استعدوا للامتحانات.. بالنوم والطعام
صفحة 1 من اصل 1
استعدوا للامتحانات.. بالنوم والطعام
الامتحانات على الأبواب، وفي هذه الفترة يتحول الاستعداد لها في بيوتنا
إلى ما يشبه التجهيز لمعركة حربية. الأبناء يشعرون بالتوتر والقلق والآباء
يصدرون قائمة طويلة من اللاءات فيما يشبه الأوامر العسكرية إلى الأبناء
فتزيد الضغوط. النصيحة الذهبية التي يؤكدها الخبراء والمتخصصون لطرفي بعبع
الامتحانات: تعاملوا معها بهدوء شديد وبدون قلق وتوتر، فهذا أفضل لكم
ولأبنائكم.
يصيب قلق الامتحانات بعض الطلاب خلال فترة الاستعداد
لها أو أثناء سيرها بالفعل، وينطوي هذا القلق على مزيج من التوتر والخوف
والرهبة منها، ويزيد الأمر سوءا عندما تكون الامتحانات هي التي تحدد مصير
الطلاب، خاصة في سنوات الانتقال من مرحلة إلى أخرى (من الثانوية العامة
إلى الجامعة مثلا).
المشكلة أن هذا القلق لم يعد حكرا على الطلاب، إنما
امتد ليشمل كل أفراد الأسرة، لا أعرف من هو العبقري صاحب قصب السبق الذي
حول الامتحانات إلى بعبع يصيب الأسرة كلها بالرعب في نهاية كل عام دراسي.
قد
يبدو هذا القلق بالنسبة للكثير من الطلاب أمرا عاديا، وقد يكون بعضه
مطلوبا لأنه مؤشر على أن الطالب القل.ق يشعر بالمسؤولية ويمنحه هذا القلق
الدافع للمذاكرة والاستعداد الجيد للامتحان.
لكن الأسرة هي الأخرى
أصيبت بالرعب، وراحت تحول الأمر كأنه معركة عسكرية يعلن الكبار من خلالها
الأحكام العرفية في البيوت، حيث لا صوت يعلو على أصوات الامتحانات، فتصدر
الأوامر والفرمانات العسكرية وتزيد الممنوعات: ممنوع مشاهدة مباريات كرة
القدم، ممنوع استخدام الآي فون، ممنوع اللعب بالبلاي ستيشن، ممنوع الجلوس
على الفيس بوك وتويتر.
ويتطور الأمر في كثير من الأحيان عندما تزداد
عصبية الأم والأب باقتراب موعد الامتحانات، وقد يصل إلى اندلاع الخلافات
والمشاحنات الزوجية بسبب التوتر المبالغ فيه والناتج من القلق الذي يسيطر
على البيت في موسم الامتحانات.
علامات قلق الاختبارات
يعتقد البعض
أن الشعور بقلق الامتحانات يعني الاستعداد الجيد للوصل إلى علامات مميزة،
لكن المفاجأة أن العديد من الدراسات أثبت أن هناك علاقة سلبية بين قلق
الامتحانات وتحقيق نتائج جيدة فيها. قليل من القلق الصحي مطلوب، لكن القلق
المبالغ يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض غير الصحية:
أعراض جسدية:
الإفراط في القلق أثناء الامتحانات ينتج منه الكثير من الأعراض الجسدية
كالصداع والغثيان وآلام المعدة وضيق التنفس والإسهال وجفاف الفم والإغماء.
أعراض
نفسية: يؤدي القلق المبالغ فيه إلى ظهور بعض الأعراض النفسية مثل: الشعور
بالكآبة والتشاؤم والتوقعات الكارثية، والخوف من الفشل، والأفكار
العشوائية، والإحباط، ومقارنة النفس سلبا بالآخرين.
أعراض دراسية:
سيطرة قلق الامتحانات يؤدي إلى الكثير من الارتباك أثناء فترة المذاكرة
والاستعداد للامتحانات، وإلى سوء التنظيم، وعدم القدرة على التركيز، وهو
ما يؤدي إلى ضعف الأداء في الاختبارات وبالتالي ضعف النتائج.
كيف تتخلصون من البعبع؟
قد
يبدو التخلص من بعبع القلق الذي يجتاح بيوتنا أثناء فترة الامتحانات عملية
صعبة، لكنها بالطبع ليست مستحيلة، الأمر يحتاج إلى بعض الهدوء وبعض الوعي
للتخلص من هذا البعبع.
لا مزيد من الضغوط
الأبناء أيام الامتحانات
يكونون تحت ضغط كبير، إنهم يربطون بين نتيجتها ومستقبلهم. وتقع الكثير من
الأسر في خطأ فادح، فبدلا من محاولة تقليل وتبديد هذه الضغوط الواقعة على
الأبناء يضعون مزيدا من الضغوط عليهم سواء بقصد أو بدون قصد.
إسماع
الأبناء كل يوم عن التوقعات الهائلة التي تنتظرها الأسرة من الأبناء من
دون مراعاة لفروقهم الفردية، التهديد بالعقوبات المنتظرة في حالة ما كانت
نتائج الامتحانات على غير المتوقع، الصراخ والخلافات التي تندلع بين
الوالدين ويجري تعليقها على شماعة الامتحانات، كل هذه الضغوط الإضافية على
الأبناء تعني مزيدا من القلق.
ساعدوهم على النوم
ترتبط الامتحانات
في أذهان الطلاب وأولياء الأمور بالسهر لساعات متأخرة من الليل، وبالتالي
النوم لساعات قليلة. لكن الحقيقة أن قلة ساعات النوم تؤثر سلبا في وظائف
المخ وهو ما يؤثر في فعالية المذاكرة وطريقة أداء الامتحانات الناتج من
الإجهاد لعدم النوم، بينما تستعيد هذه الوظائف نشاطها وحيويتها بأخذ قسط
وافر من النوم.
وقد أثبتت العديد من الدراسات أن الطلاب المتفوقين
يحصلون على قسط وافر من النوم أكثر من غير المتفوقين، وربما يرتبط ذلك بأن
النوم الكافي يزيد من قدرة وظائف المخ على التذكر وربط المعلومات
المكتسبة. كما أكدت دراسات أخرى أن النوم يعود بالفائدة على الذاكرة حيث
يحسن من قدرتها على الحفظ والتذكر.
قليل من الاسترخاء
من الأخطاء
التي يقع فيها الطلاب وأولياء الأمور في الوقت نفسه أنهم لا يعطون أهمية
لدور الاسترخاء في فترة الامتحانات، فالاسترخاء هو العلاج الفعال للتخلص
من الضغط والتوتر والقلق وكل أعراض الإجهاد المصاحبة للامتحانات، ومن
الخطأ تخصيص كل فترات اليوم للمذاكرة، يجب أن تكون هناك فترات من
الاسترخاء خلال اليوم.
التقنيات التي تساعد على الاسترخاء خلال فترة
الامتحانات كثيرة، فمثلا الكتابة لمدة دقائق قبل المذاكرة عن الضغوط التي
يشعر بها الطلاب قبل الامتحان تخلص من التوتر وتخفف من الضغوط، ما يساهم
في تحسين الأداء خلال المذاكرة.
كما أن أخذ فترات راحة بين ساعات
المذاكرة لممارسة بعض الرياضة أو مشاهد فيلم ضاحك تساعد على الاسترخاء،
كذلك الجلوس في مكان مريح وهادئ وإغماض العينين وتخيل مشهد ساحر وجميل
والقيام بتمارين التنفس ببطء وعمق يهدئ من التوتر ويساعد على الاسترخاء.
الطعام الصحي
تناول
الطعام الصحي من الأشياء المهمة التي يجب وضعها في الاعتبار أيام
الامتحانات، حيث يجب تجنب الأطعمة المصنعة، والمشروبات الغازية
والشوكولاتة، والأطعمة المقلية، والوجبات السريعة، والأطعمة التي تحتوي
على مواد حافظة أو التوابل الثقيلة، وكذلك تجنب المحتوى العالي من السكر
(حلوى) التي قد تساهم في التوتر والشعور بالإجهاد.
كما ينبغي التقليل
من تناول المنبهات كالقهوة والشاي واستبدالهما بعصير البرتقال، والحرص على
تناول وجبة الإفطار، والإكثار من تناول الفواكه والخضروات الطازجة للحد من
التوتر، وتناول الخبر الأسمر والأسماك.
رأي علم النفس
أبل: عدم الوعي سبب هذه الفوبيا
يؤكد
الاستشاري النفسي والاجتماعي د. كاظم أبل أن قلق الامتحانات موضوعي يرتبط
بالسبب وهو الامتحانات، وبمجرد انتهاء الأبناء منها يزول هذا القلق.
ويواصل أبل قائلا:
- لكن المشكلة أن هذا القلق يرتبط بالكثير من
المظاهر السلبية، فالآباء يريدون لأبنائهم التفوق ويرسمون توقعات قد تبدو
خيالية أحيانا، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار القدرات المحدودة للابن، وفي
سبيل ذلك قد يلجأون إلى أساليب تزيد من الضغوط على الأبناء، وعندما تزيد
الضغوط يؤدي ذلك إلى المزيد من القلق والتوتر لدى الطرفين، الأسرة
والأبناء.
وهذا القلق قد يكون مطلوبا ونعتبره إيجابيا عندما يكون في
حالة اعتدال ويكون محفزا للطلاب لكي يستعدوا جيدا من أجل الامتحانات،
وكذلك للأهل عندما يوفرون البيئة السليمة للمذاكرة، لكن عندما يتحول هذا
القلق إلى فوبيا من الآباء والأبناء تحدث الأزمة، لان التأثير سيكون عكسيا
ولن يكون الإنجاز كما نتوقعه.
والمشكلة التي نعاني منها في بيوتنا هي
جهل الكثير من الآباء بكيفية إدارة فترة الامتحانات بطريقة علمية سليمة،
يعتقد هؤلاء أن دورهم هو مجرد توفير المدرسين الخصوصيين لأبنائهم وبذلك
فقد أدوا ما عليهم والبقية على الأبناء وهذا خطأ كبير، فالمدرس الخصوصي لن
يبدد قلق الامتحانات ولن يحقق نجاحا باهرا مادامت الأسرة لا تدير هذه
الفترة بطريقة مسؤولة.
هذا الوعي يكمن في توفير البيئة الملائمة
للمذاكرة من مكان هادئ وصحي وإضاءة جيدة، وكذلك التغذية السليمة، ومساعدة
الأبناء على وضع جدول دقيق يحدد الأولويات، وترشيد استخدام وسائل الترفيه
والتكنولوجيا، وكذلك مساعدة الأبناء على التعامل مع هذه الفترة بهدوء وليس
بمزيد من الهلع والرعب.
والأهم أن يشعر الأبناء بأن هناك اهتماما من
الأسرة ينم عن حب وتشجيع، وأن نتيجة الامتحان ليست المقياس الحقيقي
والفاصل في علاقة الأبناء بالآباء، إذا نجحنا في إدارة فترة الامتحانات
بوعي وهدوء لتخلصت كل البيوت من فوبيا الامتحانات المرعبة.
نصائح سريعة للطلاب
• ضع جدولا زمنيا قبل المذاكرة وتشبث به ويجب أن تتخلله لحظات من الراحة والاسترخاء.
• خذ قسطا وافرا من النوم ليلة الامتحان، السهر حتى صباح يوم الامتحان يؤدي إلى إصابتك بالإجهاد ونسيان المعلومات.
• تناول وجبة الإفطار قبل ساعة على الأقل من بداية الامتحان، تذكر أن التغذية السليمة تجعل مخك يعمل بطريقة جيدة.
• قبل الخروج من البيت تأكد من اصطحاب كل أدواتك المدرسية.
• قبل دخول قاعة الامتحان ابتعد عن التفكير السلبي في نتيجة الامتحان، وتجنب الدخول في أحاديث سلبية مع زملائك.
• اقرأ أسئلة الامتحان جيدا ثم ابدأ بالإجابة عن الأسئلة السهلة واترك الصعبة لاحقا.
• لا تترك الذعر ينال منك وكن هادئا ولا تجعل شيئا يخرجك عن تركيزك في قاعة الامتحان.
• خصص آخر 10 أو 15 دقيقة في نهاية الامتحان لمراجعة الإجابات بدقة.
• عند خروجك من قاعة الامتحان لا تفكر في الامتحان الذي انتهيت منه وفكر في الامتحان التالي.
محمد حنفي
mohamed- عدد الرسائل : 1147
العمر : 53
Localisation : kénitra
Emploi : employé
تاريخ التسجيل : 02/09/2006
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى