يا أمة ضحكت من سذاجتها الأمم: «فتوى» ساخرة منسوبة لساركوزي تثير غضب «خير أمة أخرجت للناس»!
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
يا أمة ضحكت من سذاجتها الأمم: «فتوى» ساخرة منسوبة لساركوزي تثير غضب «خير أمة أخرجت للناس»!
ابتدأ
كل شيء عقب مقال ساخر نشره مدون مغربي شاب، تخيل فيه أن الرئيس ساركوزي
ألقى خطاباً في مسجد مارسيليا، سن ضمنه تشريعات سوريالية جديدة للمسلمين
الفرنسيين في رمضان. تلقفت المنتديات والمواقع الإلكترونية، أولا، معتبرة
إياه حقيقيا، لتتناول المشعل بعدها الصحافة المكتوبة الناطقة بلغة الضاد،
قبل تسليمه لعلماء الدين المسلمين. كيف تحولت إذن مجرد دعابة إلكترونية
ساخرة إلى قضية أمة؟
في أول الأمر تلقفت المنتديات والمواقع الإلكترونية، التي يديرها عرب
ومسلمون، «الخبر» وكانت معبر تداوله على نطاق واسع في شبكة الإنترنيت،
لتتناول المشعل بعدها الصحافة المكتوبة الناطقة بلغة الضاد، قبل تسليمه
لعلماء الدين المسلمين. ثم قام الجميع، إلا من رحم ربك، بتنصيب محكمة
تفتيش ورقية ورقمية حكمها جاهز مسبقا، يقضي بالإدانة التامة لما نسب
للرئيس ساركوزي في مقال ساخر، لم يكلف الحريصون بشدة على عدم زعزعة عقيدة
المسلمين أنفسهم حتى عناء التأكد من صحة «الخبر»، معتبرين إياه «تعديًا
على الصيام والشريعة الإسلامية»، ومطالبين «حكام وعلماء الأنظمة العربية
والإسلامية بمواجهة هذه التفاهات بالقانون، ومقاضاة ساركوزي لتعديه على
حرية الأديان» (موقع الإخوان المسلمين المصري نقلا عن عددٌ من علماء
الأزهر والأوقاف). بل منهم من دعا إلى توجيه «صفعة» للذي وسموه، ساخرين هم
أيضا، بـ «العلامة ساركوزي مفتي الديار الباريسية» والناطق باسم «مجمع
إليزيه للفقه والشريعة» (جريدة الدار الخليجية)، «صفعة تعيده إلى بطن أمه
ليولد من جديد على الفطرة» (جريدة الدستور الأردنية)، أو قفدة تحوله إلى
رجل صَفعان أو مَصْفعاني حسب لسان العرب.
لكن، لنعد إلى أصل الحكاية أولا.
في مقال ساخر نشره في مدونته الشخصية المسماة «عْلاش»، مقال ينبني على
وقائع مُتخيَّلة مائة بالمائة، كتب المدون المغربي أحمد: «عرض الرئيس
الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الجمعة الماضية مشروعه الجديد «رمضان فرنسا»
في مسجد مارسيليا الكبير، وذلك بمناسبة بداية شهر رمضان الكريم. يأتي هذا
المشروع ضمن سياسة ساركوزي الرامية إلى تحسين اندماج الأقلية المسلمة في
المجتمع الفرنسي. وقال الرئيس في كلمته أمام رواد المسجد يشرح فيها مشروعه:
إخواني المواطنين، المسلم الفرنسي هو فرنسي قبل أن يكون مسلما، وعليه فإن
قهوة الصباح مع الهلالية (كرواصون) تقليد فرنسي عريق لا يجب التخلي عليه.
لذا وانطلاقا من فتاوى الأزهر حول فقه الأقليات فإنه يجوز للمسلم الفرنسي
الصائم ان يبدأ صباحه بقهوة مع هلالية، كغيره من أبناء الشعب الفرنسي على
الساعة الثامنة قبل الانطلاق للعمل.
إخواني المواطنين، صلاة المسلم الفرنسي لا يمكن أن تشبه صلاة مسلمي الشرق
لذا فانه لا معنى لمواطن أوروبي ان يقضي ساعة وساعتين بعد العشاء في صلاة
التراويح، التي اتفق علماء المسلمين على أنها ليست فريضة. وعليه إخواني
فلقد أصدرت قرارا جمهوريا يدعو مساجد فرنسا لإغلاق أبوابها بعد صلاة
العشاء مباشرة، حتى ينصرف المواطن إلى بيته ويستمتع بمشاهدة أخبار وبرامج
التلفزيون الفرنسي.
وبالمناسبة، لا يحق للمواطن الفرنسي المسلم الذي وهبته الجمهورية الفرنسية
جنسيتها أن يشاهد قنوات أجنبية. نحن نرفض تماما أن يكون اهتمام المواطن
خارج الوطن لذا فلقد قررت أن ترفض طلبات الجنسية لكل شخص ثبت انه يشاهد
قنوات غير فرنسية ولو في رمضان.
إخواني المواطنين، اللغة الفرنسية تجمعنا والمسلم الفرنسي كغيره من
المواطنين يجب أن يقرأ كتابه المقدس (القرآن) باللغة الفرنسية. لذا أدعوا
كل إمام فرنسي أن يقرأ القرآن باللغة الفرنسية، ويصلي باللغة الفرنسية
وهذه ضرورة ليصبح الإسلام دينا فرنسيا.
إخواني الفرنسيين، المواطن الفرنسي معروف برشاقته، والأكل في رمضان لا
يساعد على الحفاظ على الرشاقة. لذا أدعو الصائمين أن لا يكثروا من الطعام
الدسم وأن يشربوا الماء بكميات كبيرة حتى يستطيعوا العمل بجد واجتهاد.
وشرب الماء لا يبطل الصيام للإنسان العامل في أوروبا كما أفتى بذلك علماء
مسلمون معاصرون. نفس الشئ يمكن أن نقوله عن التدخين، فالمدخن لا يمكن أن
يكون شخصا فعالا في عمله إذا امتنع عن هذه العادة الفرنسية الجميلة في هذا
الشهر العظيم.
إخواني المواطنين، جميعا يمكننا أن نجعل من رمضان جزءا من التقليد
الفرنسي. لكن رمضان الذي نريد هو ما أسميه في هذا المشروع «رمضان فرنسا».
شكرا لكم ورمضان كريم وتحيى الجمهورية الفرنسية.»
بدون التحري اللازم والتأكد من صحة المعلومات المدونة من مصادر أخرى، كما
تنبه إلى ذلك أبجديات العمل الصحفي، عثر العديدون على المقال، المفبرك
بهدف السخرية المحضة، في محرك غوغل، فحولوه إلى «خبر» بالمفهوم الإعلامي
للكلمة، و«قنبلة» إعلامية تستحق التعميم والتعليق، وسبق «لا يأتيه الباطل
من بين يديه ولا من خلفه». بل إن البحث في المحرك ذاته عبر مفتاح «صيام
وساركوزي» يكشف عن وجود ما لا يقل عن 136 ألف موقع ومدونة تناولت وتناقلت
«الدعابة» مجردة مضمونها من هذا التوصيف.
وفي هذا الصدد، وضح المدون أحمد في مدونته، عقب انفجار «الاعتداء
الافتراضي» على الإسلام والمسلمين وفريضة الصيام، «الغرض من مقالي كان هو
مجرد نقاش ساخر عن علاقة ساركوزي بالمسلمين في فرنسا وفقط !»، مضيفا «ولقد
أردت بذلك تجربة فن الكتابة الساخرة في مناقشة تلك المواضيع. غير أنني
فوجئت بأن البعض أخذ ظاهر الكلام في مقالتي عن ساركوزي وصار ينشر «الخبر»
يمينا وشمالا في شتى المواقع والمنتديات».
ومما جعل النار تنتشر أكثر في هشيم شبكة الإنترنيت كون موقع «سي إن إن
العربي» نشر، ضمن قصاصة، وقعتها من دبي مراسلة الوكالة إلهام نخلاوي،
مقتطفات من المقال بدون الإشارة بتاتا إلى أنه مجرد مقال ساخر، مما دفع
الكثير من المواقع الإخبارية والسجالية، وبعض الجرائد، تنقل القصة الخبرية
مع صياغة ديباجة لها تقول: «حسبما أورد موقع سي إن إن» أو إسنادها إلى
«الوكالات»!
هكذا، على سبيل المثال، نشرت الجريدة الإلكترونية السعودية الشاملة «كل
الوطن» في موقعها، يوم 18 غشت الجاري، مقالا «جادا وجديا» بعنوان «ساركوزي
يفتي لمسلمي فرنسا: قهوة الصباح مشروعة... والتراويح ممنوعة!!»، موقعا
باسمها و«وكالات»، عرضت فيه ملخصا للفتوى المزعومة للرئيس الفرنسي، قبل أن
«تضع الخبر في سياقه» مضيفة: «وتأتي هذه «الفتوى» المثيرة للجدل في وقت
يواجه ساركوزي انتقادات حادة بسبب سياسته تجاه الأجانب القاطنين في فرنسا،
وخصوصا من ذوي الأصول العربية والإفريقية»، وموضحة تحت عنوان فرعي هو
«تهديد بالانتقام»: «في الأثناء دعا ما يسمى «تنظيم القاعدة في بلاد
المغرب الاسلامي» إلى الانتقام من فرنسا التي وصف رئيسها نيكولا ساركوزي
بأنه «عدو الله»، على خلفية الهجوم الذي شنته القوات الفرنسية الشهر
الماضي على موقع لها في مالي. وقال أبو أنس الشنقيطي، أحد قادة هذا
التنظيم، في بيان مخاطبا ساركوزي: لقد ضيعت الفرصة على نفسك وفتحت باب
البلاء على بلدك (...)».
وإذا كانت الزميلة «العلم» قد تناولت للموضوع في صفحتها الأولى لعدد
الخميس 19 غشت الجاري خاتمة بـ«إن لله في خلقه شؤون»، فإن «العربية» وضعت
«القضية» في منحاها الحقيقي عبر تقرير من دبي أنجزته رولا الخطيب وبثته
القناة الثلاثاء الماضي، كما نشرته في موقعها الإلكتروني، ورد فيه: «أثار
مقال ساخر على مدونة لشاب مغربي تحت عنوان، «ساركوزي يقترح صياماً على
الطريقة الفرنسية»، حفيظة المسلمين بعدما تداولته مواقع إلكترونية
وإخبارية على أنه خبر حقيقي. وكان صاحب مدونة «علاش» تخيل أن ساركوزي ألقى
خطاباً في مسجد مارسيليا، خط فيه تشريعات جديدة للمسلمين الفرنسيين في
رمضان (...) إضافة إلى أشياء أخرى لا تقل غرابة عما مضى، وكلها نوع من
الإمعان في السخرية من صاحب المدونة. غير أن الردود بدأت بالتوالي على
المدونة، منتقدة ومهاجمة الرئيس الفرنسي بضراوة، من دون أن يدرك أصحابها
أن ما قرأوه هو مجرد كتابة ساخرة، والحكاية لم تنته هنا، بل بدأت تتدحرج
ككرة ثلج. فتناقلت المواقع الإلكترونية والإخبارية الموضوع الساخر على أنه
خبر، قبل التأكد من مصدره وصحته، وأحدها موقع «سي إن إن» العربي الذي تطرق
إلى المقال خلال متابعته للمدونات العربية».
وبالإضافة للمواقع الإلكترونية والجرائد، أثارت «فتوى العلامة ساركوزي»
ردود فعل غاضبة من طرف بعض علماء المسلمين، ومنها هذا النزر من فيض جارف،
نزر نشره موقع «الإخوان المسلمين» في 16 غشت الجاري تحت عنوان «علماء
الشريعة: الاستخفاف بالدين جرَّأ ساركوزي على رمضان». ومما جاء في المقال:
«أكد عددٌ من علماء الأزهر والأوقاف أن مشروع» رمضان فرنسا» الذي أعلن عن
تطبيقه الرئيس الفرنسي ساركوزي يُعد تعديًا على الصيام والشريعة
الإسلامية، مطالبين حكام وعلماء الأنظمة العربية والإسلامية بمواجهة هذه
التفاهات بالقانون، ومقاضاة ساركوزي لتعديه على حرية الأديان».
وبعد بسط بنود «مشروع» الرئيس الفرنسي المتخيل، يكتب صاحب المقال: «أوضح
الشيخ عبد المنعم البري رئيس جبهة علماء الأزهر الأسبق لـ(إخوان أون لاين)
أن مشروع ساركوزي «رمضان فرنسا» الذي دعا إليه مسلمي فرنسا يأتي في سياق
الحرب على الإسلام، مؤكدًا أن استخفاف حكام المسلمين بأصول وفروض الدين
الإسلامي بخلق مشاريع غربية مثل الأذان الموحد، وكاميرات المراقبة على
المساجد، ومنع الاعتكاف في شهر رمضان إلا بالبطاقة الشخصية دفع أعداء
الأمة للتجرؤ على الصيام والقيام.
وطالب مسلمي فرنسا بتفويت الفرصة على مشاريع أعداء الأمة، والتمسك بأداء
الصيام على حقيقته وضوابطه التي سنَّها الخالق جلَّ وعلا من طلوع الفجر
الصادق إلى غروب الشمس، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا
حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ
الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ» (البقرة: من الآية 187)، وأداء صلاة القيام
بالمنازل، وعدم التكاسل عنها، موضحًا أن التعدي على أصول الإسلام اختبار
للمسلمين على تمسكهم بشريعة إسلامهم، والذود عنه.
ودعا الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية حكام المسلمين
إلى العودة لتطبيق شريعة إسلامهم، والاعتزاز والافتخار بها حتى يحترمنا
الغرب وتقدرنا الحضارات المختلفة، مؤكدًا أن تخاذل حكام الأنظمة الإسلامية
عن قضايا الأمة الرئيسية وتنازلاتهم المستمرة أمام تعدي الغرب على
مقدساتهم وأراضيهم وحرماتهم أدَّى إلى تمادي الغرب في إهانة الإسلام،
وتشويه صورته، والإساءة للرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم من قبل، وإطلاق
دعوة لحرق المصاحف.
وأشار إلى أن اعتداء ساركوزي على الصلاة والقيام يُجَسِّد حديث النبي صلى
الله عليه وسلم «يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»،
فقال صحابي: «أو من قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله؟» قال: «بل أنتم يومئذ
كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم،
وليقذفن في قلوبكم الوهن»، فقال صحابي: «وما الوهن يا رسول الله؟» قال:
«حب الدنيا، وكراهية الموت».
«وشدَّد الشيخ جمال قطب عضو مجمع البحوث الإسلامية على عدم الالتفات أو
الإصغاء لمثل هذه التفاهات، مؤكدًا أن إثارة الغرب لحفيظة المسلمين
بالتعدي على الشريعة الإسلامية التي تناقض احترام الأديان السماوية وقاحة،
محذِّرًا من إعطاء ساركوزي أهمية ومكانة بالرد عليه أو مواجهته من جانب
مسلمي فرنسا والشعوب الإسلامية.
«وأكد أن مجمع البحوث الإسلامية سيستوثق اليوم من مشروع ساركوزي، ويعد
تقريرًا عاجلاً عنه لعرضه على فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ
الأزهر؛ لإصدار بيان رسمي يواجه هذا الهراء بحجة وبرهان، داعيًا حكام
الأنظمة العربية والإسلامية إلى دعم موقف الأزهر في مواجهته للحقد الغربي
للإسلام، مناشدًا الشعوب بالحكمة وعدم التهور، وتقديم مسؤولي الأمة من
الحكام والعلماء للردِّ على مثل هذه التفاهات بالحجة.
«وحذَّر الشيخ مدحت صالح غالي رئيس قسم الثقافة بوزارة الأوقاف من تمادي
الاعتداء الغربي على الشريعة الإسلامية؛ ما يؤثر على استقرار العلاقات
المحلية والعالمية بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى، وحكام الدول
الإسلامية والغربية، موضحًا أن الغرب يهدف من توسيع رقعة هموم الأمة
الإسلامية وتعدد جبهات المواجهة في ظلِّ التخاذل الرسمي الإسلامي والعربي؛
ما يؤدي إلى إغراق الأمة في أزماتها، وإثارة شبابها لدفعهم نحو ارتكاب
سلوكيات غير أخلاقية- للدفاع عن دينهم وشريعتهم- ترمي إلى تشويه صورة
الإسلام.
«وأكد أن سلبية الحكام الرسمية أضعفت من الموقف الإسلامي ككل، وجعلته غير
قادر على مواجهة المسيئين بالحجة والمنطق والقانون، مطالبًا الجاليات
الإسلامية باتخاذ كل الوسائل القانونية حيال مشروع ساركوزي الذي يعارض
حرية الأديان.
«وأشار إلى أن الجرائم التي يرتكبها بعض الحمقى حسب تعبيره الذين ينسبون
أنفسهم إلى الإسلام أحد الأسباب التي دفعت الغرب في التعدي على الإسلام،
وأقنعت الشعوب الغربية بعنف الإسلام، مطالبًا الجاليات الإسلامية بالتعاون
مع الأزهر الشريف لإعداد خطط لإعادة تصحيح صورة الإسلام من خلال لجان
تُشَكَّل من الطرفين.»
من جهته، خصص الموقع اليومي للشهرية الورقية الفرنسية Rue 49، ملفا
لتداعيات «الخبر» عربيا وإسلامي الثلاثاء الماضي، أما «مطلق القنبلة
الساخرة»، المدون المغربي أحمد، فقد عاد للتعليق على الضجة التي أثارها
خياله الجامح، كاتبا في مدونته: «مرة أخرى، أرجو من كل من نقل مقالي
الساخر (...)، ونشره في موقعه على شكل خبر حقيقي، أن يتق الله في قرائه
وينشر توضيحا عن هذا الالتباس». غير أن روح الدعابة لديه لم تنضب بعد، إذ
دون خبرا ساخرا جديدا انتقى له عنوان: «عاجل: ساركوزي لم يفطر يوما من
رمضان»، وقال فيه: «أشهر الرئيس الفرنسي إسلامه وأعلن انه لم يفطر في
رمضان هذه السنة... قف! قف! قف! طبعا هذا خبر غير صحيح. وهو مثل الخبر
الذي كتبته في إدراجي السابق بعنوان: ساركوزي يقترح صياما على الطريقة
الفرنسية»..
الاتحاد الاشتراكي
سعيد عاهد
27-8-2010
كل شيء عقب مقال ساخر نشره مدون مغربي شاب، تخيل فيه أن الرئيس ساركوزي
ألقى خطاباً في مسجد مارسيليا، سن ضمنه تشريعات سوريالية جديدة للمسلمين
الفرنسيين في رمضان. تلقفت المنتديات والمواقع الإلكترونية، أولا، معتبرة
إياه حقيقيا، لتتناول المشعل بعدها الصحافة المكتوبة الناطقة بلغة الضاد،
قبل تسليمه لعلماء الدين المسلمين. كيف تحولت إذن مجرد دعابة إلكترونية
ساخرة إلى قضية أمة؟
في أول الأمر تلقفت المنتديات والمواقع الإلكترونية، التي يديرها عرب
ومسلمون، «الخبر» وكانت معبر تداوله على نطاق واسع في شبكة الإنترنيت،
لتتناول المشعل بعدها الصحافة المكتوبة الناطقة بلغة الضاد، قبل تسليمه
لعلماء الدين المسلمين. ثم قام الجميع، إلا من رحم ربك، بتنصيب محكمة
تفتيش ورقية ورقمية حكمها جاهز مسبقا، يقضي بالإدانة التامة لما نسب
للرئيس ساركوزي في مقال ساخر، لم يكلف الحريصون بشدة على عدم زعزعة عقيدة
المسلمين أنفسهم حتى عناء التأكد من صحة «الخبر»، معتبرين إياه «تعديًا
على الصيام والشريعة الإسلامية»، ومطالبين «حكام وعلماء الأنظمة العربية
والإسلامية بمواجهة هذه التفاهات بالقانون، ومقاضاة ساركوزي لتعديه على
حرية الأديان» (موقع الإخوان المسلمين المصري نقلا عن عددٌ من علماء
الأزهر والأوقاف). بل منهم من دعا إلى توجيه «صفعة» للذي وسموه، ساخرين هم
أيضا، بـ «العلامة ساركوزي مفتي الديار الباريسية» والناطق باسم «مجمع
إليزيه للفقه والشريعة» (جريدة الدار الخليجية)، «صفعة تعيده إلى بطن أمه
ليولد من جديد على الفطرة» (جريدة الدستور الأردنية)، أو قفدة تحوله إلى
رجل صَفعان أو مَصْفعاني حسب لسان العرب.
لكن، لنعد إلى أصل الحكاية أولا.
في مقال ساخر نشره في مدونته الشخصية المسماة «عْلاش»، مقال ينبني على
وقائع مُتخيَّلة مائة بالمائة، كتب المدون المغربي أحمد: «عرض الرئيس
الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الجمعة الماضية مشروعه الجديد «رمضان فرنسا»
في مسجد مارسيليا الكبير، وذلك بمناسبة بداية شهر رمضان الكريم. يأتي هذا
المشروع ضمن سياسة ساركوزي الرامية إلى تحسين اندماج الأقلية المسلمة في
المجتمع الفرنسي. وقال الرئيس في كلمته أمام رواد المسجد يشرح فيها مشروعه:
إخواني المواطنين، المسلم الفرنسي هو فرنسي قبل أن يكون مسلما، وعليه فإن
قهوة الصباح مع الهلالية (كرواصون) تقليد فرنسي عريق لا يجب التخلي عليه.
لذا وانطلاقا من فتاوى الأزهر حول فقه الأقليات فإنه يجوز للمسلم الفرنسي
الصائم ان يبدأ صباحه بقهوة مع هلالية، كغيره من أبناء الشعب الفرنسي على
الساعة الثامنة قبل الانطلاق للعمل.
إخواني المواطنين، صلاة المسلم الفرنسي لا يمكن أن تشبه صلاة مسلمي الشرق
لذا فانه لا معنى لمواطن أوروبي ان يقضي ساعة وساعتين بعد العشاء في صلاة
التراويح، التي اتفق علماء المسلمين على أنها ليست فريضة. وعليه إخواني
فلقد أصدرت قرارا جمهوريا يدعو مساجد فرنسا لإغلاق أبوابها بعد صلاة
العشاء مباشرة، حتى ينصرف المواطن إلى بيته ويستمتع بمشاهدة أخبار وبرامج
التلفزيون الفرنسي.
وبالمناسبة، لا يحق للمواطن الفرنسي المسلم الذي وهبته الجمهورية الفرنسية
جنسيتها أن يشاهد قنوات أجنبية. نحن نرفض تماما أن يكون اهتمام المواطن
خارج الوطن لذا فلقد قررت أن ترفض طلبات الجنسية لكل شخص ثبت انه يشاهد
قنوات غير فرنسية ولو في رمضان.
إخواني المواطنين، اللغة الفرنسية تجمعنا والمسلم الفرنسي كغيره من
المواطنين يجب أن يقرأ كتابه المقدس (القرآن) باللغة الفرنسية. لذا أدعوا
كل إمام فرنسي أن يقرأ القرآن باللغة الفرنسية، ويصلي باللغة الفرنسية
وهذه ضرورة ليصبح الإسلام دينا فرنسيا.
إخواني الفرنسيين، المواطن الفرنسي معروف برشاقته، والأكل في رمضان لا
يساعد على الحفاظ على الرشاقة. لذا أدعو الصائمين أن لا يكثروا من الطعام
الدسم وأن يشربوا الماء بكميات كبيرة حتى يستطيعوا العمل بجد واجتهاد.
وشرب الماء لا يبطل الصيام للإنسان العامل في أوروبا كما أفتى بذلك علماء
مسلمون معاصرون. نفس الشئ يمكن أن نقوله عن التدخين، فالمدخن لا يمكن أن
يكون شخصا فعالا في عمله إذا امتنع عن هذه العادة الفرنسية الجميلة في هذا
الشهر العظيم.
إخواني المواطنين، جميعا يمكننا أن نجعل من رمضان جزءا من التقليد
الفرنسي. لكن رمضان الذي نريد هو ما أسميه في هذا المشروع «رمضان فرنسا».
شكرا لكم ورمضان كريم وتحيى الجمهورية الفرنسية.»
بدون التحري اللازم والتأكد من صحة المعلومات المدونة من مصادر أخرى، كما
تنبه إلى ذلك أبجديات العمل الصحفي، عثر العديدون على المقال، المفبرك
بهدف السخرية المحضة، في محرك غوغل، فحولوه إلى «خبر» بالمفهوم الإعلامي
للكلمة، و«قنبلة» إعلامية تستحق التعميم والتعليق، وسبق «لا يأتيه الباطل
من بين يديه ولا من خلفه». بل إن البحث في المحرك ذاته عبر مفتاح «صيام
وساركوزي» يكشف عن وجود ما لا يقل عن 136 ألف موقع ومدونة تناولت وتناقلت
«الدعابة» مجردة مضمونها من هذا التوصيف.
وفي هذا الصدد، وضح المدون أحمد في مدونته، عقب انفجار «الاعتداء
الافتراضي» على الإسلام والمسلمين وفريضة الصيام، «الغرض من مقالي كان هو
مجرد نقاش ساخر عن علاقة ساركوزي بالمسلمين في فرنسا وفقط !»، مضيفا «ولقد
أردت بذلك تجربة فن الكتابة الساخرة في مناقشة تلك المواضيع. غير أنني
فوجئت بأن البعض أخذ ظاهر الكلام في مقالتي عن ساركوزي وصار ينشر «الخبر»
يمينا وشمالا في شتى المواقع والمنتديات».
ومما جعل النار تنتشر أكثر في هشيم شبكة الإنترنيت كون موقع «سي إن إن
العربي» نشر، ضمن قصاصة، وقعتها من دبي مراسلة الوكالة إلهام نخلاوي،
مقتطفات من المقال بدون الإشارة بتاتا إلى أنه مجرد مقال ساخر، مما دفع
الكثير من المواقع الإخبارية والسجالية، وبعض الجرائد، تنقل القصة الخبرية
مع صياغة ديباجة لها تقول: «حسبما أورد موقع سي إن إن» أو إسنادها إلى
«الوكالات»!
هكذا، على سبيل المثال، نشرت الجريدة الإلكترونية السعودية الشاملة «كل
الوطن» في موقعها، يوم 18 غشت الجاري، مقالا «جادا وجديا» بعنوان «ساركوزي
يفتي لمسلمي فرنسا: قهوة الصباح مشروعة... والتراويح ممنوعة!!»، موقعا
باسمها و«وكالات»، عرضت فيه ملخصا للفتوى المزعومة للرئيس الفرنسي، قبل أن
«تضع الخبر في سياقه» مضيفة: «وتأتي هذه «الفتوى» المثيرة للجدل في وقت
يواجه ساركوزي انتقادات حادة بسبب سياسته تجاه الأجانب القاطنين في فرنسا،
وخصوصا من ذوي الأصول العربية والإفريقية»، وموضحة تحت عنوان فرعي هو
«تهديد بالانتقام»: «في الأثناء دعا ما يسمى «تنظيم القاعدة في بلاد
المغرب الاسلامي» إلى الانتقام من فرنسا التي وصف رئيسها نيكولا ساركوزي
بأنه «عدو الله»، على خلفية الهجوم الذي شنته القوات الفرنسية الشهر
الماضي على موقع لها في مالي. وقال أبو أنس الشنقيطي، أحد قادة هذا
التنظيم، في بيان مخاطبا ساركوزي: لقد ضيعت الفرصة على نفسك وفتحت باب
البلاء على بلدك (...)».
وإذا كانت الزميلة «العلم» قد تناولت للموضوع في صفحتها الأولى لعدد
الخميس 19 غشت الجاري خاتمة بـ«إن لله في خلقه شؤون»، فإن «العربية» وضعت
«القضية» في منحاها الحقيقي عبر تقرير من دبي أنجزته رولا الخطيب وبثته
القناة الثلاثاء الماضي، كما نشرته في موقعها الإلكتروني، ورد فيه: «أثار
مقال ساخر على مدونة لشاب مغربي تحت عنوان، «ساركوزي يقترح صياماً على
الطريقة الفرنسية»، حفيظة المسلمين بعدما تداولته مواقع إلكترونية
وإخبارية على أنه خبر حقيقي. وكان صاحب مدونة «علاش» تخيل أن ساركوزي ألقى
خطاباً في مسجد مارسيليا، خط فيه تشريعات جديدة للمسلمين الفرنسيين في
رمضان (...) إضافة إلى أشياء أخرى لا تقل غرابة عما مضى، وكلها نوع من
الإمعان في السخرية من صاحب المدونة. غير أن الردود بدأت بالتوالي على
المدونة، منتقدة ومهاجمة الرئيس الفرنسي بضراوة، من دون أن يدرك أصحابها
أن ما قرأوه هو مجرد كتابة ساخرة، والحكاية لم تنته هنا، بل بدأت تتدحرج
ككرة ثلج. فتناقلت المواقع الإلكترونية والإخبارية الموضوع الساخر على أنه
خبر، قبل التأكد من مصدره وصحته، وأحدها موقع «سي إن إن» العربي الذي تطرق
إلى المقال خلال متابعته للمدونات العربية».
وبالإضافة للمواقع الإلكترونية والجرائد، أثارت «فتوى العلامة ساركوزي»
ردود فعل غاضبة من طرف بعض علماء المسلمين، ومنها هذا النزر من فيض جارف،
نزر نشره موقع «الإخوان المسلمين» في 16 غشت الجاري تحت عنوان «علماء
الشريعة: الاستخفاف بالدين جرَّأ ساركوزي على رمضان». ومما جاء في المقال:
«أكد عددٌ من علماء الأزهر والأوقاف أن مشروع» رمضان فرنسا» الذي أعلن عن
تطبيقه الرئيس الفرنسي ساركوزي يُعد تعديًا على الصيام والشريعة
الإسلامية، مطالبين حكام وعلماء الأنظمة العربية والإسلامية بمواجهة هذه
التفاهات بالقانون، ومقاضاة ساركوزي لتعديه على حرية الأديان».
وبعد بسط بنود «مشروع» الرئيس الفرنسي المتخيل، يكتب صاحب المقال: «أوضح
الشيخ عبد المنعم البري رئيس جبهة علماء الأزهر الأسبق لـ(إخوان أون لاين)
أن مشروع ساركوزي «رمضان فرنسا» الذي دعا إليه مسلمي فرنسا يأتي في سياق
الحرب على الإسلام، مؤكدًا أن استخفاف حكام المسلمين بأصول وفروض الدين
الإسلامي بخلق مشاريع غربية مثل الأذان الموحد، وكاميرات المراقبة على
المساجد، ومنع الاعتكاف في شهر رمضان إلا بالبطاقة الشخصية دفع أعداء
الأمة للتجرؤ على الصيام والقيام.
وطالب مسلمي فرنسا بتفويت الفرصة على مشاريع أعداء الأمة، والتمسك بأداء
الصيام على حقيقته وضوابطه التي سنَّها الخالق جلَّ وعلا من طلوع الفجر
الصادق إلى غروب الشمس، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا
حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ
الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ» (البقرة: من الآية 187)، وأداء صلاة القيام
بالمنازل، وعدم التكاسل عنها، موضحًا أن التعدي على أصول الإسلام اختبار
للمسلمين على تمسكهم بشريعة إسلامهم، والذود عنه.
ودعا الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية حكام المسلمين
إلى العودة لتطبيق شريعة إسلامهم، والاعتزاز والافتخار بها حتى يحترمنا
الغرب وتقدرنا الحضارات المختلفة، مؤكدًا أن تخاذل حكام الأنظمة الإسلامية
عن قضايا الأمة الرئيسية وتنازلاتهم المستمرة أمام تعدي الغرب على
مقدساتهم وأراضيهم وحرماتهم أدَّى إلى تمادي الغرب في إهانة الإسلام،
وتشويه صورته، والإساءة للرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم من قبل، وإطلاق
دعوة لحرق المصاحف.
وأشار إلى أن اعتداء ساركوزي على الصلاة والقيام يُجَسِّد حديث النبي صلى
الله عليه وسلم «يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»،
فقال صحابي: «أو من قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله؟» قال: «بل أنتم يومئذ
كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم،
وليقذفن في قلوبكم الوهن»، فقال صحابي: «وما الوهن يا رسول الله؟» قال:
«حب الدنيا، وكراهية الموت».
«وشدَّد الشيخ جمال قطب عضو مجمع البحوث الإسلامية على عدم الالتفات أو
الإصغاء لمثل هذه التفاهات، مؤكدًا أن إثارة الغرب لحفيظة المسلمين
بالتعدي على الشريعة الإسلامية التي تناقض احترام الأديان السماوية وقاحة،
محذِّرًا من إعطاء ساركوزي أهمية ومكانة بالرد عليه أو مواجهته من جانب
مسلمي فرنسا والشعوب الإسلامية.
«وأكد أن مجمع البحوث الإسلامية سيستوثق اليوم من مشروع ساركوزي، ويعد
تقريرًا عاجلاً عنه لعرضه على فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ
الأزهر؛ لإصدار بيان رسمي يواجه هذا الهراء بحجة وبرهان، داعيًا حكام
الأنظمة العربية والإسلامية إلى دعم موقف الأزهر في مواجهته للحقد الغربي
للإسلام، مناشدًا الشعوب بالحكمة وعدم التهور، وتقديم مسؤولي الأمة من
الحكام والعلماء للردِّ على مثل هذه التفاهات بالحجة.
«وحذَّر الشيخ مدحت صالح غالي رئيس قسم الثقافة بوزارة الأوقاف من تمادي
الاعتداء الغربي على الشريعة الإسلامية؛ ما يؤثر على استقرار العلاقات
المحلية والعالمية بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى، وحكام الدول
الإسلامية والغربية، موضحًا أن الغرب يهدف من توسيع رقعة هموم الأمة
الإسلامية وتعدد جبهات المواجهة في ظلِّ التخاذل الرسمي الإسلامي والعربي؛
ما يؤدي إلى إغراق الأمة في أزماتها، وإثارة شبابها لدفعهم نحو ارتكاب
سلوكيات غير أخلاقية- للدفاع عن دينهم وشريعتهم- ترمي إلى تشويه صورة
الإسلام.
«وأكد أن سلبية الحكام الرسمية أضعفت من الموقف الإسلامي ككل، وجعلته غير
قادر على مواجهة المسيئين بالحجة والمنطق والقانون، مطالبًا الجاليات
الإسلامية باتخاذ كل الوسائل القانونية حيال مشروع ساركوزي الذي يعارض
حرية الأديان.
«وأشار إلى أن الجرائم التي يرتكبها بعض الحمقى حسب تعبيره الذين ينسبون
أنفسهم إلى الإسلام أحد الأسباب التي دفعت الغرب في التعدي على الإسلام،
وأقنعت الشعوب الغربية بعنف الإسلام، مطالبًا الجاليات الإسلامية بالتعاون
مع الأزهر الشريف لإعداد خطط لإعادة تصحيح صورة الإسلام من خلال لجان
تُشَكَّل من الطرفين.»
من جهته، خصص الموقع اليومي للشهرية الورقية الفرنسية Rue 49، ملفا
لتداعيات «الخبر» عربيا وإسلامي الثلاثاء الماضي، أما «مطلق القنبلة
الساخرة»، المدون المغربي أحمد، فقد عاد للتعليق على الضجة التي أثارها
خياله الجامح، كاتبا في مدونته: «مرة أخرى، أرجو من كل من نقل مقالي
الساخر (...)، ونشره في موقعه على شكل خبر حقيقي، أن يتق الله في قرائه
وينشر توضيحا عن هذا الالتباس». غير أن روح الدعابة لديه لم تنضب بعد، إذ
دون خبرا ساخرا جديدا انتقى له عنوان: «عاجل: ساركوزي لم يفطر يوما من
رمضان»، وقال فيه: «أشهر الرئيس الفرنسي إسلامه وأعلن انه لم يفطر في
رمضان هذه السنة... قف! قف! قف! طبعا هذا خبر غير صحيح. وهو مثل الخبر
الذي كتبته في إدراجي السابق بعنوان: ساركوزي يقترح صياما على الطريقة
الفرنسية»..
الاتحاد الاشتراكي
سعيد عاهد
27-8-2010
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: يا أمة ضحكت من سذاجتها الأمم: «فتوى» ساخرة منسوبة لساركوزي تثير غضب «خير أمة أخرجت للناس»!
**كان الإمام مالك بن أس رضي الله عنه ، مفتي المدينة ، يجلس في حلقة الدرس ، في الروضة الشريفة ، قرب قبر الرسول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، ويقول( كل امريء يُؤخذ منه ، ويُردّ عليه ،إلاصاحبَ هذا القبر) .
--في ذلك الزمن ، وما تلاه من الأزمنة ، كان العالًم يتردد كثيرا ، في موضوع الفتوى ، لخطورته العظيمة ، فالاجابة على أمر ،أوسؤال له علاقة بالعقيدة أو بالفرائض ،أوبالأحوال الشخصية ، فيما يتعلق بالزواج ، او الطلاق ، يأخذ وقتا للرد عليه. لكننا نعيش الآن ، في زمن ، أصبحت فيه الفتاوى كالوجبات السريعة ، التي تقدّم للزبون ، حتى وهو يجلس في سيارته ،أوعلى الهاتف ، فانبرى للفتوى ، بعض من قرأوا كتابا أو كتابين ، وارتدى زي العلماء من هبّ ودبّ. ( منقول)
اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك
اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وبطن ...اللهم آمين
--في ذلك الزمن ، وما تلاه من الأزمنة ، كان العالًم يتردد كثيرا ، في موضوع الفتوى ، لخطورته العظيمة ، فالاجابة على أمر ،أوسؤال له علاقة بالعقيدة أو بالفرائض ،أوبالأحوال الشخصية ، فيما يتعلق بالزواج ، او الطلاق ، يأخذ وقتا للرد عليه. لكننا نعيش الآن ، في زمن ، أصبحت فيه الفتاوى كالوجبات السريعة ، التي تقدّم للزبون ، حتى وهو يجلس في سيارته ،أوعلى الهاتف ، فانبرى للفتوى ، بعض من قرأوا كتابا أو كتابين ، وارتدى زي العلماء من هبّ ودبّ. ( منقول)
اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك
اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وبطن ...اللهم آمين
حاجي حفيظ- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 345
العمر : 66
Localisation : بني ملال
Emploi : أستاذ
تاريخ التسجيل : 18/06/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى