديد.


معركة بوكافر الشهيرة bougafer





معركة بوكافر من
الملاحم التي خلدها رجال لايخشون الموت لم يكن غرضهم الاستيلاء علي
المناصب بل بالعكس الدفاع عن الوطن والجهاد في سبيل الله.وقعت تلك المعركة
في سنة 1933 بقيادة البطل المقاوم عسو وباسلام ومجموعة من المواطنين اللذين ذهبوا بارواحهم من اجل طرد المستعمر .فقد قتل عدد كبير في صفوف المستعمر الغاشم وكذا من ابطالنا
أبطــــال المقــــاومة  Dscn0007%5B1%5D



بوكافر اسم لقمة من قمم جبل صاغرو ، هذه القمة التي
تبعد عن مدينة ورزازات بحوالي 200كلم ، وتبلغ قمته حوالي 2275. لقد اختار
العطاويون هذا المكان نظرا لأهميته الإستراتيجية العسكرية ومناعته وحصانته
وصعوبته ، فمنطقة صاغرو منطقة وعرة المسالك تضاريسها مرتفعة وتتميز بمغاور
عميقة ومياه منحدرة

لقد مرت معركة بوكافر بثلاث
مراحل تاريخية مهمة : الأولى في يناير 1933 وتميزت هذه المرحلة بالنهج
الذي سلكه العطاويون في مواجهة المستعمر هو حرب العصابات بزعامة البطل
التاريخي عسو او بسلام وذلك عن طريق الهجوم المباغت واقتحام مواقع القوات
الفرنسية ومراكز الضباط وقطع طرق التموين على الجنود الفرنسيين . وهذه
قولة احد قادة الجيش الفرنسي تقربنا شيئا ما من أهمية هذه المرحلة ومدى
تأثيرها على الجيش الفرنسي ، يقول جون ديسم أن عسو او بسلام وأتباعه لم
يتوقفوا عن مهاجمتنا ، ففي شهر يناير 1933 وحده ، فقدنا نتيجة هذه
الهجومات أربعة من أحسن ضباتنا بالإضافة إلى الجنود ومئات الجرحى
والمعطوبين وسيطرة المهاجمين على غنائم هامة ، منها بهائم محملة بالأسلحة
والمواد الغدائية ...
أما المرحلة الثانية فهي تمتد من 12 فبراير إلى فاتح
مارس 1933 وأثناءها حشد المستعمرون تحث قيادة الجنرال كاترو حركات تودغى
ودادس ودرعة والحركة الاحتياطية من الجهة الغربية فيما حشد الجنرال جيرو
من الجهة الشرقية حركتي الريف وزيز ، وقد تميزت هذه المرحلة بكونها عرفت
مجموعة من المعارك الصغيرة القوية ومن أهمها نجد : معركة سيدي فلاح ،
ومعركة تيزي تندات ، او ملال ثم اقا ن أوليلي ... الى غير ذلك من المعارك
العديدة التي اتسعت رقعتها .
أما المرحلة الثالثة والأخيرة والحاسمة فامتدت من فاتح
مارس أي نهاية المرحلة الثانية الى 21 مارس نفس السنة (1933) وتتميز هذه
المرحلة بالفشل الذي واجهته الجيوش الاستعمارية التي عمدت إلى أساليب
الإبادة الوحشية وذلك عن طريق الحصار المطبق والمؤدي إلى الجوع والعطش
والفتك بالماشية والتي كانت المصدر الأساسي لعيش السكان. والأمر الخطير في
سياسة المستعمر يتجلى أساسا في قنبلة عيون المياه ، وهذا كله أذى
بالعطاويين الى الصعود إلى قمم جبل صاغرو من اجل كسب الانتصار وجعل
المستعمر حائرا أمام الوضع وبالفعل تمكن المجاهدون من قتل احد القادة
الكبار من الجانب الفرنسي وهو الجنرال بورنازيل الى جانب عدد كبير من
الضباط والجنود وهذا كله أدى بالجيش الفرنسي إلى استعمال أسلحة متطورة
وخاصة الطائرات من اجل قنبلة مواقع القبائل العطاوية ، ولقد دام هذا
الحصار مدة 22 يوما وخرج أخيرا إلى عقد هدنة مع هذه القبائل وفتح باب
المفاوضات . وفعلا تمت هناك هدنة بين قبائل أيت عطا ومجموعة من جنيرالات
الفرنسيين المقيمين بالمنطقة وقد تقدم عسو او بسلام على راس وفد قبائل أيت
عطا .
وقد اشتملت هذه الهدنة بنودا هامة ودالة ولها معاني
كثيرة ونجد من ابرزها ان قبائل أيت عطا لا يحكمها إلا احد أبنائها وبطبيعة
الحال الشيخ عسو او بسلام من إلمشان والذي عين كامغار على هذه القبائل .
وتجدر الإشارة إلى أن دور المرأة كان فعالا حيث ساهمت
بشكل كبير في المعركة بجانب الرجل فهي شاركت بجميع أنواع الوسائل ومن
أبرزها نجد ما عبر عنه الكولونيل ماجور سبيلمان في كتاب أيت عطا في
الصحراء حيث قال بان زغاريدهن (تغراض) هو سلاح معنوي قوي الفعالية إذ يدفع
الرجل العطاوي إلى المواجهة القوية .. انتهى كلام الكولونيل زيادة الى
كونهن يتسللن الجبال لجلب المياه تحت نيران الرشاشات ويوزعن المؤن
والدخيرة ويدحرجن على المهاجمين (الفرنسيين) أحجارا ضخمة تنشر الموت . كما
لا يفوتني ذكر الأسلحة التي استعملتها قبائل أيت عطا لمواجهة المستعمر ..
وإذا حاولنا مقارنتها مع أسلحة الجيش الفرنسي (44طائرة ومدافع ثقيلة
مختلفة وأسلحة متطورة وفتاكة) نجد أن هذه الأخيرة تفوق بكثير من حيث
الجودة أسلحة أبطال بوكافر وهذا طبيعي جدا .
ونستشف من خلال هذا كله وخاصة من خلال الصمود الذي دام
مدة 75 يوما ، أن قبائل أيت عطا تتوفر على عزيمة تنبني على أهمية الحرية
عندها ومن اجل الدفاع عن الوطن وعن الكرامة زيادة إلى الشجاعة والقدرة
الفائقة التي تتوفر عليها هذه القبائل على مواجهة المستعمر رغم ما يتوفر
عليه هذا الأخير من زاد . ولتبقى هذه المعركة رمزا تاريخيا ونموذجا رائعا
للمغاربة وللامازيغ ومثالا فريدا في مقاومة الشعب المغربي للمستعمر
الفرنسي .
وهكذا تنتهي معركة بوكافر بزعامة بطلها التاريخي عسو او بسلام رحمه الله ، هذا الزعيم الذي له ثقل كبير على تاريخ بلدنا العظيم .

شهداء معركة بوكافر


من الواجب على كل
غيور، أن يعترف بتضحيات قدماء مناضلون ومناضلات من أجل هذا الوطن العزيز.
لكن من العيب كذلك أن يترك تاريخ هؤلاء عمدا- في خانة النسيان. ولنفض
الغبار على جزء صغير جدا منه
المتوفر لدينا حاليا هي لائحة شهداء وجرحى قبيلة "تاغيا نلمشان" - معركة بوكافر - لائحة تضم كل الشهداء العطاويين

والائحة كالتالي

1يدير احساين نيت عمر
2إبراهيم اويوسف نايت سعيد
ايشو نايت محند3
حدو نايت محند احساين4
سعيد اويوسف نايت سعيد5
موحى احماد نايت حماد6
عدجو اعمر7
عدي نايت حساين8
بها نايت حدى 9
محند اعلي نايت احسو10
احمد نايت حساين11
فاطمة لحسن12
بها علي نايت بسلام13
خدجو حمو نايت حدى14
علي كشو15
محند اعلي نايت داود16
علي احماد نايت أو عدي17
سعيد أوداود18
فاطمة أحمد نايت علي أوداود19
عدجو داود20
لحسن أوداود21
إبراهيم أوداود22
سعيد أوداود نايت داود23
هرى علي نايت حمو أوحساين24
izarine
izarine

ذكر عدد الرسائل : 1855
العمر : 65
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبطــــال المقــــاومة  Empty رد: أبطــــال المقــــاومة

مُساهمة من طرف زائر الإثنين 6 سبتمبر 2010 - 18:58

أمثال البطل بسلام هم من يستحق إطلاق أسمائهم على أهم الشوارع والساحات ، وليس أسماء ..... إن عجلة المغرب تدور عكسية .
Anonymous
زائر
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى