مفاخر تروال الهاربة

إلى حدود بضع سنوات خلت كانت عين القائد احمد مفخرة تروال. الماء يجري على
مدار 24 ساعة دون انقطاع دافئا في الصيف وباردا في الشتاء. لا يمكن لزائر هذه
القرية الرائعة أن يأتي إليها ولا يمر إلى العين ذات البواويش السبع ليشرب أو يغسل
أو يملأ قنينة.
قبل سنوات كانت العين مصبنة نساء تروال.
تحمل النساء الأغطية بكل أنواعها إلى العين على ظهور الحمير لتصبينها بالماء
الصافي الدافئ البارد الدائم الجريان. ما من امرأة تروالية لم يداعب الماء قدميها
ويديها ماء عين القائد احمد. ما من رجل تروالي لم يجلس على درج العين أثناء ليل
الأصياف الحارة.
ما من عين تروالي لم تسرق نظرة إلى
سيقان الفتيات وهن يصبن أغطيتهن في العين. العين كانت ملاذا للباحثين عن نظرات
محرمة ومشتهاة. ما قام أحد وشكى سلوك الشباب إلى الفقيه. يؤذن عمنا
السويعلي للصلوات الخمس فيلتحق المداومون على الصلاة إلى المسجد فيما يبقى
قرب العين المداومون على البحث عن نظرة إلى سيقان الفتيات و إلى الوادي
الذي يخترق النهدين.
عين القائد أحمد عين العشاق.
عين القائد احمد عين
المبليين.
عين القائد احمد عين الله
لا يقوم القائد احمد ليلا من قبره ليمنع الندامى من الشرب. يشربون دون ضجيج
. يدخنون دون اهتمام بالصحة والنار التي تزحف على يابس وأخضر أجسامهم. وحين ييبس
الفم يتخطون ثلاث أو أربع درجات ويرتوون.
ما أروع وأصفى و أعذب ماء العين!
لا يقوم القائد
أحمد من قبره عند الهجير ليراقب هيام العشاق
والهاربين من صهد المنازل وهم
يطوفون حول العين. الفتيات المكدودات بأشغال البيت لا يرتحن إلا بعد جلب الماء من
العين أو التصبين. العين بمثابة الضوء الجالب للفتيان المنهكين بالحصاد والدرس
وللفتيات اللواتي أزهرت لهن أشجار الدفلى.
-------------------------------------------
حوكم القائد محمد(أخو القائد احمد) من طرف الوطنيين الأوائل بتهمة عدم الأهلية
الوطنية وعلى إثرها تم تجريده من كافة حقوق المواطنين لمدة خمس عشرة سنة مع عدم
تنفيذ هذا الحكم لوفاته كما حكم عليه بمصادرة جميع أملاكه. ومعلوم أن الحكم جاء
نتيجة إثبات لجنة التطهير المحدثة بتاريخ 27 مارس 1957 " تورط الخونة في
مؤامرة 23 غشت 1953 " ونشرت مجلة وجهة نظر عدد5 خريف 1999 لا ئحة بأسمائهم.

====

لقراءة بقية الموضوع اضغط هنا : عيون تروال