إسبانيا تمنح خمسة «أوروات» كمعاش شهري للمغاربة الذين حاربوا من أجلها!
صفحة 1 من اصل 1
إسبانيا تمنح خمسة «أوروات» كمعاش شهري للمغاربة الذين حاربوا من أجلها!
اختتمت الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للشريط الوثائقي التي نظمت بأكاديرما بين 9 و 13 نونبر الجاري بفوز الفيلم البولوني "العلاج الكيميائي"بالجائزة الكبرى، و الفيلم الإيراني " غياب السيد أو السيدة ب " بالجائزةالخاصة، و الفيلم الفلسطيني "صداع" بجائزة الجمهور. و شهدت هذه الدورةالناجحة عرض مجموعة من الأفلام الدولية القيمة بمواضيعها و الشيقة بطريقةسردها و المهمة و المفيدة بمضمونها و بخطابها من بينها؛ فيلمان طويلانعرضا خارج المسابقة الرسمية أولهما حول استياء و غبن قدماء المحاربينالمغاربة الذين شاركوا في عهد الجنرال "فرانكو" في الحرب الأهليةالإسبانية، و ثانيهما حول استعمال الجيش الإسباني للغازات السامة الممنوعةدوليا في حرب الريف. الفيلم الأول من إنتاج مغربي إسباني يحمل عنوان "LOSPERDEDORES " (76 دقيقة) قام بإخراجه في سنة 2008 المغربي إدريس ديباكالمزداد بمدينة مليلية الذي غادرها ليعيش متنقلا بين إسبانيا و فرنسا وألمانيا و الولايات المتحدة الأمريكية، و تناول فيه قضية المحاربينالمغاربة الذين تم ترحيلهم في عهد الجنرال "فرانكو" للمشاركة في الحربالأهلية الإسبانية بين 1936 و1939و الذين بلغ عددهم حسب المعطياتالتاريخية ما بين 100000 و 130000 (و ليس 80000 كما تدعي إسبانيا) منبينهم 9000 طفل تم تزوير سنهم لإقحامهم في هذه الحرب. الفيلم يتضمن صوراحقيقية و شهادات بالإسبانية والأمازيغية لبعض المؤرخين و المواطنينالإسبانيين، و لبعض المحاربين المغاربة الذين مازالوا بمنطقة الريف علىقيد الحياة، و لبعض الأرامل ، و يستعرض الظروف المهينة و السيئة التيعاشوها أثناء و بعد نقلهم من المناطق المحتلة من طرف إسبانيا للزج بهم فيالخطوط الأمامية لهذه الحرب التي لا علاقة لهم بها ،علما أن الكثير منهملم يسبق له أن تدرب على استعمال السلاح، و كان العسكريون الإسبانيونيقولون لهم "اقتلوا أو موتوا" ، و كان القتلى منهم يدفنون في حفر دونتحديد هويتهم كالحيوانات، و بقيت جثت بعضهم مرمية لتأكلها الكلاب وحيوانات أخرى. كان لهؤلاء المحاربين المغاربة الفضل الكبير في النصر الذيحققه الجنرال "فرانكو" على خصومه الجمهوريين الحمر، و لكنه فضل أن يجعل منالمسيحية و الصليب رمزا لهذا النصر، و أن يتنكر لكل المحاربين المغاربة،إذ تجاهلهم و تناساهم و خذلهم و لم يف بوعده لهم، و أصبحوا خاسرين يتقاضوناليوم من إسبانيا معاشا هزيلا و مهينا يقارب خمسة " أوروات" في الشهر، معالعلم أنهم يحملون بطاقة التعريف الإسبانية بدون فائدة، و البعض منهميتوفر على تسعة أوسمة بدون فائدة أيضا، كما أن زملاءهم الإسبانيين يتمتعونفي إسبانيا حاليا هم و أراملهم بعدة امتيازات في حياتهم و بعد مماتهم.الفيلم يركز كثيرا على هذا الحيف الكبير الذي لم تتداركه الحكوماتاليمينية أو اليسارية الإسبانية التي تعاقبت على الحكم بعد وفاة "فرانكو"،و هو عبارة عن تنديد بالوضعية المزرية التي يعيشها هؤلاء المغاربةالمغبونين، و عبارة عن نداء و تذكير موجه إلى المسؤولين الإسبان والمغاربة لإعطاء هذه القضية الإنسانية ما تستحقه من أهمية. عرض هذا الفيلمأربع مرات بالقناة التلفزيونية العمومية الإسبانية الثانية (TVE 2) دون أنيحرك في الإسبانيين ساكنا، و قد سبق لوزير الشؤون الخارجية المغربي أن وجهنداء في بداية السنة الجارية بمجلس النواب للحكومة الإسبانية بتسوية وضعيةهؤلاء المواطنين و رفع الحيف عنهم و عن ذويهم. الفيلم يشير أيضا إلى عدمالاعتراف بمقابر المسلمين و إهمالها، و إلى تشويه و تدنيس سمعة المغاربةفي إسبانيا من لدن فئة عريضة من الإسبانيين المعادية للمسلمين والمغاربة،و التي تكرههم و تنعتهم بأقبح النعوت العنصرية و أبشع الصور بهدفترسيخ هذا الكره المجاني القديم و الدفين في الأجيال الإسبانية المتعاقبة.الفيلم الثاني يحمل عنوانا أمازيغيا " الرغاش" (44 دقيقة) و هو ما يعني"السم " تم إنجازه بإنتاج مغربي إسباني مشترك من طرف طارق الإدريسي و خانييرادا، و يتضمن صورا و شهادات لبعض أبناء الحسيمة القلائل الذين نجوا منالموت خلال حرب الريف، و شهادات للمؤرخين الإسبانيين "ماريا روسا دوماداريغا" و "سيباستيان بالفور" و بعض الفاعلين الجمعويين بمنطقة الريف.تؤكد هذه الشهادات أن الجيش الإسباني و بعد هزيمته في معركة" أنوال"(1921) قام خلال حرب الريف ما بين 1924 و 1925 بقصف المواطنين المغاربة فيالريف بغاز "الخردل" الذي يمنع استعماله دوليا، لأنه غاز فتاك وخطير، يقتلو يحرق و يفقد البصر و يتسبب في داء السرطان، إذ أثبتت الإحصائيات أن 80في المئة من المصابين بهذا الداء الوافدين على مستشفى أمراض السرطانبالرباط ينتمون إلى منطقة الريف. يهدف هذا الفيلم إلى تذكير المسؤولينالإسبانيين و المغاربة بهذه الواقعة حتى لا تظل في طي النسيان، هذهالواقعة المصنفة ضمن جرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانية، و يهدف أيضا إلىالكشف عن الحقيقة من خلال اعتراف إسبانيا بهذه الجريمة و تحمل مسؤولياتهافيها، و قد سبق لأحد الأحزاب بكاطلونيا أن طالب الكونغرس الإسبانيبالاعتراف بهذه الجريمة و تم رفض هذا الطلب. بالرغم من أهمية و جديةالمهرجان الدولي للشريط الوثائقي بأكادير و أهمية الأفلام التي تعرض فيه،فإن مديرته نزهة الإدريسي بلغت درجة عالية من اليأس و القلق جراء العراقيلالتنظيمية و المشاكل التمويلية التي تكثر و تكبر من دورة لأخرى مما جعلهاتعلن أنها جد متشائمة من إمكانية تنظيم الدورة القادمة.
تتجلى أهميةالفيلم الوثائقي الطويل أو القصير في كونه ينقل للمشاهد من كل أنحاءالعالم في قالب سينمائي محكم و سرد شيق و مقنع و مبرر، قضايا و وقائع ومشاكل اجتماعية و إنسانية و سياسية و تاريخية و اقتصادية و نفسية لهاارتباط بكل الكائنات الحية البشرية و الحيوانية و النباتية و بالبيئة التيتعيش فيها، وهي قضايا غالبا ما تثير اهتمامه و استغرابه و دهشته ،و غالباما تحرك ضميره و عواطفه ،خصوصا أنها قضايا نادرا ما تهتم بها مختلف وسائلالإعلام.
العلمتتجلى أهميةالفيلم الوثائقي الطويل أو القصير في كونه ينقل للمشاهد من كل أنحاءالعالم في قالب سينمائي محكم و سرد شيق و مقنع و مبرر، قضايا و وقائع ومشاكل اجتماعية و إنسانية و سياسية و تاريخية و اقتصادية و نفسية لهاارتباط بكل الكائنات الحية البشرية و الحيوانية و النباتية و بالبيئة التيتعيش فيها، وهي قضايا غالبا ما تثير اهتمامه و استغرابه و دهشته ،و غالباما تحرك ضميره و عواطفه ،خصوصا أنها قضايا نادرا ما تهتم بها مختلف وسائلالإعلام.
20/11/2010-
izarine- عدد الرسائل : 1855
العمر : 65
Localisation : khémissat
Emploi : travail
تاريخ التسجيل : 03/08/2006
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى