مائوية الرباط عاصمة مُلك
صفحة 1 من اصل 1
مائوية الرباط عاصمة مُلك
قصة أول عاصمة مغربية على البحر
هي
أول عاصمة للمغرب، منذ 14 قرناً، على البحر. بل ربما أكثر من ذلك بكثير،
لأن الأمر منسحب أيضا على الممالك الأمازيغية ما قبل وصول الإسلام إلى شمال
إفريقيا، خاصة الممالك التي حاربت الرومان واستقلت عنها، وكانت عواصمها
موزعة بين المغرب الأقصى والمغرب الأوسط. وهي العواصم التي كانت كلها بعيدة
عن الشط. لأن المحيط الأطلسي، الذي عرف ببحر الظلمات، كان مصدراً للمجهول
ولكل أنواع الغزاة، بالنسبة لهم. لهذا السبب، ظلت علاقة المغاربة مع البحر،
تاريخيا، علاقة توجس، فأدَارُوا لقرونٍ ظهورهم للماء. وقليلون، هم الذين
يدركون عميقاً، طبيعة العلاقة الملتبسة الخاصة للمغربي بالمحيط والبحر، على
القدر نفسه الذي يستوعبون فيه علاقتهم بالمدينة تاريخيا. خاصة معنى
المدينة العاصمة/ المركز.
وإذا كان سهلا الحديث عن بغداد العراق، وقاهرة مصر، ودمشق الشام، كعواصم
مركزية لهذه البلاد منذ قرون غابرة، أي كعواصم سياسة ومُلك، فإن المغرب،
يكاد يكون البلد العربي والاسلامي والمتوسطي الوحيد الذي تتساوى فيه أكثر
من مدينة كعاصمة ومركز للحكم. ومن هنا ذلك النَّعْتُ التاريخي للمدن
الامبراطورية بالمغرب «Les Villes Imperialles» التي تكون مرة مراكش، ومرة
فاس، ومرة مكناس.. وهكذا. وأن العادة كانت أن يتجول السلطان في تلك المدن
لممارسة الحكم لشهور وسنوات، لأن في كل واحدة منها قصرا، وبنايات للحكم
يُمارِسُ في بنيقاتها (أي دواوينها)الوزراء مهامهم في التسيير العام لأمور
الدولة. مما يعني أن الإدارة المركزية كانت تتنقل عبر مناطق المغرب الكبرى،
لممارسة نوع من سياسة القرب، في التدبير العام للدولة. وكانت تلك السياسة،
بمنطق زمنها، التي كانت أداة للتطويع وتأبيد البيعة وضمان الطاعة واستخلاص
الضرائب والجبايات للخزينة العامة للدولة،، كانت تلك السياسة أسلوب تدبير
مغربي خاص ليس له أشباه في كل التجارب الإمبراطورية العربية والإسلامية،
بما فيها الباب العالي للعثمانيين بإسطنبول. بل، على عكس العديد من تلك
التجارب السياسية العربية والإسلامية، التي كانت فيها الأطراف تزور المركز،
كان مركز الدولة بالمغرب هو الذي يتحرك لترجمة سلطته من خلال زيارة
الأطراف. بالتالي، لم تُصبح للمغرب، عاصمة إدارية مركزية، بالمعنى الأوربي
الحديث للدولة المركزية سوى منذ مائة عام.
إن مدينة الرباط، التي تحتفي هذه السنة بمائويتها كعاصمة للدولة
المغربية(1912- 2012)، هي بهذا المعنى أول عاصمة للمغاربة على البحر، بعد
أن كانت كل عواصم الـمُلك في داخل البلاد، بعيداً عن خطر الغزاة الأجانب.
وهي مدينة ذات تاريخ مثير، بقصصه وأحداثه ورجاله. فهي واحدة من أقدم النقط
الحربية على المحيط الأطلسي للمغرب، بسبب تلاقي نهر أبي رقراق الكبير مع
المحيط الأطلسي عند قدم أسوارها العتيقة. ومسألة بناء مدن مغربية، أو تكون
مدن مغربية عند تلاقي أنهر مع المحيط، يستحق بحثا خاصا مستقلا عن معنى
المدينة عند المغاربة تاريخيا (أصيلة، العرائش،المهدية، الرباط وسلا،
فضالة، أزمور، آسفي، أكادير). هكذا، نجد أن تاريخ الرباط مثير بتفاصيله،
منذ بنى بها المرابطون قبل ألف عام حصنا فوق ربوة عالية (حصن الأوداية
الأول)، واجهوا به البورغواطيين الأمازيغ الـمَصَامِدة، في البلاد الشاسعة
التي عرفت ببلاد تامسنا. فيما جعل منها الموحدون الأمازيغ، المصامدة
القادمون من أعالي سلسلة الأطلس الكبير، قلعة وحصناً للانطلاق للسيادة على
البحر، وللوصول إلى الأندلس والبرتغال، وإليها نقلوا أسرى معركة «الأرَكِ»
الشهيرة بشبه الجزيرة الإيبيرية، وأطلقوا عليها اسم «رباط الفتح»، أي «قلعة
النصر»، بعد أن كانوا قد أسموها «المهدية» لزمن تيمنا بقائدهم التاريخي،
المهدي بن تومرت. وستصل أوج مجدها القديم ذاك في عهد أعظم سلاطين الدولة
الموحدية، يعقوب المنصور الذهبي الذي امتد حكمه المغربي الامبراطوري من
قشتالة في الشمال الإسباني حتى نهر السنغال وتومبوكتو بمالي، ومن مدينة
الرباط حتى طرابلس وبلاد فزان الليبية. بل في عهده بنيت أغلب أحياء المدينة
القديمة
التي لاتزال قائمة الى اليوم، من الأوداية إلى حسان. وبنى بها ثاني أعظم
المساجد الكبرى بالغرب الاسلامي كله، بعد مسجدي الكتبية بمراكش والخيرالدا
بإسبانيا، أي مسجد حسان، الذي لايزال يتميز بمئذنته العالية غير المكتملة،
بسبب الزلزال الذي ضرب المدينة حينها. وكان مخططاً أن تكون أول عاصمة
سياسية للمغرب على البحر، من قبل ذلك السلطان الموحدي العظيم، الذي كان
يهيؤها كمدينة مُلك، لينقل العاصمة إليها من مراكش، لكنه مشروع لم يتحقق،
وتأجل خمسة قرون كاملة، قبل أن يحولها مارشال عسكري فرنسي، هو هوبيرت
ليوطي، بصفته مقيماً عاماً لفرنساالمحتلة بالمغرب، إلى عاصمة للدولة
المغربية سنة 1912. أي منذ مئة عام. فدخل المغاربة، من حينها، منطق الدولة
المركزية بالمرجعية السياسية والتدبيرية الأوربية، وغادروا للأبد المنطق
الإمبراطوري السلطاني القديم الذي عاشوا عليه أكثر من 1300 سنة.
لقد تراجعت أهمية الرباط، بعد الموحدين، إلى حد أن الحسن الوزان (ليون
الإفريقي الشهير)، قد زارها سنة 1515 ليجد أن بها فقط، مئة منزل مسكون،
والباقي أطلال وفراغ. وكان ساكنتها كلهم من الأمازيغ الصامدة، حينها. وكان
لابد من انتظار سنة 1609 - 1610، لينزح إليها 13 ألفاً من الموريسكيين
الذين طردوا من الأندلس، في جريمة تاريخية للتصفية العنصرية، من قبل
الكنيسة الكاثوليكية المتشددة والملك الإسباني الطاغية فلليب الثالث. وكان
ذلك العدد من مهاجري الأندلس لا يمثل سوى النسبة الأقل من باقي المهاجرين
الموريسكيين، الذين اتجهوا بحرا صوب تونس ووهران، فحوَّلَها أولئك
الموريسكيون إلى أكبر عاصمة بحرية للقراصنة والجهاد البحري في كل الشمال
الافريقي، حيث ظلوا لأكثر من 150 سنة سادة المحيط الأطلسي، من جزر الخالدات
حتى صقلية الايطالية بالمتوسط، ووصولا حتى بحر المانش البريطاني، وكانوا
سادة مضيق جبل طارق بلا منازع. في نفس الآن الذي برزت فيه قوة بحرية من
القراصنة من أولئك المهاجرين الآخرين بالجزائر المدينة، وظلوا سادة المتوسط
لعقود. بالتالي، فقد تحول أولئك الموريسكيون بالرباط، إلى القوة العسكرية
البحرية الضاربة للعديد من سلاطين المغرب. ولعل أهم ما نقله معهم أولئك
الموريسكيون من عائلات مولين (مولينا بالإسبانية)وبركاش (فارغاس
بالإسبانية) وكراكشو (كراكسُو بالإسبانية)، وبلافريج (بالافريس بالإسبانية)
والروندا وغيرها كثير، هو ثقافة المدينة الأندلسية على مستوى العمران
والمطبخ واللباس والموسيقى. فأعطى تمازجهم وتصاهرهم مع الأمازيغ القدامى،
معنى خاصاً للمدينة، لا أشباه له في كل المغرب إلى اليوم. وحين بسط
العلويون (عائلة شرفاء تافيلالت التي تحكم المغرب منذ 1666)، سيطرتهم على
كامل المغرب، كانت الرباط ميناء الدولة الأول حربياً، وممراً ومُقَاماً
إلزامياً لكل سلاطينهم في رحلاتهم بين عاصمة الشمال فاس، وعاصمة الجنوب
مراكش. وكل أبواب الرباط اليوم، وأسوارها وشكل هندستها العتيقة، تقطر
بالتاريخ، وبقصص مجد غابر، من باب لعلو، حتى باب الرواح، مروراً بباب
الأحد وباب الحديد (الذي هو جزء اليوم من القصر الملكي) وباب التبن وباب
البويبة وباب شالة، وهي أبواب ثلاث، بناها الموريسكيون، حين أسسوا بشكل
مستقل ذات زمن في القرن 16 ما يطلق عليه «جمهورية أبي رقراق» التي تضم سلا
والرباط وشالة.
لكن، لِمَ اختار المارشال ليوطي، بعد أن توزعت أرض المغرب كل من فرنسا
وإسبانيا سنة 1912، الرباط عاصمة للدولة المركزية، وأمَرَ المهندس الفرنسي
الشهير هنري بروست بهندسة المدينة الجديدة؟ لننصت لجواب هذه الشخصية
العسكرية، التي تثير الإعجاب على أكثر من صعيد، حين كتب، في مذكراته الضخمة
الصادرة سنة 1927، يقول: «لم يكن وارداً قط أن تُسْقَطَ صفة العاصمة عن أي
من المدن المغربية الامبراطورية، التي هي مقار إقامة السلاطين الذين
سيواصلون مستقبلا، كما في الماضي، الحكم فيها، من أجل ضمان التوازن السياسي
بين مختلف مناطق هذه الامبراطورية الغنية بتعددها، المختلفة لزمن سيطول،
عن دولنا المركزية الأوربية. إن الاختيار بسيط، وهو تثبيت المصالح الادارية
المركزية التي لا يمكنها أن تظل تتنقل كالرحل. ومنطقي أن تبقى على المحيط،
عند أهم محاور المغرب الاقتصادية، قريباً من التجمعات الأوربية الجديدة،
ومن المصالح الاقتصادية المتنامية، دون إغفال ضرورات الأمن، ويُسْرِ أسباب
الحياة اليومية القابلة للتطوير بسرعة «. وهو اختيار في الحقيقة، لم يُحسم
فيه بباريس، سوى ست سنوات بعد ذلك، حتى نهاية الحرب العالمية الأولى سنة
1918، لأن لجنة المالية في البرلمان الفرنسي كانت في غالبيتها مع بقاء
العاصمة في فاس. لكن، منطق المارشال ليوطي هو الذي انتصر في نهاية المطاف،
رغم أنه ظل يعمل وفريقه في مكاتب وبنايات خشبية بئيسة لست سنوات كاملة بسبب
ضعف الميزانية، ونجح في إقناع السلطان مولاي يوسف للانتقال نهائياً إلى
العاصمة الجديدة.
إن مائة عام، من تحول الرباط إلى عاصمة إدارية للمغرب، هو لحظة لتأمل معنى
المدينة عند المغاربة. لأن المغرب يكاد يكون، البلاد العربية الوحيدة، التي
لا تضع بيضها كله في سلة واحدة، أقصدُ ربما في مدينة واحدة. فليس في
الرباط يتجمع كل شيء، كما في القاهرة وبغداد ودمشق. المغرب، غِنَاهُ
مدينياً، ربما، في الرباط عاصمة حُكْمٍ، والدار البيضاء عاصمة اقتصاد،
ومراكش وفاس عاصمتي ثقافة وصناعات تقليدية، وطنجة وتطوان بوابتي أوربا،
وأكادير بوابة الصحراء، ووجدة بوابة المغرب العربي. وهذا معنى للمدينة
يستحق لوحده قراءة أخرى مستقلة.
لحسن العسبي
الاتحاد الاشتراكي
10 مارس 2012
أول عاصمة للمغرب، منذ 14 قرناً، على البحر. بل ربما أكثر من ذلك بكثير،
لأن الأمر منسحب أيضا على الممالك الأمازيغية ما قبل وصول الإسلام إلى شمال
إفريقيا، خاصة الممالك التي حاربت الرومان واستقلت عنها، وكانت عواصمها
موزعة بين المغرب الأقصى والمغرب الأوسط. وهي العواصم التي كانت كلها بعيدة
عن الشط. لأن المحيط الأطلسي، الذي عرف ببحر الظلمات، كان مصدراً للمجهول
ولكل أنواع الغزاة، بالنسبة لهم. لهذا السبب، ظلت علاقة المغاربة مع البحر،
تاريخيا، علاقة توجس، فأدَارُوا لقرونٍ ظهورهم للماء. وقليلون، هم الذين
يدركون عميقاً، طبيعة العلاقة الملتبسة الخاصة للمغربي بالمحيط والبحر، على
القدر نفسه الذي يستوعبون فيه علاقتهم بالمدينة تاريخيا. خاصة معنى
المدينة العاصمة/ المركز.
وإذا كان سهلا الحديث عن بغداد العراق، وقاهرة مصر، ودمشق الشام، كعواصم
مركزية لهذه البلاد منذ قرون غابرة، أي كعواصم سياسة ومُلك، فإن المغرب،
يكاد يكون البلد العربي والاسلامي والمتوسطي الوحيد الذي تتساوى فيه أكثر
من مدينة كعاصمة ومركز للحكم. ومن هنا ذلك النَّعْتُ التاريخي للمدن
الامبراطورية بالمغرب «Les Villes Imperialles» التي تكون مرة مراكش، ومرة
فاس، ومرة مكناس.. وهكذا. وأن العادة كانت أن يتجول السلطان في تلك المدن
لممارسة الحكم لشهور وسنوات، لأن في كل واحدة منها قصرا، وبنايات للحكم
يُمارِسُ في بنيقاتها (أي دواوينها)الوزراء مهامهم في التسيير العام لأمور
الدولة. مما يعني أن الإدارة المركزية كانت تتنقل عبر مناطق المغرب الكبرى،
لممارسة نوع من سياسة القرب، في التدبير العام للدولة. وكانت تلك السياسة،
بمنطق زمنها، التي كانت أداة للتطويع وتأبيد البيعة وضمان الطاعة واستخلاص
الضرائب والجبايات للخزينة العامة للدولة،، كانت تلك السياسة أسلوب تدبير
مغربي خاص ليس له أشباه في كل التجارب الإمبراطورية العربية والإسلامية،
بما فيها الباب العالي للعثمانيين بإسطنبول. بل، على عكس العديد من تلك
التجارب السياسية العربية والإسلامية، التي كانت فيها الأطراف تزور المركز،
كان مركز الدولة بالمغرب هو الذي يتحرك لترجمة سلطته من خلال زيارة
الأطراف. بالتالي، لم تُصبح للمغرب، عاصمة إدارية مركزية، بالمعنى الأوربي
الحديث للدولة المركزية سوى منذ مائة عام.
إن مدينة الرباط، التي تحتفي هذه السنة بمائويتها كعاصمة للدولة
المغربية(1912- 2012)، هي بهذا المعنى أول عاصمة للمغاربة على البحر، بعد
أن كانت كل عواصم الـمُلك في داخل البلاد، بعيداً عن خطر الغزاة الأجانب.
وهي مدينة ذات تاريخ مثير، بقصصه وأحداثه ورجاله. فهي واحدة من أقدم النقط
الحربية على المحيط الأطلسي للمغرب، بسبب تلاقي نهر أبي رقراق الكبير مع
المحيط الأطلسي عند قدم أسوارها العتيقة. ومسألة بناء مدن مغربية، أو تكون
مدن مغربية عند تلاقي أنهر مع المحيط، يستحق بحثا خاصا مستقلا عن معنى
المدينة عند المغاربة تاريخيا (أصيلة، العرائش،المهدية، الرباط وسلا،
فضالة، أزمور، آسفي، أكادير). هكذا، نجد أن تاريخ الرباط مثير بتفاصيله،
منذ بنى بها المرابطون قبل ألف عام حصنا فوق ربوة عالية (حصن الأوداية
الأول)، واجهوا به البورغواطيين الأمازيغ الـمَصَامِدة، في البلاد الشاسعة
التي عرفت ببلاد تامسنا. فيما جعل منها الموحدون الأمازيغ، المصامدة
القادمون من أعالي سلسلة الأطلس الكبير، قلعة وحصناً للانطلاق للسيادة على
البحر، وللوصول إلى الأندلس والبرتغال، وإليها نقلوا أسرى معركة «الأرَكِ»
الشهيرة بشبه الجزيرة الإيبيرية، وأطلقوا عليها اسم «رباط الفتح»، أي «قلعة
النصر»، بعد أن كانوا قد أسموها «المهدية» لزمن تيمنا بقائدهم التاريخي،
المهدي بن تومرت. وستصل أوج مجدها القديم ذاك في عهد أعظم سلاطين الدولة
الموحدية، يعقوب المنصور الذهبي الذي امتد حكمه المغربي الامبراطوري من
قشتالة في الشمال الإسباني حتى نهر السنغال وتومبوكتو بمالي، ومن مدينة
الرباط حتى طرابلس وبلاد فزان الليبية. بل في عهده بنيت أغلب أحياء المدينة
القديمة
التي لاتزال قائمة الى اليوم، من الأوداية إلى حسان. وبنى بها ثاني أعظم
المساجد الكبرى بالغرب الاسلامي كله، بعد مسجدي الكتبية بمراكش والخيرالدا
بإسبانيا، أي مسجد حسان، الذي لايزال يتميز بمئذنته العالية غير المكتملة،
بسبب الزلزال الذي ضرب المدينة حينها. وكان مخططاً أن تكون أول عاصمة
سياسية للمغرب على البحر، من قبل ذلك السلطان الموحدي العظيم، الذي كان
يهيؤها كمدينة مُلك، لينقل العاصمة إليها من مراكش، لكنه مشروع لم يتحقق،
وتأجل خمسة قرون كاملة، قبل أن يحولها مارشال عسكري فرنسي، هو هوبيرت
ليوطي، بصفته مقيماً عاماً لفرنساالمحتلة بالمغرب، إلى عاصمة للدولة
المغربية سنة 1912. أي منذ مئة عام. فدخل المغاربة، من حينها، منطق الدولة
المركزية بالمرجعية السياسية والتدبيرية الأوربية، وغادروا للأبد المنطق
الإمبراطوري السلطاني القديم الذي عاشوا عليه أكثر من 1300 سنة.
لقد تراجعت أهمية الرباط، بعد الموحدين، إلى حد أن الحسن الوزان (ليون
الإفريقي الشهير)، قد زارها سنة 1515 ليجد أن بها فقط، مئة منزل مسكون،
والباقي أطلال وفراغ. وكان ساكنتها كلهم من الأمازيغ الصامدة، حينها. وكان
لابد من انتظار سنة 1609 - 1610، لينزح إليها 13 ألفاً من الموريسكيين
الذين طردوا من الأندلس، في جريمة تاريخية للتصفية العنصرية، من قبل
الكنيسة الكاثوليكية المتشددة والملك الإسباني الطاغية فلليب الثالث. وكان
ذلك العدد من مهاجري الأندلس لا يمثل سوى النسبة الأقل من باقي المهاجرين
الموريسكيين، الذين اتجهوا بحرا صوب تونس ووهران، فحوَّلَها أولئك
الموريسكيون إلى أكبر عاصمة بحرية للقراصنة والجهاد البحري في كل الشمال
الافريقي، حيث ظلوا لأكثر من 150 سنة سادة المحيط الأطلسي، من جزر الخالدات
حتى صقلية الايطالية بالمتوسط، ووصولا حتى بحر المانش البريطاني، وكانوا
سادة مضيق جبل طارق بلا منازع. في نفس الآن الذي برزت فيه قوة بحرية من
القراصنة من أولئك المهاجرين الآخرين بالجزائر المدينة، وظلوا سادة المتوسط
لعقود. بالتالي، فقد تحول أولئك الموريسكيون بالرباط، إلى القوة العسكرية
البحرية الضاربة للعديد من سلاطين المغرب. ولعل أهم ما نقله معهم أولئك
الموريسكيون من عائلات مولين (مولينا بالإسبانية)وبركاش (فارغاس
بالإسبانية) وكراكشو (كراكسُو بالإسبانية)، وبلافريج (بالافريس بالإسبانية)
والروندا وغيرها كثير، هو ثقافة المدينة الأندلسية على مستوى العمران
والمطبخ واللباس والموسيقى. فأعطى تمازجهم وتصاهرهم مع الأمازيغ القدامى،
معنى خاصاً للمدينة، لا أشباه له في كل المغرب إلى اليوم. وحين بسط
العلويون (عائلة شرفاء تافيلالت التي تحكم المغرب منذ 1666)، سيطرتهم على
كامل المغرب، كانت الرباط ميناء الدولة الأول حربياً، وممراً ومُقَاماً
إلزامياً لكل سلاطينهم في رحلاتهم بين عاصمة الشمال فاس، وعاصمة الجنوب
مراكش. وكل أبواب الرباط اليوم، وأسوارها وشكل هندستها العتيقة، تقطر
بالتاريخ، وبقصص مجد غابر، من باب لعلو، حتى باب الرواح، مروراً بباب
الأحد وباب الحديد (الذي هو جزء اليوم من القصر الملكي) وباب التبن وباب
البويبة وباب شالة، وهي أبواب ثلاث، بناها الموريسكيون، حين أسسوا بشكل
مستقل ذات زمن في القرن 16 ما يطلق عليه «جمهورية أبي رقراق» التي تضم سلا
والرباط وشالة.
لكن، لِمَ اختار المارشال ليوطي، بعد أن توزعت أرض المغرب كل من فرنسا
وإسبانيا سنة 1912، الرباط عاصمة للدولة المركزية، وأمَرَ المهندس الفرنسي
الشهير هنري بروست بهندسة المدينة الجديدة؟ لننصت لجواب هذه الشخصية
العسكرية، التي تثير الإعجاب على أكثر من صعيد، حين كتب، في مذكراته الضخمة
الصادرة سنة 1927، يقول: «لم يكن وارداً قط أن تُسْقَطَ صفة العاصمة عن أي
من المدن المغربية الامبراطورية، التي هي مقار إقامة السلاطين الذين
سيواصلون مستقبلا، كما في الماضي، الحكم فيها، من أجل ضمان التوازن السياسي
بين مختلف مناطق هذه الامبراطورية الغنية بتعددها، المختلفة لزمن سيطول،
عن دولنا المركزية الأوربية. إن الاختيار بسيط، وهو تثبيت المصالح الادارية
المركزية التي لا يمكنها أن تظل تتنقل كالرحل. ومنطقي أن تبقى على المحيط،
عند أهم محاور المغرب الاقتصادية، قريباً من التجمعات الأوربية الجديدة،
ومن المصالح الاقتصادية المتنامية، دون إغفال ضرورات الأمن، ويُسْرِ أسباب
الحياة اليومية القابلة للتطوير بسرعة «. وهو اختيار في الحقيقة، لم يُحسم
فيه بباريس، سوى ست سنوات بعد ذلك، حتى نهاية الحرب العالمية الأولى سنة
1918، لأن لجنة المالية في البرلمان الفرنسي كانت في غالبيتها مع بقاء
العاصمة في فاس. لكن، منطق المارشال ليوطي هو الذي انتصر في نهاية المطاف،
رغم أنه ظل يعمل وفريقه في مكاتب وبنايات خشبية بئيسة لست سنوات كاملة بسبب
ضعف الميزانية، ونجح في إقناع السلطان مولاي يوسف للانتقال نهائياً إلى
العاصمة الجديدة.
إن مائة عام، من تحول الرباط إلى عاصمة إدارية للمغرب، هو لحظة لتأمل معنى
المدينة عند المغاربة. لأن المغرب يكاد يكون، البلاد العربية الوحيدة، التي
لا تضع بيضها كله في سلة واحدة، أقصدُ ربما في مدينة واحدة. فليس في
الرباط يتجمع كل شيء، كما في القاهرة وبغداد ودمشق. المغرب، غِنَاهُ
مدينياً، ربما، في الرباط عاصمة حُكْمٍ، والدار البيضاء عاصمة اقتصاد،
ومراكش وفاس عاصمتي ثقافة وصناعات تقليدية، وطنجة وتطوان بوابتي أوربا،
وأكادير بوابة الصحراء، ووجدة بوابة المغرب العربي. وهذا معنى للمدينة
يستحق لوحده قراءة أخرى مستقلة.
لحسن العسبي
الاتحاد الاشتراكي
10 مارس 2012
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
الماريشال ليوطي في لقائه مع فرنسيي الرباط وسلا يوم 14 يوليوز 1913 بمناسبة العيد الوطني لفرنسا..
هكذا اخترت الرباط عاصمة..
في مذكراته
الصادرة سنة 1927، دون في الصفحات 90 ? 94 ، تفاصيل لقائه مع فرنسيي الرباط
وسلا، بمقر الإقامة العامة لفرنسا بالرباط، حيث نشر نص كلمته التي ألقاها
فيهم بمناسبة العيد الوطني لبلاده. وهي الكلمة التي شرح فيها ما جرى خلال
سنة كاملة بتفاصيل دقيقة وكذا أسباب اختياره للرباط عاصمة للمغرب الجديد.
وهي التفاصيل التي نترجم هنا منها الفقرات المرتبطة أكثر بقصة اختيار
الرباط عاصمة دون باقي المدن المغربية الكلاسيكية التي ظلت عواصم سياسية
تقليدية للعائلات التي حكمت المغرب. وهي وثيقة تاريخية هامة، ضمن تلك
المذكرات التي جاءت في 480 صفحة من القطع الكبير، والتي تشمل فيها تفاصيل
مهمته بالمغرب كمقيم عام أكثر من 420 صفحة. وكل من يريد فهم المغرب الجديد
كدولة أعيد بناؤها على نموذج الدولة المركزية الحديثة، سيجد الجواب الفصل
بالتقيق في هذه المذكرات الغنية
بالتفاصيل وباحترافية توثيقية عالية. لقد خاطب ليوطي مواطني بلده من المعمرين، قائلا:
سيداتي، كنت في فاس، منذ سنة خلت. كان العقيد غورو قد عاد غداة تمكنه من
فك الحصار على المدينة. لقد استعرضت فرقته العسكرية وهي لا تزال بعد بلباس
المعركة، وكنا نتلمض نصرنا الذي به تمكنا من فك حصار على امتداد كلمترات
قليلة، والذي كان يسجننا في فاس وتحررنا بذلك من هم كبير كان يقض مضاجعنا
جديا. أسابيع قليلة بعد ذلك، التقيت لأول مرة، هنا في هذا المكان بالضبط،
بالجالية الفرنسية المقيمة بالرباط وسلا. وما زلت أتذكر الجهد الكبير الذي
بدلته كي ألتقيكم بوجه باسم، حتى وأنا مثقل حينها بهموم كثيرة. كنا غداة
تنازل سلطان معارض لنا عن الحكم (يقصد ليوطي هنا السلطان مولاي حفيظ)، وكنا
نتساءل إن لم تكن أيامه الأخيرة تلك، تخبئ لنا مفاجئات درامية. فيما كان
الهيبة قد تمكن من مراكش (يقصد هنا الهيبة ماء العينين، الزعيم الصحراوي
المغربي القادم من السمارة، والمقيم بزاوية أجداده بتزنيت). كان المغرب
يهتز تحت أقدامنا. لقد مرت سنة كاملة إذن. ومنذ ثمانية أيام كنت في فاس،
فرحا ومطمئنا، بفضل السلم الإجتماعي المتحقق هناك. ولقد سافرت لخمسين
كلمترا بدون حراسة باتجاه تازة. (...) لقد تتبعتم أكيد، النقاش الذي صاحب
اختيار تثبيت مقر الإقامة العامة (بالرباط)، (1). لقد تتبعت بحرارة نقاشكم،
وأستطيع أن أؤكد لكم أننا نتوفر اليم على دعم حكومتنا من أجل مواجهة كل
الطوارئ والخلافات تلك ليست سوى نتيجة لسوء فهم. لم يكن وارداً قط أن
تُسْقَطَ صفة العاصمة عن أي من المدن المغربية الامبراطورية، التي هي مقار
إقامة السلاطين الذين سيواصلون مستقبلا، كما في الماضي، الحكم فيها، من أجل
ضمان التوازن السياسي بين مختلف مناطق هذه الامبراطورية الغنية بتعددها،
المختلفة لزمن سيطول، عن دولنا المركزية الأوربية. إن الاختيار بسيط، وهو
تثبيت المصالح الادارية المركزية التي لا يمكنها أن تظل تتنقل كالرحل.
ومنطقي أن تبقى على المحيط، عند أهم محاور المغرب الاقتصادية، قريباً من
التجمعات الأوربية الجديدة، ومن المصالح الاقتصادية المتنامية، دون إغفال
ضرورات الأمن، ويُسْرِ أسباب الحياة اليومية القابلة للتطوير بسرعة. (1)
في الوقت الذي قدمت إلى حكومتنا (بباريس) المقترحات المتعلقة بجعل المصالح
المركزية للحماية بالرباط، وطلبت منهم الحصول على القروض المالية اللازمة
لذلك، كان بعض أعضاء لجنة المالية بالبرلمان يؤكدون أن العاصمة التقليدية
للمغرب هي فاس، وأن مصالحنا المركزية تلك يجب أن تكون هناك، وكذلك مقر
المقيم العام. بل هناك من ذهب منهم إلى أن المقيم العام، لا يجب أن يكون له
مقر مركزي واحد، بل عليه أن يتنقل مع مصالحه المركزية حيث يتنقل السلطان.
وهذه الآراء لا تصمد أمام الواقع. ورغم ذلك، فقد وجدوا في أعضاء اللجنة
البرلمانية صدى لطرحهم. وكان على الحكومة التي تتفهم قراري، أن تبدل مجهودا
إقناعيا للإنتصار لذلك القرار. بل وأن لا تنجح في ذلك سوى بشكل نسبي، لأن
اللجنة تلك، لم تقبل سوى إقامة مؤقتة في الرباط، وأن لا توافق سوى على
ميزانية ضئيلة جدا بالكاد توفر لنا المستلزمات الدنيا للعمل. وكان علينا
انتظار نهاية الحرب (يقصد هنا ليوطي الحرب العالمية الأولى التي دامت أربع
سنوات بين 1914 و 1918)، أي ست سنوات بعد ذلك لكي يتم التخلي عن الفكرة
الغريبة تلك. وبسبب ذلك العناد الخاطئ، بقينا نعمل في مكاتب خشبية بئيسة
تعطل عملنا جديا.
إعداد لحسن العسبي
الاتحاد الاشتراكي
10 مارس 2012
في مذكراته
الصادرة سنة 1927، دون في الصفحات 90 ? 94 ، تفاصيل لقائه مع فرنسيي الرباط
وسلا، بمقر الإقامة العامة لفرنسا بالرباط، حيث نشر نص كلمته التي ألقاها
فيهم بمناسبة العيد الوطني لبلاده. وهي الكلمة التي شرح فيها ما جرى خلال
سنة كاملة بتفاصيل دقيقة وكذا أسباب اختياره للرباط عاصمة للمغرب الجديد.
وهي التفاصيل التي نترجم هنا منها الفقرات المرتبطة أكثر بقصة اختيار
الرباط عاصمة دون باقي المدن المغربية الكلاسيكية التي ظلت عواصم سياسية
تقليدية للعائلات التي حكمت المغرب. وهي وثيقة تاريخية هامة، ضمن تلك
المذكرات التي جاءت في 480 صفحة من القطع الكبير، والتي تشمل فيها تفاصيل
مهمته بالمغرب كمقيم عام أكثر من 420 صفحة. وكل من يريد فهم المغرب الجديد
كدولة أعيد بناؤها على نموذج الدولة المركزية الحديثة، سيجد الجواب الفصل
بالتقيق في هذه المذكرات الغنية
بالتفاصيل وباحترافية توثيقية عالية. لقد خاطب ليوطي مواطني بلده من المعمرين، قائلا:
سيداتي، كنت في فاس، منذ سنة خلت. كان العقيد غورو قد عاد غداة تمكنه من
فك الحصار على المدينة. لقد استعرضت فرقته العسكرية وهي لا تزال بعد بلباس
المعركة، وكنا نتلمض نصرنا الذي به تمكنا من فك حصار على امتداد كلمترات
قليلة، والذي كان يسجننا في فاس وتحررنا بذلك من هم كبير كان يقض مضاجعنا
جديا. أسابيع قليلة بعد ذلك، التقيت لأول مرة، هنا في هذا المكان بالضبط،
بالجالية الفرنسية المقيمة بالرباط وسلا. وما زلت أتذكر الجهد الكبير الذي
بدلته كي ألتقيكم بوجه باسم، حتى وأنا مثقل حينها بهموم كثيرة. كنا غداة
تنازل سلطان معارض لنا عن الحكم (يقصد ليوطي هنا السلطان مولاي حفيظ)، وكنا
نتساءل إن لم تكن أيامه الأخيرة تلك، تخبئ لنا مفاجئات درامية. فيما كان
الهيبة قد تمكن من مراكش (يقصد هنا الهيبة ماء العينين، الزعيم الصحراوي
المغربي القادم من السمارة، والمقيم بزاوية أجداده بتزنيت). كان المغرب
يهتز تحت أقدامنا. لقد مرت سنة كاملة إذن. ومنذ ثمانية أيام كنت في فاس،
فرحا ومطمئنا، بفضل السلم الإجتماعي المتحقق هناك. ولقد سافرت لخمسين
كلمترا بدون حراسة باتجاه تازة. (...) لقد تتبعتم أكيد، النقاش الذي صاحب
اختيار تثبيت مقر الإقامة العامة (بالرباط)، (1). لقد تتبعت بحرارة نقاشكم،
وأستطيع أن أؤكد لكم أننا نتوفر اليم على دعم حكومتنا من أجل مواجهة كل
الطوارئ والخلافات تلك ليست سوى نتيجة لسوء فهم. لم يكن وارداً قط أن
تُسْقَطَ صفة العاصمة عن أي من المدن المغربية الامبراطورية، التي هي مقار
إقامة السلاطين الذين سيواصلون مستقبلا، كما في الماضي، الحكم فيها، من أجل
ضمان التوازن السياسي بين مختلف مناطق هذه الامبراطورية الغنية بتعددها،
المختلفة لزمن سيطول، عن دولنا المركزية الأوربية. إن الاختيار بسيط، وهو
تثبيت المصالح الادارية المركزية التي لا يمكنها أن تظل تتنقل كالرحل.
ومنطقي أن تبقى على المحيط، عند أهم محاور المغرب الاقتصادية، قريباً من
التجمعات الأوربية الجديدة، ومن المصالح الاقتصادية المتنامية، دون إغفال
ضرورات الأمن، ويُسْرِ أسباب الحياة اليومية القابلة للتطوير بسرعة. (1)
في الوقت الذي قدمت إلى حكومتنا (بباريس) المقترحات المتعلقة بجعل المصالح
المركزية للحماية بالرباط، وطلبت منهم الحصول على القروض المالية اللازمة
لذلك، كان بعض أعضاء لجنة المالية بالبرلمان يؤكدون أن العاصمة التقليدية
للمغرب هي فاس، وأن مصالحنا المركزية تلك يجب أن تكون هناك، وكذلك مقر
المقيم العام. بل هناك من ذهب منهم إلى أن المقيم العام، لا يجب أن يكون له
مقر مركزي واحد، بل عليه أن يتنقل مع مصالحه المركزية حيث يتنقل السلطان.
وهذه الآراء لا تصمد أمام الواقع. ورغم ذلك، فقد وجدوا في أعضاء اللجنة
البرلمانية صدى لطرحهم. وكان على الحكومة التي تتفهم قراري، أن تبدل مجهودا
إقناعيا للإنتصار لذلك القرار. بل وأن لا تنجح في ذلك سوى بشكل نسبي، لأن
اللجنة تلك، لم تقبل سوى إقامة مؤقتة في الرباط، وأن لا توافق سوى على
ميزانية ضئيلة جدا بالكاد توفر لنا المستلزمات الدنيا للعمل. وكان علينا
انتظار نهاية الحرب (يقصد هنا ليوطي الحرب العالمية الأولى التي دامت أربع
سنوات بين 1914 و 1918)، أي ست سنوات بعد ذلك لكي يتم التخلي عن الفكرة
الغريبة تلك. وبسبب ذلك العناد الخاطئ، بقينا نعمل في مكاتب خشبية بئيسة
تعطل عملنا جديا.
إعداد لحسن العسبي
الاتحاد الاشتراكي
10 مارس 2012
said- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» برلين:تاريخ عاصمة
» دمشق: عاصمة الثقافة العربية
» تطوان عاصمة الشمال ومنبع إشعاعه
» تطوان عاصمة الشمال ومنبع إشعاعه
» المغرب بالأبيض والأسود !
» دمشق: عاصمة الثقافة العربية
» تطوان عاصمة الشمال ومنبع إشعاعه
» تطوان عاصمة الشمال ومنبع إشعاعه
» المغرب بالأبيض والأسود !
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى