الحق في الإضراب والأجر
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الحق في الإضراب والأجر
تجتاح
بلادنا منذ مدة موجة من الإضرابات التي تهم مختلف المرافق العمومية
الحيوية التي لها اتصال مباشر باحتياجات المواطنين ومصالحهم، مثل الصحة
والعدل والتعليم والجماعات المحلية، حيث تتعطل وتصاب بالشلل نتيجة للتوقف
المتكرر والمستمر عن العمل، الشيء الذي جعل الإضراب موضوع الساعة عند
الكثيرين ودفعهم إلى طرح العديد من التساؤلات والتي من بينها أحقية
المضربين عن الأجر عن مدة الانقطاع عن العمل وهو السؤال الذي سنحاول
الإجابة عنه مع إبراز المقارنة بين القطاع العمومي والقطاع الخاص في هذا
الشأن.
كما هو معلوم من خلال واقع الممارسة فإن رب العمل في القطاع
الخاص يلجأ إلى الاقتطاع من الأجور بصفة تلقائية عند قيام أجرائه بالإضراب
لأي سبب من الأسباب، استنادا لمبدأ الأجر مقابل العمل، ولتوقف عقد الشغل
مؤقتا عن إنتاج آثاره بين المتعاقدين خلال مدة الإضراب والتي منها استحقاق
الأجر. وهو النهج الذي سارت عليه أحكام المحاكم، واستقر عليه الاجتهاد
القضائي، ولأن إلزام المشغل بأداء الأجور عن مدة الإضراب، قد يؤدي من جهة
إلى الغلو في استعمال هذا الحق من جانب الأجراء، ومن شأنه من جهة أخرى أن
يجر العديد من المؤسسات إلى الإفلاس أو الإغلاق، وإذا كنا نلاحظ حرص أرباب
العمل في القطاع الخاص على عدم التساهل بهذا الشأن فبالمقابل فإن اللجوء
إلى الاقتطاع من الأجور خلال الإضرابات الحاصلة في الوظيفة العمومية يعد
إجراء استثنائيا ومزاجيا بين إدارة وأخرى، رغم وحدة المرجعية القانونية في
هذا الصدد، حيث إن حق الإضراب بصفة عامة يستمد شرعيته من المادة 29 من
الدستور والتي تنص على أن (حق الإضراب مضمون ويحدد قانون تنظيمي شروط
وكيفيات ممارسته) هذا القانون التنظيمي الذي لم يجد إلى الآن طريقه إلى حيز
الوجود لأسباب لا تغيب عن كل المتتبعين الشيء الذي يضعنا أمام وحدة في
القانون وازدواجية في التطبيق ويكرس عدم المساواة أمام القانون.
ويكفي
أن نعلم أن الخسائر المالية التي تكبدتها خزينة الدولة بسبب الإضرابات
المتتالية بوزارة العدل لوحدها بلغت حوالي 18 مليار و 470 مليون سنتيم في
الفترة بين 2004 و 2011.
وقد بلغ عدد الأيام المؤدى عنها بدون عمل في
السنة الماضية لوحدها 305 آلاف و 213 يوما، مما أثر بشكل سلبي على سير
العدالة وفي شلل عطل مختلف دواليب المحاكم، وإذا كانت هذه تكلفة قطاع واحد
فما بالك بالتكلفة الإجمالية لكل القطاعات.
وبالرغم من هذه الكلفة
العالية تقوم السلطات العامة في الغالب لدواعي مختلفة بأداء الرواتب كاملة
دون اقتطاع عن مدة الإضراب، مما يظهر أن المال العام ليس له رب يحميه، فإذا
كان الإضراب حق فهذا يعني أن ممارسته تقوم سببا للتعرض للعقاب ، ولكن
اللجوء إليه كعمل نضالي لتحقيق المطالب المشروعة يقتضي نوعا من التضحية
يتمثل في الحرمان من جزء من الأجر الموازي لمدة الإضراب، لأن عدم المساس
بصفة دائمة بالأجر من شأنه أن يدفع بعض ضعاف الأنفس إلى الغلو في سلوك هذا
الحق ابتغاء للباطل، وقد لاحظنا في كثير من الاحتجاجات في قطاعات معروفة
انضمام أطراف ليس لها أي قاسم مشترك مع المركزيات الداعية للإضراب ولا
بالمطالب المرفوعة مما يظهر مبلغ الاستهتار الذي وصلنا إليه حيث أصبح
الإضراب مجرد عطلة مؤداة الأجر بسبب غياب الردع المناسب.
لذلك نرى أنه
قد آن الأوان لاتخاذ الحزم المطلوب، استجابة لتطلعات المواطنين ومجاراة
للتغيير والحراك الذي تعرفه بلادنا وتماشيا مع روح الدستور الجديد الذي ينص
في فصله السادس على أن القانون هو أسمى تعبير عن إرادة الأمة والجميع
أشخاصا ذاتيين أو اعتباريين بما فيهم السلطات العمومية متساوون أمامه،
وملزمون بالامتثال له.
بلادنا منذ مدة موجة من الإضرابات التي تهم مختلف المرافق العمومية
الحيوية التي لها اتصال مباشر باحتياجات المواطنين ومصالحهم، مثل الصحة
والعدل والتعليم والجماعات المحلية، حيث تتعطل وتصاب بالشلل نتيجة للتوقف
المتكرر والمستمر عن العمل، الشيء الذي جعل الإضراب موضوع الساعة عند
الكثيرين ودفعهم إلى طرح العديد من التساؤلات والتي من بينها أحقية
المضربين عن الأجر عن مدة الانقطاع عن العمل وهو السؤال الذي سنحاول
الإجابة عنه مع إبراز المقارنة بين القطاع العمومي والقطاع الخاص في هذا
الشأن.
كما هو معلوم من خلال واقع الممارسة فإن رب العمل في القطاع
الخاص يلجأ إلى الاقتطاع من الأجور بصفة تلقائية عند قيام أجرائه بالإضراب
لأي سبب من الأسباب، استنادا لمبدأ الأجر مقابل العمل، ولتوقف عقد الشغل
مؤقتا عن إنتاج آثاره بين المتعاقدين خلال مدة الإضراب والتي منها استحقاق
الأجر. وهو النهج الذي سارت عليه أحكام المحاكم، واستقر عليه الاجتهاد
القضائي، ولأن إلزام المشغل بأداء الأجور عن مدة الإضراب، قد يؤدي من جهة
إلى الغلو في استعمال هذا الحق من جانب الأجراء، ومن شأنه من جهة أخرى أن
يجر العديد من المؤسسات إلى الإفلاس أو الإغلاق، وإذا كنا نلاحظ حرص أرباب
العمل في القطاع الخاص على عدم التساهل بهذا الشأن فبالمقابل فإن اللجوء
إلى الاقتطاع من الأجور خلال الإضرابات الحاصلة في الوظيفة العمومية يعد
إجراء استثنائيا ومزاجيا بين إدارة وأخرى، رغم وحدة المرجعية القانونية في
هذا الصدد، حيث إن حق الإضراب بصفة عامة يستمد شرعيته من المادة 29 من
الدستور والتي تنص على أن (حق الإضراب مضمون ويحدد قانون تنظيمي شروط
وكيفيات ممارسته) هذا القانون التنظيمي الذي لم يجد إلى الآن طريقه إلى حيز
الوجود لأسباب لا تغيب عن كل المتتبعين الشيء الذي يضعنا أمام وحدة في
القانون وازدواجية في التطبيق ويكرس عدم المساواة أمام القانون.
ويكفي
أن نعلم أن الخسائر المالية التي تكبدتها خزينة الدولة بسبب الإضرابات
المتتالية بوزارة العدل لوحدها بلغت حوالي 18 مليار و 470 مليون سنتيم في
الفترة بين 2004 و 2011.
وقد بلغ عدد الأيام المؤدى عنها بدون عمل في
السنة الماضية لوحدها 305 آلاف و 213 يوما، مما أثر بشكل سلبي على سير
العدالة وفي شلل عطل مختلف دواليب المحاكم، وإذا كانت هذه تكلفة قطاع واحد
فما بالك بالتكلفة الإجمالية لكل القطاعات.
وبالرغم من هذه الكلفة
العالية تقوم السلطات العامة في الغالب لدواعي مختلفة بأداء الرواتب كاملة
دون اقتطاع عن مدة الإضراب، مما يظهر أن المال العام ليس له رب يحميه، فإذا
كان الإضراب حق فهذا يعني أن ممارسته تقوم سببا للتعرض للعقاب ، ولكن
اللجوء إليه كعمل نضالي لتحقيق المطالب المشروعة يقتضي نوعا من التضحية
يتمثل في الحرمان من جزء من الأجر الموازي لمدة الإضراب، لأن عدم المساس
بصفة دائمة بالأجر من شأنه أن يدفع بعض ضعاف الأنفس إلى الغلو في سلوك هذا
الحق ابتغاء للباطل، وقد لاحظنا في كثير من الاحتجاجات في قطاعات معروفة
انضمام أطراف ليس لها أي قاسم مشترك مع المركزيات الداعية للإضراب ولا
بالمطالب المرفوعة مما يظهر مبلغ الاستهتار الذي وصلنا إليه حيث أصبح
الإضراب مجرد عطلة مؤداة الأجر بسبب غياب الردع المناسب.
لذلك نرى أنه
قد آن الأوان لاتخاذ الحزم المطلوب، استجابة لتطلعات المواطنين ومجاراة
للتغيير والحراك الذي تعرفه بلادنا وتماشيا مع روح الدستور الجديد الذي ينص
في فصله السادس على أن القانون هو أسمى تعبير عن إرادة الأمة والجميع
أشخاصا ذاتيين أو اعتباريين بما فيهم السلطات العمومية متساوون أمامه،
وملزمون بالامتثال له.
فيصل غفير: مفتش الشغل من الدرجة الأولى
3/4/2012-العلم
عبدالله- عدد الرسائل : 1759
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 26/06/2008
رد: الحق في الإضراب والأجر
نحن فعلا مجتمع الإضراب بامتياز.الجماعات المحلية -العدل-الصحة-التعليم......يكفي ان تعلن أي نقابة عن الإضراب لتلقى الإستجابة فورا من العديد من الموظفين العموميين او الجماعيين لينتشروا بعد ذلك في المقاهي أو يتفرغوا لقضاء اغراضهم الخاصة والمانضة طالعة !وعلاش لا ؟هل هذا حق ام باطل ؟
حين امتنعت عن الإضراب منذ منتصف التسعينيات نعتني أحد سماسرة البورصة بالرجعي فما كان مني إلا ان أجيته في الحين :إذا كانت التقدمية هي اكل أموال الشعب بدون حق فبئس ما أنت فيه.
في البلدان المتقدمة يصرح الموظفون بانتمائهم النقابي وبمشاركتهم في الاضراب الذي تدعو اليه نقابتهم ويتقبلون بتلقائية الاقتطاع من رواتبهم..تلك ضريبة النضال..أما ان تضرب وتطالب بالاداء فانت تاكل مالا لا حق لك فيه.أنا مع الإقتطاع.
حين امتنعت عن الإضراب منذ منتصف التسعينيات نعتني أحد سماسرة البورصة بالرجعي فما كان مني إلا ان أجيته في الحين :إذا كانت التقدمية هي اكل أموال الشعب بدون حق فبئس ما أنت فيه.
في البلدان المتقدمة يصرح الموظفون بانتمائهم النقابي وبمشاركتهم في الاضراب الذي تدعو اليه نقابتهم ويتقبلون بتلقائية الاقتطاع من رواتبهم..تلك ضريبة النضال..أما ان تضرب وتطالب بالاداء فانت تاكل مالا لا حق لك فيه.أنا مع الإقتطاع.
kaytouni- عدد الرسائل : 162
العمر : 64
Localisation : li 3la balak
Emploi : 9adi haja
تاريخ التسجيل : 07/07/2006
رد: الحق في الإضراب والأجر
أنا خدام رواسي والله وما خدمت لا دخل عليا ريال..سولوا نزهة اللي عاجبو الاضراب بالاجارة..نهار يطبق القانون غادي يبان المناضل من المنافق..وزيدون ما كاين شي طريقة اخرى للاحتجاج لا تضيع مصالح المواطنين؟ سولوا الجابونيين............
القيطي- عدد الرسائل : 1883
العمر : 59
Localisation : maghreb
تاريخ التسجيل : 30/06/2006
رد: الحق في الإضراب والأجر
كلما ذهبت الى المقاطعة للحصول على نسخة من عقد الازدياد لاحد ابنائي اجد الشبابيك مغلقة بسبب الاضراب ! مصالح المضربين تضر بمصالح المواطنين.اذا كان الاضراب ضروريا بهذا الشكل فلينظموا مداومة.
ما لا يعرفه الكثيرون هو ان هؤلاء المضربين عن العمل وخاصة في التعليم يضربون في المؤسسة العمومية لان الاضراب مؤدى الاجر ويلتحقون في يوم الاضراب لانجاز الساعات الاضافية بالمؤسسات التعليمية الخاصة التي لا تؤدي الاجر الا عن الساعات المنجزة.ما هذه الاخلاق وما هذه الازدواجية ؟
ما لا يعرفه الكثيرون هو ان هؤلاء المضربين عن العمل وخاصة في التعليم يضربون في المؤسسة العمومية لان الاضراب مؤدى الاجر ويلتحقون في يوم الاضراب لانجاز الساعات الاضافية بالمؤسسات التعليمية الخاصة التي لا تؤدي الاجر الا عن الساعات المنجزة.ما هذه الاخلاق وما هذه الازدواجية ؟
السعدية الجبلية- عدد الرسائل : 524
العمر : 59
تاريخ التسجيل : 31/08/2006
رد: الحق في الإضراب والأجر
للقيطي الحق في الاضراب عن الطعام فقط
nezha- عدد الرسائل : 6218
العمر : 61
Localisation : s/a/g
تاريخ التسجيل : 16/04/2008
رد: الحق في الإضراب والأجر
إييه أخويا نزهة اللي رجليه في الماء ماشي بحال اللي رجليه في الرماد..نهارك طالع بحال خدمت بحال نعست.يتحدثون عن الفساد وعن الريع وعن..لماذا لا ينددون بالريع النقابي والريع (الإضرابي)و..؟خليني عليك خويا نزهة أنا ما خدام مع حد ونهار كنضرب عن الخدمة كنجبها غير في ضلوعي..!
القيطي- عدد الرسائل : 1883
العمر : 59
Localisation : maghreb
تاريخ التسجيل : 30/06/2006
رد: الحق في الإضراب والأجر
اخرج اخي رجليك من الرمادحتى لا يتشوطا وقاك الله من كل مكروه
nezha- عدد الرسائل : 6218
العمر : 61
Localisation : s/a/g
تاريخ التسجيل : 16/04/2008
مواضيع مماثلة
» مشروع القانون التنظيمي المتعلق بشروط وإجراءات ممارسة حق الإضراب
» أين الحق..؟
» القرآن.. الحق
» عبد الحق العروسي
» عبد الحق الزروالي في برنامج مسار
» أين الحق..؟
» القرآن.. الحق
» عبد الحق العروسي
» عبد الحق الزروالي في برنامج مسار
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى