مفهوم الحظر الجوي الحديث
صفحة 1 من اصل 1
مفهوم الحظر الجوي الحديث
«الأواكس» ودورها في فرض الهيمنة الجوية
مفهوم الحظر الجوي الحديث
كثر الحديث مؤخرا عن فرض منطقة حظر جوي فوق الأراضي الليبية، وذلك لمنع
القوات الموالية للعقيد معمر القذافي من قمع انتفاضة الشعب الليبي عليه،
ودكها من الجو عبر غارات جوية جراحية. وقد ثار جدال حول تطبيق ذلك الحظر من
عدمه، لكنه اصطدم بكيفية تطبيقه بصورة فعالة لضمان عدم تمكن القذافي من
استخدام قواته الجوية بتاتا. والحقيقة أن مفهوم فرض حظر جوي يتطلب تكنيكا
معقدا ومدروسا، بالاضافة الى استخدام المعدات والأدوات المناسبة. وهذا ما
نحن بصدد التطرق اليه في موضوع صفحة هذا الأسبوع،،
تعتبر منطقة
الحظر الجوي أو No-fly zone عبارة عن حيز جوي معين قد يكون فوق شريط حدودي
أو دولة ما تكون خالية من تحليق الطيران، وبالأغلب الطيران العسكري للدولة
التي تفرض عليها تلك المنطقة. أي أنها أشبه بمنطقة منزوعة السلاح
Demilitarized zone لكن في الجو. ولعل أشهر عملية تنفيذ للحظر الجوي تلك
التي تمت على العراق ابان حكم نظام صدام حسين البائد، والذي استمر من عام
1991 بعد تحرير دولة الكويت من احتلال ذلك النظام البائد وحتى عام 2003
حينما غزت الولايات المتحدة العراق لاسقاط نظام صدام، أي استمر 12 عاما، لم
تخل من المناوشات واسقاط عدة طائرات للطرفين (طائرات مأهولة لنظام صدام
وأخرى غير مأهولة لسلاح الجو الأميركي)، لكن الطرف الأميركي وحلفاءه كان
الأغلب.
تهديدات فرض الحظر الجوي
المواجهة بين الطائرة والصاروخ
المضاد لها تتسم بالعدوانية الشرسة، فهي مليئة بالكر والفر والخداع
والتملص، فالطائرة تتغلب على الصاروخ المنطلق من الأرض اما بالشراك
المتوهجة، أو بالتشويش على الرادار وعقل الصاروخ أو باستخدام الرقائق
المعدنية، فأمكن للصواريخ تجنب تلك الشراك المتوهجة من خلال برمجة عقل
الصاروخ للتفريق ما بين الطائرة والمشاعل المتوهجة، ومن خلال الاجراءات
المضادة للتشويش المضاد تمكن الصاروخ من ابطال أثر التشويش عليه من قبل
الطائرة. وللتغلب على ذلك اعتمدت الطائرات المقاتلة أسلوب الضرب عن بعد من
خلال الصواريخ المجنحة البعيدة المدى وتلك الموجهة اما بالليزر أو بواسطة
الأقمار الصناعية عالية الدقة، فابتدعت أنظمة دفاع جوي تواجه كل ما هو طائر
سواء طائرة قاذفة أو صاروخ بالستي أو قنبلة موجهة بالليزر أو بالأقمار
الصناعية، الأمر الذي زاد من تلك العملية تعقيدا.
أهمية «الأواكس»
تعرف
طائرة الانذار المبكر بالأواكس اختصارا لكلمة AWACS/ Airborne Warning And
Control System، وهي عبارة عن طائرة تحمل على متنها رادارا للدفاع الجوي
يقوم برصد الأهداف الجوية يحلق بارتفاع عال كي يكشف حتى الصواريخ الجوالة
والطائرات المتسللة بارتفاع منخفض جدا. وكذلك لديها القدرة على التفريق ما
بين الطائرات الصديقة من المعادية عبر نظام معرفة الصديق من العدو أو IFF/
Identify Friend from Foe، كما ويمكن استعمال الأواكس من تحقيق التفوق
الجوي على العدو عبر توجيه الطائرات المقاتلة الصديقة الى أهدافها الجوية
المعادية بدقة ووضعية متفوقة تحقق لهم عنصر المفاجأة، خصوصا أن لديها
القدرة على رصد الأهداف المعادية وهي على بعد أكثر من 400 كلم، وهي مسافة
تكون خارج نطاق صواريخ شبكة الدفاع الجوي للعدو. ان بامكان طائرة أواكس
واحدة تحلق على ارتفاع 30 ألف قدم التمكن من تغطية مساحة تقدر بـ 312 ألف
كلم مربع. وبالتالي فان 3 طائرات أواكس قادرة على تغطية منطقة توازي وسط
أوروبا بالكامل، وقد كان الاستخدام الأول لطائرات الأواكس بواسطة الولايات
المتحدة بعيد الحرب العالمية الثانية مباشرة عام 1945 بعد أن كانت بريطانيا
صاحبة الفكرة.
الطائرة المناسبة
تحتاج القوة الجوية التي تنوي
فرض حظر جوي على دولة معادية ليس الى طائرة الأواكس فقط بل الى طائرات
معترضة عالية الكفاءة أيضا وغاية في التطور، خصوصا أنها ستحتاج ليس فقط الى
التغلب على طائرات العدو المقاتلة، بل ويجب عليها أن تكون محصنة ضد نظامه
الدفاعي الجوي الصاروخي، ومن هنا تتعقد الأمور؛ وهذا ما يبرز دور المقاتلة
الخفية الأميركية من الجيل الخامس «اف ــ 22 رابتور». والتي تتميز بقدرات
استثنائية أهمها التخفي عن أعتى الرادارات الراصدة للأهداف الجوية ـ ستيلث ـ
واحتوائها على مخازن للأسلحة داخل تجاويف البدن، مما يكسبها قدرات ليس على
التخفي وحسب بل ومرونة في الأداء الايروديناميكي والسرعة على المناورة
ومقاومة هواء أقل، وذلك ينعكس ايجابا من ناحية اقتصاديتها في الوقود، الأمر
الذي يجعلها أطول مدى من المقاتلات التي من الجيل الأقل منها. هذا الى
جانب تزويدها بمحركات نفاثة ذات قدرة على التحليق الأسرع من الصوت مندون
الحاجة الى الحارق اللاحق المعزز للدفع كما في المقاتلات الحالية، والذي
يستهلك وقودا أكثر مع تعريض الطائرة للكشف بسهولة عبر زيادة بصمتها
الحرارية. الأمر الذي يجعل من طائرات هذا الجيل (الخامس) عبارة عن منصات
لادارة الأسلحة الدقيقة والجراحية، وبالتالي فإن هذه الطائرة ستقوم باسقاط
أي طائرة معادية للنظام الليبي الموالي للقذافي، وفي الوقت نفسه ضرب منصات
الرادار والدفاع الجوي له من دون أن يتمكن الخصم من رصدها واكتشافها.
القوة الجوية للقذافي
لا
يمتلك سلاح الجو أو القوة الجوية الموالية للقذافي قدرات تضاهي تلك التي
لدى الولايات المتحدة ولا حتى الناتو، ولا بد من ذكر ما تكبده القذافي في
الماضي من خسائر لدى مواجهته القوة الأميركية خلال الثمانينات من القرن
الماضي، حينما كانت المواجهة الأولى ما بين طائرتي «ميغ ــ 23» ليبيتين
وأخرى للبحرية الأميركية من نوع «اف ــ 14» فوق مياه البحر الأبيض المتوسط
واللتين أسقطتا، وكذلك حادثة أخرى بالمنوال نفسه، ولكن بواسطة طائرتي سوخوي
22 وأيضا أسقطتا والغارة الانتقامية التي نفذتها طائرات تابعة لسلاح الجو
والبحرية الأميركية لأحد مخادع القذافي، والتي نجم عنها وفاة أحد أبنائه
بالتبني، ولم يتمكن سوى من اسقاط طائرة واحدة للأميركيين يقال انها لم تكن
مأهولة. ان مجموع ما يملكه القذافي من طائرات مقاتلة لا يتعدى 250 طائرة
معظمها مهترئ وغير قادر على خوض أي مواجهة في الجو مع أي مقاتلة لدى حلف
الناتو، بل انه لا يجرؤ على مواجهة سلاح الجو المصري الأكثر خبرة منه في
القتال. ان 20 طائرة من طراز «اف ــ 22» تدعمها طائرات أواكس وأخرى للتزود
بالوقود جوا وطائرات «اف ــ 16 سي جيه» القامعة للرادار قادرة على بسط
نفوذها خلال ساعات قليلة من حيز التنفيذ، وهذا ما يبرز دور الأواكس
والطائرات المقاتلة من الجيل الخامس في المهمات السلمية كما القتالية.
مفهوم الحظر الجوي الحديث
كثر الحديث مؤخرا عن فرض منطقة حظر جوي فوق الأراضي الليبية، وذلك لمنع
القوات الموالية للعقيد معمر القذافي من قمع انتفاضة الشعب الليبي عليه،
ودكها من الجو عبر غارات جوية جراحية. وقد ثار جدال حول تطبيق ذلك الحظر من
عدمه، لكنه اصطدم بكيفية تطبيقه بصورة فعالة لضمان عدم تمكن القذافي من
استخدام قواته الجوية بتاتا. والحقيقة أن مفهوم فرض حظر جوي يتطلب تكنيكا
معقدا ومدروسا، بالاضافة الى استخدام المعدات والأدوات المناسبة. وهذا ما
نحن بصدد التطرق اليه في موضوع صفحة هذا الأسبوع،،
تعتبر منطقة
الحظر الجوي أو No-fly zone عبارة عن حيز جوي معين قد يكون فوق شريط حدودي
أو دولة ما تكون خالية من تحليق الطيران، وبالأغلب الطيران العسكري للدولة
التي تفرض عليها تلك المنطقة. أي أنها أشبه بمنطقة منزوعة السلاح
Demilitarized zone لكن في الجو. ولعل أشهر عملية تنفيذ للحظر الجوي تلك
التي تمت على العراق ابان حكم نظام صدام حسين البائد، والذي استمر من عام
1991 بعد تحرير دولة الكويت من احتلال ذلك النظام البائد وحتى عام 2003
حينما غزت الولايات المتحدة العراق لاسقاط نظام صدام، أي استمر 12 عاما، لم
تخل من المناوشات واسقاط عدة طائرات للطرفين (طائرات مأهولة لنظام صدام
وأخرى غير مأهولة لسلاح الجو الأميركي)، لكن الطرف الأميركي وحلفاءه كان
الأغلب.
تهديدات فرض الحظر الجوي
المواجهة بين الطائرة والصاروخ
المضاد لها تتسم بالعدوانية الشرسة، فهي مليئة بالكر والفر والخداع
والتملص، فالطائرة تتغلب على الصاروخ المنطلق من الأرض اما بالشراك
المتوهجة، أو بالتشويش على الرادار وعقل الصاروخ أو باستخدام الرقائق
المعدنية، فأمكن للصواريخ تجنب تلك الشراك المتوهجة من خلال برمجة عقل
الصاروخ للتفريق ما بين الطائرة والمشاعل المتوهجة، ومن خلال الاجراءات
المضادة للتشويش المضاد تمكن الصاروخ من ابطال أثر التشويش عليه من قبل
الطائرة. وللتغلب على ذلك اعتمدت الطائرات المقاتلة أسلوب الضرب عن بعد من
خلال الصواريخ المجنحة البعيدة المدى وتلك الموجهة اما بالليزر أو بواسطة
الأقمار الصناعية عالية الدقة، فابتدعت أنظمة دفاع جوي تواجه كل ما هو طائر
سواء طائرة قاذفة أو صاروخ بالستي أو قنبلة موجهة بالليزر أو بالأقمار
الصناعية، الأمر الذي زاد من تلك العملية تعقيدا.
أهمية «الأواكس»
تعرف
طائرة الانذار المبكر بالأواكس اختصارا لكلمة AWACS/ Airborne Warning And
Control System، وهي عبارة عن طائرة تحمل على متنها رادارا للدفاع الجوي
يقوم برصد الأهداف الجوية يحلق بارتفاع عال كي يكشف حتى الصواريخ الجوالة
والطائرات المتسللة بارتفاع منخفض جدا. وكذلك لديها القدرة على التفريق ما
بين الطائرات الصديقة من المعادية عبر نظام معرفة الصديق من العدو أو IFF/
Identify Friend from Foe، كما ويمكن استعمال الأواكس من تحقيق التفوق
الجوي على العدو عبر توجيه الطائرات المقاتلة الصديقة الى أهدافها الجوية
المعادية بدقة ووضعية متفوقة تحقق لهم عنصر المفاجأة، خصوصا أن لديها
القدرة على رصد الأهداف المعادية وهي على بعد أكثر من 400 كلم، وهي مسافة
تكون خارج نطاق صواريخ شبكة الدفاع الجوي للعدو. ان بامكان طائرة أواكس
واحدة تحلق على ارتفاع 30 ألف قدم التمكن من تغطية مساحة تقدر بـ 312 ألف
كلم مربع. وبالتالي فان 3 طائرات أواكس قادرة على تغطية منطقة توازي وسط
أوروبا بالكامل، وقد كان الاستخدام الأول لطائرات الأواكس بواسطة الولايات
المتحدة بعيد الحرب العالمية الثانية مباشرة عام 1945 بعد أن كانت بريطانيا
صاحبة الفكرة.
الطائرة المناسبة
تحتاج القوة الجوية التي تنوي
فرض حظر جوي على دولة معادية ليس الى طائرة الأواكس فقط بل الى طائرات
معترضة عالية الكفاءة أيضا وغاية في التطور، خصوصا أنها ستحتاج ليس فقط الى
التغلب على طائرات العدو المقاتلة، بل ويجب عليها أن تكون محصنة ضد نظامه
الدفاعي الجوي الصاروخي، ومن هنا تتعقد الأمور؛ وهذا ما يبرز دور المقاتلة
الخفية الأميركية من الجيل الخامس «اف ــ 22 رابتور». والتي تتميز بقدرات
استثنائية أهمها التخفي عن أعتى الرادارات الراصدة للأهداف الجوية ـ ستيلث ـ
واحتوائها على مخازن للأسلحة داخل تجاويف البدن، مما يكسبها قدرات ليس على
التخفي وحسب بل ومرونة في الأداء الايروديناميكي والسرعة على المناورة
ومقاومة هواء أقل، وذلك ينعكس ايجابا من ناحية اقتصاديتها في الوقود، الأمر
الذي يجعلها أطول مدى من المقاتلات التي من الجيل الأقل منها. هذا الى
جانب تزويدها بمحركات نفاثة ذات قدرة على التحليق الأسرع من الصوت مندون
الحاجة الى الحارق اللاحق المعزز للدفع كما في المقاتلات الحالية، والذي
يستهلك وقودا أكثر مع تعريض الطائرة للكشف بسهولة عبر زيادة بصمتها
الحرارية. الأمر الذي يجعل من طائرات هذا الجيل (الخامس) عبارة عن منصات
لادارة الأسلحة الدقيقة والجراحية، وبالتالي فإن هذه الطائرة ستقوم باسقاط
أي طائرة معادية للنظام الليبي الموالي للقذافي، وفي الوقت نفسه ضرب منصات
الرادار والدفاع الجوي له من دون أن يتمكن الخصم من رصدها واكتشافها.
القوة الجوية للقذافي
لا
يمتلك سلاح الجو أو القوة الجوية الموالية للقذافي قدرات تضاهي تلك التي
لدى الولايات المتحدة ولا حتى الناتو، ولا بد من ذكر ما تكبده القذافي في
الماضي من خسائر لدى مواجهته القوة الأميركية خلال الثمانينات من القرن
الماضي، حينما كانت المواجهة الأولى ما بين طائرتي «ميغ ــ 23» ليبيتين
وأخرى للبحرية الأميركية من نوع «اف ــ 14» فوق مياه البحر الأبيض المتوسط
واللتين أسقطتا، وكذلك حادثة أخرى بالمنوال نفسه، ولكن بواسطة طائرتي سوخوي
22 وأيضا أسقطتا والغارة الانتقامية التي نفذتها طائرات تابعة لسلاح الجو
والبحرية الأميركية لأحد مخادع القذافي، والتي نجم عنها وفاة أحد أبنائه
بالتبني، ولم يتمكن سوى من اسقاط طائرة واحدة للأميركيين يقال انها لم تكن
مأهولة. ان مجموع ما يملكه القذافي من طائرات مقاتلة لا يتعدى 250 طائرة
معظمها مهترئ وغير قادر على خوض أي مواجهة في الجو مع أي مقاتلة لدى حلف
الناتو، بل انه لا يجرؤ على مواجهة سلاح الجو المصري الأكثر خبرة منه في
القتال. ان 20 طائرة من طراز «اف ــ 22» تدعمها طائرات أواكس وأخرى للتزود
بالوقود جوا وطائرات «اف ــ 16 سي جيه» القامعة للرادار قادرة على بسط
نفوذها خلال ساعات قليلة من حيز التنفيذ، وهذا ما يبرز دور الأواكس
والطائرات المقاتلة من الجيل الخامس في المهمات السلمية كما القتالية.
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى