الهجرة السرية ..هنا..وهناك..
صفحة 1 من اصل 1
الهجرة السرية ..هنا..وهناك..
فضيلة المفتي.. وفتوي في توقيت خاطئ..!
بقلم السيد البابلي
قالت صحيفة "الشرق الأوسط" التي تصدر من
لندن نقلاً عن مراسليها في القاهرة ان فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي مصر قد
قال أمام طلاب الجامعة بالقاهرة يوم الثلاثاء الماضي ان المصريين الذين
غرقوا في البحر المتوسط أثناء محاولتهم التسلل لإيطاليا "ليسوا شهداء"
لأنهم لم يذهبوا في سبيل الله وانما ذهبوا من أجل أطماع مادية وألقوا
بأنفسهم في التهلكة في نوع من المغامرة"..!!
وأستميحك عذراً فضيلة المفتي وأرجو أن يتسع صدركم لتقدموا لنا مزيداً
من الايضاح والتعليم وأتساءل: ألم يكن الشباب ساعين وراء الرزق.. ألم نكن
نعرف ان السعي وراء الرزق هو نوع من أنواع الجهاد وألا يعتبر موت المجاهد
نوعاً من أنواع الشهادة..
ولماذا تفترضون يا فضيلة المفتي انهم ذهبوا من أجل أطماع مادية..
لماذا لا تفترضون انهم أجبروا علي الذهاب وانه لم يكن أمامهم طريق آخر
يلجأون إليه..؟!
ويا فضيلة المفتي قد يكون حديثكم صحيحاً بالمعني الحرفي لتفسير
الشهادة. ولكنها فتوي بالغة القسوة تنزل كالصاعفة علي أسر هؤلاء البؤساء
الذين لم تجف دموعهم بعد حزناً علي فقدان أبنائهم من الشباب الذين ربما
كانوا كل أملهم في الحياة..!
ولربما كان من الأفضل يا فضيلة المفتي لو أن هناك كلمات عزاء أو دعاء
بالرحمة والمغفرة لهؤلاء الشباب الذين ذهبوا ولن يعودوا بدلاً من اتهامهم
بأنهم كانوا في مغامرة من أجل أطماع مادية.
وبعيداً عن الناحية الفقهية فإن القضية لا يجب أن تتداول في إطار
الموت والشهادة. وإنما هي قضية مجتمع تقاعس وتراخي في رعاية أبنائه حتي
ألقوا بأنفسهم في التهلكة كما قال فضيلة المفتي..!
فأين كان هذا المجتمع عندما كانت عصابات الموت في القري والنجوع
والكفور تجلس علي المقاهي لتقوم بتجميع هذا الشباب وتشجيعهم علي السفر
وتستغل حاجتهم للعمل وجهلهم بمخاطر رحلة المجهول وتقوم بتهريبهم من
السواحل المصرية..!
وأين كنا جميعاً ونحن نشاهد هذا الشباب وهو عاطل عن العمل يبحث عن
حقه في الحياة وحقه في تكوين أسرة وحقه أيضاً في خدمة المجتمع فلا يسمع
إلا الشعارات والمواعظ والوعود الجوفاء التي لم تحل له مشكلة ولم تحقق له
حلماً ولم تخلق له أملاً..!
وصحيح ان هذا الشباب استطاع أن يدبر أموال السفر التي وصل بعضها إلي
حوالي 25 ألف جنيه للشاب الواحد من أجل السفر.. ولكن هل هذه الأموال هي
ملك خالص لكل شاب أم انه استدانها من هنا وهناك أملاً في أن يقوم بردها
بعد السفر كما فعل شباب غيره من قبل.. ولربما أيضاً باعت أسرته كل ما تملك
في سبيل تجهيزه للسفر باعتقاد أن ما تفعله هو استثمار من أجل الغد..!
ونحن علي أية حال نأمل أن تكون مأساة غرق شبابنا في البحر المتوسط
بداية لعودة الوعي لمجتمع لايدرك ما الذي يجري ويدور في القاع. ولا يبذل
جهداً كافياً لمنع تفاقم الأزمات الداخلية التي يتم تجاهل إيجاد الحلول
لها والتي تترك أيضاً للاجتهادات والمحاولات الشخصية لمحاولة حلها..!
فالمجتمع الذي انقسم نصفين.. ما بين سكنة القمة وقاطني القاع لم يعد
فيه مجال للتواصل بينهما ولاطريق للتحاور والتلاقي. وعاش كل فريق في عالمه
الخاص مع فجوة تزداد عمقاً واتساعاً وتزداد معها مساحة الاختلاف والتباعد
وتحمل رياحاً محملة ببذور من الشك والريبة والأحقاد الطبقية المخيفة
والمستترة إلي حين..!
وهذا المجتمع عليه أن يتدارك خطورة موقف الجميع. سواء من في القاع أو
من في القمة لأن المجتمع هو وحدة واحدة متشابكة الأطراف مرتبطة الأوصال.
وأي خلل في جزء منها سيكون تأثيره بالغاً علي الجميع وقد يكون مميتاً
قاتلاً لا علاج له..
ان المشروع الوطني لهذه الأمة الذي جفت أقلامنا ونحن نتحدث عنه يجب
أن يتجه نحو حل مشاكل الشباب وخاصة البطالة من أجل توفير حياة كريمة لهم
ومن أجل أن يكون للمجتمع كيانه ووجوده بدلاً من أن نكتفي بلوم وتقريع هذا
الشباب ونطالبه بأن يشق الصخر بيديه مع أن بإمكاننا أن نقدم له علي الأقل
معولاً يسهل عليه الأمر..
وعفواً فضيلة المفتي كلامكم لم يكن فيه العزاء ولا الشفاء..!
** ملحوظة أخيرة:
ويتساقط أبناء جيلنا واحد تلو الآخر مع اننا مازلنا نعتقد في أنفسنا
اننا طلبة كلية الإعلام الذين أتتهم فرصة العمل في الصحافة.. ومازلنا في
أعماقنا صغاراً لا ندرك ان السنين قد نالت منا الكثير وتركت بصماتها واضحة
علينا.. وداعاً أحمد غريب وإنا لله وإنا إليه راجعون.
منصور- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1943
العمر : 44
Localisation : loin du bled
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
رد: الهجرة السرية ..هنا..وهناك..
الهجرة غير الشرعية.. سمعة سيئة
بقلم محيي السمري
** كان حلم حياته أن يسافر للعمل في
الخارج مثل الكثيرين ممن سمع عنهم وكيف عادوا ومعهم الثروة.. لم يعد يطيق
الحياة في مصر.. فهو عاطل.. مازال يعيش عالة علي أهله.. ينام في كنفهم..
يأكل علي نفقتهم ويحصل علي مصروفه منهم رغم انه جاوز العشرين من عمره..
وحصل علي شهادة جامعية.. وما جدواها.. إذا لم تكن تعينه لايجاد وظيفة.
كيف يعيش.. وكيف يتزوج.. وكيف يعثر علي بيت الزوجية إذا كانت المساكن
لناس ليس هو منهم.. حتي مشروع "ابني بيتك".. هو مجرد حلم ولا يدري إذا كان
سيدركه في مرحلة الشباب.. أو الكهولة.
وهكذا وجد نفسه وحيداً.. مع شهادته.. وكل الأبواب موصدة أمامه.
والغريب أنه لا يعترف بأنه مسئول أيضاً عما يعانيه من هم وبطالة..
ربما لم يجد أحداً يرشده إلي وسيلة لكي يتعلم مهنة أو حرفة.. وربما تقاعس
المسئولون عن توصيل معلومة إليه تساعده علي ايجاد فرصة عمل ربما.. وربما.
وهكذا حزم أمره وقرر السفر إلي الخارج.. لعل وعسي طاف بمكاتب
السفريات عارضاً نفسه طالباً وظيفة.. طبعاً وجد أن عدد الراغبين في العمل
في الخارج أكثر من عدد الوظائف المعروضة.
وأخيراً وجد من يخطره بأن طلبه جاهز.. والعمل في أوروبا متوفر.. وبدأ الحوار بينهما.
قال الرجل: مطلوب منك أن تسدد عشرة آلاف جنيه.
رد الشاب: يمكن أن تأخذ كل الضمانات وأدفع لك هذا المبلغ بعد وصولي وعملي.
قال الرجل: قبل أن تتحرك من بيتك يكون المبلغ جاهزاً.. لم يجد الشاب
بداً من الموافقة.. وقال سأفعل المستحيل لأرد هذا المبلغ خلال أيام:
وسأله الرجل فجأة وهل تجيد السباحة قال: لماذا؟
رد الرجل لا تسألني لماذا؟ فقط أخبرك أنك ستسافر بالبحر ويجب أن تكون علي درجة عالية من إجادة السباحة.. وعموماً هذه مسئوليتك.
لم يفطن الشاب لمغزي السؤال.. وربما اعتقد انه يسخر منه.. كان كل
تفكيره في كيفية تدبير هذا المبلغ.. بشتي الوسائل من استدانة وبيع منقولات
إلي آخره.. فعل ذلك علي أمل أن يستعيد هذا المبلغ بعد عمله.
وواضح انه لم يجد أحداً يخبره بأن هذا المبلغ الذي استدانه ودفعه
لهذا الرجل من عصابات المافيا لتهجير الشباب هجرة غير شرعية إلي أوروبا
كان يمكنه وضعه في مشروع يدر عليه دخلاً أفضل من أية وظيفة أخري.
ومرت الأيام.. وجد نفسه داخل عربة بها عشرات من الشباب ولا يدري إلي
أين اتجهت العربة.. ولا يدري أيضاً كيف انتقل من الأتوبيس إلي المركب
الصغير الذي يتمايل مع موج البحر.. لقد أصيب بنوع من فقدان الذاكرة عندما
وجد نفسه مع هذا العدد الكبير في مركب صغير من مراكب الصيد وهو لا يعرف
فعلاً من أين أقلع؟!
المهم أن المركب لم يستطع الصمود وكاد أن ينقلب بمن فيه وهنا صرخ
قائد المركب.. بأن علي كل الركاب النزول إلي البحر في هذه اللحظة فقط عرف
مغزي السؤال هل تعرف السباحة؟ والحمد لله لقد نجا من موت محقق.. ولكن كم
كانت اللحظات رهيبة وهو يسارع الأمواج إلي أن التقطته إحدي زوارق المراقبة
علي الساحل الإيطالي.. وعرف ان هذا هو أسلوب هذه العصابات انهم يلقون
الركاب في البحر عندما يقتربون من السواحل الأوروبية.. ومن يستطع التسلل
فقد نجح ومن لم يستطع إما أن يغرق وإما أن يقبض عليه.
** هذه صورة واقعية تماماً لما يحدث لهؤلاء التعساء الذين أعمتهم رغبة جارفة للعمل بأي صورة من الصور في أي بلد أوروبي.
وقد سبق أن كتبت عدة مرات عن عصابات تهريب الشباب المصري والافريقي
إلي السواحل الأوروبية وناقشت هذا الموضوع مع أكثر من قنصل مصري بالقنصلية
المصرية في ميلانو يإيطاليا وأيضاً مع بعض السفراء المعنيين بنصائح السفر
ورعاية المصرييين بالخارج.
كيف نوقف هذه الظاهرة التي اجتاحت بعض الشباب وأصابتنا نحن بالألم والحزن لما وصل إليه حال هؤلاء الشباب الباحث عن الموت.
بصراحة يجب علي الدولة أن تمنع بأي وسيلة من الوسائل سفر من يمثلون الهجرة غير الشرعية.
إنها صورة سيئة لنموذج من الشباب المصري يصيبنا بالألم لتردي سمعتنا المصرية.
وفي رأيي أن مثل هؤلاء هم ضحايا للعصابات التي تغويهم وللظروف السيئة
التي جعلتهم يغامرون بحياتهم وإذا تصادف ونجح بعضهم في اللجوء إلي المزارع
والقري الأوروبية.. فإنهم أولاً يتعرضون للاختفاء والتواري عن عيون الشرطة
ويقبلون أي عمل تافه حقير وبأبخس الأجور.
والكارثة الأخري أن هؤلاء يمزقون جوازات سفرهم.. انها أبشع صورة لعدم الانتماء إلي الجنسية المصرية.
بصراحة انهم أساءوا إلي أنفسهم قبل الإساءة إلي المجتمع ولكن المهم أن
تبادر الدولة بايجاد الوسائل الكفيلة بمنع تكرار هذه الظاهرة. وأقصد بذلك
توجيه الشباب إلي ما يمكنهم من كسب عيشهم وايجاد مسكنهم وليتزوجوا وهذا
حقهم.
منصور- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 1943
العمر : 44
Localisation : loin du bled
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
مواضيع مماثلة
» هنا وهناك
» كتب من هنا وهناك للتحميل
» مشاهد من هنا وهناك....تتكرر
» القاصرون ضحايا هنا وهناك
» الضعف الجنسي والعنة وسرعة القذف أمراض يمكن علاجها
» كتب من هنا وهناك للتحميل
» مشاهد من هنا وهناك....تتكرر
» القاصرون ضحايا هنا وهناك
» الضعف الجنسي والعنة وسرعة القذف أمراض يمكن علاجها
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى