صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ميخائيل نعيمة.. ربع قرن على الرحيل

اذهب الى الأسفل

ميخائيل نعيمة.. ربع قرن على الرحيل Empty ميخائيل نعيمة.. ربع قرن على الرحيل

مُساهمة من طرف عبدالله الأحد 9 سبتمبر 2012 - 21:54

من الأدب إلى التصوف

ميخائيل نعيمة.. ربع قرن على الرحيل MOeiQYjaix

ميخائيل نعيمة


لفرط ما أوغل ميخائيل نعيمة في الخمسين سنة الأخيرة من حياته في الحديث عن
التقمص، وما إليه من النظريات الثيوصوفية الأقرب الى الفكر الخرافي منها
الى أي شيء آخر، كاد الناس ينسون أن له تاريخا أدبيا من نوع آخر، جدير بأن
يستذكروه قبل سواه من نتاجه.


نعيمة هو صاحب كتاب الغربال، وهو كتاب نقد أدبي رائد صدر سنة 1923 بمقدمة
وضعها عباس محمود العقاد، وهو كتاب صدر في السنة نفسها التي صدر فيها
«الديوان» للعقاد والمازني وشكري في مصر، وقد أحدث الكتابان دويا هائلا في
زمنهما.


ونعيمة هو صاحب ديوان شعر من أجمل دواوين الشعر العربية التي صدرت في
القرن العشرين واسمه «همس الجفون» 1943، وقد أشاد به أيما إشادة الناقد
المصري الدكتور محمد مندور، واعتبره نموذجا لما أسماه بــ«الشعر المهموس»
ذي النفس الحار القوي. وهو ديوان مازال نضرا حديثا الى اليوم، كما انه بقي
يتيما في نتاج نعيمة، إذ لم ينشر سواه من الشعر.


ونعيمة ايضا هو مؤلف مجموعة قصص قصيرة رائعة عنوانها «كان ما كان» (سنة
1937) ومنها اقصوصة «سعادة البك» (1919)، التي تؤكد مكانة نعيمة، الى جانب
محمد ومحمود تيمور ويحيى حقي وطاهر لاشين، كواحد من روّاد القصة القصيرة في
العالم العربي.





سيرة ذاتية


وقد اصدر نعيمة ثلاثة أجزاء من كتاب «سبعون» الذي حوى سيرته الذاتية، وفيه
بسط سجلا لتجربته الأدبية وخبرته على هذه الارض. كما أدخل على الأدب
العربي الحديث لونا يكاد يكون جديدا من الابداع بكتابه «مرداد» (1952)، وهو
أشبه بأمثولات جبران وبشر فارس الرمزية، وقد قارنه العقاد بسفر الجامعة
لسليمان، وهكذا قال زرادشت لنيتشه.


ولنعيمة ايضا كتاب عن جبران خليل جبران يروي فيه سيرة رفيقه جبران في
الرابطة القلمية، وهو كتاب جميل وإن ثار بصدده جدل واسع بين من ادعى انه
عبارة عن «تصفية حسابات» بينه وبين صديقه اللدود جبران خليل جبران.


ولكن القارئ العربي كاد أن ينسى هذا الجانب الأدبي المشرق من سيرة نعيمة،
ربما لأن نعيمة نفسه لم يعد إليه لاحقا. فقد انصرف الى لون من الفكر
الثيوصوفي الهندي المنشأ، على الأرجح، والذي ينصرف الى معالجة قضايا الروح
والماورائيات، من دون أي التفات يُذكر الى قضايا الإنسان على هذه الارض،
وما يصادفه فيها من متاعب جديرة ايضا بأن يهتم بها الأدباء والمفكرون
والشعراء.





«ناسك الشخروب»


ولد ميخائيل نعيمة في 17 اكتوبر سنة 1889 في قرية بسكنتا على سفح جبل صنين
المطل على البحر المتوسط. ودرس في مدرسة المعلمين الروسية ببلدة الناصرة
في فلسطين. وفي سنة 1906 التحق بسمينار بولتافا. وفي سنة 1911 عاد من روسيا
الى لبنان بعد أن اكتسب معرفة واسعة باللغة والأدب الروسيين. هاجر الى
الولايات المتحدة سنة 1912، وحصل على شهادة في القانون والفنون الحرة في
جامعة واشنطن في 1916، خدم في الجيش الاميركي على جبهة فرنسا، وبعد الحرب
حصل على منحة دراسية مكّنته من ان يدرس التاريخ والفن والأدب الفرنسي في
جامعة رين. وعند عودته الى نيويورك 1919 استأنف صلاته بالصحافة الأدبية
العربية.


وفي سنة 1920 ساهم في انشاء الرابطة القلمية وكان سكرتيرا عاما لها. وبعد
موت جبران خليل جبران سنة 1931 قرر أن يعود الى لبنان، فأقام عند عودته في
بسكنتا، وفي حيّ من أحيائها بالذات يُدعى الشخروب، وهو حي ألهم مرة أحد
رواده، وهو الروائي توفيق يوسف عواد، فأطلق على نعيمة لقب «ناسك الشخروب»
انطلاقا من عزلة نعيمة عن العالم وانصرافه الى حياة تأمل طويلة استمرت من
عام 1932 حتى رحيله عام 1988،





في معتزله الخاص


وإذا كان لكل امرئ من اسمه نصيب، فإن له من اللقب الذي قد يُطلق عليه،
نصيب ايضا، فنعيمة اعتزل كما انعزل في شخروبه هذا لا يفارقه إلا نادرا الى
العاصمة بيروت، إما ليلقي حديثا له في الإذاعة اللبنانية، أو ليحضر مناسبة
من المناسبات، وما إلى ذلك ثم يعود بعد ذلك


إلى معتزله هذا في أعالي الجبال، منصرفا الى القراءة والكتابة والتأليف
والتأمل من دون أي مشاركة تُذكر له في الحياة اللبنانية العامة. ومع ان
لبنان كان واقعا عندما عاد من الولايات المتحدة إليه عام 1932 تحت الانتداب
الفرنسي، فإن أحدا لم يسمع له صوتا او يقرأ له حرفا حول هذا الانتداب
وضرورة العمل ضده حتى يتحرر لبنان منه. وقد كان هذا الموضوع مثار جدل بينه
وبين أمين الريحاني الذي كان مطارداً من قبل الفرنسيين وموضع نقمتهم.
فنعيمة أصر على اعتزاله وعلى ان أمر تحرر لبنان من مستعمرية لا يتحمل هو
مسؤوليته!


وفي هذا النأي عن شؤون الدنيا والوطن يختلف نعيمة عن جبران خليل جبران،
فهذا الاخير شارك لبنانيين آخرين، عندما كان في نيويورك، في تأليف جمعيات
من المغتربين كانت ترسل معونات إلى اللبنانيين، وترفع صوتها في المحافل
الدولية تأييدا لقضية لبنان. أما الريحاني فلم يكن بينه وبين الانتداب
الفرنسي يوماً «حائط عمار» كما يقال، إذ ظل على الدوام عدواً له، وكذلك
لاتفاقية سايكس بيكو التي قسمت المشرق العربي الى الدول التي يتألف منها
حالياً.





ود مفقود


ولم يقم يوماً أي ود حقيقي بين نعيمة ورفيقيه هذين: جبران والريحاني، فبعد
رحيل جبران انقض نعيمة عليه وكتب سيرة له في كتابه الذي يحمل اسم «جبران
خليل جبران» أثارت غضب أكثر الذين كتبوا عنه. فقد بدا بنظرهم كمن يتعمد
الاساءة إلى جبران وتشويه صورته الرومانسية التي ارتسمت له في الذهن العام
ككاتب ذي منحى منزه بعيد عن الشهوات، أقرب ما يكون إلى صورة الصوفي او
الشاعر الفنان. ولم يكن الريحاني بأوفر حظاً في حسابات نعيمة. فمن قرأ رد
نعيمة على رسالة الريحاني إليه بخصوص ما كتبه عن جبران في كتابه، يلمس مدى
الحقد الذي كان يكنه للريحاني، كما يلمس عدم قدرته على اقناع قارئه بان ما
كتبه عن جبران من صفحات سلبية، انما كان مرده حرصه على الموضوعية البحتة
والنزاهة دون سواهما.


والواقع ان هؤلاء الأدباء الثلاثة، أي جبران والريحاني ونعيمة، يؤلفون
«الثلاثي الذهبي» لأدباء المهجر الشمالي الأميركي، رغم ما كان بينهم من سوء
علاقة وتفاهم. ولكن رغم هذه السلبية التي طبعت علاقاتهم، فقد كان هناك ما
يجمعهم. من ذلك ان لكل منهم كتاباً يجمع تصوراته الروحية او الميتافيزيكية.
بدأ هذا النهج امين الريحاني بكتابه «خالد»، فلحق به جبران، عندما كتب
كتابه الشهير «النبي». وتبع نعيمة الاثنين عندما اصدر كتابه «مرداد»
(1952).





على خطى والت وايتمان


وكان هناك نهج آخر جمعهم كلهم كان الريحاني فيه هو البادئ. بدأ الريحاني
حياته الأدبية مهتماً بالشعر والأدب بوجه عام فسجل مرحلة كتب فيها الشعر
المنثور على غرار والت وايتمان ثم انتهى من هذه المرحلة ليبدأ بغيرها.
وهكذا فعل جبران ونعيمة على غراره عندما كتب جبران قصيدته الطويلة
«المواكب»، كما كتب نعيمة «همس الجفون»، وانفك الاثنان عن الشعر في ما بعد،
كما انفك الريحاني.


وعاد نعيمة ليقلد جبران في مناحٍ اخرى. كتب جبران كتاباً واحداً في ما
يمكن اعتباره رواية، ولو بتجوز، وهو «الأجنحة المتكسرة»، فكتب نعيمة رواية
واحدة عنوانها «لقاء»، وكتب جبران أفكارا قصيرة موجزة تتضمن خلاصات تأمل،
فكتب نعيمة مثلها.. وكما كتب جبران ديوانا شعرياً واحداً، لم يكتب نعيمة
سوى ديوان شعري واحد.


كان هناك اذاً نوع من تقليد او نهج سلكه أحدهم في البداية فسلك الآخران
مسلكه لاحقا. ومع الوقت تكون إرث ادبي وفكري ضخم لهؤلاء الثلاثة كان له
نفوذ كبير في الادب العربي المعاصر، رغم ما يشوب هذا الارث احياناً من
ركاكات لا تخفى على من يطالع ملف هؤلاء الأدباء الثلاثة. ولكن إيجابيات هذا
الملف وإنجازاته ترجح بلا شك على الاخفاقات التي يمكن ان تؤخذ عليه.





نهاية الرحلة


ويلاحظ كثير من الباحثين اليوم ان جبران خليل خبران، ومعه الريحاني، ما
زالا في الطليعة بين أدباء المهجر، وان نعيمة، على أهمية ما قدمه، وبخاصة
في مرحلته الادبية الاولى، قد تراجع في السنوات الأخيرة، وعلى الأرجح
استناداً إلى انكبابه على قضايا الروح والتقمص واستغراق هذه القضايا لمجمل
ما كتبه على مدى خمسين عاما او اكثر ولدرجة ان البعض يدرجه في عداد الوعاظ
والنساك والمرشدين.


وقد يكون هو نفسه اسهم في تراجع منزلته لانه هجر تماماً فنون الادب التي
بدأ حياته وانصرف الى ما انصرف إليه، وكرر حتى اضجر قارئه كما قال عنه مرة
توفيق يوسف عواد. ولكنه رغم تراجعه، ما زال احد الاسماء والرموز البارزة في
الادب والفكر العربي في القرن العشرين.


جهاد فاضل - القبس
عبدالله
عبدالله

ذكر عدد الرسائل : 1759
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 26/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى