الكبش الذكي

كان الكبش يتحاشى ازدحام أشباهه فى القطيع لأن الثغاء بلا معنى يزعجه ويقلق تفكيره ,يحب الحرية ولا يتحمل عصا الراعى وأنياب الكلب الذى يندفع بقوة لتنظيم الخرفان التائهة ..أصبح الكبش مجبورا على الانضمام والسير فى ما يكره ,فالكلب حريص على المراقبة ومتشبت بدوره قلسيا فى معاملته نحو البهائم ..والراعى يكمل القسوة بهراوته حفاظا على لقمة العيش والمهنة الناذرة فى مجتمعه ..إنه كبش ذكي ومقموع حيث لا يجد سبيلا لفرض أسلوبه على الخرفان التابعة لسائئقها المسلح بقرنين قديمين كانا السبب للصدارة التقليدية ..فكلما أشرقت الشمس هش الراعي أغنامه ووجهها نحو ربوة غنية بالكلأ الرائع معتمدا على الأقرن وكلبه القوي كانت هذه خصال راع لا يغير روتينيته فى حين بقي الكبش الذكي رهين أسلوب تجاوزته عقليته الحساسة ومع ذلك استمر الكبش الذكي فى الانزواء وحب الذات رافضا المعيشة المفروضة .

ذات يوم برز نطاح من بين القطيع أراد أن يشم رائحة قوته ويجربها لينال مكانة بين الخرفان ..استفز زعيمه فتبادلا النطح فى غفلة من أعين القطيع وخوفا من إهانات الهزيمة وفى الصراع الجاهل سقطا معا فى هوة خلف الربوة التفت خروف رأى آخر لقطة للسقوط .. أثار انتباه الخرفان فكرت فى الكارثة فاستعدت لتقليد الزعيم وقد غاب السبب.

الكبش الذكي :يا بهائم ..توقفوا ..لا تتحركوا كبشنا القوي سقط من أعلى إلى أسفل ومات .. ونحن أحياء لاتكونوا أغبياء ولا تقلدوا الماضى انتهى زمن التبعية العمياء ..

الخرفان : دعنا وحالنا ..أنظر إلى الراعى النائم وذلك الكلب لن يمنعنا من اتباع زعيمنا الذى نحبه .

الكبش الذكي : أرى خرفانا تحب الخطر لتكرر الماضى الدفين انتبهوا نحن جيل جديد من الخرفان نعالج.. ونمصل ..وننظف.. ولا نتعرض للحرارة والبرودة ..ونعلف ما لذ وطاب.. منظمون ومحميون من الذئاب المبعدة عن فضائنا ..لنودع الماضى ..لا تلقوا أنفسكم فى البلادة والطرق العمياء فالبلادة تقتل الإرادة ..؟

الخرفان : صدقت سنفكر ونعى تصرفاتنا ونغير حالتنا ..وربما سنجعلك زعيما لنا ..

الكبش الذكي : أعدكم ..زمن الضرب بالعصا انتهى إن نفذتم طريقتى

الخرفان : والكلب ؟

الكبش الذكي : معى سأريحكم منه إن غيرنا أحوالنا ؟