الفرعية
صفحة 1 من اصل 1
الفرعية
يوم
واحد في الفرعية كألف سنة مما تعدون،فراغ قاتل رهيب،على الرغم من توفري
على أجود التكنولوجيات الحديثة،مذياع مسن تهاوت أضلعه من فرط رقصه
وتمايله،مذياع سئم من الغيبة والنميمة في عباد الله فصار يتعفف عن الحديث
أو الثرثرة،تسامرنا،تناجينا،تشاجرنا،أضربه
بلكمة على خده فيجيبني بطنين يكاد يمزق طبلة الأذن،أصبح معتزليا في زمن
الخوارج؛الحاجز الفصل بين العقل والجنون رقيق جدا،تارة نعد من أولي الألباب
والنهى وتارات من المجانين والحمقى،كم مرة ولغ زعيم الكلاب الضالة في
إنائي فغسلته سبع مرات أولاهن بالتراب،وكم مرة وجدت في سطلي مخلوقات غريبة
فتوضأت لأن الماء لا ينجسه إلا التغير،وكم مرة مسحت على الخفين من شدة
الزفزافي والنفنافي،أصبحت مجتهدا في المذهب،وأحيانا أصل إلى درجة المجتهد
المطلق منافسا بذلك إمامي العلامة يوسف القرضاوي،ومن غرائب ما أنتجت جواز
صلاة التراويح خلف المذياع لأن إمام المسجد كان يزرع الحشيش ويجمع
محصوله وراء المحراب لهذا السبب تختلط عليه الآيات،كانت فتوى جميلة وأجمل
ما فيها عندما يمتزج صوت الإمام بصوت الغناء والطرب فنظهر حينها كأعضاء في
فرقة الأحيدوس أو أحواش،الفرعية عالم جميل وأجمل ما فيها ليلها،ندخل جحورنا
مع شمس الأصيل؛لم يعد هناك فرق بيننا وبين الدجاج والكتاكيت تدخل إلى خمها
فأدخل إلى غرفتي،أناجي مذياعي لعله يتسامح معي ويلتقط لي موجة تضيء لنا
سمرنا،لا يهم إن كانت عربية أو أمازيغية أو أجنبية،المهم هوأن يتكلم،ذات
ليلة ممطرة،والسيول تجرف كل ما يعترض طريقها،وبينما أنا منهمك في التخطيط
العسكري لأحد الأصدقاء في لعبة البارشيي جوج فخيط وكوخ،إذا بي أسمع طرقا
شديدا على الباب،تفاجأنا،الساعة تشير إلى الثانية بعد منتصف الليل،قلت أعوذ
بالله من الشيطان الرجيم هل جاء ملتهم المطعم المدرسي يطلب الجوضاضات؟هل
ضرب أحد التلاميذ جحش الليل فجاء يسأل عن حل تمرين في الرياضيات؟هل خرجت
عائشة قنديشة من المقبرة المجاورة للمدرسة؟تعددت الأسئلة والجواب واحد؛فتح
الباب،تشجعت وعقدت العزم لا على فتحه،وإنما على إعطاء الأوامر لصديقي عبد
العالي ليقوم بذلك،فتح الباب فإذا بثلاثة أشخاص يحملون على أكتافهم أكياسا
كبيرة من الحشيش وطابا يريدون أكلا ومبيتا،هم قادمون من أقصى الشمال
ومتوجهون إلى وسط المغرب،يسلكون طريقا غير الطريق،الجبال والوديان
والغابات،قلت لهم؛لماذا لم تطرقوا بابا غير هذه؟أجابوني بقمة الأدب؛الله
كرم المعلم وأعلى قدره وشأنه فقصدنا الدار الكبيرة،أبهرتني حجتهم وآلمتني
في نفس الوقت،لأن الدار الكبيرة ليس فيها ما يسد الرمق بسبب الأمطار
الغزيرة التي حالت بيني وبين دكان القرية،كل ما أتوفر عليه هو كسرة خبز
وقليل من الزيت و ست بيضات سرقهم النادي من لعريشة ديال الشيخ،أتى بهم إلي
يخبرني أنهم من عند لعزيزة،لأكتشف لا حقا أنه زعيم عصابة متخصصة في سرقة
البيض من الدوار،وأحيانا يسطو على الفول والجلبانة،أصدرت فتوى بقطع يده،إلا
أنني راعت سنه فأعطيته من الفلقة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على
قلب بشر،الفرعية عالم جميل،وأجمل ما فيها أنها عالم بدون حواجز ولا حدود
ولا تخوم،يتساوى فيها الإنس والجان والدواب.
Said Eddriouich
واحد في الفرعية كألف سنة مما تعدون،فراغ قاتل رهيب،على الرغم من توفري
على أجود التكنولوجيات الحديثة،مذياع مسن تهاوت أضلعه من فرط رقصه
وتمايله،مذياع سئم من الغيبة والنميمة في عباد الله فصار يتعفف عن الحديث
أو الثرثرة،تسامرنا،تناجينا،تشاجرنا،أضربه
بلكمة على خده فيجيبني بطنين يكاد يمزق طبلة الأذن،أصبح معتزليا في زمن
الخوارج؛الحاجز الفصل بين العقل والجنون رقيق جدا،تارة نعد من أولي الألباب
والنهى وتارات من المجانين والحمقى،كم مرة ولغ زعيم الكلاب الضالة في
إنائي فغسلته سبع مرات أولاهن بالتراب،وكم مرة وجدت في سطلي مخلوقات غريبة
فتوضأت لأن الماء لا ينجسه إلا التغير،وكم مرة مسحت على الخفين من شدة
الزفزافي والنفنافي،أصبحت مجتهدا في المذهب،وأحيانا أصل إلى درجة المجتهد
المطلق منافسا بذلك إمامي العلامة يوسف القرضاوي،ومن غرائب ما أنتجت جواز
صلاة التراويح خلف المذياع لأن إمام المسجد كان يزرع الحشيش ويجمع
محصوله وراء المحراب لهذا السبب تختلط عليه الآيات،كانت فتوى جميلة وأجمل
ما فيها عندما يمتزج صوت الإمام بصوت الغناء والطرب فنظهر حينها كأعضاء في
فرقة الأحيدوس أو أحواش،الفرعية عالم جميل وأجمل ما فيها ليلها،ندخل جحورنا
مع شمس الأصيل؛لم يعد هناك فرق بيننا وبين الدجاج والكتاكيت تدخل إلى خمها
فأدخل إلى غرفتي،أناجي مذياعي لعله يتسامح معي ويلتقط لي موجة تضيء لنا
سمرنا،لا يهم إن كانت عربية أو أمازيغية أو أجنبية،المهم هوأن يتكلم،ذات
ليلة ممطرة،والسيول تجرف كل ما يعترض طريقها،وبينما أنا منهمك في التخطيط
العسكري لأحد الأصدقاء في لعبة البارشيي جوج فخيط وكوخ،إذا بي أسمع طرقا
شديدا على الباب،تفاجأنا،الساعة تشير إلى الثانية بعد منتصف الليل،قلت أعوذ
بالله من الشيطان الرجيم هل جاء ملتهم المطعم المدرسي يطلب الجوضاضات؟هل
ضرب أحد التلاميذ جحش الليل فجاء يسأل عن حل تمرين في الرياضيات؟هل خرجت
عائشة قنديشة من المقبرة المجاورة للمدرسة؟تعددت الأسئلة والجواب واحد؛فتح
الباب،تشجعت وعقدت العزم لا على فتحه،وإنما على إعطاء الأوامر لصديقي عبد
العالي ليقوم بذلك،فتح الباب فإذا بثلاثة أشخاص يحملون على أكتافهم أكياسا
كبيرة من الحشيش وطابا يريدون أكلا ومبيتا،هم قادمون من أقصى الشمال
ومتوجهون إلى وسط المغرب،يسلكون طريقا غير الطريق،الجبال والوديان
والغابات،قلت لهم؛لماذا لم تطرقوا بابا غير هذه؟أجابوني بقمة الأدب؛الله
كرم المعلم وأعلى قدره وشأنه فقصدنا الدار الكبيرة،أبهرتني حجتهم وآلمتني
في نفس الوقت،لأن الدار الكبيرة ليس فيها ما يسد الرمق بسبب الأمطار
الغزيرة التي حالت بيني وبين دكان القرية،كل ما أتوفر عليه هو كسرة خبز
وقليل من الزيت و ست بيضات سرقهم النادي من لعريشة ديال الشيخ،أتى بهم إلي
يخبرني أنهم من عند لعزيزة،لأكتشف لا حقا أنه زعيم عصابة متخصصة في سرقة
البيض من الدوار،وأحيانا يسطو على الفول والجلبانة،أصدرت فتوى بقطع يده،إلا
أنني راعت سنه فأعطيته من الفلقة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على
قلب بشر،الفرعية عالم جميل،وأجمل ما فيها أنها عالم بدون حواجز ولا حدود
ولا تخوم،يتساوى فيها الإنس والجان والدواب.
Said Eddriouich
ربيع- عدد الرسائل : 1432
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 04/07/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى