لا تحرك به لسانك
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لا تحرك به لسانك
يقول الله تعالي في محكم تنزيله: "لا تحرك به لسانك لتعجل به"16 "ان علينا جمعه وقرآنه"القيامة17
لقد كان قلب النبي صلي الله عليه وسلم له استعداد خاص وقوة خاصة. لا
يساويه فيه غيره. وهو سبحانه القوي المتين تكفل بأن يجمع القرآن المجيد في
قلبه الشريف علي وجه لا ينساه. وان يقرئه إياه مرتلاً ومجوداً في حين انه
صلي الله عليه وسلم أمي لم يتعلم القراءة ولا الكتابة.
كما تعهد سبحانه بأن يبين له معاني هذا القرآن المجيد وأحكامه حتي
يبين للناس ما نزل إليهم فقال جل شأنه: "... وأنزلنا إليك الذكر لتبين
للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون" النحل .44
وهذا كله يدلك علي قوة هذا القلب الشريف. ومدي سعته. كما يدلك هذا علي طيب القلب الشريف وطهره المحمدي.
يقول الشيخ الإمام عبد الله سراج الدين: فلما كان قلبه الشريف صلي
الله عليه وسلم خير القلوب واذكاها. وأوسعها وأقوها. وانقاها واتقاها.
الينها وأرقها. وأوعاها وايقظها لذلك خص بنزول هذا القرآن المجيد عليه كما
تفيده إشارة ضمير الخطاب من رب الارباب في قوله تعالي: "نزل به الروح
الأمين" الشعراء .193
أي: علي قلبك خاصة من بين سائر القلوب جميعها.
أما ان قلبه الشريف صلي الله عليه وسلم هو خير القلوب فقد جاء في مسند
الإمام أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ان الله تعالي نظر في
قلوب العباد فوجد قلب- سيدنا- محمد صلي الله عليه وسلم خير القلوب فاصطفاه
لنفسه. وابتعثه برسالته. ثم نظر في قلوب العباد فوجد قلوب اصحابه خير قلوب
العباد فجعلهم وزراء نبيه. يقاتلون عن دينه.
فما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن. وما رآه المسلمون سيئاً فهو عند الله سيئاً.
والموقوف هو: الحديث الذي اضيف إلي الصحابة رضي الله تعالي عنهم قولاً كان أو فعلاً أو تقريراً. متصلا إسناده إليهم أو منقطعاً.
يقول شارح المنظومة البيقونية: والمعلوم ان الموقف فيما لا مجال للرأي فيه له حكم المرفوع.
والمنظومة البيقونية في مصطلح الحديث نظمها العلامة عمر بن محمد بن
فتوح البيقوني الدمشقي الشافعي المتوفي "1080" هجرية. وتتكون من اربعة
وثلاثين بيتاً من الشعر في علوم الحديث.
وأما ان قلبه الشريف هو ازكي القلوب واطهرها فقد شق صدره الشريف صلي
الله عليه وسلم في صغره واستخرج منه حظ الشيطان كما اورد ذلك الامام مسلم
في صحيحة.
وأما سعة قلبه الشريف صلي الله عليه وسلم فيكفيك دليلاً علي ذلك انه اتسع لجمع هذا القرآن العظيم فيه.
قال جل شأنه: "إن علينا جمعه وقرآنه"17 "فإذا قرأناه فاتبع قرآنه"18 "ثم إن علينا بيانه" القيامة .19
فهو سبحانه تكفل لرسوله الكريم صلي الله عليه وسلم ان يجمع له القرآن
في صدره- أي: في قلبه الشريف- لأن القلب في الصدر. وان يقرئه إياه علي
اسلوب خاص دون الاساليب المعروفة التي يقرأ فيها كلام الناس. فإن للقرآن
تلاوة خاصة يعلمه الله تعالي ذلك ويقرئه بذلك. وان كان صلي الله عليه وسلم
امياً لم يقرأ ولم يكتب.
لقد تحدي الله تعالي بالنبي الأمي الذي جاء بالقرآن المعجز في لفظه
ومعناه. إذ لم يتعلم عن معلم ولم يترب عند مرب ولم يتأدب عند مؤدب سوي
الله عز وجل. لأن المعلم دائماً يكون صاحب فضل علي من علمهم. حتي لايكون
لأحد فضل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم كان معلمه الأوحد هو رب العزة
جل جلاله. وحديث أدبني ربي فأحسن تأديبي رغم انه ضعيف حيث قال الإمام ابن
تيمية: لا يعرف له إسناد ثابت. إلا ان معناه صحيح.
وإلي الذين اشكل عليهم ان يكون النبي امياً- نقول: كان امياً قبل
الرسالة ولكن ما ان اكرمه الله تعالي بالرسالة العظمي حتي غدا اعلم اهل
الأرض فقد افاض الله تعالي عليه من واسع علمه فقال جل شأنه في الآية "129"
من سورة البقرة: "ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم
الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم" وقال تبارك وتعالي في
الآية "164" من سورة آل عمران: "لقد من الله علي المؤمنين إذ بعث فيهم
رسولاً من انفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان
كانوا من قبل لفي ضلال مبين".
وقال الحق في محكم تنزيله في الآية الثانية من سورة الجمعة: "هو الذي
بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب
والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين".
والأميون هم العرب. يقول صاحب صفوة التفاسير: أي: هو جل وعلا برحمته
وحكمته الذي بعث في العرب رسولاً من جملتهم. أمياً مثلهم لا يقرأ ولا
يكتب. قال المفسرون: سمي العرب اميين لأنهم لا يقرأون ولا يكتبون.
كما تحدي الله تعالي الكافرين والمرتابين في رسالته صلي الله عليه
وسلم بقوله تعالي "قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا ادراكم به فقد لبثت
فيكم عمراً من قبله افلا تعقلون" يونس .17
نعم كان صلي الله عليه وسلم وهو احدهم في تلك البيئة الأمية لا يتصدي
لأخذ العلم من أحد. ولم يأت بشئ من شعر أو نثر نحواً من اربعين سنة وهو
ثلثا عمره الشريف- عاش النبي صلي الله عليه وسلم "63" عاماً - ثم شرفه
الله تعالي بالمعجزة الكبري وهي القرآن حيث عجزت عنه فحولهم. وكلت دونه
ألسنة بلغائهم.
إن قلب سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم الذي نزل هذا القرآن المجيد
عليه بأسراره وانواره. وحروفه ومعانيه. وروحه وحقائقه. ومعارفه ومفاهيمه
العلوية.حقاً إن هذا القلب الشريف هو أوسع القلوب وأقواها.
فؤاد الدقس - كاتب سوري
لقد كان قلب النبي صلي الله عليه وسلم له استعداد خاص وقوة خاصة. لا
يساويه فيه غيره. وهو سبحانه القوي المتين تكفل بأن يجمع القرآن المجيد في
قلبه الشريف علي وجه لا ينساه. وان يقرئه إياه مرتلاً ومجوداً في حين انه
صلي الله عليه وسلم أمي لم يتعلم القراءة ولا الكتابة.
كما تعهد سبحانه بأن يبين له معاني هذا القرآن المجيد وأحكامه حتي
يبين للناس ما نزل إليهم فقال جل شأنه: "... وأنزلنا إليك الذكر لتبين
للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون" النحل .44
وهذا كله يدلك علي قوة هذا القلب الشريف. ومدي سعته. كما يدلك هذا علي طيب القلب الشريف وطهره المحمدي.
يقول الشيخ الإمام عبد الله سراج الدين: فلما كان قلبه الشريف صلي
الله عليه وسلم خير القلوب واذكاها. وأوسعها وأقوها. وانقاها واتقاها.
الينها وأرقها. وأوعاها وايقظها لذلك خص بنزول هذا القرآن المجيد عليه كما
تفيده إشارة ضمير الخطاب من رب الارباب في قوله تعالي: "نزل به الروح
الأمين" الشعراء .193
أي: علي قلبك خاصة من بين سائر القلوب جميعها.
أما ان قلبه الشريف صلي الله عليه وسلم هو خير القلوب فقد جاء في مسند
الإمام أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ان الله تعالي نظر في
قلوب العباد فوجد قلب- سيدنا- محمد صلي الله عليه وسلم خير القلوب فاصطفاه
لنفسه. وابتعثه برسالته. ثم نظر في قلوب العباد فوجد قلوب اصحابه خير قلوب
العباد فجعلهم وزراء نبيه. يقاتلون عن دينه.
فما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن. وما رآه المسلمون سيئاً فهو عند الله سيئاً.
والموقوف هو: الحديث الذي اضيف إلي الصحابة رضي الله تعالي عنهم قولاً كان أو فعلاً أو تقريراً. متصلا إسناده إليهم أو منقطعاً.
يقول شارح المنظومة البيقونية: والمعلوم ان الموقف فيما لا مجال للرأي فيه له حكم المرفوع.
والمنظومة البيقونية في مصطلح الحديث نظمها العلامة عمر بن محمد بن
فتوح البيقوني الدمشقي الشافعي المتوفي "1080" هجرية. وتتكون من اربعة
وثلاثين بيتاً من الشعر في علوم الحديث.
وأما ان قلبه الشريف هو ازكي القلوب واطهرها فقد شق صدره الشريف صلي
الله عليه وسلم في صغره واستخرج منه حظ الشيطان كما اورد ذلك الامام مسلم
في صحيحة.
وأما سعة قلبه الشريف صلي الله عليه وسلم فيكفيك دليلاً علي ذلك انه اتسع لجمع هذا القرآن العظيم فيه.
قال جل شأنه: "إن علينا جمعه وقرآنه"17 "فإذا قرأناه فاتبع قرآنه"18 "ثم إن علينا بيانه" القيامة .19
فهو سبحانه تكفل لرسوله الكريم صلي الله عليه وسلم ان يجمع له القرآن
في صدره- أي: في قلبه الشريف- لأن القلب في الصدر. وان يقرئه إياه علي
اسلوب خاص دون الاساليب المعروفة التي يقرأ فيها كلام الناس. فإن للقرآن
تلاوة خاصة يعلمه الله تعالي ذلك ويقرئه بذلك. وان كان صلي الله عليه وسلم
امياً لم يقرأ ولم يكتب.
لقد تحدي الله تعالي بالنبي الأمي الذي جاء بالقرآن المعجز في لفظه
ومعناه. إذ لم يتعلم عن معلم ولم يترب عند مرب ولم يتأدب عند مؤدب سوي
الله عز وجل. لأن المعلم دائماً يكون صاحب فضل علي من علمهم. حتي لايكون
لأحد فضل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم كان معلمه الأوحد هو رب العزة
جل جلاله. وحديث أدبني ربي فأحسن تأديبي رغم انه ضعيف حيث قال الإمام ابن
تيمية: لا يعرف له إسناد ثابت. إلا ان معناه صحيح.
وإلي الذين اشكل عليهم ان يكون النبي امياً- نقول: كان امياً قبل
الرسالة ولكن ما ان اكرمه الله تعالي بالرسالة العظمي حتي غدا اعلم اهل
الأرض فقد افاض الله تعالي عليه من واسع علمه فقال جل شأنه في الآية "129"
من سورة البقرة: "ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم
الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم" وقال تبارك وتعالي في
الآية "164" من سورة آل عمران: "لقد من الله علي المؤمنين إذ بعث فيهم
رسولاً من انفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان
كانوا من قبل لفي ضلال مبين".
وقال الحق في محكم تنزيله في الآية الثانية من سورة الجمعة: "هو الذي
بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب
والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين".
والأميون هم العرب. يقول صاحب صفوة التفاسير: أي: هو جل وعلا برحمته
وحكمته الذي بعث في العرب رسولاً من جملتهم. أمياً مثلهم لا يقرأ ولا
يكتب. قال المفسرون: سمي العرب اميين لأنهم لا يقرأون ولا يكتبون.
كما تحدي الله تعالي الكافرين والمرتابين في رسالته صلي الله عليه
وسلم بقوله تعالي "قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا ادراكم به فقد لبثت
فيكم عمراً من قبله افلا تعقلون" يونس .17
نعم كان صلي الله عليه وسلم وهو احدهم في تلك البيئة الأمية لا يتصدي
لأخذ العلم من أحد. ولم يأت بشئ من شعر أو نثر نحواً من اربعين سنة وهو
ثلثا عمره الشريف- عاش النبي صلي الله عليه وسلم "63" عاماً - ثم شرفه
الله تعالي بالمعجزة الكبري وهي القرآن حيث عجزت عنه فحولهم. وكلت دونه
ألسنة بلغائهم.
إن قلب سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم الذي نزل هذا القرآن المجيد
عليه بأسراره وانواره. وحروفه ومعانيه. وروحه وحقائقه. ومعارفه ومفاهيمه
العلوية.حقاً إن هذا القلب الشريف هو أوسع القلوب وأقواها.
فؤاد الدقس - كاتب سوري
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: لا تحرك به لسانك
**قوله تعالى :(( لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة )) قوله تعالى : لا تحرك به لسانك لتعجل به في الترمذي : عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه القرآن يحرك به لسانه ، يريد أن يحفظه ، فأنزل الله تبارك وتعالى : لا تحرك به لسانك لتعجل به قال : فكان يحرك به شفتيه . وحرك سفيان شفتيه .
حاجي حفيظ- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 345
العمر : 66
Localisation : بني ملال
Emploi : أستاذ
تاريخ التسجيل : 18/06/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى