مدافن التاريخ...!
صفحة 1 من اصل 1
مدافن التاريخ...!
وجدت الأرض أولا وآدم وحواء فى الجنة .ارتكبا الخطأ من تفاحة شهية ومحرمة لما أشار إليها إبليس ..أنزلهما الخالق إلى الأرض جزاء صنيعهما ..أنجبا قابيل وهابيل وأختين لينجزا عملية قتل سبقت الوفاة الطبيعة حسب القصة الدينية فى الكتب السماوية ..إذا القتل كممارسة غير قانونية ومن المحرمات الغلاظ تقدم بكثير عن الموت المقدر المكتوب فى حياة لها نهاية .
وهكذا بدأت مدافن التاريخ تعمر بالأجساد المنزوعة أرواحها لتدفن تحت أتربة المعمورة فى مقابر مختلفة تستقبل قبورها متدينين وملحدين والغير الممارسين لشعائر كل الديانات المتنوعة والكفار ..كلهم رحال على متن قطار الاختفاء المبين سافروا بطرق مختلفة ..وهنا لابد أن نفرق بين من مات وتوفي بعد انتهاء فترته الزمنية والتى قد تتعدى المائة سنة ومن فارق الدنيا مقتولا .
فالميت العادي يقطع مراحل الولادة والرضاعة والفطام والطفولة والشباب والرجولة مع سن الرشد والكهولة والشيخوخة ليصل إلى حتفه الأخير والطبيعي دون تدخل آليات الغصب الممنوعة بأمر الخالق حامى الأرواح التى ستعود إليه مطمئنة راضية ..أما الميتة الأخرى سأسميها قتلا لأنها تزهق الأرواح قبل موعده المحدد من الأزلي ..فالمطعون بالسكين والخنجر والمضروب بالسيف ومن أطلقت عليه رصاصات الغدر والرحمة ومن انتحر والمحروق والمشنوق والغارق والمتشتت فى الفضاء والمصاب بالأمراض المميتة والمجهض والساقط من بطن الأم بعد رعب أو حادث ومن هلكته حوادث السير والكوارث الطبيعية وغيرهم ممن زهقت أرواحهم خارج إطار الموت المفروض فى الأمن والأمان قتلوا ليدفنوا فى القبور مع العاديين قبور نشأت لتعمر مدافن التاريخ ..تاريخ خطط قوانين القتل ليقحمه كشريك للموت ..وهكذا يعيش الإنسان حياة معلقة بين القتل والموت بشكل مؤرخ بين سنة الميلاد وسنة الدفن المرخص كطوابير للإذعان لتاريخ يفتح طريقته المثالية ليملأ مدافنه ؟
هذه الفقرات جزء من مدافن التاريخ التى تردم البشرية وتطلب المزيد أما الجزء الآخر فهو الذى يدفن المواطنين فى قبور متحركة فوق الأرض ..فمن الناس من انساق بحرية وحب لمتاع الدنيا وراء عمله وانشغالاته وكل ما يضمن عيشه وربحه وسط قبر الحياة ..وكل أنواع البشر يقضون سنوات طويلة فى قبور على سطح الأرض إلى أن يفرض عليهم تقاعد أو استراحة محارب وقد يرمون فى متاهات الراحة المؤلمة إلى آخر العمر .
الفلاحون والحرفيون والتجار والموظفون والصيادون والسائقون والربابنة والشغيلة واللائحة طويلة يتجمدون فى أدوارهم كمدفونين فى قبور الحياة ..أعتقد أن كل مواطن سيلتزم بقبرالحياة ويمكن أن نسميه سجنا أو قمقما ..المهم أنه أطاع تاريخه فالتحق بمدافن الدنيا ..أنظروا إلى الشباب : يتمنوا حلما ويرفضون حرفة الأب ليقفوا فى محطة التاريخ الذى ينزل لهم قبور حياتهم ..
التاريخ لا يرحم ولا يغير صور مدافنه ولا ينوعها نزولا عند التمنيات والأحلام ورغبات اليائسين من قبر الحياة ..ففى كل وخلال سنين طويلة من الأعمار نسمع من الأفواه الضجرة المتألمة فى أدوارها الدنيوية :عييت .مليت.هادى تمارا اللى أنا فيها .اخدم أالتاعس من سعد الناعس .طارت لي من الخدمة غادى نطلب التقاعد النسبي .امتى نوصل للتقاعد باش نتهنى من التكرفيس .وهناك الكثير من التذمر والتأفف فى : ما جبرها أحد كما بغاها .هذا كله يدل على أن اإنسان مكتف فى قبر حياته أحب أم كره ..فوجود القلق والإساءات والغضب والنرفزة والفشل والمكيدة والوشاية والجقد والكراهية والعنصرية العامة ..مع وجود أضداد هذه الصفات لا تغير مدافن التاريخ الخاصة بالحياة والموت ..كلها صفات تتشابك وتتصارع من أجل مناصب فى مدافن التاريخ الذى لا يرحم...
وهكذا بدأت مدافن التاريخ تعمر بالأجساد المنزوعة أرواحها لتدفن تحت أتربة المعمورة فى مقابر مختلفة تستقبل قبورها متدينين وملحدين والغير الممارسين لشعائر كل الديانات المتنوعة والكفار ..كلهم رحال على متن قطار الاختفاء المبين سافروا بطرق مختلفة ..وهنا لابد أن نفرق بين من مات وتوفي بعد انتهاء فترته الزمنية والتى قد تتعدى المائة سنة ومن فارق الدنيا مقتولا .
فالميت العادي يقطع مراحل الولادة والرضاعة والفطام والطفولة والشباب والرجولة مع سن الرشد والكهولة والشيخوخة ليصل إلى حتفه الأخير والطبيعي دون تدخل آليات الغصب الممنوعة بأمر الخالق حامى الأرواح التى ستعود إليه مطمئنة راضية ..أما الميتة الأخرى سأسميها قتلا لأنها تزهق الأرواح قبل موعده المحدد من الأزلي ..فالمطعون بالسكين والخنجر والمضروب بالسيف ومن أطلقت عليه رصاصات الغدر والرحمة ومن انتحر والمحروق والمشنوق والغارق والمتشتت فى الفضاء والمصاب بالأمراض المميتة والمجهض والساقط من بطن الأم بعد رعب أو حادث ومن هلكته حوادث السير والكوارث الطبيعية وغيرهم ممن زهقت أرواحهم خارج إطار الموت المفروض فى الأمن والأمان قتلوا ليدفنوا فى القبور مع العاديين قبور نشأت لتعمر مدافن التاريخ ..تاريخ خطط قوانين القتل ليقحمه كشريك للموت ..وهكذا يعيش الإنسان حياة معلقة بين القتل والموت بشكل مؤرخ بين سنة الميلاد وسنة الدفن المرخص كطوابير للإذعان لتاريخ يفتح طريقته المثالية ليملأ مدافنه ؟
هذه الفقرات جزء من مدافن التاريخ التى تردم البشرية وتطلب المزيد أما الجزء الآخر فهو الذى يدفن المواطنين فى قبور متحركة فوق الأرض ..فمن الناس من انساق بحرية وحب لمتاع الدنيا وراء عمله وانشغالاته وكل ما يضمن عيشه وربحه وسط قبر الحياة ..وكل أنواع البشر يقضون سنوات طويلة فى قبور على سطح الأرض إلى أن يفرض عليهم تقاعد أو استراحة محارب وقد يرمون فى متاهات الراحة المؤلمة إلى آخر العمر .
الفلاحون والحرفيون والتجار والموظفون والصيادون والسائقون والربابنة والشغيلة واللائحة طويلة يتجمدون فى أدوارهم كمدفونين فى قبور الحياة ..أعتقد أن كل مواطن سيلتزم بقبرالحياة ويمكن أن نسميه سجنا أو قمقما ..المهم أنه أطاع تاريخه فالتحق بمدافن الدنيا ..أنظروا إلى الشباب : يتمنوا حلما ويرفضون حرفة الأب ليقفوا فى محطة التاريخ الذى ينزل لهم قبور حياتهم ..
التاريخ لا يرحم ولا يغير صور مدافنه ولا ينوعها نزولا عند التمنيات والأحلام ورغبات اليائسين من قبر الحياة ..ففى كل وخلال سنين طويلة من الأعمار نسمع من الأفواه الضجرة المتألمة فى أدوارها الدنيوية :عييت .مليت.هادى تمارا اللى أنا فيها .اخدم أالتاعس من سعد الناعس .طارت لي من الخدمة غادى نطلب التقاعد النسبي .امتى نوصل للتقاعد باش نتهنى من التكرفيس .وهناك الكثير من التذمر والتأفف فى : ما جبرها أحد كما بغاها .هذا كله يدل على أن اإنسان مكتف فى قبر حياته أحب أم كره ..فوجود القلق والإساءات والغضب والنرفزة والفشل والمكيدة والوشاية والجقد والكراهية والعنصرية العامة ..مع وجود أضداد هذه الصفات لا تغير مدافن التاريخ الخاصة بالحياة والموت ..كلها صفات تتشابك وتتصارع من أجل مناصب فى مدافن التاريخ الذى لا يرحم...
أوباها حسين- عدد الرسائل : 286
العمر : 81
تاريخ التسجيل : 11/10/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى