أضواء كاشفة على تعليمنا في البوادي
صفحة 1 من اصل 1
أضواء كاشفة على تعليمنا في البوادي
أمام الإعتراف بمحدودية نجاح المنظومة التربوية
في بلادنا ، أصبح من الضروري فرض تعبئة شاملة واعتماد مقاربة تشاركية لإصلاح
اختلالاتها لرد الإعتبارللمدرسة العمومية ورسالتها النبيلة ، وذلك إنطلاقا من عمليات التشخيص
الدقيق للوضع التعليمي الذي قد تتراءى من خلاله بعض بوادر الحلول الجوهرية الجادة
. وفي هذا السياق لا بد من التوقف للكشف عن بعض المعيقات والإكراهات التي تنخر جسم
هذا القطاع ، لا سيما في عالمنا القروي .
في بلادنا ، أصبح من الضروري فرض تعبئة شاملة واعتماد مقاربة تشاركية لإصلاح
اختلالاتها لرد الإعتبارللمدرسة العمومية ورسالتها النبيلة ، وذلك إنطلاقا من عمليات التشخيص
الدقيق للوضع التعليمي الذي قد تتراءى من خلاله بعض بوادر الحلول الجوهرية الجادة
. وفي هذا السياق لا بد من التوقف للكشف عن بعض المعيقات والإكراهات التي تنخر جسم
هذا القطاع ، لا سيما في عالمنا القروي .
هذا العالم الذي يحتوي على مدارس يبدو أن جلها
تم تشييده بعيدا عن التجمعات السكنية الشيء الذي يطرح صعوبة وصول المتعلمين إليها
في الوقت المحدد ، خاصة مع تفاقم مخاطر الطرق ووعورة المسالك وتأثير الظروف
المناخية وغياب وسائل النقل المدرسي ،إضافة إلى كون تلك المؤسسات نفسها غير محصنة
أي بدون سياج ولا سور ، يعبث فيها كل من هب ودب ، ليهد حجرها ويهدد بشرها ، كما أن
معظمها يفتقر للربط الكهربائي ودورة المياه ومرافق النظافة ، مما كان وراء تنامي
نسبة الهدر المدرسي والإنقطاع المبكر للعديد من المتعلمين لاسيما الفتيات منهم . حيث ارتفعت نسبة الهدر المدرسي في العالم القروي إلى11 في
المائة. كما أن 15 في المائة من الأطفال يغادرون فصول الدراسة قبل نهاية مستوى
الابتدائي.
تم تشييده بعيدا عن التجمعات السكنية الشيء الذي يطرح صعوبة وصول المتعلمين إليها
في الوقت المحدد ، خاصة مع تفاقم مخاطر الطرق ووعورة المسالك وتأثير الظروف
المناخية وغياب وسائل النقل المدرسي ،إضافة إلى كون تلك المؤسسات نفسها غير محصنة
أي بدون سياج ولا سور ، يعبث فيها كل من هب ودب ، ليهد حجرها ويهدد بشرها ، كما أن
معظمها يفتقر للربط الكهربائي ودورة المياه ومرافق النظافة ، مما كان وراء تنامي
نسبة الهدر المدرسي والإنقطاع المبكر للعديد من المتعلمين لاسيما الفتيات منهم . حيث ارتفعت نسبة الهدر المدرسي في العالم القروي إلى11 في
المائة. كما أن 15 في المائة من الأطفال يغادرون فصول الدراسة قبل نهاية مستوى
الابتدائي.
في هذه الأوساط تمارس وظيفة التدريس ، ويشتغل
الأستاذ الذي هو الآخر تبدو وضعيته غيرمريحة إما بسبب ارتفاع نسبة
الاكتظاظ في الأقسام (45 و50) أومحاصرته
بالمذكرات الإلزامية أوبالخريطة المدرسية أوبالبرامج والمقررات غير المواكبة
للقدرات الإستعابية للمتعلمين أوبإجبارية تدريس
المستويات المتعددة بالحجرة الواحدة أو بضعف التجهيزات وقلة المعينات التربوية في غياب
أي تكوين هادف وجاد للأساتذة والمديرين إضافة إلى تأثير الظروف السوسيواقتصادية للمتعلمين الذين
ينحدر أغلبهم من أسر فقيرة تصارع قساوة الظروف المعيشية، هذا إلى جانب الحيف
الناجم عن حرمانه حتى من حقه في الترقي علاوة على معاناته من مشقة التنقل ذهابا
وإيابا بين مقر سكناه في المدينة و مقر عمله بالبادية ، وغياب الحماية
والأمن.
الأستاذ الذي هو الآخر تبدو وضعيته غيرمريحة إما بسبب ارتفاع نسبة
الاكتظاظ في الأقسام (45 و50) أومحاصرته
بالمذكرات الإلزامية أوبالخريطة المدرسية أوبالبرامج والمقررات غير المواكبة
للقدرات الإستعابية للمتعلمين أوبإجبارية تدريس
المستويات المتعددة بالحجرة الواحدة أو بضعف التجهيزات وقلة المعينات التربوية في غياب
أي تكوين هادف وجاد للأساتذة والمديرين إضافة إلى تأثير الظروف السوسيواقتصادية للمتعلمين الذين
ينحدر أغلبهم من أسر فقيرة تصارع قساوة الظروف المعيشية، هذا إلى جانب الحيف
الناجم عن حرمانه حتى من حقه في الترقي علاوة على معاناته من مشقة التنقل ذهابا
وإيابا بين مقر سكناه في المدينة و مقر عمله بالبادية ، وغياب الحماية
والأمن.
يلاحظ في هذا العالم القروي كذلك غياب التعليم
الأولي أو محدوديته أو عدم فعاليته ، لاسيما وأن هذا النوع يلعب دورمحفزا في
التهيئ القبلي لشخصية الطفل نفسيا وتربويا وسلوكيا ، ويدفع به إلى الإنصهار التدريجي في مساره الدراسي، مما
يفرض اعتماد مقاربة بيداغوجية جديدة لهذا الصنف من التعليم ، كما يزيد هذا التعليم
تفاقما مع غياب التكوين المهني الذي تعتبر مساهمته أيضا جد فعالة في محو الأمية
والإندماج في الحياة العملية بالبوادي ،كما تغيب الأنشطة الموازية والفضاءات
المخصصة لها وللتربية البدنية ، خاصة إذا علمنا أن تمة غيابا للعلاقات التعاقدية
مع الأطراف الفاعلة التي من شأنها أن تحفز الأداء والتحصيل المدرسيين.
الأولي أو محدوديته أو عدم فعاليته ، لاسيما وأن هذا النوع يلعب دورمحفزا في
التهيئ القبلي لشخصية الطفل نفسيا وتربويا وسلوكيا ، ويدفع به إلى الإنصهار التدريجي في مساره الدراسي، مما
يفرض اعتماد مقاربة بيداغوجية جديدة لهذا الصنف من التعليم ، كما يزيد هذا التعليم
تفاقما مع غياب التكوين المهني الذي تعتبر مساهمته أيضا جد فعالة في محو الأمية
والإندماج في الحياة العملية بالبوادي ،كما تغيب الأنشطة الموازية والفضاءات
المخصصة لها وللتربية البدنية ، خاصة إذا علمنا أن تمة غيابا للعلاقات التعاقدية
مع الأطراف الفاعلة التي من شأنها أن تحفز الأداء والتحصيل المدرسيين.
أما السياسة التعليمية فقد أثرت هي الأخرى ببعض
مكوناتها في المنظومة التربوية ، وفي طبيعة المقررات والبرامج والمناهج التي من
الأجدر أن يراعى عند وضعها التركيز على المعارف الأولية والأساسية كالقراءة ومهارة
التلفظ والتحكم في اللغة والكتابة والحساب ليتوافق ذلك وآفاق العمل المستقبلية
بالأرياف .
لذا فإن نجاح جميع المبادرات الإصلاحية، كما يرىمكوناتها في المنظومة التربوية ، وفي طبيعة المقررات والبرامج والمناهج التي من
الأجدر أن يراعى عند وضعها التركيز على المعارف الأولية والأساسية كالقراءة ومهارة
التلفظ والتحكم في اللغة والكتابة والحساب ليتوافق ذلك وآفاق العمل المستقبلية
بالأرياف .
المهتمون بهذا القطاع ، رهين بإصلاح جدري للوضع التعليمي ،باطنه وظاهره حتى تتحقق
الأهداف المتوخاة .
سليمان نيوري
نيوري- عدد الرسائل : 3
العمر : 69
تاريخ التسجيل : 29/06/2012
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى