التغيير.. لماذا يقاومه البعض بضراوة؟
صفحة 1 من اصل 1
التغيير.. لماذا يقاومه البعض بضراوة؟
التغيير سنّة الحياة، هناك من يلهث وراءه حتى عندما يتعلق الأمر بطريقة
ارتداء الملابس أو تناول الطعام، ويبحث عن كل ما هو جديد، وهناك من يشعر
بالرعب من مجرد سماع كلمة التغيير ويبذل قصارى جهده لمقاومته، هؤلاء من
أصحاب مدرسة إبقاء الحال على ما هي عليه.
لماذا يرغب البعض في التغيير بينما يقاومه البعض الآخر بضراوة؟
يشعر
البعض برغبة دائمة في التغيير لأنهم يعرفون أنه يعني فرص وخبرات وتجارب
جديدة للتعلم وربما التعرف على أصدقاء جدد، لكن على الجانب الآخر يقاومه
البعض بضراوة لأنهم يعتقدون أن حياتهم تسير بشكل روتيني مدهش، وهذا الروتين
يسمونه النظام. فالنوم وتناول الطعام والذهاب إلى العمل كلها أمور تسير
حسب الروتين اليومي الذي تعودوا عليه، وعندما تهب رياح التغيير يعاني
الروتينيون من الشك والخوف والهلع لسبب بسيط هو أن التغيير سيعصف بروتين
(نظام) حياتهم.
الخوف من المجهول
يقاوم بعض الناس التغيير لأنه يعني
بالنسبة لهم قفزة إلى المجهول، وهو قد يأتي كالمفاجأة ومن دون سابق إنذار.
فعندما يصدر فجأة قرار بنقلك إلى وظيفة أخرى أو عندما يُغيَّر رئيسك في
العمل الذي تأقلمت معه لسنوات طويلة، يحدث هذا من دون إعطائك الوقت الكافي
لفهم واستيعاب الموقف. أنصار التغيير ومن لديهم القدرة على التعامل معه
سيتأقلمون مع الأمر بصدر رحب، بينما هناك من يقاوم هذا المجهول بكل ما أوتي
من قوة.
نجاح القديم
لدى بعض الناس رغبة جامحة في تجربة كل جديد
مهما كان القديم ناجحا، لكن المقاومين للتغيير يسألون أنفسهم: ولماذا أجرب
الجديد مادام كان القديم ناجحا؟
هؤلاء ليست لديهم ثقة بنجاح الجديد
ويسيطر عليهم الخوف من الفشل مع التغيير، ويشعرون بأن أي تغييرات جذرية
يمكن أن تدفع بهم إلى حافة الهاوية، إلى درجة أنهم يشكون في قدراتهم كلما
سمعوا كلمة التغيير.
سوء التوقيت
كما يقول المثل القديم «التوقيت هو
كل شيء»، فإذا لم يجر. تنفيذ التغيير في الوقت المناسب أو بالمستوى
المناسب من اللباقة أو التعاطف، فهذا يعني أن هناك من سيقاومه. وتنطبق هذه
الحالة عندما يتعلق التغيير بالعمل أو الوظيفة، فعندما يصدر مدير شركة
قرارا بتطبيق تقنيات جديدة في العمل في توقيت سيئ وغير مناسب ومن دون
القيام بعملية قياس لرضا العاملين، فلا بد أن نتوقع الامتعاض والرفض من
عشاق مقاومة التغيير.
ضغط الأقران
في كثير من الأحيان يرفض الناس
التغيير ليس لسبب مقنع سوى أن أقرانهم يرفضونه. الخضوع لضغط الأقران أحد
أهم الأسباب التي تجعل الناس يرفضون التغيير، فالبعض يقاومه لمجرد أنه
صديقه الحميم سيتأثر به.
العادات والتقاليد
العادات والتقاليد هي
الشماعة الجاهزة التي يعلق عليها الناس رفضهم ومقاومتهم للتغيير، فالبعض
يرفض التغيير في الموضة وتجربة أنواع جديدة من الطعام وحتى طريقة العمل
التي تستخدم في الشركات، لا لشيء إلا لأنهم يحاولون التمسك بالعادات
والتقاليد حتى تلك البالية منها، والتي لم يعد لها وجود سوى في كتب
التاريخ.
الشك في الجديد
عندما يتعلق التغيير بتجربة شيء جديد، فإن
الناس الذين يقاومونه عادة ينتابهم الشك في هذا الجديد. هؤلاء يفضلون
الانتظار طويلا ليستمعوا إلى انتقادات ومخاوف وغضب الآخرين تجاه هذا
الجديد، فالشك يسيطر عليهم تجاه كل تغيير ويتعاملون معه بعين الريبة.
إنهم
يريدون التأكد دائما من أن هذا الجديد قد أثبت نجاحه فعلا، وأن شكوكهم
تبددت حتى يقدموا عليه. المشكلة أن هؤلاء عندما يقررون الانسياق للتغيير
سيكون الجديد قد أصبح قديما.
نظرية المؤامرة
عشاق مقاومة أي تغيير
لديهم هوس بنظرية المؤامرة، ولديهم يقين لا يتزعزع بأن أي تغيير وراءه
أجندة سرية، وبدلا من التفكير في الإيجابيات التي يمكن أن يحدثها التغيير
يجهدون أنفسهم بالبحث عن المؤامرات التي تكمن وراءه أو من ينادي به.
ولان
هؤلاء عادة ليس لديهم ثقة بالآخرين يبدأون بمقاومة التغيير عن طريق
النميمة وبث الإشاعات وتلويث السمعة، فهي أسلحتهم السرية لإجهاض مؤامرة
التغيير.
عدم وجود كفاءة شخصية
التغيير يتطلب اعادة النظر في
المهارات الشخصية، لذا يبدو طبيعيا أن يرفض البعض مجرد سماع كلمة «تغيير»
لأنها تعني بذل الكثير من الجهد لتطوير مهاراته لكي تواكب كفاءته.
البعض
ليس لديه كفاءة لمواكبته لذا يقاومه لان التغيير سيفضح أمره. والبعض الآخر
يمتلكها لكنه يشعر بالكسل والتعب، وألا يملك الرغبة الحقيقية للانتقال
بشكل جيد مع التغيير الجديد، فيسير مع الفريق الأول في رفض التغيير
ومقاومته.
محمد حنفي
القبس
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى