صلة الرحم علاج للقلب والشرايين
صفحة 1 من اصل 1
رد: صلة الرحم علاج للقلب والشرايين
صحتنا وصلة الرحم
تؤكد الأبحاث الجديدة على أهمية العلاقات الاجتماعية وتحذر من مخاطر العزلة، ولو تأملنا مبادئ الإسلام نجد أنه يحذر من العزلة أيضاً ويؤكد على صلة الرحم والإحسان للآخرين والرحمة بهم .
لا نعجب إذا علمنا أن الله تعالى وصف نفسه في أول آية من القرآن بصفتين تدلان على الرحمة فقال :
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) الفاتحة : 1 ،
وربما ليؤكد لنا على أهمية الرحمة بالنسبة للمؤمن . فمن لا يَرحم لا يُرحم ، وإذا أردت أن يرحمك الله فارحم من حولك . وأولى الناس بالرحمة هم أقرب الناس إليك ، ولذلك أمرنا النبي بصلة الرحم .
وفي هذه المقالة نتأمل ما يقوله العلماء حديثاً عن أهمية العلاقات الاجتماعية وأن العزلة تؤدي إلى أمراض خطيرة نفسية وجسدية .
فقد قال باحثون إن الحياة الاجتماعية مفيدة لقلب الرجل . وأشارت دراسة أمريكية إلى أن الرجل الذي لا يحظى بعلاقات وثيقة مع أصدقاء وأفراد أسرته أكثر عرضة لأمراض القلب .
سبحان الله ! أليس هذا ما أمرنا به الإسلام قبل أربعة عشر قرناً ؟
فالآيات كثيرة والأحاديث كثيرة أيضاً. فقد أكد النبي لنا في عدة مناسبات أنه ما جلس قوم في بيت من بيوت الله يذكرون الله إلا حفَّتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله ،
وفي هذا إشارة إلى نبذ العزلة .
كذلك فإن النبي جعل صلاة الجماعة تفضُل صلاة الفرد بسبعة وعشرين ضعفا ً!!
وهذه إشارة إلى نبذ العزلة .
يقول تعالى :
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) الكهف: 28.
وتأملوا معي إلى صياغة الآية عندما قال :
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ)
وهنا جاء الأمر بصيغة الجمع (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ)، فهذا أمر إلى كل مؤمن بضرورة التقرب من المؤمنين،
ثم يقول: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا) وهنا جاء الأمر بصيغة المفرد، ولذلك فإن الذئب يأكل من الغنم القاصية !
نتابع نتائج هذه الدراسة ، والتي أوضحت أن الانعزالي لديه مؤشرات في الدم على وجود التهابات تتمثل في ارتفاع معدل 4 مواد منها مادة "انترلوكين 6".
وتعد هذه المواد بمثابة مؤشرات على وجود الالتهابات . ويذكر أن الالتهابات قد تلعب دوراً في الإصابة بتصلب الشرايين .
وانتهت نفس الدراسة إلى أنه لا يوجد خلاف بين المرأة التي تعاني العزلة أو تلك النشطة اجتماعياً من حيث انعكاس ذلك على قلبها .
ويذكر أن الدراسة شملت 3267 من الرجال والنساء من مختلف أنحاء الولايات المتحدة وكان متوسط أعمارهم 62 عاماً .
وهنا ربما ندرك لماذا أمر الله الرجال بصلاة الجماعة بينما المرأة غير مأمورة بذلك! فالمرأة بطبيعتها تحب بيتها وأطفالها وهذه هي سعادتها الحقيقية بعكس الرجل الذي خلقه الله ليسعى في الأرض، ولذلك خاطب الله نساء النبي فقال :
(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) الأحزاب : 33 .
وطبعاً لا يدل هذا على أن المرأة تترك العمل النافع أو التدريس أو الدعوة إلى الله، لا لأن المرأة مثلها مثل الرجل في الشؤون العامة للحياة،
ولكن طبيعة المرأة أكثر تحملاً للعزلة أو للمكوث في البيت أكثر من الرجل، لأن الله خصها بتربية الأولاد وتدبير البيت وليسكن الزوج إليها.
نتابع ما يقوله الخبراء البريطانيون حول هذه القضية حيث يؤكدون أن المعزولين اجتماعياً هم أكثر ميلاً للتدخين، وأقل نشاطاً،
وهي عوامل تزيد من مخاطر الإصابة بمرض القلب .
ويقول إريك لوكس ، من مدرسة الصحة العامة بجامعة هارفارد في بوسطن والمشارك في البحث :
إن تحليلاتنا تشير إلى أنه من الأفضل للقلب أن يكون الإنسان اجتماعياً.
وبصفة عامة فانه من الأفضل للصحة العامة أن يكون للإنسان علاقة وثيقة بأسرته وعائلته، وأن يكون له صلات بهيئات اجتماعية ودينية، وأن يكون له شريك في الحياة.
وسبحان الله ! أليست هذه تعاليم النبي الأعظم ؟
أليس النبي هو من أمرنا بصلة الرحم ؟
وهو من أمرنا بالإحسان للوالدين وأن نبرَّهما ؟
وهو الذي أمرنا بالزواج وقال : فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ قَالَ :
(فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ؟!
إن النبي عندما أمرنا بذلك فإنه يريد لنا الخير والحياة السعيدة ، أليس هذا هو ما توصل إليه العلماء بعد أبحاث طويلة ؟
لنتابع : تقول كاثي روس من مؤسسة القلب البريطانية : إن نتائج هذه الدراسة تؤيد نتائج دراسات سابقة أشارت إلى أن الانعزالي أكثر ميلاً للتدخين وأقل نشاطاً، وهما عاملان يزيدان من خطر الإصابة بأمراض القلب،
إن برامج إعادة التأهيل ومجموعات المساندة، مثل التي تنظمها مؤسسة القلب البريطانية، تقدم الدعم للمرضى وأسرهم وتزيد من الإحساس بالثقة وتقلل الشعور بالعزلة.
انظروا كيف ينظمون إعادة تأهيل العلاقات الاجتماعية لأنها مفقودة لديهم، وانظروا كيف ينفقون الأموال لقاء ذلك ويلجأون إلى الأطباء وعلماء الاجتماع، بينما نجد هذه التعاليم هي من أصل ديننا الحنيف، فقاطع الرحم لا يدخل الجنة ! يقول تعالى في حق من يقطع الرحم :
(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) محمد : 22-23 ،
ويقول أيضاً في حق من يصل الرحم :
(وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ) الرعد : 21.
نتابع : فقد حذرت دراسة أمريكية من أن الاكتئاب قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب. حيث وجدت دراسة أجرتها جامعة إيموري في أطلانطا أن المصابين بالاكتئاب قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدم انتظام ضربات القلب، مما يجعلهم عرضة لخطر الموت المفاجئ.
ولذلك فإن المؤمن لا يحزن أبداً بل تجده فرحاً برحمة الله تعالى، يقول جل جلاله :
(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) آل عمران : 139
ويقول: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) يونس : 58 .
فوائد هذه المقالة
1- إن المؤمن يسعى دائماً لصلة رحِمِه، والتقرب من عباد الله الصالحين، وهذا هو منهج الأنبياء، فهذا هو سيدنا إبراهيم عليه السلام يقول :
(رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) الشعراء : 83.
2- أثبت العلم فوائد الحياة الاجتماعية والتواصل مع الآخرين، وأثبت خطورة الانعزال والوحدة،
ولذلك نجد تعاليم الإسلام تؤكد على صلة الرحم وإفشاء السلام وحب الخير،
فَعَنْ أَبِي حَمْزَةَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ !
3- العزلة تؤدي إلى الاكتئاب وقد تؤدي إلى الانتحار أو الموت المفاجئ، لذلك أمرنا النبي بالزواج فقال :
فَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
{يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ}
وأمرنا بالتقرب من المساكين ، وأمرنا بالعطف على الفقراء، وحتى بعد موت المؤمن فقد أمرنا النبي باتباع جنازته !!
4- بالنسبة للنساء ليست هناك خطورة عليهن فيما لو بقين في بيوتهن واعتنين بأولادهن، وهذا يثبت أن المرأة تختلف عن الرجل، يقول تعالى :
(وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى) آل عمران : 36 .
ولذلك أمر الله المرأة بعدم الاختلاط بالرجال إلا في الحدود الضرورية والمشروعة، وأمرها بالحجاب وأمرها أن تلزم بيتها وتطيع زوجها،
إلا في الحالات التي يفضل للمرأة أن تخرج للعمل كطبيبة أو معلمة أو تعمل عملاً مفيداً لا يؤذيها ولا يؤذي غيرها، ويعود على المجتمع بالنفع .
5- إن التواصل مع الآخرين ومساعدتهم والتقرب من ذوي الحاجات لقضاء حاجاتهم هو أمر مفيد ويقي من أمراض القلب !
ولذلك فإن النبي أمرنا أن نيسر على المعسر ، وأن نكون كالبنيان المرصوص أو كالجسد الواحد ، يقول تعالى :
(وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) البقرة : 195 .
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين قال في حقهم :
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حكيم
_________________
تؤكد الأبحاث الجديدة على أهمية العلاقات الاجتماعية وتحذر من مخاطر العزلة، ولو تأملنا مبادئ الإسلام نجد أنه يحذر من العزلة أيضاً ويؤكد على صلة الرحم والإحسان للآخرين والرحمة بهم .
لا نعجب إذا علمنا أن الله تعالى وصف نفسه في أول آية من القرآن بصفتين تدلان على الرحمة فقال :
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) الفاتحة : 1 ،
وربما ليؤكد لنا على أهمية الرحمة بالنسبة للمؤمن . فمن لا يَرحم لا يُرحم ، وإذا أردت أن يرحمك الله فارحم من حولك . وأولى الناس بالرحمة هم أقرب الناس إليك ، ولذلك أمرنا النبي بصلة الرحم .
وفي هذه المقالة نتأمل ما يقوله العلماء حديثاً عن أهمية العلاقات الاجتماعية وأن العزلة تؤدي إلى أمراض خطيرة نفسية وجسدية .
فقد قال باحثون إن الحياة الاجتماعية مفيدة لقلب الرجل . وأشارت دراسة أمريكية إلى أن الرجل الذي لا يحظى بعلاقات وثيقة مع أصدقاء وأفراد أسرته أكثر عرضة لأمراض القلب .
سبحان الله ! أليس هذا ما أمرنا به الإسلام قبل أربعة عشر قرناً ؟
فالآيات كثيرة والأحاديث كثيرة أيضاً. فقد أكد النبي لنا في عدة مناسبات أنه ما جلس قوم في بيت من بيوت الله يذكرون الله إلا حفَّتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله ،
وفي هذا إشارة إلى نبذ العزلة .
كذلك فإن النبي جعل صلاة الجماعة تفضُل صلاة الفرد بسبعة وعشرين ضعفا ً!!
وهذه إشارة إلى نبذ العزلة .
يقول تعالى :
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) الكهف: 28.
وتأملوا معي إلى صياغة الآية عندما قال :
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ)
وهنا جاء الأمر بصيغة الجمع (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ)، فهذا أمر إلى كل مؤمن بضرورة التقرب من المؤمنين،
ثم يقول: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا) وهنا جاء الأمر بصيغة المفرد، ولذلك فإن الذئب يأكل من الغنم القاصية !
نتابع نتائج هذه الدراسة ، والتي أوضحت أن الانعزالي لديه مؤشرات في الدم على وجود التهابات تتمثل في ارتفاع معدل 4 مواد منها مادة "انترلوكين 6".
وتعد هذه المواد بمثابة مؤشرات على وجود الالتهابات . ويذكر أن الالتهابات قد تلعب دوراً في الإصابة بتصلب الشرايين .
وانتهت نفس الدراسة إلى أنه لا يوجد خلاف بين المرأة التي تعاني العزلة أو تلك النشطة اجتماعياً من حيث انعكاس ذلك على قلبها .
ويذكر أن الدراسة شملت 3267 من الرجال والنساء من مختلف أنحاء الولايات المتحدة وكان متوسط أعمارهم 62 عاماً .
وهنا ربما ندرك لماذا أمر الله الرجال بصلاة الجماعة بينما المرأة غير مأمورة بذلك! فالمرأة بطبيعتها تحب بيتها وأطفالها وهذه هي سعادتها الحقيقية بعكس الرجل الذي خلقه الله ليسعى في الأرض، ولذلك خاطب الله نساء النبي فقال :
(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) الأحزاب : 33 .
وطبعاً لا يدل هذا على أن المرأة تترك العمل النافع أو التدريس أو الدعوة إلى الله، لا لأن المرأة مثلها مثل الرجل في الشؤون العامة للحياة،
ولكن طبيعة المرأة أكثر تحملاً للعزلة أو للمكوث في البيت أكثر من الرجل، لأن الله خصها بتربية الأولاد وتدبير البيت وليسكن الزوج إليها.
نتابع ما يقوله الخبراء البريطانيون حول هذه القضية حيث يؤكدون أن المعزولين اجتماعياً هم أكثر ميلاً للتدخين، وأقل نشاطاً،
وهي عوامل تزيد من مخاطر الإصابة بمرض القلب .
ويقول إريك لوكس ، من مدرسة الصحة العامة بجامعة هارفارد في بوسطن والمشارك في البحث :
إن تحليلاتنا تشير إلى أنه من الأفضل للقلب أن يكون الإنسان اجتماعياً.
وبصفة عامة فانه من الأفضل للصحة العامة أن يكون للإنسان علاقة وثيقة بأسرته وعائلته، وأن يكون له صلات بهيئات اجتماعية ودينية، وأن يكون له شريك في الحياة.
وسبحان الله ! أليست هذه تعاليم النبي الأعظم ؟
أليس النبي هو من أمرنا بصلة الرحم ؟
وهو من أمرنا بالإحسان للوالدين وأن نبرَّهما ؟
وهو الذي أمرنا بالزواج وقال : فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ قَالَ :
(فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ؟!
إن النبي عندما أمرنا بذلك فإنه يريد لنا الخير والحياة السعيدة ، أليس هذا هو ما توصل إليه العلماء بعد أبحاث طويلة ؟
لنتابع : تقول كاثي روس من مؤسسة القلب البريطانية : إن نتائج هذه الدراسة تؤيد نتائج دراسات سابقة أشارت إلى أن الانعزالي أكثر ميلاً للتدخين وأقل نشاطاً، وهما عاملان يزيدان من خطر الإصابة بأمراض القلب،
إن برامج إعادة التأهيل ومجموعات المساندة، مثل التي تنظمها مؤسسة القلب البريطانية، تقدم الدعم للمرضى وأسرهم وتزيد من الإحساس بالثقة وتقلل الشعور بالعزلة.
انظروا كيف ينظمون إعادة تأهيل العلاقات الاجتماعية لأنها مفقودة لديهم، وانظروا كيف ينفقون الأموال لقاء ذلك ويلجأون إلى الأطباء وعلماء الاجتماع، بينما نجد هذه التعاليم هي من أصل ديننا الحنيف، فقاطع الرحم لا يدخل الجنة ! يقول تعالى في حق من يقطع الرحم :
(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) محمد : 22-23 ،
ويقول أيضاً في حق من يصل الرحم :
(وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ) الرعد : 21.
نتابع : فقد حذرت دراسة أمريكية من أن الاكتئاب قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب. حيث وجدت دراسة أجرتها جامعة إيموري في أطلانطا أن المصابين بالاكتئاب قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدم انتظام ضربات القلب، مما يجعلهم عرضة لخطر الموت المفاجئ.
ولذلك فإن المؤمن لا يحزن أبداً بل تجده فرحاً برحمة الله تعالى، يقول جل جلاله :
(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) آل عمران : 139
ويقول: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) يونس : 58 .
فوائد هذه المقالة
1- إن المؤمن يسعى دائماً لصلة رحِمِه، والتقرب من عباد الله الصالحين، وهذا هو منهج الأنبياء، فهذا هو سيدنا إبراهيم عليه السلام يقول :
(رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) الشعراء : 83.
2- أثبت العلم فوائد الحياة الاجتماعية والتواصل مع الآخرين، وأثبت خطورة الانعزال والوحدة،
ولذلك نجد تعاليم الإسلام تؤكد على صلة الرحم وإفشاء السلام وحب الخير،
فَعَنْ أَبِي حَمْزَةَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ !
3- العزلة تؤدي إلى الاكتئاب وقد تؤدي إلى الانتحار أو الموت المفاجئ، لذلك أمرنا النبي بالزواج فقال :
فَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
{يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ}
وأمرنا بالتقرب من المساكين ، وأمرنا بالعطف على الفقراء، وحتى بعد موت المؤمن فقد أمرنا النبي باتباع جنازته !!
4- بالنسبة للنساء ليست هناك خطورة عليهن فيما لو بقين في بيوتهن واعتنين بأولادهن، وهذا يثبت أن المرأة تختلف عن الرجل، يقول تعالى :
(وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى) آل عمران : 36 .
ولذلك أمر الله المرأة بعدم الاختلاط بالرجال إلا في الحدود الضرورية والمشروعة، وأمرها بالحجاب وأمرها أن تلزم بيتها وتطيع زوجها،
إلا في الحالات التي يفضل للمرأة أن تخرج للعمل كطبيبة أو معلمة أو تعمل عملاً مفيداً لا يؤذيها ولا يؤذي غيرها، ويعود على المجتمع بالنفع .
5- إن التواصل مع الآخرين ومساعدتهم والتقرب من ذوي الحاجات لقضاء حاجاتهم هو أمر مفيد ويقي من أمراض القلب !
ولذلك فإن النبي أمرنا أن نيسر على المعسر ، وأن نكون كالبنيان المرصوص أو كالجسد الواحد ، يقول تعالى :
(وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) البقرة : 195 .
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين قال في حقهم :
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حكيم
_________________
ouiame- عدد الرسائل : 93
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 01/10/2011
رد: صلة الرحم علاج للقلب والشرايين
دعت ايات القران الكريم
وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إلى صلة الرحم ، ورغبت فيها أعظم الترغيب
، وكان الترغيب دينياً ودنيوياً ، ولا شك أن المجتمع الذي يحرص أفراده على
التواصل والتراحم يكون حصناً منيعاً ، وقلعـة صامدة ، وينشأ عن ذلك أسر
متماسكة ، وبناء اجتماعي متين يمد العـالم بالقادة والموجهين والمفكرين
والمعلمين والدعـاة والمصلحين الذين يحملون مشاعل الهداية ومصابيـح النور
إلى أبناء أمتهم ، وإلى الناس أجمعين
ولكن قبح الله من زرع كل خبث في هذه الارض
.....................................
وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إلى صلة الرحم ، ورغبت فيها أعظم الترغيب
، وكان الترغيب دينياً ودنيوياً ، ولا شك أن المجتمع الذي يحرص أفراده على
التواصل والتراحم يكون حصناً منيعاً ، وقلعـة صامدة ، وينشأ عن ذلك أسر
متماسكة ، وبناء اجتماعي متين يمد العـالم بالقادة والموجهين والمفكرين
والمعلمين والدعـاة والمصلحين الذين يحملون مشاعل الهداية ومصابيـح النور
إلى أبناء أمتهم ، وإلى الناس أجمعين
ولكن قبح الله من زرع كل خبث في هذه الارض
.....................................
ouiame- عدد الرسائل : 93
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 01/10/2011
مواضيع مماثلة
» تنظيف الاسنان حماية للقلب
» صلة الرحم...
» فتاوى واراء..
» ثورة في مجال جراحة القلب والشرايين: قلب اصطناعي كلياً لتعويض قلب بشري مريض
» هل من علاج؟
» صلة الرحم...
» فتاوى واراء..
» ثورة في مجال جراحة القلب والشرايين: قلب اصطناعي كلياً لتعويض قلب بشري مريض
» هل من علاج؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى