حَشَراتٌ مُضِيئَة \ عمر العسري
صفحة 1 من اصل 1
حَشَراتٌ مُضِيئَة عمر العسري
يَرْقُدُ
عَلَى ظَهْرِ الإِوَزِّ،
وَ
يَحْلُمُ بِالسَّمَاءِ.
لاَ يُبَالِغُ فيِ الأَنِينِ،
وَلاَ يَرْتَشِفُ الأَحْزَانَ.
يَتَذَكّرُ
فَقَطُّ،
أَنَّ الَحيَاةَ مُداهَمَةٌ لِغَيْبُوبَةِ المَكَانْ.
*****
لَمْ يَعُدْ هُنَاك مبرِّرٌ
لِلْمُضِيِّ خَلْفَ الجَمَاجِمِ،
أَوْ
لِلْوُقُوفِ فَوْقَ الماءْ.
*****
قَهْقَهَاتُ السِّنِينِ
لا تَحْتَاجُ لِأَسْنَانٍ ذَهَبِيَّةٍ،
وَالِملْحُ
لَنْ يُغَامِرَ بِالحَنِينِ
لأَنَّهُ لاَ حَنِينَ
هُنَاكْ.
*****
عَلَى الرِّيشِ،
يُقلِّبُ أَيَّامَهُ
كَقِطْعَةِ سُكَّرٍ فِي فِنْجَانٍ،
وَيَرْشُفُ النُّجُومَ
بِفَاكِهَةِ الأَحْلاَمْ.
*****
المَارُّونَ
خِفَافًا يَمْضُونَ،
وَبِنِيَّتهِمْ عِنْدَ الأَوْبَةِ
أَنْ يَرْقُدُوا عَلَى ظَهْرِ الإِوَزِّ،
وَيَحْلُمُوا بِأَنْفُسِهِم كَحَشَرَاتٍ
مُنِيرَهْ.
*****
يَرْقدُ،
يُصَفِّرُ،
لاَ يَبْحَثُ عَنْ رُوحِهِ
فِي جُثَثِ المَاضِي.
يَحْمِلُ فِي أَنْفَاسِهِ
صُورَةَ ضَرِيرٍ قَدِيمٍ
لَهُ أَمَلٌ
وَاحِدٌ
ذَاهِبٌ
إِلَى لاَ أَحَدْ.
*****
يَنْظُرُ بَعِيداً إِلَى السَّمَاءِ،
يَتَمَنَّى
أَنْ يُلاَمِسَ الزُّجَاجَ،
وَبِقَلِيلٍ مِنَ الكَلِمَاتِ
يُسَمِّي وَضْعَهُ
حَيَاهْ.
اَلْعُصْفُورْ
يَضَعُ
بُوذَا
فِي النَّغَمْ،
وَ
يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ
بِجَنَاحَيْنِ مِنْ زَغَبِ النَّهَارْ.
*****
بَعِيداً،
إِلَى هُناَكَ،
إِلَى أَقْصَى اللَّيْلِ،
ذَاكَ الذِي لَمْ يَكُن عَلَى الدَّوَامِ
كَافِياً لِتَفْسِيرِ النَّهَارْ.
*****
يَطِيرُ،
يَكُونُ وَحِيدًا،
وَحِيدًا تَمَامًا
وَهُوَ يُبَدِّدُ رَائِحَةَ ثِيَابِهِ
فِي الهَوَاءْ.
*****
يَسْتَحِيلُ أُغْنِيةً قَدِيمَةً
تُسَلّي عَصَافِيرَ مُنْقَرِضَهْ.
*****
يَرْقُبُ مِنَ الأَعْلَى
كَلْبَ صَيدٍ
يُطَارِدُ طَائِرَ حَجَلٍ
سَيُقْضَى لِتَوّهْ.
*****
وَبَعْدَ حِينٍ،
يُخْرِجُ بُوذَا
مِنَ النَّغَمْ.
*****
وَقَبْلَ أَنْ يَسْقُطَ فِي مَهَاوِيَ
النَّوْمِ،
يَذْرِفُ دَمْعَةً فَرِيدَهْ.
لَنْ يَذْهَبَ أَبْعَدَ فِي الجَنَازَةِ
يَشْعُرُ
أَنَّهُ عَاشَ أَكْثَرَ مِنَ اللاَّزِمِ،
يُوَدِّعُ نَفْسَهُ،
يُلَوِّحُ لِلأَصِدقَاءِ مِنْ بَعِيدٍ
بِيَدٍ مَبْـتُورَهْ
*****
يَنْسَلُّ
مِنْ تَحْتِ ثِيَاِبهِ،
وَيُغَادِرُ
صَوْبَ العُشْبِ
*****
يَسْتَحِيلُ
دُودَةً،
وَيَبْدَأُ فِي الخَوفِ مِنَ الكَنَارِي.
يَرْقُبُهُ فَحَسْب مِنْ مَخْبَئِهِ،
وَيُرتِّلُ مَعَهُ
أناشيد الموتى.
*****
بَعْدَ الآنَ،
لَنْ يَكْثَرِتَ بِصُفْرَةِ
الوَقْتِ،
وَلَنْ يَذْهَبَ أَبْعَدَ
فِي الجَنَازَةِ،
سَيَصِيرُ
دُودَةً مُحَنَّطَةً
بُثَّتْ لِتَوِّهَا
فِي كِتَابِ التَّارِيخْ.
الاتحاد الاشتراكي الثقافي
18-5-2012
عَلَى ظَهْرِ الإِوَزِّ،
وَ
يَحْلُمُ بِالسَّمَاءِ.
لاَ يُبَالِغُ فيِ الأَنِينِ،
وَلاَ يَرْتَشِفُ الأَحْزَانَ.
يَتَذَكّرُ
فَقَطُّ،
أَنَّ الَحيَاةَ مُداهَمَةٌ لِغَيْبُوبَةِ المَكَانْ.
*****
لَمْ يَعُدْ هُنَاك مبرِّرٌ
لِلْمُضِيِّ خَلْفَ الجَمَاجِمِ،
أَوْ
لِلْوُقُوفِ فَوْقَ الماءْ.
*****
قَهْقَهَاتُ السِّنِينِ
لا تَحْتَاجُ لِأَسْنَانٍ ذَهَبِيَّةٍ،
وَالِملْحُ
لَنْ يُغَامِرَ بِالحَنِينِ
لأَنَّهُ لاَ حَنِينَ
هُنَاكْ.
*****
عَلَى الرِّيشِ،
يُقلِّبُ أَيَّامَهُ
كَقِطْعَةِ سُكَّرٍ فِي فِنْجَانٍ،
وَيَرْشُفُ النُّجُومَ
بِفَاكِهَةِ الأَحْلاَمْ.
*****
المَارُّونَ
خِفَافًا يَمْضُونَ،
وَبِنِيَّتهِمْ عِنْدَ الأَوْبَةِ
أَنْ يَرْقُدُوا عَلَى ظَهْرِ الإِوَزِّ،
وَيَحْلُمُوا بِأَنْفُسِهِم كَحَشَرَاتٍ
مُنِيرَهْ.
*****
يَرْقدُ،
يُصَفِّرُ،
لاَ يَبْحَثُ عَنْ رُوحِهِ
فِي جُثَثِ المَاضِي.
يَحْمِلُ فِي أَنْفَاسِهِ
صُورَةَ ضَرِيرٍ قَدِيمٍ
لَهُ أَمَلٌ
وَاحِدٌ
ذَاهِبٌ
إِلَى لاَ أَحَدْ.
*****
يَنْظُرُ بَعِيداً إِلَى السَّمَاءِ،
يَتَمَنَّى
أَنْ يُلاَمِسَ الزُّجَاجَ،
وَبِقَلِيلٍ مِنَ الكَلِمَاتِ
يُسَمِّي وَضْعَهُ
حَيَاهْ.
اَلْعُصْفُورْ
يَضَعُ
بُوذَا
فِي النَّغَمْ،
وَ
يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ
بِجَنَاحَيْنِ مِنْ زَغَبِ النَّهَارْ.
*****
بَعِيداً،
إِلَى هُناَكَ،
إِلَى أَقْصَى اللَّيْلِ،
ذَاكَ الذِي لَمْ يَكُن عَلَى الدَّوَامِ
كَافِياً لِتَفْسِيرِ النَّهَارْ.
*****
يَطِيرُ،
يَكُونُ وَحِيدًا،
وَحِيدًا تَمَامًا
وَهُوَ يُبَدِّدُ رَائِحَةَ ثِيَابِهِ
فِي الهَوَاءْ.
*****
يَسْتَحِيلُ أُغْنِيةً قَدِيمَةً
تُسَلّي عَصَافِيرَ مُنْقَرِضَهْ.
*****
يَرْقُبُ مِنَ الأَعْلَى
كَلْبَ صَيدٍ
يُطَارِدُ طَائِرَ حَجَلٍ
سَيُقْضَى لِتَوّهْ.
*****
وَبَعْدَ حِينٍ،
يُخْرِجُ بُوذَا
مِنَ النَّغَمْ.
*****
وَقَبْلَ أَنْ يَسْقُطَ فِي مَهَاوِيَ
النَّوْمِ،
يَذْرِفُ دَمْعَةً فَرِيدَهْ.
لَنْ يَذْهَبَ أَبْعَدَ فِي الجَنَازَةِ
يَشْعُرُ
أَنَّهُ عَاشَ أَكْثَرَ مِنَ اللاَّزِمِ،
يُوَدِّعُ نَفْسَهُ،
يُلَوِّحُ لِلأَصِدقَاءِ مِنْ بَعِيدٍ
بِيَدٍ مَبْـتُورَهْ
*****
يَنْسَلُّ
مِنْ تَحْتِ ثِيَاِبهِ،
وَيُغَادِرُ
صَوْبَ العُشْبِ
*****
يَسْتَحِيلُ
دُودَةً،
وَيَبْدَأُ فِي الخَوفِ مِنَ الكَنَارِي.
يَرْقُبُهُ فَحَسْب مِنْ مَخْبَئِهِ،
وَيُرتِّلُ مَعَهُ
أناشيد الموتى.
*****
بَعْدَ الآنَ،
لَنْ يَكْثَرِتَ بِصُفْرَةِ
الوَقْتِ،
وَلَنْ يَذْهَبَ أَبْعَدَ
فِي الجَنَازَةِ،
سَيَصِيرُ
دُودَةً مُحَنَّطَةً
بُثَّتْ لِتَوِّهَا
فِي كِتَابِ التَّارِيخْ.
الاتحاد الاشتراكي الثقافي
18-5-2012
عبدالله- عدد الرسائل : 1759
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 26/06/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى